يرحب موقع قبائل العرب بالباحث والكاتب الإعلامي الأستاذ الضاوي موسى
فى البداية نريد التعرف على السيرة الذاتية لحضرتك؟
أنا ضاوي موسى، مربي متقاعد من المهتمين بالتاريخ المحلي من جهة الجنوب الشرقي وخاصة تونس وبالتراث الشفوي والمادي وغير المادي.
لي مجموعة من المؤلفات، حوالى عشرة مؤلفات أغلبها في المؤلفات في تحويل جزء التراث الغير المادي ( الشفوي) المكتوب ولا سيما فيما يتعلق بالأمثال الشعبية والأشعار وما إلى ذلك والقصص.
وأيضا عندي كتابان مترجمان وآخر ما صدر لي منذ أسبوع كتاب حول التاريخ المحلي لهذه الجهة مايسمى عندنا بالحركة اليسرية.
عموما إضافة إلى انشغالي بأعمال أخرى إذاعة فترة سابقة فى التلفزيون التونسي.
ماذا عن دور وموقف القبائل والعشائر فى الوطن العربي؟
رأيت شخصيًا من خلال ما يُنقل في الأخبار أن الكثير من الجهات تئن تحت وطأة سيطرة القبيلة على الشأن العام، يعني بصراحة أقول ذلك أن الكثير من البلدان عندنا في العالم العربي بدل الانتماء للوطن هناك تغليب الانتماء للقبيلة وهناك تغليب قبيلة المحاصصة القبيلية.
يعنى هذه الحقيقة التي أراها من خلال جارتي فى ليبيا ومما نراه فى العراق وفي أماكن أخرى.
أعتقد أن القبيلة بالمفهوم القبلي الريق ربما نغصت شىء ما حياة الناس وربما ابتعدت بهم عنهم معانى الديمقراطية والحرية، والمفروض أن كل قبيلة مجرد الانتماء عرقي يتشرف به كل انسان وكل إنسان له أصول ينتمي إليها انتماءً جادًا، ولكن الوطن حقيقة أولى بأن يسبق على بقية الانتماءات القبلية وهذا رأيي بكامل الصراحة.
حضرتك تقصد أن ابن القبيلة يفضل القبيلة عن الدولة؟
فيما رأيت وشاهدت في بعض الدول العربية نعم.
رأيت أن ابن القبيلة يفضل قبيلته على الدولة، وهذا لا يبني الدولة الحقيقة. فالدولة تحتاج إلى أن تتأزر كل مكونات الشعب بصفة عامة من قبيلة وأحزاب ومنظمات ومن مجتمع مدني من أجل الوطن.
نحن نرى الآن مثلا في جارتنا ليبيا أن بعض القبائل تحب أن يكون لها فى الدولة عدد معين من الوزراء وتحب أن يكون لها شأن وربما حتى تنمية خاصة لأنها قبيلة كقبيلة كذا كذا، والحقيقة بهذا ربما يخرجوا بالوطن عن المعنى العام الذي يستفيد منه الناس ويقسمهم إلى انتماءات ومنافع صغيرة لا تفيد في أي شيء على الأغلب.
وعندنا فى تونس قادينوا ما يقعوا في شيء فى بعض البلدان العربية، وإنما في تونس ربما دولة استقلال استطاعت أن تحول النظرة إلى القبيلة إلى الاستفتاء الحزبى يعني المقاوم له رصيد فى مقاومة المستعمر جعل ذلك الانتماء ربما فضلته القبيلة ولها أيضا أدوار لا يمكن أن نغفل عنها.
ولابد أن نشير لها فى مقاومة المستعمر، فقد كان للقبيلة دورًا كبيرًا جدًا في التعبئة وجلب الناس إلى قضية المقاومة حيث أن القبيلة ليست شرًا ولكن أشمل.
وفحصنا ما يدور حولنا رغم أننا نرى بعض البلدان العربية مع الأسف الشديد حاليا في معاناة شديدة نتيجة الانتماء القبلية.
ولكن هل هناك تصور بين شيوخ وعواقل القبائل وأبنائها لعمل كيان سياسي موحد؟
يمكن ولمَ لا؟
المهم أن يكون هناك عمل موحد. وليس من المؤكد الانتماء إلى حزب معين أو لا المهم أن يكون النظر الجماعي للمصلحة العامة ذلك هو الأساس.
أقول أيضا يجب أن يصلح الطريق الذى يمر جانب منزلي لأنني أحتاج إلى أن يكون الطريق ممهدًا، وإنما اٌقول إذا كان الطريق يجمع الكثير من الناس من حوله يكون طريق من الأولى أن يُعبأ قبل غيره، وبالتالي يمكن للقبائل إذا ما كانت على درجة كبيرة من النضج إلى جانب أشياء أخرى موضوعة فى الاعتبار يمكن أن يكون لها كنايات وتكون قادرة على تجاوز الانتماء الضيق إلى ما هو أشمل وأنفع للناس.
وماذا ترى من موقف القبيلة وباقى القبائل من داعش؟
في ملاحظتي نعتقد أن كل القبائل بدون استثناءات وكل الكيانات السياسية والاجتماعية فى بلادنا العربية تقف موقفًا موحدًا من داعش وترفض هذا الأمر وترفض أن يكون لهذا الكيان معنى أو وجود، لأنه نغَص حياة الناس ولأنه شوَه صورة المعتقد عند الغرب فهم الآن يظنوا ويعتقدوا أن كل ماهو مسلم هوبالضرورة داعشي وهو من وراءه خوف ودمار للإنسانية.
أعتقد أني لم أرَ أي قبيلة تتبنى داعش أو تدافع عنها أو تعتبرها عملاً لا وطنيًا ولا عقائديًا، لأن داعش تسيء لكل من يذكر اسمها وتسيء إلى الجميع.
وماذا ترى من تصورات المستقبل لأبناء القبائل العربية؟
الحل هو ربما ذكرت فى قبيلة كيالا فرض أن الانتماءات أعتقد أن الانتماءات الحزبية التشكل فى إطار أعمال حزبية، فهناك أحزاب تكون لديها سلطة وأحزاب تكون معارضة لتلك الأحزاب حتى تساعدها على العطاء الجيد.
وأعتقد أن وقتها رغم النظام القديم لم يكن يعترف بقضية تلك الأحزاب في السابق ولكن آن الآوان أن نساير ما يقع في العالم وليكون الشأن العام هو شأن الوطن هو شأن الجمع ويتسابق الناس جميعا لإفادة الوطن والأمة بصفة عامة.
واعتقد أنه بالإمكان إذا ما صح العزم من الناس وتجاوز الناس انتماءاتهم الضيقة الحقيقة البغيضة. ولمَ لا؟ على كل حال ليست مستبعدة أبدًا.
حضرتك ذكرت لي أن ابن القبيلة يفضل القبيلة عن الدولة، ولكن هل تفرق الأنظمة بين أبناء القبائل وباقي الشعب؟
لا أعتقد فيما رأيته شخصيًا أن الدولة تفرق بين الناس على أساس انتمائهم القبلي. أنا لا أرى ذلك بل على العكس.
ربما قصرت الدولة فى موضوع جهوى يمكن فى الأقربين أو أصحاب النفوذ. لا أعتقد شخصيا أن الدولة بصفة عامة تميز بين الناس على أساس القبيلة إلا فى بعض حالات ترك الوطن العربي، وبعض الحالات ترى بعض المسئولين ينتمون إلى قبائل وبالتالى يدافعون عنها أما فيما عدا ذلك فإنني لا أرى أن الدولة تخص قبيلة معينة على حساب قبيلة أخرى ودائمًا أنطلق من هذه التجربة.
هل تعدد القبائل بأيدلوجيتها المختلفة يشكل خطرًا على تونس؟
لا تشكل لأيدلوجية خطرًا، والقبائل ككل قبيلة لها شأن ولها أيدلوجيتها ولها شكل ولها ترتيبها وهذا يعني أنه لا يشكل خطرًا بل العكس.
الانتماء للقبيلة شىء طيب ومحمود ولكن الانتماء للقبيلة على حساب التكامل مع السلطة ومع مصالح الوطن انطلاقًا من الانتماء القبلي يعنى تلك هي المشكلة فيما عدا ذلك فى القبيلة فهى أمرا ليس فيه القبلية .
الشيء الذى نحبه هو القبلية ويجب أن يكون لك انتماء وعرق وأصلك وتواصل فنحن فى الإسلام فهي أشياء نحافظ عليها.
العرق والأصل والانتماء المعروف للأسرة وللقبيلة.
وماذا عن أبناء القبائل داخل الحراك الثوري؟ وهل تمثل هذه القبائل قوة فعالة فى الحراك الثوري؟
أنا لا أرى أن عندما تتحدث عن مقاومة المستعمر فالحراك الثوري موجود ويشجع على مقاومة والنضال ضد المستعمر، فهذا أمر موجود ومحمود .
أما فيما عدا ذلك الآن ما وقع من ثورات في البلاد العربية ليس وراءه قبيلة وراءه وضع سياسي واجتماعي وثقافي.
بسبب ما تتحدث عنه فى الربيع العربي. هل أدى ذلك إلى حالات نزوح في القبائل؟
فيما أعتقد لا، أنا شخصيًا لم ألاحظ.
فهناك ليس حالات نزوح فى القبائل نتيجة مع حدث مع الربيع العربي.
وماذا ترى من موقف القبائل من عملية تقسيم الأوطان؟
لا أرى أن للقبائل موقف في هذا الموضوع.
ليس أمرًا للقبيلة أن يكون موضوع تقسيم الأوطان يعرضه كل الناس بصرف النظر عن الانتماء للقبيلة أو عدم الانتماء فقد أنه ليس مرتبطا ارتباطا وثيقا بقضية الانتماء للقبيلة فهذا مرتبط أكثر بالوطن أكثر من ارتباطه بالقبيلة تحت عنوان إما أن يكون للقبيلة في الحراك الثوري شأن، فأنا لا أرى ذلك.
هل ينخرط أفراد القبائل في السياسة المحلية أو الوطنية أو يشغلون مناصب بارزة في الحكومة؟
دائمًا أتحدث عن الوضع من خلال التجربة التونسية، فأنا لا أتحدث عن أماكن أخرى ربما معقدة أو أكثر تعقيدا.
في تونس الأمر ليس موجودًا تمامًا وليس هناك سيطرة للقبيلة على الحياة السياسية والمناصب، وربما الأشياء التي تقع في تونس هي قبيلة الساحل شمال غربي ووسط الجهات التي كانت محظورة في وقت من الأوقات.
ربما الحصول على مناطق الدولة وفي أغلب الأحيان تنتفع بهذا الامتياز أما أن تكون لكل قيبلة في هذا الأمر شأن حسب رأينا فى تونس، فهذا ليس موجودا.
هل ترى أن من أحقية القبائل أن يحمل أبناؤها السلاح؟
لا يمكن للقبائل أن تحمل السلاح ولا يمكن أن يكون إلا بيد الدولة وبيد الجيش، أما الخروج عن هذا الإطار فهو فوضى ويهدد الأمن العام ويهدد الحرية والديمقراطية ويهدد بزوال الأوطان.
وماذا ترى عن دور القبائل في ظل الظروف الراهنة بما يحدث يسمى الربيع العربي؟
أنا لا أرى أن القبائل قد أفادت بل عرقلت، ومثال على ذلك ليبيا حيث أن الانتماء للقبيلة فى ليبيا والتأكيد على الدفاع عن حدود القبيلة، هذا أضر بالوطن والديمقراطية وجعل البلاد تغرق في حروب وخلافات ودماء ما أنزل الله بها من سلطان.
وما رأي حضرتك في مجلس قبيلة النعيم في بلاد سوريا وبلاد الشام؟
من حيث البحث الأكاديمي العلمي فهذا أمر جيد جدا، فهذه المراكز للدراسات والبحوث مفيدة ويمكن من خلالها أن تدرس تورايخ القبائل وتدرس الحالة الاجتماعية للقبيلة من مرجعيات يعتمدها هذا المركز وهذا الأمر لا يمكن إلا أن نشجعه ونشدد على أيدي من فكر فيه وأنجزه.
حضرتك توجه كلمة أخيرة؟
تحياتي لكم وتشجيعي، وأشد على أيديكم وإن شاء الله يوفقكم.
ونحن في المساعدة كلما أتيحت الفرصة.
يشكر موقع قبائل العرب الباحث والإعلامي الأستاذ الضاوي موسى