في البداية ممكن نعرف السيرة الذاتية لحضرتك؟
بسام حسين علي أحمد الأرحبي، من قبيلة أرحب بمحافظة صنعاء.
المؤهل هندسة عملت في المجال الحقوقي والسياسي منذ عام 2011 وحتى الآن، كنت أحد طلائع الثورة الشبابية الشعبية ومسئول سكرتارية في إحدى الحركات الشبابية ثم كنت رئيس إتحاد شباب الأمة بساحة التغيير بصنعاء من ثم كنت رئيس ملتقى المعتقلين الأحرار وهو ممثل معتقلي الثورة الشعبية الشبابية بكافة محافظات الجمهور ثم غادرت للنرويج وفي دولة النرويج أنا رئيس اللجنة التحضيرية للجالية اليمنية.
اعطِ لنا لمحة عن القبائل باليمن؟
القبائل هي الركيزة الأساسية في المجتمع اليمني ولها عاداتها وتقاليدها الخاصة بها.
وهناك ما يتراوح بين مائة وأربعمائة قبيلة في اليمن. والقبيلة هي أبناء وأحفاد أبناء الرجل الواحد أو النسل الواحد إلى جد واحد قد يكون أحفاد أحفاد قد يكون نسل وترتيب القبيلة لرجل واحد.
بينما العشائر تختلف عن ذلك، فالعشائر هم أبناء العمومة وأوسع من ذلك.
والمجتمع اليمني ككل مجتمع قبلي ليس عشائري وإنما عشائر فقط، وتشكل القبائل باليمن نسبة 85% من المجتمع اليمني.
وكبرى قبائل اليمن سنقسمها بحسب المؤثرات في المشهد السياسي بداية أول أكبر ثلاثة قبائل في اليمن:
أولًا قبيلة مدحج من حيث العدد والسكان والمساحة هي أكثر قبيلة ولكنها تتواجد في المناطق الوسطى وقليل من الجنوب.
وقبيلة بكيل وهي تتواجد في الشمال وهي تأتي ثاني قبيلة من حيث العدد والسكان والمساحة
ثم قبيلة حاشد ولكن قبيلة حاشد هي القبيلة ذات النفوذ السياسي في اليمن والمسيطرة على زمام الأمور طوال العقود التي مضت بسبب انهيار الإمامة وظهور الجمهورية اليمنية في عام 1962 وقد كانت مشاركة في ذلك الأمر ومنذ تلك الفترة وهي مسيطرة تماماً في المشهد السياسي.
حيث كانت توجد ثلاث قوى سياسية رئيسية في اليمن وهي: المعارضة والسلطة ومعارضة المعارضة.
أما القوة الحاكمة فكانت في "الحزب الحاكم" المتمثل في المؤتمر الشعبي الآن والذي كان يترأسة الرئيس السابق علي عبدالله صالح من قبيلة حاشد، من منطقة صنعاء.
الأخرى وهي الآن نائب رئيس الجمهورية اليمنية المتمثل في الشرعية المدعومة من التحالف العربي هو علي محسن الأحمر وهو من قبيلة سنحان وهو من نفس قبيلة علي عبدالله صالح وهو نائب رئيس الجمهورية.
وهناك أيضاً عبدالملك الحوثي والمسيطر سيطرة الأمر الواقع في صنعاء والذي قتل علي عبدالله صالح قبل أيام وهذا أيضاُ من قبيلة حاشد، وهناك أيضاً شيخ مشايخ اليمن صادق الأحمر وهو من قبيلة حاشد.
أي أن حاشد تشكل الدولة العميقة وهي المتحكمة في زمام الأمور.
ماذا عن مصير القبائل بعد اغتيال الرئيس اليمني علي عبدالله صالح؟
القبيلة في المقام الأول تراعي مصالحها ومصالح أبنائها ولذلك تتحاشى الاصطدام مع القوى خشية الانهيار وقد تختلف تلك المصالح من قبيلة لأخرى حسب المستوى التعليمي والثقافي.
كان علي عبدالله صالح خلال فترة حكمه يهتم اهتمامًا كبيرًا بولاء المشايخ والقبائل، ولكن إذا عارضه أحد من مشايخ هذه القبائل يحاول التخلص منه أو استبداله بآخر، واعتمد بشكل رأسي على ولاءات هذه القبائل بما يسمى بتوب صنعاء أو قبائل الحزام القبلي الذي يوجد حول محافظة صنعاء وقد تخلوا عنه الفترة الماضية وكان يعمل حساب أن هذه القبائل ستدافع عنه لكنها تخلت عنه وكان لها مطلب من قبل حليفة الحوثيون.
ومصير هذه القبائل يختلف، فلا توجد قبيلة معينة تتجه اتجاه معين ولكن يوجد أفراد بسبب التأثير الكبير تتجه للأحزاب، فهناك أحزاب مخترقة جميع القبائل، فمثلًا حزب المؤتمر لديه جميع أنحاء الجمهورية من يمثله وحزب الإصلاح ثاني حزب في البلد ويوجد من يمثله في جميع هذه الأحزاب، وهناك تمرد من أبناء القبائل على زعماء هذه الأحزاب وحسب مصالحهم الشخصية .
وعليه فإنه لا يوجد مصير قبيلة معينة يتجه لاتجاه معين وإنما هناك تختلف الأدوار وهناك رد فعل من الأحزاب الموالية لعلي عبدالله صالح الموالية له فقط تنظر لسخط وقد تذهب للجانب الأخر وبعضها تكسب ولائها القوات الحوثية ويحاولون شرائها وقام الحوثيون أيضاُ بإعدام منازل كبرى قبائل اليمن
حتى الآن مصير االقبيلة يلتهم بزعيم القبيلة أو الانتماءات الحزبية حسب المصالح.
ماذا عن دور القبائل المطلوب في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد؟
حقيقة دور القبائل في هذا الوضع هو أن تقف على مسافة من الحرب القائمة وعدم الزج بهم في المعارك وتعمل على توعيتهم لأنها لا تستطيع السيطرة على أبنائها بسبب انتمائهم لحركات أخرى وأحزاب أخرى لكن لها دور كبير في التوعية والتراجع والحفاظ على القبيلة وتقف عاجزة حقيقة.
والمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون تقف ذليلة تقوم على إنهائها ولم يكن لها أي دور، وتستبدل نظام القبيلة بنظام الحوثيين فوضعهم حرج جداً ولكنهم يساهمون بقدر الإمكان.
• ماذا عن طبيعة العلاقات العشائرية في اليمن؟
العلاقات بين القبائل هي احترام وتبادل وتعايش، حيث هناك تبادل زراعي وترابط كبير جداً بين هذه القبائل كأنها جسد واحد، فهي متأثرة ومؤثرة بين بعضها البعض وهناك انسجام بينهم وقد تكون العادات والتفاليد متشابهة.
دور القبيلة في حل النزاعات بين أبناء القبائل في اليمن؟
هناك دور محوري، حيث معظم النزاعات التي تحدث بين أبناء القبائل فهي تُحَل بالأعراف والتقاليد وتسمى بالأعراف اليمنية وهي بالقانون اليمني تعتبر حكم محكمة ابتدائي ومكتوب هذا في الكتاب اليمني.
أي أنه إذا اختصم أحد أبناء القبيلة فيحكم بينهم شيخ القبيلة أو وجهات بين أبناء القبيلة قد يختارونها هم أو يذهبون إليها أو يفرض عليهم وغذا حكمت عليهم، قد يكون ذلك حكمًا تنفيذيًا، ولكن يحق للمتخاصمين أن يستأنفوا للمحكمة، وفي حالة الاستئناف تُحال القضية للدولة.
وهناك عادات وتقاليد خارج نطاق الدولة، ولكن الدولة تحاول استيعابها والدولة لها خطوط حمراء فإذا حدث خلاف بينها وبين إحدى القبائل تلجأ للعرف القبلي.
فخلال فترة حكم علي عبدالله صالح، عندما يخطئ الأمن في قتل أو إصابة أحد أبناء القبائل تلجأ الدولة للحكم القبلي أو تتوسط قبيلة أخرى وتعمل هذه الشيء. حقيقة النظام القبلي هو النظام الأكثر والفاعل.
هل تعدد القبائل بأيدولوجياتها المختلفة تشكل خطراً على اليمن؟
لا توجد أيدولوجيات مختلفة مع الدولة، ولكنه ارتباط مصالح مشتركة أي مصالح متبادلة وتظهر القبيلة بقيادة الدولة.
فالأيدولوجيات لا تتواجد في القبائل ولكن تتواجد في الحركات والكيانات السياسية مثل حزب الإصلاح وحركة الحوثيين، ففي البيت الواحد تجد هذا مؤيد لهذا الحزب وذاك مؤيد لهذه الحركة، فكل الحركات موجودة في كل القبائل.
فلا توجد قبيلة واحدة توجد تحت أيدولوجية معينة ولكن تحت تنظيمات وأيدولوجيات.
ماذا ترى بالنسبة للوضع السياسي؟ وهل يؤثر ذلك على اليمن؟
هناك تغيرات جزرية على مستوى الوضع الراهن في اليمن، حيث هناك حالة سخط غير عادية.
هناك حالة سخط كبيرة لدى القبائل وأبناء القبائل مما حدث من قبل الحوثيين من قتل على عبدالله صالح والتمثيل به بهذا الشكل ومن العنف الحاصل منهم، وعقب ذلك من إعدامات وتفجير منازل لوجهاء القبائل مما أثر على القبائل مما يؤثر ذلك على المستقبل من وجود تارات ومن تفتيت النسيج الاجتماعي في اليمن فحقيقاً ما يحدث الآن بالنسبة لليمن كارثة كبيرة جداً.
حدثني عن أهم المشاكل التي تواجه العشائر في اليمن؟
أولًا غياب الدولة لأن علاقة القبائل بالدولة علاقة مصالح متبادلة، فعندما تغيب الدولة فهي مشكلة كبيرة وعدم الاستقرار السياسي والمستجدات التي تحدث والأيدولوجيات التي تستجد في النسيج القبائلي والنسيبج الاجتماعي فهناك اختلاف وتحديات كبيرة للقبائل وأبنائها.
والانفتاح بهذا العصر عصر انفتاح المعلومات وهو يحدث تمرد لدى أبناء القبائل بسبب تحرر أبناء القبائل وعدم تقبلهم النظام القبلي هذا.
ماذا عن دور القبائل في الحفاظ عن وحدة اليمن؟
القبيلة بطبيعتها داعمة للألفة والمحبة والتآلف ولديها عادات وتقاليد وأمن وخطوط حمراء تضعها القبيلة ليستتب الأمن بها، وأيضاً هناك قبائل لها تواجد في الشمال والجنوب فهي تساعد على الوحدة خصوصاً هذه القبائل التي تتواجد في الوسط وهناك دور كبير لهذه القبائل.
هل هناك تفعيل لدور القبائل في سلطات الدولة الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية؟
لا يوجد هناك تفعيل لدور القبائل كقبيلة، ولكن كما ذكرت سابقاً يوجد أبناء القبائل في كل سلطات الدولة وجميع مرافق الدولة ليست عن طريق القبيلة ولا عن طريق أبنائها، فينخرطوا عن طريق الأحزاب السياسية يتوظفوا من خلالها وتتم عن طريق النطاق الجغرافي في الانتخابات أو ماشابه ذلك.
فقبيلة حاشد تضم أكبر حزبين في اليمن حزب الإصلاح وحزب المؤتمر.
ماهي التحديات التي تواجه القبائل في اليمن؟
التوجهات السياسية بمختلف أنواعها وخصوصاً التي تعتبر على الطابع الديني فهي تواجه القبائل، وأيضاً الأحزاب العلمانية فهي تواجه القبائل.
فهذه التوجهات بمجملها تعمل على بديل للقبائل والحد من نفوذ القبائل وتواجه هذه القبائل بشكل عام.
ماذا ترى عن الحوثيين؟
الحوثيون مشروع دخيل على المجتمع اليمني ولدية أيدولوجيات وأسس يريد إرغام الشعب اليمني عليها وهو مشروع عنصري يحاول أن يقسم الشعب اليمني لطبقات، فهم يرون الأخرون بنظرة دونية بينما يرون أنفسهم بأنهم طبقة طاهرة وأن بقية أبناء القبائل سخروا لخدمتهم وهي مشكلة في حد ذاتها.
فهي تقسم المجتمعات في حد ذاتها تقسيمًا عرقيًا على هذا القبيل.
وأيضاً المشروع الحوثي يتبني مشروع دول كبرى ويقوم بالوكالة لدول كبرى ويمزق النسيج الاجتماعي مما يؤدي ذلك لحروب طويلة المدى، وعلى مستوى القريب أرى أن الحوثيين سيدمرون المجتمع المدني وهم حقيقةً يدمرون ولكن إذا استمروا في الحكم استمروا في الحروب لأن مشروعهم لا يتطابق مع المجتمع الدولي فيجب مواجهة هذا المشروع والحوثيون يتوجهون من نشأتهم فيستخدمون البنادق للوصول للسلطة وهناك مشكلة أخرى فهم يخلقون العداوة مع الأخرين.
ما هو موقف القبائل في اليمن من الحوثيين؟
تنقسم في الحقيقة موقف القبائل في اليمن ما بين معارض ومؤيد ومحايد، وتختلف حسب الانتماءات الحزبية والمصالح الشخصية والاجتماعية وعلى المستوى التعليمي وغيرها على شخصية القبيلة، حيث يتم بناء الموقف في اليمن من قبل هذه القبيلة، فلا توجد قبيلة لديها فكرة محدده أو توحد في الرؤية فتجد في القبيلة الواحدة من هو مؤيد ومن هو معارض في القبيلة الواحدة، وتلك الإنقسامات بسبب الحزبية والسياسية وهذه الأشياء.
حدثني عن قبائل حشد؟
قبائل حشد كما ذكرت لكم هي الدولة العميقة وهي دولة داخل الدولة وهي المعارضة وهي السلطة، ولكن هناك نقطة حيث كانت السلطة في اليمن في العقود الماضية تحت رعاية علي عبدالله صالح ولكن عندما أتت الثورة الشعبية أولدت الثورة إنتاج نظام جديد برعاية المبادرة الخليجية والأمم المتحدة وتم الإتفاق على نقل الصلاحيات من عبدالله صالح للنائب الرئيس عبدربه منصور وهو من إحدى القبائل الأخرى من خارج قبيلة حاشد وهو من الجنوب.
فعندما رأوا أن القبيلة ستفقد السلطة وستفقد السيطرة وأنها فقدت فعلاً زمام الأمور، تحالف الحوثيون مع عبدالله صالح وهو الرئيس الشرعي وهم مختلفي الأيدولوجية والتوجه ومتضادين ونشأ بينهم ستة حروب فيما مضى وكلاهما من حاشد، فعندما رأوا أنها ستخرج خارج حاشد أتفقوا جميعاً وقاموا بفرض الإقامة الجبرية على الرئيس الذي انتخب وهو عبدربه منصور.
وعندما استعادوا السلطة والنفوذ عن طريق الإنقلاب على الرئيس الشرعي عبدربه منصور الذي هرب لدول الجواروبعدها استعادوا السلطة في صنعاء وماحولها، وبعد أن استعادوها قاموا بقتل بعضهم البعض.
فقتل الحوثيين علي عبدالله صالح وكان علي عبدالله صالح هو الخصم لهم لأنهم تخلصوا من الخصم الذي من خارج القبيلة، فقامت داخل القبيلة حتى انقض الحوثيون على علي عبدالله صالح وفي كل الأحوال المتصارعون هم من داخل هذه القبيلة وهي السلطة وهي المعارضة حتي السلطة المتمثلة في عبدربه منصور.
والآن لا تزال الأطراف متصارعة، ولا تزال الأرض قائمة، والشرعية المتمثلة في عبدربه منصور والداعمة من قبل التحالف العربي لديها المساحة الكبرى 85% وهي تسيطر على مأرب وحضر موت وعدن وعديد من المحافظات.
أما الحوثيون لديها أربع أو خمس محافظات، فقد سيطروا على صنعاء وبعض الداخل.
وفي صنعاء التعداد السكاني الأكبر لكن المساحة الكبرى تمتلكها الشرعية، وبالتالي نتوقع رؤية معركة كبيرة أما للحوثيين الانتصار أو الشرعية مدعومة بالتحالف العربي.
وفي الأخر ضحايا هذه الحرب هم أبناء القبائل.,