الكبابيش قبيلة بدوية كبيرة، وهم من رعاة الإبل المترحلين المتجولين، ووجودهم يرجع لدخول العرب في السودان، وما زالت ملامحهم تحمل الطابع العربي والملامح البدوية. سكنوا أولاً شرق العفاض، وما زالت لهم بقايا هناك في منطقة دنقلا.. وارتحل الكبابيش جنوباً من تلك المنطقة حتى بلغوا أم درمان ودخلوا في حلف مع الجموعية على عهد المك المحينة، ثم واصلوا مسيرتهم حتى بلغوا المنطقة التي أقاموا فيها بعد ذلك، والممتدة شرقاً حتى فتاشة وغرباً حتى الحدود مع ولاية شرق دارفور، في أم قويز غرب أم سنطة. وحدود الامارة من الناحية الشمالية في جبل العين وأبو تيارة حتى جبل تقرر. ولأن الكبابيش رحَّل فإنهم يتنقلون بعوائلهم وأسرهم من مكان لآخر، ولكبر عدد القبيلة فإن مساراتهم عديدة وهم يذهبون حتى شرق وجنوب دارفور في فترة النشوق، وبعدها يتجهون شمالاً حتى جبل الميدوب، وفي السنين التي تهطل فيها أمطار غزيرة في الخريف يتجهون الى (الجزو) الواقع شمال الكبابيش، والممتد حتى الحدود الليبية حيث يحلون بوادي مجرور ووادي هور، وتأكل الإبل وبقية الماشية من الحشائش الخضراء النديانة. ومن هنا يتضح ان القبيلة كانت في حالة ترحال وتنقل دائمين، ومع ذلك كانت لهم خلاوى قليلة متنقلة وهي خلوة الفكي نور الهدى الذي أتى من الشمالية وخلوة الفكي محمد الجعيلي وحتى نهاية العقد الثالث من القرن العشرين المنصرم لم يشهد الكبابيش في ديارهم تعليماً نظامياً، ولكن في عام 1931م انتدب الاستاذ حسن نجيلة في ذات العام الذي تخرَّج فيه من مدرسة العرفاء في عام 1931م، بعد أن عمل شهرين بموطنه بمدينة سنجة وانتدب لفتح مدرسة اولية في بادية الكبابيش وهي مدرسة متنقلة معهم، وضمت عند افتتاحها أبناء الشيخ علي التوم زعيم القبيلة وبعض أبناء النوراب. وكما ذكر الاستاذ حسن نجيلة في كتابه (ذكرياتي في البادية) أنه أحضر معه منضدة صغيرة وكرسي جلوس، وكان البدويون في ذلك الوقت يمرون ليتفرجوا عليهما. وفي البداية توجس منه البدويون لا سيما زعيمهم علي التوم، خشية ان تكون الحكومة قد بعثته (عيناً) وجاسوساً عليهم، ولكنهم اطمأنوا إليه وأدناه الشيخ علي التوم منه، وكما يقول المخضرمون من البدويين إنه كان يحبه حباً جماً وعامله معاملة رقيقة خاصة، واعتبره ابنه وعاش معهم كواحد منهم، وكان يترحَّل معهم بالجمال من مكان لآخر.

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث