ولد الشيخ صالح جاسم الطحان في بلدة كودنة التابعة لمحافظة القنيطرة في سوريا عام 1940 تلقى تعليمه الابتدائي بالجولان حيث تفوق على زملائه و كان من الأوائل في شهادة الدراسة الابتدائية آنذاك و كانت تسمى (( السرتفيكا )) و نتج عن هذا أن أعطي منحة للدراسة في الأقسام الداخلية بمدارس دمشق و كانت المنحة تلك تمنح للمتفوقين، تابع دراسته الإعدادية و الثانوية و بعد أن نال شهادة الثانوية (( البكالوريا )) التحق بجامعة دمشق حيث درس القانون في كلية الحقوق فتخرج منها و حصل على درجة الليسانس في الحقوق ثم نال بعد ذلك درجة الليسانس في إدارة الأعمال من نفس الجامعة و تابع الدراسة العالية بالعلوم الإدارية في مصر.
عمل موظفاً في مصرف سورية المركزي و هناك كون صداقة عميقة مع كبار موظفي المصرف حيث أحبهم و أحبوه و كان له موقعا متميزاً في مصرف سورية المركزي.
انتخب في عام 1973 عضوا في مجلس الشعب السوري و قد كان عنصراً فاعلاً في المجلس فدافع عن حقوق الشعب الذي أولاه الثقة تحت قبة البرلمان السوري و كان محبوباً جداً من رئيس المجلس في ذلك الزمان الأستاذ محمد علي الحلبي و من معظم أعضاء المجلس , كانت تربطه علاقات صداقة و مودة مع بعض أعضاء المجلس أذكر منهم المرحوم الأستاذ مروان شيخه الإذاعي المشهور في إذاعة دمشق و آخرين أمثال الدكتور إبراهيم سلقيني و غيره.
عمل في المحاماة بعد أن استقال من وظيفته في المصرف المركزي و كان محامياً بارعاً متميزاً حاز على محبة الكثير من القضاة النزيهين في دمشق و غيرها كما حاز على محبة اخوانه المحامين الذين كانو يكنون له كل محبة و احترام.
أحب دمشق حباً كبيراً و قضى أكثر أيام عمره بها أحب حاراتها الشعبية و استنشق عبق ياسمينها الذي عطر جوها برائحته والزكية و بخاصة في حي المزة – فيلات غربية – الذي كان يسكن به.
كان المرحوم صالح الطحان محباً لأهله و ذويه و لأبناء عشيرته فكان يحث الشباب على التعلم و اكتساب المعرفة للحاق بركب الحضارة كما أحب وطنه سوريا حباً شديداً , و اذكر الألم الذي كان يعتصر قلبه بعد احتلال إسرائيل للجولان في سنة 1967 و للقرى و البلدات التي اخترقتها إسرائيل في حرب تشرين عام 1973
تألم على وطنه كثيراً حينما رآه رهينة لقيادات هزيلة أمام العدو، شجاعة على شعبها و كم كان يتمنى لو تحررت سوريا من هذا الظلم الذي فرض على شعبها بقوة السلاح.
كان وحدويا يحب وحدة العرب و المسلمين و كان الحلم الذي يراوده أن يرى أمته و قد توحدت لاسترداد أرضها و نيل حريتها و كرامتها
سافر إلى عدة دول مثل ألمانيا وروسيا و مصر و لبنان و الأردن و أعجب كثيرا بالنهضة العظيمة التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة عندما زارها عام 1995 و قد أذهله ما تحقق خلال فترة قصيرة من تقدم و ازدهار و تمنى لو أن كل الدول العربية تسير على نفس الطريق
رحم الله الشيخ صالح – أبا ضرار – فقد كان إنساناً مخلصاً و فارساً شجاعاً في كافة المحافل و مدافعا عن قضايا الفقراء فتبوأ مكانة عالية بين أبناء محافظته و أبناء المحافظات الأخرى و بخاصة دمشق , أحبه الناس و حزنوا عليه حزنا شديدا عند وفاته و الشاهد على ذلك انسداد الطرق المؤدية إلى بلدة كودنة يوم تشييع جثمانه الطاهر من قبل الآلاف في حزيران عام 2000 ميلادي
أخيرا هذه نبذة مختصرة عن حياة ذلك الرجل الصالح و المغفور له بإذن الله، أرجو أن أكون قد وفقت ووفيته جزءا من حقه بهذه السطور القليلة " و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين "
بــقلـــم:
النعــيــمي
التعليقات