• ما هي السيرة الذاتية لحضرتك؟
أنا النائب محمد عثمان إسماعيل مصطفى الخالدي، مقرر مجلس النواب العراقي.
ولدت ناحية السعدية محافظة ديالة، متزوج ولي 3 أولاد.
خريج جامعة الموصل من الكلية الرياضية عملت في 2003 مدير لناحية السعدية ومن عام 2010 انتخبت نائب لمجلس النواب ثم أصبحت مقرر لمجلس النواب، ثم في 2015 تعينت مستشار في رئاسة الجمهورية منسق لمجلس الوزراء على مشرروع المصالحة الوطنية.
وإلى الآن أعمل في المصالحة الوطنية والسلم الأهلي في لجنة العشائر البرلمانية.

 ماذا عن طبيعة العلاقات العشائرية في العراق؟
العشائر هي عمود المجتمع العراقي منذ زمن طويل منذ تأسيس الدولة العراقية.
فالعشائر ظلت هي المحافظة على هوية العراق وعلى التماسك الاجتماعي، هناك عدة طوائف وقوميات وأديان والعشائر العراقية تحتوي كل هذا، العشيرة الواحدة بها من العرب الترك والتركمان والسنة والشيعة ومن كل الأصناف لذلك أعتبرها العامل الوطني الأوحد في جمع العراقيين بوطن واحد.

ما دور القبيلة في حل النزاعات التي تحدث بين أبناء القبائل ؟

هناك مشاكل كثيرة بسبب الحروب التي حدثت، وبعد 2003 صار هناك شرخ اجتماعى كبير جداً، فلولا العشائر لانهارت الدولة العراقية ، فالحكومة كانت ضعيفة في أدائها بسبب الظروف التي كانت تمر بها بسبب الأحزاب التي تشكلت بسبب الخلافات الموجودة سواء كانت قومية أو طائفية وبسبب تدخلات دول الجوار وتدخلات خارجية بكل تفاصيل الوضع العراقي.

وأيضاً ضعف الحكومة أدى إلى ظهور العشائر، والعشائر بدأت في أنها تتبادر في حل المشاكل التي تحدث، وكثير من المشاكل تدخلت العشائر لحلها، وإلى الآن العشائر صمام أمان الدولة العراقية.

هل ترى أن تعدد القبائل بأيدولوجيتها المختلفة تشكل خطراً على العراق؟

بالعكس تعددها ضمان وحدتها، فتعدد العشائر هي ضمان للتعايش السلمي.
فقوة العشيرة هي قوة للدولة باعتبار أنها تلفظ للدولة شخصيات وكفاءات، فالعشيرة الأصل بالنسبة للدولة والوضع العراقي.
وأيضاً توجد بعض الخروقات التي تحدث بسبب استغلال بعض العشائر في كسب المال أو إثارة فتن قومية أو طائفية.

 ما هي أهم المشاكل التي تواجه العشائر في العراق؟
أهم مشكلة هي مشكلة الإرهاب الذي خلف ورائه عشرات الآلاف من المشاكل ومن الأيتام ومن الأرامل أيضاً حتى فرق العائلة الواحدة، هذه هي صعوبة حالنا.

فمثلاً في إحدى المرات كان هناك تسجيل انتحاري في إحدى الأماكن بمحافظة بني ديالة بخال بني سعد راح ضحيتها 220 شخص استشهدوا وكان عدد الجرحى في حدود 200 فكانت التهمة موجهة لإحدى العشائر، ومن خلال عملنا ومن خلال توحدنا استطعنا أن نحسم الأمر بضرورة أن تُدفَع الديات من خلال الحكومة، لأن العشيرة لم تستطع أن تدفع لـ 400 شخص مابين جريح وشهيد.

ولذلك لدينا مشكلة معالجة مخلفات الإرهاب، فهناك عشرات القضايا معلقة ولا نستطيع أن نعطي العفو العام بسبب وجود مطالبين بالحق الشخصي دون أن يكون هناك تعويض أو دية مثل ديننا يقول هناك دية مسلمة لأهل المتضرر، وبالتالي لا يمكن إعطاء عفو أو إجراء مصالحة حقيقية.

هل هناك مشاريع تنموية لرد الروح للطيف القبائلي ؟

لدينا الآن مشروع المصالحة والسلم الأهلي، ومنذ بداية 2005 نعمل على هذا الأمر ومستمرين، وهناك من المنظمات مثل منظمة الأمم المتحدة ومنظمة سى أي الفلندية وأيضاً السفارة الأمريكية والسفارة البيرطانية وكثير من دول العالم الإقليمي والخارجي مساندين لهذا الامر.
ولكن صعوبة المشاكل وكثرة المشاكل هي عائق وعرقلة أمام حل هذه المشاكل وأيضا عدم إمكانية الحكومة في إقناع الأطراف من أجل إنهاء هذه المشاكل.

 هل يوجد بحوث علمية تدرس هذه الشريحة من حيث إيجابياتها وتدرس سلبياتها؟
نعم هناك دراسات قُدمَت، ونحن لدينا عدة جهات تقدم دراسات في هذا المجال. الأمم المتحدة قدمت ودي سانت والمنظمات الدولية نحن قدمنا ورئاسة الجمهورية قدمت مستشارية المصالحة الوطنية قدمت وأيضاُ شخصيات عراقية قدمت مشاريع في هذا الخصوص.

لكن قلت لك أن الأمر المادي هو محطة تعيق العمل، فهذه المحطة إذا ما زودت بالمال لا يمكن أن تستمر في إجراء المصالحة بسبب تعقيدها وعدم إمكانية حلها من قبل العشيرة الواحدة.

 هل هناك تفعيل في سلطات الدولة الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية ؟
نعم هناك احترام للعشائر، ولكن كان لدينا قانون للعشائر قولنا هذا القانون سينظم عمل العشائر لكن هناك بعض الاعتراض من قبل بعض النواب ومن قبل بعض التيارات المدنية وقد ظنوا أن هذا الموضوع يؤدي إلى أن العراق يتجة للعشائرية.

لا بالعكس إنشاء مشروع للعشائر ليس سوى تحديد مهاماً وأن تكون مؤسسة وليست فوضى، الأن مجلس العشائر فوضى لعدم وجود قانون. ففي حالة تشريع قانون العشائر ستكون العشائر مؤسسة قوية وفاعلة ومن خلالها يتم حل كل المشاكل المتعلقة بالأسرة والمجتمع.

هل ترى في القبائل العراقية قوة سياسية؟

نعم، الآن بدأت العشائر تزج شخصياتها وكفاءاتها بالأحزاب السياسية وتتفق مع الأحزاب السياسية، فمثلاً الآن أنا شكلت حزب جديد باسم فيالق الحق وهو حزب وطني من شمال العراق لجنوب العراق واتفقت مع العشيرة، وطبعا نحن عشيرتنا قبيلة كبيرة من شمال العراق لجنوب العراق أصبحت تحت لواء هذا الحزب وداعمة لمشروعها.

ما رأيكم في تشكيل حزب سياسي مختص بالقبائل والعشائر؟

نعم هناك وجهة نظر لدى لجنة العشائر البرلمانية في تشكيل حزب لشخصيات العشائر لأكاديمين العشائر، ويقود هذا الأمر الدكتور عبود العيساوي رئيس لجنة العشائر.
وطبعا أيدتهم في هذا الأمر من أجل إشراك العشائر بشكل فعال في العملية السياسية ودعم العشائر لشخصيات مهمة ونزيهة يمكن أن يغيروا شيئا في الواقع العراقي.

 هل يوجد تصور بين أبناء القبائل العراقية لعمل كيان سياسي موحد يشمل جميع أبناء القبائل؟

هذا العمل موجود، لكن أتصور أن بعض العشائر حسمت أمرها من الانتماءات.
لكن ليست كل العشائر موحدة، فهناك اختلافات من محافظة لآخرى، وهذا التجمع الذي يسعى له الدكتور عبود ممكن أن يجمع بعض العشائر في تشكيل كيان سياسي

 وماذا عن داعش؟ وما هو دورالعشائر في مكافحة تنظيم داعش؟
كل العشائر دون استثناء وقفت ضد داعش، لأن داعش مؤسسة تخريبية فليس لهاعشيرة ولا دين. والعشائر وقفت ومازالت واقفة وأعطت التضحيات الكثيرة خلال التنظيم المجرم الذي ليست له هوية ويريد أن يرجع العالم لعصر التخلف وعصر ما قبل التاريخ.

 كيف ترى مستقبل العشائر في العراق في تلك الأزمات التي تحدث الآن على الساحة العراقية؟

العشائر مرت بظروف أصعب من هذا، والعراق مر بظروف أصعب من هذا، لكننا نقف من جديد، فالعراق سينهض من جديد من خلال تكاتف أبنائها.
والعشائر العراقية معروفة بأصالتها لا يمكن أن يؤثر عليها أي جهة خارجية، فالعشائر العراقية معروفة بأنها صمام أمان البلد وأنها تغير موازين القوى في البلد.

ما دور القبائل في مكافحة تنظيم داعش؟

القبائل العربية وقفت وقفة مشرفة وحاربت داعش منذ البداية سواء القاعدة أو داعش وهي مستمرة بتضحيات كبيرة جداً، واستطاعت إنهاء داعش من خلال تضحيات كثيرة ومن خلال قتال أيضاً حيث تريد إرجاع العالم لعصر ما قبل التاريخ.

 كيف ترى مستقبل القبائل والعشائر في العراق في ظل مايحدث من أزمات؟
العشائر هي صمام الأمان، وأعقد أنها كفيلة في حل المشاكل.
والعراق مرجع أزمات أكبر من ذاك واحتلالات كثيرة لكنها نهضت من جديد، فالعراق لديها من القدرات ولديها من اقتصاد ولديها خيارات كثيرة يمكن أن تستغلها ويمكن أن تعيد نشاطها من جديد وتستطيع أن تتغلب على هذه المؤامرات.

 ما هي مقترحاتك لعودة القبائل والعشائر لدورها المعهود في المنطقة ؟
المصالحة الاجتماعية التي تتبناها الدولة لحل المشاكل وتعويض المتضررين منذ 2003 إلى الآن وعودة المهجرين إلى المحافظات وكذلك توفير المستلزمات وإعادة اللحمة الوطنية من خلال تشريع قانون العشائر الذي أصبح من الضروريات

هل ما يحدث على الساحة العراقية من تعدد الأحزاب والقبائل باختلاف أيدولوجيتها هل هذا يقربنا من التقسيم أم يبعدنا عنه؟
العشائر متوحدة، وعددها يتكاثر ويزداد، هذا المشروع انتهى مدة سايكس بيكو 2016 .
الآن بدأت توجهات بتقسيم المنطقة هو مشروع تقسيم كبير عالمي، ولكن العراقيين يرفضون ولكن هي مفروضة وليس العراق فقط سيكون مشغولًا بهذا المشروع بل المنطقة بأكملها سواء العراق أو اليمن أو الخليج أو إيران وحتى تركيا وكل الدول حتى المغرب العربي.
فكلها كيانات معرضة للتقسيم وكذلك المشكلة في هذا الأمر في مشروع الشرق الأوسط الجديد وليس فقط مشروع تقسيم العراق

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث