*بجيله*
هي قبيلة قحطانية يمانية الأصل حجازية الموطن ، منها صحابة ورواة حديث وولاة وشعراء ، وكان لبعضهم شأن عظيم أيام الدولة الإسـلامية الكبرى ، وبطون القبيلة كثيرة ومتشعبة بسبب عراقة القبيلة ، وهي منتشرة بعدة مناطق وبلدان عربية وإسلامية ، لكن بطول الزمن صاروا يحملون ألقاب مأخوذة من أحد بطون أو فروع القبيلة ، فمثلا" أهل الطائف يلقبون بالمالكي نسبة لبطن ( بني مالك ) . وأهل الكويت كانوا يعرفون بالبُجلان نسبة لبطن ( بجالة ) . وأهل قطر يُلقب بعضهم الفراهيد . وبعض أهل دولة الإمارات العربية يقال لهم النقبيين . وأهل اليمن يشتهرون بعدة ألقاب ، منها السرو . وأيضا" أهل العراق يحملون عدة ألقاب ، منها بنو فتيان والعمايره وغيرهم . وبعض أهل بلاد الشام يعرفون بالفتيانيين .
*نسب القبيله*
أغلب المراجع تعد بجيلة من القبائل القحطانية وتقول هم : أبناء أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث بن نبت مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ من قحطان الذين أشتهروا وعرفوا بأسم أمهم ، وهي بجيلة بنت صعب بن سعد العشيرة بن مذحج بن أدد (وهو الأزد) بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ من قحطان ، وتذكر المراجع ان أسم (بجيلة) يعني (عظيمة القدر) ، وهناك عدة قبائل عربية تشتهر بأسم الأم ، منها على سبيل المثال لا الحصر : باهلة ، بجلة ، بسة ، جديلة ، جميلة ، سحمة ، عائذة ، عاملة ، مزينة ، وغيرهم . ومن جانب آخر ، فإن بعض المراجع أعتبرت أبو القبيلة ( أنمار ) هو إبن نزار بن معد من العدنانية ، وهو قول يخالف قول غالبية المراجع وكتب الأنساب .
والجدير بالذكر ، فانه بسبب قدم وعراقة قبيلة بجيلة فإنها ترتبط بقرابة مع كثير من القبائل العربية القديمة والمعاصرة ، منها على سبيل المثال : أخوتهم قبيلة (خثعم) التي منها قبيلة مطير المعاصرة ، وقبيلة الأزد الشهيرة ، وقبيلة بني العنبر من تميم ، وقبيلة بني عدوان ، وغيرهم .
*مواطن القبيله*
موطن القبيلة قبل الإسلام :
يقول البكري في معجم ما أستعجم بان قبيلتي بجيلة وخثعم أبناء أنمار كانوا يقيمون بغور تهامة وما يليها من ظواهر نجد قبل أن تقوم بنو مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بإجلائهم عن بلادهم . فرحلت قبيلتى بجيلة وخثعم أبناء أنمار إلى جبال السروات (جمع سراة) ، وكان يسكنها قوم يقال لهم بنو ثابر ، فقاتلوهم وتغلبوا عليهم ، وأجلوهم عن موطنهم ، فصارت السراة لبجيلة إلى أعالي تربة (وتربة مازالت تعرف بنفس الأسم) . وبعد أن أستولت بجيلة على السراة كانت دارهم جامعة ، وأيديهم واحدة ، حتى وقعت حرب بين بطون القبيلة نفسها ، فتفرقت بطونها على البلاد بسبب تلك الحروب ، فأستقر بعض بنو قسر في (نجران) مجاورين لبني الحارث بن كعب ، وبعضهم صاروا بعمان ، وأستوطن قسم من بنو أحمس بالبحرين (ليست مملكة البحرين) ، وسكن بالبادية فيما بين اليمامة والبحرين بطن يقال لهم الجلاعم (وهم من بطن سحمة بن سعد) ، ولم يزالوا على ذلك التفرق والشتات حتى ظهور الإسلام ، فقام الصحابي جرير بن عبدالله البجلي بجمعهم .
والجدير بالذكر ، فان المراجع تقول بان السراة (وفي الجمع يقال سروات) هي أعظم جبال جزيرة العرب وهو الحد الفاصل بين تهامة ونجد ، وتقع بين جرش والطائف . ويقول الهمداني بان جبل السراة يصل ما بين أقصى اليمن إلى الشام في عرض مسير أربعة أيام . ويقول القزويني : السراة في الحجاز ، وهي جبال حاجزة بين تهامة واليمن ، وهي جبال عظيمة الطول والعرض والامتداد ، ومنها جبل (الحديد) الذي يقع بديار بجيلة ، والسروات (جمع سراة) كثيرة الأهل والعيون والأنهار والأشجار ، وبأسفلها أودية تنصب إلى البحر ، وأهلها أفصح الناس ، أولها هذيل ثم بجيلة ثم أزد شنوة . ويقول فؤاد حمزة (في كتاب بلاد عسير) ان (عسير) هي تسمية حديثة وكان قدماء المؤرخين العرب يسمونها بلاد (السراة) ، وكانت كل سراة تنسب إلى القبيلة التي تسكنها ، فيقال (سراة الأزد) ، وسراة بجيلة ، وهكذا .
موطن القبيلة بعد الإسلام :
تذكر المراجع ان موطن قبيلة بجيلة وأخوتهم قبيلة خثعم كان في سروات اليمن والحجاز إلى تبالة ، ثم تفرقوا أيام الفتح على الآفاق ، كالعراق والشام ، ولم يبق بموطنهم الأصلي إلا القليل من بطونها ، ومن جبالهم (البثراء) ، ومن أوديتهم (عرادات) ، وهو واد ممتد أعلاه عقبة تهامه وأسفله (تربة) بين اليمن ونجد ، و(تربة) واد يأخذ من السراة ويفرغ في نجران . وكانت منطقة (تربة) في القرن الماضي محل نزاع بين الهاشميين الأشراف (حكام الحجاز وقتها) وبين أبن سعود (حاكم نجد) على تبعيتها ، هل (تربة) من الحجاز أم من نجد ، وأستشهد (بن سعود) بمذهب أهلها لاثبات تبعيتها لنجد .
وبعد الفتوحات الإسلامية لبلاد الشام والعراق التي كان لبطون بجيلة شرف المشاركه فيها ، أستقر بعضهم في تلك البلاد التي صارت من أراضي الدولة الإسلامية الكبرى ، وبعض بطونها سكنت أرض البحرين ، وهي منطقة ساحل الخليج الغربي الممتد حتى منطقة كاظمة الكويتية . وتذكر المراجع إن الصحابي جرير بن عبدالله البجلي وقومه من بجيلة سكنوا كاظمة (منطقة بشمال دولة الكويت) بعد معركة (يوم مهران) ، ومراجع أخرى تقول أنهم نزلوا بمكان يقال له غضي (أيضا" موقع بشمال دولة الكويت) . علما" إن منطقة كاظمة الكويتية كان لها تاريخ حافل قبل الإسلام وبعده ، وبها قبر والد الشاعر الشهير بلقب (الفرزدق) ، وكانت كاظمة منطقة معمورة حتى أيام الدولة العثمانية .
*بطون القبيله*
الثابت بالمراجع إن ( أنمار بن أراش القحطاني ) أنجب من زوجته ( بجيلة بنت صعب ) : عبقر ، وصبيهة (أو صهيبة) ، وخزيمة ، ووداعة ، وأسهل ، وشهلا ، وطريف ، وسنية ، وجداعة (أو جدعة) ، والحارث ، والغوث ، وهم الذين صاروا يمثلون بطون القبيلة التي اشتهرت بأسم الأم ( بجيلة ) .
وبطون قبيلة بجيلة كثيرة ومتشعبة ، فهناك بطون كبيرة وواسعة تنحدر منها عدة بطون أخرى ، مثل : بنو قسر بن عبقر ، وبنو أحمس بن الغوث . وهناك بطون أصغر من حيث الحجم والتفريعات ، مثل : بنو صهيبة ، وبنو أفرك ، وبنو قيس كبة ، وغيرهم . وهناك بطون دخلت مع قبائل الأزد وسعد العشيرة والحارث بن كعب وغيرهم من القبائل القحطانية التي تقرب لهم من ناحية أمهم ( بجيلة بنت صعب ) .
(مشجرة بعض بطون قبيلة بجيلة القحطانية)