يرحب موقع قبائل العرب بالنائبة جميلة محمد سلطان العبيدى نائبة بمجلس النواب العراقى أهلاً وسهلاً بحضرتك
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على المرسلين تشرفت باستلام أسئلتكم وسأجيب عليهم بقدر امكانياتى الثقافية والتاريخية ومدى اطلاعى واستيعابى للنظم والأعراف.

ما هي السيرة الذاتية لحضرتك؟
أنا من عائلة عراقية تنتمى لأصولها القبلية إلى قبيلة العبيد، ولادتى كانت فى المدينة وحياتى أيضًا فى المدينة رغم اننا لانستطيع الخروج عن السرب على الأقل فى الالتزام الأخلاقى والدينى مع باقى أفراد القبيلة او العشيرة.

أنا من عائلة سياسية انتماؤها قومي عروبي، فقد كان والدى معارضًا سياسيًا لنظام صدام أٌعدم 1974 ، وحكم على اخي بالإعدام عام 1996 ثم خُفف الحكم من إعدام إلى مؤبد طبعاً بعد التمييز ثم لقى حتفه من العناصر القاعدة الاجداد 2008 .
حُكم على أعمامي وعلى بعض أبناء عمومتي بالإعدام غيابياً لمعارضتهم لنظام صدام ثم تصفية الأخ من قبل عصابات داعش لنفيه ورفضه أفكارهم ومعتقداتهم عام 2015 .

حاصلة على بكالريوس في القانون وأكملت دراستى العليا، ومارست أيضاً وظيفتي التعليمية والتربوية، وقبل هذا مارست التعليم متطوعة دون مقابل في قرية نائية من اجل توعية أبناء الأرياف وطبعاً أبناء العشائر المجاورة لقريتى لمدة عشرة سنوات.

أنُتخِبت عضو مجلس في محافظة نينا 4.00 لدورتين متتاليتين، ثم أنتخبت عضوة مجلس نواب في العراق للدورة الثالثة حيث لنا نشاطات كثيرة خصوصاً في التنمية وفي قطاع الشباب والمرأة بالذات.
فقد كان تركيزي على الشباب لأن الشباب هم رجال المستقبل و الشباب هم أساس بناء المجتمع، والمرأة طبعاً لها دور رئيسى فى المجتمع وفي مستوى العشيرة لإصلاح ذات البيت وإصلاح العشائر.
استطعت توعية المرأة وتحريرها من بعض العادات المنافية أو السلبية للشرع والإسلام والتحضر، استطعت أيضاً من خلال مجلس النواب من تغيير قانون الأحوال الشخصية وهي حالياً بالتشريع بما يخص ضرورة التعددية من أرملة أو مطلقة أو تجاوزت الثلاثين، كون ظاهرة الأرامل والمطلقات خطيرة لأعدادها الكبيرة جداً، حيث أصبحت ظاهرة الأرامل والمطلقات ظاهرة مخيفة جداً وخاصة بسبب ظروف العراق القاسية منذ 1980 خلفت ملايين من الارامل والمطلقات.
ثم بعدها أسست مؤسسة السلطان الخيرية للتنمية البشرية واُنتخبت رئيسة من قبل أعضائها.

ماذا عن طبيعة العلاقات العشائرية في العراق؟
العشائرية فى العراق واكيد هي امتداد للعشائر فى الوطن العربى، لأن التقسيمات القطرية فصلتها عن بعضها وأضعفت صلة رحمها مع بعضها، لكنها أكيد تحمل نفس القيم والأعراف وخصوصاً العشائر والقبائل التى احتفظت بعاداتها ولم تسمح لحياة المدنية والعصرية والتطورات الاجتماعية والنظام الديمقراطى أن تحرص نظامها الاجتماعى مثلاً دورها فى أحقية ابن العم وبنت العم حتى وإن اختلف الطبع والثقافة وهذا مايسمى بالمنطق القبلى الحياكى .

كذلك المشيخة وزعامة القبيلة لا تسمح للنظام الديموقراطى باختيار الأكفاء والأحكم إلا من داخل الأسرة أي بالتوارث لا أريد أن أطيل بمقدمتى عن هذا الأمر.

 ماذا عن طبيعة العلاقات العشائرية في العراق؟
أما عن طبيعة العلاقات العشائرية في العراق فهي علاقات طبيعية جداً.
وإذا حدث خلاف ما لأحد الأسباب لا يكون على مستوى العشيرة أو القبيلة، بل هناك ظوابط وعادات وأعراف تتحلى بها كل القبائل وتكاد تكون متطابقة عندها تحتوى الخلاف على مستواه الشخصي.

 ما دور القبيلة في حل النزاعات التي تحدث بين أبناء القبائل في العراق؟
للعشائر دور كبير في حل النزاعات التي تحدث، لأن هناك أعراف مُتفق عليها بين القبائل.
ولهذا أي خلاف يحدث يكون له حلول موجودة، لأن العشيرة تلزم المُداة الالتزام ببنود الاتفاق المبنية عليها العشائر سواء في القتل العمد أو في القضاء والقدر والتعامل التجاري وغيرها من المشاكل، لأن القبيلة تلزم أفرادها وأبناءها بالتنفيذ سواء كان طالباً أو مطلوباً.
أحياناً تكون هناك نزاعات أو خلافات بسبب أطماع أقتصادية تصل لحد الاقتتال والتشاجر، لكن سٌرعان ماتخمد أولاً من قبل الأجهزة الأمنية ومن ثم وفقاً بالتراضي والأعراف والعادات العشائرية.

هل تعدد القبائل بأيدولجياتها المختلفة يشكل خطراً علي العراق من وجهة نظر حضرتك؟
ليست هناك أيدلوجية للعشائر، إنما العشائر عابرة كل المسميات ولا تحمل أيدلوجيات خاصة لكل عشيرة.
إنما فى القبيلة قوميات وانتماءات سياسية مختلفة، وهي مجتمع يعتمد في الأساس على صلة الرحم رغم اختلاف شخوصها ونشاطتها، بل تحملت القبيلة بعض من السلوك المنافي للنظم الديمقراطية مثلما حدث مع نظام صدام، حيث ُعتقل أجدادي وبعض من أعمامي نتيجة صلة الرحم دون التوافق السياسى مع والدي.
فتبقى القبيلة المجتمع المدني هويتها الوطنية. فلاتوجد مشاكل تواجه العشائر كونها عشائر وإنما تحدث لكونها أشخاص أو أفراد ينتمون إلى هذه العشيرة وكيانها الاجتماعى.

ما دور القبائل في الحفاظ علي وحدة العراق؟
القبائل والعشائر لها الدور الأساسي في وحدة العراق، حيث كانت موحدة أنما القطرية عزلتها عن بعضها وجرحتها ولن تقبل بالتجريح أو التقسيم نهائياً لن تقبل بالتقسيم وهدفها وحدتها وقوتها هي
بوحدتها امتداد بسبب صلة الرحم ببعضها

هل يوجد لوبي للقبائل في البرلمان العراقي؟ وماهي قوة هذا التنظيم؟

حالياً في البرلمان العراقى لايوجد لوبي أو تكتل عشائري، لأن العشائر خزان يرفد كل المؤسسات من خير الكفاءات والنشاطات والشهادات، وهي تشكيل تربوى وأيضاً يوجد في البرلمان لجنة تسمى بلجنة العشائر.
العشائر والقبائل يبادوها عندما تضعف الدولة طبعاً وتضعف مؤسساتها و تتعطل عن أداء واجبها، وهذا ما لاحظناه في بلادنا العراق عندما أُحتلت البلد وغابت المؤسسات الأمنية من الجيش والشرطة.
فأبناء العشائر هم من حافظوا على ممتلكات الدولة وحافظوا على الأمن كل منا في منطقته، وهم من تحملوا سد الفراغ الأمني.

هل يوجد بحوث علمية تدرس هذه الشريحة؟ من حيث إيجابياتها وسلبياتها؟
لا يوجد معاهد أو دراسات او بحوث عن العشائر فقط بعض المهتمين من المؤرخين في حفظ الانساب وحفظ التاريخ مثل علي وجدي وأمثاله.
فكثيرون من الكتاب كانوا يهتمون بأنساب العشائر لحفظ التاريخ والعشائر والتاريخ القبلي.

 

هل هناك تفعيل لدور القبائل في سلطات الدولة الثلاث، التشريعية والتنفيذية والقضائية؟
لا يوجد دور رئيسي مباشر في سلطات الدولة الثلاثة، ولكن العشائر شيء تعبوي وخزان يرفد هذه المؤسسات من خلال كفاءة أبنائها وانتماءاتهم السياسية المختلفة، فترى العشيرة الواحدة لها أبناء في كل السلطات سواء التنفيذية والتشريعية والقضائية.
وكذلك في كل سلطة، هناك من يسعى إلى نفسه طبعاً الشخص أو الفرد يسعى إلى نفسه للحصول على المنصب الوظيفي، لأن الأصل ناتج من مشكلات مجتمع مدني والعشيرة هي جزء من هذا المجتمع.

هل ترى في القبائل العراقية قوة سياسية؟ ماهي السلبيات والإيجابيات لذلك؟
لا توجد في القبائل قوة سياسية وإنما أشخاص أقوياء من القبائل يعني أفراد أقوياء ينتمون إلى قبائل.
وللعلم لا يمكن أن ينتمي تيار سياسى إلى أي عشيرة أو قبيلة بل التيارات السياسية بها أفراد ينتمون إلى عدة عشائر أو قبائل.

ولا ننسى الدور القوى للعشائر وخصوصًا عندنا كان موجود احتلال بريطانى أتذكر حسب التاريخ أن العشائر في الجنوب بقيادة شيخهم قاموا بثورة العشرين ضد البريطانيين وطردوهم.
وكذلك دور قبيلة العبيد وقفات وأد العثمانيين وعدة ثورات إليها في تلك الحقبة من الزمن.

 ما هي التحديات التي تواجه القبائل في العراق؟
ليس هناك تحديات تواجه القبائل في العراق، بل على العكس حيث أنه في جميع الأنظمة الملكية والجمهورية كانت لزاعمة العشائر دور مهم في الدولة إلا في فترات محدودة في نظام صدام حسين حين تم منع الافراد من التسمية بأسماء قبائلهم حيث كان الشخص كمنصب وظيفي أو الدولة تابع للفرد.

لكن العشائر لها دور تعبوي لأنها هي الخزان البشري في العراق، وهي في الحقيقة صمام أمان ودور أمني مثلما فعلت الصحوات ضد الإرهاب والتي كانت من العشائر طبعاً ،فإذا رأت العشائر خطرًا يهدد البلد تقف وتشكل صحوات.
وكذلك لاننسى أيضاً دورها ضد داعش أيضاً فترة المرجعية أيضاً عشائر في الجنوب كانت ضد الارهاب.

 و ما رأيكم في تشكيل حزب سياسي مختص بالقبائل والعشائر؟ذات الخصوصية لتفعيل الطاقات الكامنة فيها للتتمكن الدولة من الاستفادة منهم؟
لا يمكن تشكيل حزب سياسي باسم قبيلة مثل حزب قبيلة الجبور أو العبيد أو الطى، ولكن يوجد هناك نشطاء سياسيين منتمون لهذه القبائل.
حيث نجد أن العائلة الواحدة بها عدة اتجاهات سياسية وتبقى فائد الدولة مدى إخلاص الشخص ووفائه في خدمة وتطوير المؤسسات من أجل خدمة الشعب.

 الصراع داخل البيت العربي، بمَ يخص العشائر؟
ليس هناك صراع عشائري، إنما هو صراع سياسي دائماً أو اجتماعي دائماً على الاقل هذا فى العراق، ربما الحالة تختلف في اليمن حسب ما أسمع عن وسائل الإعلام يختلف عن العراق.
فليس عندنا خلافات عشائرية، لأن العشائرية هي كيانات مدنية مستقلة لها أعرافها وتقاليدها وعاداتها وقيم متوارثة منذ أن نشأت القبيلة قبل الإسلام سواء كانت عربية أو غيرها من المكونات.
فكل قبيلة لها احترامها وتقديرها سواء كانت عربية مسلمة أو نصرانية فكلهم أمام القانون سواسية، وإنما تختلف في التزاماتها وواجباتها مع بعضها وكذلك حقوقها، وكثيرًا ما تتجاوب العشائر أمام مسؤلياتها الأخلاقية والدينية وقيمها.
وهذا مايحصل بمحاربة داعش بعد فترة المرجعية
وأحياناً القضاء في العراق يكون مشروط لرأي أبناء القبيلة خصوصاً في حالات القتل أى لا تعارض مع أحكامها فهى ذاتية ضمن أعرافها و تقاليدها وتتناسب مع القبائل الكثير من النزاعات أو الأحداث أو المشاكل.

 العشائر العراقية وفي كل الوطن العربي هي امتداد لبعضها، فلا يوجد هناك تجربة عشائرية بتكوينها كونها ناجحة أو فاشلة.

إنما الكل هي متشابهه في أعرافها إلا في بعض الدول وخصوصاً المتحضرة، بقت القبيلة هي صلة الرحم وأصبحت تختلف من حيث أهل النظام وتحكماته السياسية ولا يمكن بناء كيان سياسي مستقل لها أو موحد مع غيرها، بل هي ينبوع ورافد قوي لبناء وإدارة الدولة من خلال أبناء العشائر عامة.

ما هو موقف القبيلة وباقى القبائل من داعش ؟

بما أن العشائر ثابتة على قيمها وعلى أخلاقها، فكانت رافضة لفكرة داعش لكن داعش لايعترف لا بدولة ولا بنظام ولا بعشيرة.
أحكامهم مستقلة وغريبة ومنافية لجميع القيم والعادات للعشائر، بل ذبحت كل القيم فى القبيلة يُقال أن عناصر أو أفراد داعش الكثير منهم من أبناء القبائل لكن هناك تمرد مٌجحف بحق عشائرهم نتيجة ترضية منحرفة باسم الدين تشحن فيهم الغيرة العشائرية، لكن العشائر اتنفضت هذه الافكار الغريبة والمندسة وكانت ردة فعلها بتشكيل قوة شبابية سٌميت بالصحوات العشائرية ضد التنظيمات الارهابية وتنظيم القاعدة.
واليوم أصبح ردة فعل العشائر هو دفع أبنائها إلى الجهاد الذى دعت إليه المرجعية في تحرير المدن والأراضي المُسيطَر عليها من قبل داعش.
وتبقى القبائل والعشائر التزامًا أخلاقيًا مع بعضها تحكمها عادات قيمة وما على أبنائها إلا الولاء طوعاً.
طبعاً لاتوجد قوة تجبر ابناء القبيلة على خرق العادات والأعراف. 

ما هي مقترحاتك لكي تعود القبائل لدورها المنشود في المنطقة ولإنقاذ الأوطان فى الوضع الراهن والمستقبل؟

فيما يخص دور العشائر المنشود نحو عرب ونصارى وعز الدين وتركمان وكل مكونات الشعب العراقي لها دور فعال من حيث التعبئة الجماهيرية تجاه الوطن، فكل هذه المسميات عابرة للطائفية.
فالعشائر واجبها الأول للدولة ومحترمة ومقدرة من بعضها البعض تحت اسم الهوية الوطنية والولاء الاول والاخير هو للوطن وحتى ألا ينتمى لها الزعامات العشائرية هى من تدرج وراء التقسيم ولا يوجد عشيرة أو قبيلة ترضى بتقسيم الاوطان بل العكس وحدة الأوطان فرصة لتوحيد شمل القبائل المنتشرة في الجزيرة العربية وبلاد المغرب وشمال أفريقيا.
أما فيما يخص المقترحات لإنقاذ الأوطان تكون الكثير والكثير منها أمنيات لصعوبة تحقيقها، وقسم منها بجهود ذاتية مكملة مع الآخرين سواء إقليميًا ودوليًا.
وكناس سياسية في الوضع الراهن بلادنا مُحتلة؛ هدفنا التحرير هدفنا السيادة هدفنا تقوية القرار السياد هدفنا القوة الاقتصادية والاجتماعية وتحرير من المخلفات الداعشية وما بعدها.

وأخيراً لكم بلادنا وغيرها والعرب أصبحت محل صراع ونطاق نفوذ بين الدول الكبرى مثل أمريكا وحلفائها وروسيا وحلفائها، وفيها نشاط اقليمى حسب المصالح الدينية والقومية والمذهبية.
فأصبحت العشائر والقبائل تحت تأثير تلك القوة وأصبح مصيرها مجهولًا وخصوصاً في هذه الايام، حيث اشتد الصراع على تلك المناطق من قبل الدول الكبرى وأصبحنا مواد تٌوقد وتٌحرق لسياسة الفوضى الخلاقة وشكراً

يشكر موقع قبائل العرب النائبة جميلة محمد سلطان العبيدى شكراً جزيلاً لك وعلى هذا الوقت

أضف تعليق


كود امني
تحديث