تراجعت كميات الحبوب التي تسلمتها مؤسسة حبوب النظام في القامشلي من مزارعي الحسكة هذا الموسم بسبب منافسة "الإدارة الذاتية" لها في عمليات شراء القمح من الحقول التي تخضع بمعظمها في مناطق سيطرتها إلى ضعف إنتاج وحدة المساحة نتيجة ظروف العمل الصعبة في المحافظة وعموم البلاد منذ سنوات.
وذكرت مصادر إعلامية موالية أن كميات القمح المسوقة إلى مركزي الشراء "جرمز" و"الثروة الحيوانية" التابعين لفرع مؤسسة الحبوب بالقامشلي بلغت 21 ألفا و153 طناً، مبينة أن فرع الحبوب بالقامشلي قام بتحويل مبلغ مليارين و 110 مليون ل.س من قيم الفواتير للفلاحين لفروع المصرف الزراعي بالمحافظة.
سرعة في صرف الفواتير
وفي السياق ذاته قال المهندس محمد الهاشمي مدير مركز حبوب بلدة ظهر العرب لـ " موقع تلفزيون سوريا" إن حكومة النظام وجهت مصارفها هذا العام بعدم حسم الديون من المزارعين وكفلائهم كما صرفت الفواتير المستحقة بسرعة مقارنة بالأعوام السابقة بما فيها قبل عام 2011.
وأوضح المهندس أن الكمية المعلن عن استلامها تعتبر ضئيلة للغاية مقارنة بإنتاج المحافظة حالياً وليس سابقاً حين كان يصل إلى 1 مليون طن العقد الماضي، مشيراً إلى أن مركز حبوب ظهر العرب الصغير بالنسبة لمراكز الحبوب في مدينة القامشلي كان يستلم قرابة 35 ألف طن من القمح كل موسم، رغم عدم احتوائه سوى صومعة واحدة صغيرة.
ولفت الهاشمي إلى أن حكومة النظام رفعت سعر 1كغ من القمح إلى 175 ليرة مقابل 140 ليرة سورية خلال الموسم الماضي بهدف تشجيع المزارعين على التسويق إلى مراكز استلام الحبوب في مناطق سيطرتها بالقامشلي، فيما تسعى الإدارة الذاتية لمنافسة عبر دفع مبلغ 171 ليرة /1كغ قمح وفق فواتير صرفت الأسبوع الماضي، فيما كانت تدفع 143 ليرة سورية العام الماضي حين تسلمت كميات محدودة خزنتها بمراكز حبوب تل عدس وكراتشوك والمالكية.
9 مراكز للإدارة الذاتية
وافتتحت الإدارة الكردية هذا الموسم تسعة مراكز بالحسكة، منها أربعة تشتري القمح الدكمة (دون أكياس) والمشول (بأكياس)، وهي: مركز المالكية، وملا سباط في القامشلي، وغويران بالحسكة، والسفح برأس العين، إضافة إلى خمسة مراكز تشتري الدكمة فقط، وهي: كل من صوامع القحطانية، وصوامع كبكا في ريف القامشلي، وصوامع الدرباسية، وصوامع بروج، وصوامع تل عدس، ومركز حبوب المالكية بمنطقة المالكية، بحسب تعميم أصدرته مديرية الزراعة والثروة الحيوانية في الإدارة.
وحددت هيئة الاقتصاد التابعة للإدارة الذاتية أسعار شراء القمح بنوعيه القاسي والطري، فجاء سعر الطن الواحد القمح من الدرجة الأولى بـ 175000 ليرة سورية، ومبلغ 173250 ليرة للدرجة الثانية، ومبلغ 171500 ليرة بالنسبة للدرجة الثالثة، وبنسبة حسم تصل إلى 1،25 بالنسبة للدرجة الرابعة مقارنة بالسعر المحدد للدرجة الثالثة، بحيث يتم تسليم الفواتير للمزارعين خلال فترة أقصاها 15 يوماً على الأكثر.
سعر السوق السوداء أفضل
وفي آذار/مارس الماضي، رفعت حكومة النظام أسعار استلام محصولي القمح والشعير من الفلاحين بمبلغ 175 ليرة للكيلو غرام الواحد من القمح و130 ليرة لكيلو غرام الشعير، لكن أسعار الشعير بأسواق المحافظة -السوداء- أعلى من هذا السعر وهذا ما يفسر عدم استلام مراكز القامشلي التابعة للنظام أي كميات من الشعير.
وعزا مدير الشركة العامة للخزن وتسويق الحبوب في الحكومة السورية المؤقتة واصف الزاب انخفاض الإنتاج إلى تراجع المساحة المزروعة بشكل ملحوظ حيث بلغت المساحة المزروعة نحو 500 ألف هكتار، وهي نسبة متدنية بالمقارنة مع السنوات السابقة نتيجة عدم قدرة المزارعين على تأمين مستلزمات الإنتاج والتوجه لزراعة محاصيل أخرى تجنبهم ارتفاع التكاليف والجهد.
1،5 مليون طن من كل سوريا
وقال الزاب لـ" تلفزيون سوريا" إن موسم 2018 قد تأثر كثيرا بالظروف المناخية حيث شهد شهرا آذار ونيسان قلة الأمطار كما أثرت درجة الحرارة المرتفعة خلال فترة تشكل السنابل في نهاية فترة الربيع بشكل كبير.
وتوقع الزاب عدم تجاوز الإنتاج في سوريا هذا العام عتبة 1،5 مليون طن في عموم البلاد وأقل من نصفها في الحسكة يتم تسويقها للنظام وللإدارة الذاتية، ما سيجبر النظام هذه السنة على شراء القمح من الخارج لتغطية العجز، فالاستهلاك السنوي لسوريا من القمح يقدر بين 2.7 مليون و3 ملايين طن حسب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو".
وتفرض الدارة الذاتية على المزارعين بالحسكة في مناطق سيطرتها ضريبة تقدر بـ 5 آلاف ليرة سورية على كل شاحنة تمر عبر حواجزهم في حال أراد المزارع تسويق المحصول إلى مراكز النظام بالقامشلي، طمعاً بالسعر الأعلى وبتحمل هذه المراكز تكلفة النقل والتعبئة (ثمن الأكياس).
واستلم فرع المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب بالحسكة خلال الموسم الفائت 184 ألف طن من القمح، واستلم عام 2016 نحو 340 ألف طن من القمح، بعد أن تجاوز إنتاج المحافظة المليون طن ونصف قبل 10 سنوات، حسب الأرقام الرسمية.
وحسب إحصائيات مديرية زراعة الحسكة فإن المساحات التي كانت مزروعة بالقمح هذا الموسم بلغت 417000 هكتار منها 92 ألف هكتار مروي بينما بلغت مساحات الشعير 427200 هكتار منها 17632 هكتارا زراعة مروية.