بدايةً ما هي سيرتك الذاتية ؟
أنا الدكتور أحمد طه الشيخ علي، أنحدر من عائلة علمية دينية.
هذه العائلة أعطتني مسيرة للجمع بين ثقافتين؛ ثقافة العلم والمدنية، وثقافة التواصل مع جدودي العشائرية وثقافتي العشائرية.
أكملت دراسة الماجسيتر في العراق، ثم هاجرت في التسعينات وأكملت الدكتوراة في العراق بعد رجوعي من المهجر.
أنا الآن عضو البرلمان العراقي بعد أن تدرجت في المناصب الوظيفية من الجامعة ثم نائبًا لمحافظة ديقار والآن عضو مجلس النواب العراقي.
في يقيني إن تشكيلات الأرض وتشكيل عشائرنا ووجودنا الإنساني مرتبط مع حياتنا ووجودنا وأيضاً مع ثقافتنا ومع انحدارنا في الأنساب العربية؛ سواء إن كانت هذه القبائل العربية التي هاجرت من اليمن للعراق أو الهجرات العربية التي توطنت فيها العرب في بلاد الرافدين.
لا يستطيع أحد خاصةً في مجتمعاتنا الشرقية أن يبتعد عن وجودنا العشائري لأنه وجود حياة أرض زراعية ممتدة أو أراضي ممتدة فيها من عشائرنا؛ سواء كانوا بدو يتحركون مع هذه الأرض أو مزارعين يرتبطون بالأرض، فتكون حياتهم مرتبطة مع أرضهم التي تمثل الثقافة والمعاني والقيم الناتجة من هذه المجتمعات والأعراف والتقاليد التي تستلهم الدين والرجولة والفروسية وتجربة الحياة، لأننا نتحدث عن كثير من هؤلاء الرجال التي خرجت من مدرسة الحياة فكانوا مشايخ ومضايف لحل المشاكل ولإطعام الناس والعطف على الفقراء.
وبالإضافة لكونها مدارس فهي محكمة لحل النزاعات وضيافة المحتاجين والتعلم، وأيضا مكانًا تجلس فيه العشائر كمنتدى للثقافة وطرح الأراء.

 

وماذا عن طبيعة العلاقات العشائرية في العراق؟
العشائر في تاريخ العراق الديني والسياسي إضافة لحل النزاعات وماتحدثنا عنه سابقاً_فهي مكان لرفد سلة البلد بالمحاصيل والمواد الغذائية.
فالوجود هو وجود سياسي ووجود ثقافي.
ووجدت من خلال تجربتي أن أقوى الشخصيات هم من جمعوا بين شهادتين العلم والتعلم والشهادة والامتداد الثقافي المبني على الفروسية والرجولة قيمة العلم والأخلاق.
فهما في النهاية قيمة كبرى تحدث عنها القرآن في الجمع بين القيميتن "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات"، العلاقات تشكل جانب مهم جداً.
أولاً على مستوي وحدة النسيج المجتمعي؛ تجد أن الارتباطات العشائرية ممتدة بين الشمال والوسط والجنوب بمختلف هذه العشائر سواء في الصحراء أو الزراعة أو المدينة، حتى وإن اختلفت الثقافة أو حتى المذاهب الدينية التي لها ظروف تاريخية لكن المعتقد واحد والامتداد النسجي واحد وهذا يؤدي إلى وحدة النسيج ووحدة التاريخ.
لذلك تجد بين الجنوب والوسط تصاهر وامتداد وزيجات، نسبة أدت إلى هذا بالإضافة لهذا الأنساب العربية إثر نزوح القبائل إلى العراق، فالقبائل امتدادها كبير وما نتج عن هذه القبائل من عشائر أخرى.
وكذلك القبائل الأخري بامتدادها على جانبي العراق والفرات؛ هذه القبائل شكلت امتداد هام فثورة العشرين كانت شعلتها الأولى فرسان العشائر الذين استجابوا للنداء الوطني والشرعي.
فالثورات التي حدثت مثلاً مهاجمة الإنجليز والانتفاضات التي حدثت ضد النظام السابق والآن مواجهة الخطر الذي هدد وحدة العراق؛ استجابت العشائر على طريقة الفزعة والاستجابة لنداء الجهاد فتوحدت العشائر، والنداء الذي يجمع بين كل أبناء الوسط والجنوب وتختلط الدماء للمدافعة عن الوطن والعرض والشرف وحدود ترابنا.
هذا الامتداد والانصهار ليس شعارا، ولكن امتداد جنوب كذلك كثير من النزاعات التي تحدث حتى بين العشائر الآخرى، حيث نجد أن العشائر ينتقلون لتسوية النزاعات وتتحول النزاعات بعد جلسة المصالحة إلى علاقة أخرى.
فمثلا أجد أن البعض يتحدث عن قضية الفصل أو الفصلية، أي المرأة التي تعطي وتفصل جراء حادث قتل أن هذا الجواز سيؤدي إلى تحويل قضية القتل لمصاهرة ويتحول الكثير من الأعداء الذين تقاتلوا بالأمس يتزاورن اليوم.
نعم قد يكون هناك اعتراض على فصل المرأة عن الجواز نعم هذا غير مقبول في رجولة قبائلنا وفي فروسيتنا، ولكن في الجانب الشرعي يجب أن يكون هناك اختيار للمرأة بالإضافة إلى هذه العادة العربية، ولكن فلسفتها تحويل العداوات إلى رحمة والعدو يتحول لصديق حميم بعد هذه العادة العربية والمهم فيها هو أن نراعي انسانية المرأة وأن يكون لها الخيار.
وأنا واحد من الذين حدثت معهم هذه القضية مع أعمامي، والآن أولادهم من يقفون معهم في حماية العشيرة أو حمايتي الالشخصية.
فالعلاقات العشائرية أدت إلى وحدة النسيج المجتمعي ووحدة التراب وثقافة مختلفة بين العشيرة تنتج قادة عمل سياسي وثقافي.
وهذه النزاعات الثقافية أدت إلى حدوث كثير من الثقافات ونجد الامتدادت العشائرية منسمجة مع تجربتنا.

 

 

مادور القبيلة في حل النزاعات التي تحدث بين أبناء القبائل في العراق ؟
دور أساسي خاصة في المجتمعات العشائرية حيث لاحظنا في الأدوار التي تقع فيها سلطة الحكومة يكون للدور العشائري مكان مهم .
الآن المشايخ في حركة دائمة في المضايف والمجالس لحل كثير من النزاعات وأن العرف العشائري تحول لقانون يحفظه الجميع ، فما يحدث بين قبيلتين في القتل أو النزاعات أو الجروح فالقصاص معروف تماماً لدى المشايخ وتحول لقانون.
وفي حديثي مع الأخوة المحامين والقضاة الواعيين أكدوا أن هذا الجهد العشائري يخفف عنا عبء ثقيل، ففي اللحظات التي تقع فيها سلطة الدولة والسلاح الموجود بين العشائر تحدث مشاكل كبيرة سواء اجتماعية أو سلاح أو خلافات على الأرض أو القيم الاجتماعية أو قيم الرجولة، فالعشائر تأخذ دور كبير في حلها.

 

هل تعدد القبائل بأيدولجيتها المختلفة يشكل خطرا علي العراق من وجهة نظرك؟
بالنسبة للاختلاف الأيدولجي بين القبائل العربية؛ فالمعيشة مختلطة تماما فمثلا في الأماكن التي فيها قبيلة معينة أغلب الأسر بينها تصاهر .

 


فأين يكمن الخطر؟
ذلك حينما تتدخل السياسة لتحول الخلاف والتنوع الأيدولجي _فالعراق بلد متنوع_ إلى عامل سلبي كما حدث في كثير من تاريخنا سواء العراق أو الدول العربية.
وكما يحدث الآن فنحن نجد أن التعايش تعايش سلمي طبيعي بين الشيعة والسنة وتصاهر فيما بينهم.
وأنا واحد ممن في نسبهم اختلاط بين مذهبين تعتمد على النسب والدم ولا تحركها إلا أدوار معينة .فالدور إيجابي فنحن نعرف _سواء في العراق أو أي مكان آخر_ أن أصل الأشياء هو التنوع فالقرآن قال "وخلقناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا".
الاختلاف حتى في المباني الدينية هو أصل الأشياء، فبين الفقهاء معروف أن الاختلاف رحمة والاختلاف أصله حتى في الفقه.
والاختلاف تنوع وليس تضاد، وإذا كانت الدولة تحرص على وحدة المجتمع وقامت على نظام سياسي مستقر ستنتهي هذه الأشياء، حيث توصل الجميع أن التحرك السياسي السلبي أدى إلى هذا الاختلافات.
اختلاف المذاهب انطلق من العراق، التنوع شئ طبيعي باعتبار العراق وبلاد الرافدين مركز حضارة فالكثير من البلدان العربية انطلق في أعقاب العراق في أغلبية المذاهب الأدبية مثل النحو حتى نجد أن مختلف العشائر تشارك فيها مختلف الديانات بالإضافة إلى اختلافات المذاهب ربما قد يكون هناك بعض المتطرفين والذين موجودين حتى في أوروبا لكن المساحة الواسعة هي ثقافة العشائر والمضيف والمجالس.

 

هل يوجد لوبي في البرلمان العراقي؟ وما هي قوة هذا التنظيم؟
قضية وجود اللوبي مع وجود الدولة العراقية الحديثة مع 1921م تشكل مجلس الأعيان وكان في جله أعيان العراق من المشايخ ورجالات العراق من مشايخها، وكذلك في البرلمان في العهد الملكي ثم اخذت تتشكل مؤسسات مجتمعات الأعيان والمشايخ.
الآن يوجد في البرلمان العراقي لجنة شئون حيث طرح لجنة عشائر. حتى وإن لاقى صراع فكري لكننا نجد بعض الأخوة الذين هاجموا هذا الوجود.
فالوجود العشائري طبيعي ويجب أن نحاول أن نعدل ذلك.

 

ما هي أهم المشاكل التي تواجه العشائر في العراق ؟
بعض المشاكل ناتجة عن تصرفات سلبية أو بعض القيم السلبية التي تتصارع مع المدنية، ولكن بصورة عامة نجد أن الامتداد العشائري طبيعي مثل وجود السهل والجبل والأمطار ويجب أن نتعامل معه وأن نجعل من التحولات الاجتماعية نحو المدنية والحضارة والنظام والقانون.

ويعتبر المبدأ الوطني والقانون هو العرف الأسمى الذي نحترمه ويبقى داخل المجتمعات. فهناك حراك بعيد عن الدولة ويحتاج أن يكون هناك علاقات ودية والقانون الأسمى عندنا لا نجد حلاً لهذه المؤسسات ولكن ظهر على شكل مؤسسات ولكن هناك دعوة لمجلس الأعيان.
فالدولة العراقية الآن في حالة تشكل من جديد في النظام الديمقراطي ومؤسساتها تنمو في ظروف صعبة وهناك دعوات لتشكيل مجلس أعيان ربما يأخذ شكل آخر ولكن هذا اللوبي له وجود فعلي.

 

هل يوجد بحوث علمية تدرس هذه الشريحة من حيث إيجابياتها وسلبيتها ؟
هناك دراسات متعددة في هذا الجانب مثل البحوث العلمية والاجتماعية للدكتور علي وردي، والتي حللت المجتمع العراقي والصراع مع المدينة واستعراض القيم ونتفق أو نتخلف مع دكتور وردي في هذا، ولكن معظمها قراءات صراعتنا مع المدنية، وأيضا هناك دراسات تاريخية استبطنت الدراسات العشائرية مثلاُ "خمسة قرون لتاريخ العراق الحديثة" مثل دكتور عباس العزاوي ، ودراسات للأنساب تتحدث عن القبائل العربية حيث يوجد نسابين لا يزالوا موجودين حينما تختلط الأنساب أو يراد إعادة الفروع إلى أصولها، هناك بعض الدراسات الأدبية ونسابين لايزالون موجودين حينما تختلط الأنساب أو يراد إعادة الفروع إلى أصولها، ودراسات الرجالات تأتي من خلال دراسة المدن تاريخ العصرية ومدينة سوق الشيوخ والرفاعي هذه الأماكن حينما تدرس، تدرس العشائر الموجودة والرجالات التي خرجت من هذه القبائل وتحولت لتاريخية وسياسية واجتماعية.

 

هل ترى في القبائل العراقية قوة سياسية؟ ماهي السلبيات والإيجابيات لذلك؟
الحديث عن تكوين سياسي من العشائر؛ فأجد أن التكوين السياسي وبناء الدولة الحالي يعتمد على المؤسسات، ومن أجل أن نستكمل المؤسسات لابد من تطوير وبناء المؤسسات على هذه الرؤية قوائم انتخابية وليست أحزاب تبنى على العشائرية.
هناك خطاب واضح ولغة واحدة بين العشائر ومن يعيشونها في اختلافاتها وأفراحها وأحزانها وحراكها الاجتماعي يكونوا أكبر وأقدر، ويمكن أن يكونوا قائماً ينثل كل المكونات ولها سقف واحد حتى نتخذها واحدا من الحلول التي نمر بها مرحلة التحديات التي أثرت على تكويناتنا المذهبية والعشائرية، فيوجد في تاريخنا مؤسسات للعمال والفلاحين والأساتذة والأطباء يمكن أن تمثل من خلال قائمة أو اتحاد معين أو نظام الأعيان أو مجلس أعلى للعشائر.

 

 

حدثنا عن التحديات التي تواجه القبائل في العراق؟
المعروف أن كثير من الحلول واستنهاض الهمم مهم جداً.
ففي مراحل معينة سياسية أو تاريخية يحتاج إلى تهدئة في حقب تاريخية أخرى، والآن نعيش حالة من الهجرة للمدينة عندنا أزمة انتشار السلاح والسلاح الثقيل وعندنا واحدة من المشاكل أيضاً هذه التي خلقت عرف معين.
فهناك شيء من المعارضة والعدائية لسلطة الدولة ووجود الحكومة خاصةً العراق مر بتحديات كبيرة وممارسات الدولة باعتبار الحكومة انتقالية ومشكلة حديثاً والصراع الذي صنع رأي عام مضاد للدولة ومضاد لقيام مؤسسة ديمقراطية بعضها معتمدة على الجانب المذهبي وعلى جانب مقاومة الأعداء، وبعضها أخذ جانب مضاد للدولة وخاصة قضية الفساد استغلت بشكل كبير وسببت هوة بين المجتمع العشائري والدولة .
والآن الممارسة طبيعية ولكن إعلامياً هناك مشكلة كبيرة هذه مجموعة من التحديات وفي وقت أخر نستكمل باقي المشاكل التي تحتاج إعادة نظر.


ماذا عن الصراع داخل البيت العربي فيما يخص العشائر؟
في الغالب حاولت بعض وسائل الإعلام أن تستفيد من الفتنة الوطينة من أجل تنفيذ مشروعها بوعي أو غير وعي.
هذا المشروع قائم بوجه سياسي لكن في حقيقته قائم على أسس من بعض المفكرين الإسرائيلين وفلسفتها هي تجزئة المجزء وتفتيت المفتت من أجل تحويلنا لكيانات صغيرة بناء على توجهات مذهبية، وربما حتى نكون حذرين ألا يستفيد هذا المشروع من امتدادنا للقبيلة العربية بين الحدود والدول نحتاج لمشروع وعي يحترم مكونات الدول وحدودها ويؤدي لتنمية الروابط بين القبائل العربية المختلفة.
ومن هنا يمكننا أن نستفيد من مفهوم الأمة في الرؤية الاسلامية والمفهوم القومي والعربي، فنحتاج إلى رؤية تحترم وجود الحدود ولكنها تراعي الجانب الأممي.
الآن المرجعيات الدينية في دول العالم، المسيحية مثلاُ الفاتيكان يقود رأي ديني مستقر داخل الحدود الوطنية ويشمل التوجهات الدينية من جهة واحدة أممية لكنها تخاطب أوطان متعددة كذلك بعض المرجعيات داخل الأمة الإسلامية.


كيف يمكن للقبائل والعشائر السورية الاستفادة من التجربة العراقية؟
يجب أن يستفيدوا بإمعان صحيح، فما عاشه السوريون عاشه العراقيون لكن وحدة الصف والسلاح نتيجة إجماع عشائري ووطني.
على أن التحديات الآن تحديات تجابه الأرض والوطن والعرض، وهذه القضية قضية كبيرة جعلت دماء العراقيين دماء واحدة في مواجهة داعش وإن كانت في البدايات استغلت مجموعة من الشعارات التي تحدثت عنها في مقاومة الاحتلال استغلت سياسياً وأدت إلى إيجاد فتنة.

 


ما هي مقترحاتك لتعود العشائر لدورها المنشود؟
تجربة المنتديات والتواصل ومفهوم الإمارات الذي أدى إلى تواصل العشائر وتعود ملحمتها تجاه القضية الوطنية من جانب، والجانب الآخر أن يكون هناك مجلس موحد.
هذا المجلس يستطيع بمبادئ الدولة القائمة على القانون واحترام الخصوصيات.
وإن أردت التجربة مفهوم الصحوات في العراق، في البداية بعض القبائل العراقية أمطرت عليها شعارات داعش وربما سواء كان سياسون يريدون استغلال ذلك أو بعض الطامحين في السلطة والإمارة والعشائر العربية مشت مع هذا المشروع، واكتشفت أن هذا المشروع تكفيري وتقسيمي فأدت إلى وجود ما يسمى بالصحوات وتحولت الآن الصحوات إلى تشكيل عشائري يحمي الحدود سواء في مناطق الوسط والجنوب وامتداد من المناطق الغربية.
هذه التجارب ممكن أن نحولها لمؤسسات وأن تبقى فيها روح الفروسية والقيم النبيلة والجمع بين الثقافتين التمدن والعلم والامتداد العشائري مهمة جداً في تكوين الشخصية.

 

هل يوجد تصور بين الشيوخ وعواقل القبائل وأبنائها لعمل كيان موحد يضم كيان العراق وبلاد الشام ليشمل القبائل العربية ؟
اختلاف الرؤية بين المدنيين وبين الذين يقومون دور العشائر في بناء لحمة وطنية وعشائرية. فحن نعرف أن الثقافات المتشابهة القرآن يتحدث عن هذا المفهوم.
فمفهوم الأمم وحقيقة تشكيل الأسر والدول والاتحاديات والفيدراليات مبني على هذا الأسس لكنها تأخذ أشكال آخرى، ولكني أتمنى أن تتكون منتديات كبيرة على مستوى الوطن العربي وأن نشجع التزواج بين القبائل العربية وأن نعطي صورة واضحة من خلال المنتديات الثقافية للرؤية المتسامحة وللاطلاع على حقيقة القيم والتقاليد والأفكار والممارسات التي يحاول المتطرفون تفخيمها وتحويلها لممارسات تخرج البعض من الدين، فبعض الممارسات التي يتحدثون عنها في الإعلام كاذبة وغير موجودة تحاول أن تؤدي إلى شبح تكفيري.
تشجيع التزواج والاطلاع الحقيقي وكذلك محاولة _لا أقول السيطرة لأن الآن حرية الإعلام وتبادل المعلومة متاحة_ لكن يجب أن يكون هناك صوت عالي للأكاديمين والباحثين عن الحقيقة والإعلام المسئول الذي يتحدث عن حقائق الأشياء من أجل وجهات نظر حقيقية لا وجهات نظر تفرق حيث أن الرأي العام يقوده الإعلام.
وإذا كانت هناك أصوات ناشذة وأصوات سياسية غير مسئولة إذا أن منتدى القبائل العربية وتسمية أخرى لا تؤدي إلى مشاكل سياسية وصوت الإعلام المعتدل الواعي الذي يحاول التقريب بين القبائل العربية والذي يؤدي لنوع من الوحدة ومؤتمرات متعددة في هذا الجانب وأدعو أن يكون هناك على هذه المؤتمرات مثقفين حتي لا نخلق حساسية يستغلها الجانب السياسي ويحولها لريعة ونحن الآن نتجه لهذه الدراسة.
من خلال تجربتنا العراقية أتمنى أن تكون كل التشريعات القادمة تشريعات تبنى على المفهوم الوطني، لأن المفهوم الوطني يجمع كل المكونات سواء كانت قومية أو مذهبية أو عرقية.
فهذا المفهوم جامع وهو ثوب شرف كبير وشعار محترم يؤدي تطبيقه إلى استقرار اجتماعي وتوحيد رؤية تحت سقف واحد وطني.

الجانب الآخر هو الفعالية الاجتماعية التي يعتمدها النظام المؤسساتي الحديث، النظام الديمقراطي يجب أن تراعي تكويننا الشرقي فنحن نعرف أن مرور العالم بالتجربة الماركسية أشعلت ثورة فكرية لكن الواقع أثبت أن لكل تجربة خصوصيتها في منطقتها المعينة.
والكل يعرف أن تأثير البيت سواء على الضوء أو الصوت أو التصرف وطبيعة الكلام واضح هذا مايستطيع أن يدرسه علم الاجتماع والدراسات التاريخية والأدبية تؤكد ذلك، لذلك أصبحت التجربة المركسية في كل دولة هي تجربة مصطبغة بمثل هذه التجربة كتجربة ماو وتجربة الأحزاب الشيوعية العربية تجربة اصطبغت بهذه التجربة والآن أدت إلى انصهار كثير من الشعارات الحادة التي كانت ترفعها الماركسية في وقت معين.

أقول من أجل أن نحقق فعالية مجتمعية ، فالآن النظم الاجتماعية متاحة المجال أمام كل فرد لأنه الطاقة الكامنة في الأفراد حينما يفسح لها المجال تؤدي لنوع من الفعالية الاجتماعية وهذه الفعالية تؤدي للجانب العلمي وتؤدي لاكتشافات ومخترعات في الجانب الأدبي وفي الجانب الثقافي وفي الجانب الفكري وفي الجانب السياسي.
أي هذا المفهموم مفهوم إيجابي جداً لكن تطويعه ليكون مفهوم فاعل ومنتج.
ويجب أن نستبطن هذه التجربة ما يلي:
أولاً احترام الواجب الوطني يجب أن يكون شعارا مقدسا بين الجميع ويكون أعلى من كل الشعارات الآخرى
ثانياً تجريم الشعارات الطائفية تجريم عملية التكفير تجريم عملية اضطهاد الآخر، وأن تكون مؤسسة الدولة هي القائمة عليها لا نؤدي لأن تكون هناك فوضى للسلاح وفوضى فتاوى معينة أو نشأة محاكم معينة أونشأة سلاح خارج نقطة الدولة.
ربما الظروف الحالية أدت أن تكون أسلحة متعددة من أجل هدف واحد وهو حماية الأوطان وحماية الأرض والمال، ولكن التجربة المستقرة يجب أن تتحول فيها الأشياء لأساسات وهذا جانب نظري سليم صحيح، لكن أقول نستفيد من كل هذه التجربة في أن تكون الشعارات القادمة ذات شعار وطني مقدم ثانياً تحقيق فعالية الفرد والفعالية الاجتماعية من خلال نظام الفرد ونظام مؤسسات لكن تبنى على خصوصيتنا الشرقية.

 


ما موقف القبائل من عملية تقسيم أوطانهم؟
طبيعة بناء الشخصية العربية مبنية على الارتباط على الأرض وهو طابع ارتبط ببناء الشخصية العربية منذ عهد البداوة للزراعة لعهد التمدن، وهذه القيمة كبيرة وشريفة مثلت الفروسية وكان شرف الاستشهاد وسام بطولة ووسام شرف من أجل الدفاع عن الأرض لذلك التحديات التي مرت بها العراق كان وقوف القبائل العربية خاصة والشعب العراقي بصورة عامة موقف مشرف وبطولي سواء في النزاعات أو التفكيك أو الانفصال مع تكوين الدولة العراقية الحديثة أو حتى الوقوف مع الدول العربية التي هددت كياناها سواء الاعتداء الثلاثي على مصروالوقوف مع السوريين، وكذلك النزاعات الحديثة والتحديات التي مر بها العراق سواء أنهم جمعوا في مفهوم المواطنة بين وحدة الأرض ووحدة النسيج المجتمعي وبين الموقف الوطني المشرف.

 


وماذا عن رأيكم بمجلس قبيلة النعيم في سورية وبلاد الشام؟
بخصوص تجربة الأخوة النعيم سمعت من خلال إخوتي بالدور الكبير من أجل الإسعاف والإغاثة وتقوية المشاعر الوطنية والمشاعر القومية ومشاعر الوطن العربي بين النسب الواحد هذا مهم جدً لأن كل قيمة وكل شعار يؤدي لوحدة نسيج ويؤدي لمفهموم مستقر ويؤدي للسيطرة على فوضى سواء فوضى فكرية أو فوضى سلاح. وهذا شعار محترم وحراك محترم نحن معه دائماً.
أتوقع أن يكون هناك مؤتمر قادم تقدم فيه البحوث فنستفيد من كل تجربة ونخرج بحصيلة لتكوين مؤسسة قادمة تحترم سلطة الدولة وتحترم الحدود وتقوي وتنمي الروابط العربية من خلال كل المقترحات السابقة.
شكراً لكم

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث