تقارير وملفات

اشتد التنافس الروسي الإيراني على تجنيد مرتزقة محليين في عدة أماكن من سوريا، وذلك لضمان موطئ قدم وتأثير في مسار الأحداث مستقبلاً فيما إذا تم سحب جميع القوى الأجنبية من سوريا.

وتشكل درعا خاصة والجنوب السوري عموماً الساحة الأكثر تنافساً بين الحليفين الظاهريين روسيا وإيران، إذ سرت أنباء عن توجه روسيا لتشكيل “الفيلق السادس” من قادة وعناصر “المصالحات” الذين يعودون من الأردن تباعاً بعد ضمانات وإغراءات يقدمها الروس، فيما عملت إيران على تشكيل ميليشيات محلية في المنطقة بعد إجبارها على سحب ميليشياتها العام الماضي بضغط أميركي إسرائيلي روسي.

وكشف تقرير لصحيفة “العربي الجديد” عن نيّة روسيا إنشاء تشكيل جديد قد يُسمى “الفيلق السادس”، على غرار “الفيلق الخامس” الذي شكّلته سابقاً من قادة وعناصر فصائل المصالحات في درعا، وذلك بالتزامن مع عودة بعض قادة الفصائل السابقين من الأردن، إثر اتصالات وترتيبات جرت مع ضباط روس ومخابرات نظام الأسد والمخابرات الأردنية.

وقالت مصادر محلية إن عماد أبو زريق، الذي كان يشغل منصب “القائد العسكري” لـ”جيش الثورة” (وهو ائتلاف عسكري كان يضم بعض الفصائل مثل جيش اليرموك وجيش المعتز بالله)، عاد إلى درعا قبل حوالي الشهر عبر معبر نصيب الحدودي، بعد إرشاده قوات النظام إلى أمكنة عدة مستودعات أسلحة لقواته السابقة قرب المعبر، وكان معه بعض القادة العسكريين، وذلك بالتنسيق مع ضباط روس والأمن العسكري التابع للنظام والمخابرات الأردنية، لكي يتسلم قيادة التشكيل العسكري الجديد.

ووفق الصحيفة، ذهبت بعض التحليلات إلى القول إن التشكيل العسكري الجديد يأتي في سياق مواجهة تمدد مليشيات إيران فضلاً عن “حزب الله” في الجنوب السوري، إذ تواصل إيران ومليشياتها التغلغل في المنطقة على الرغم من تعهّدات سابقة بالابتعاد مسافة 40 كيلومتراً.

وفي شهر تشرين الثاني من العام 2018؛ بدأت إيران التركيز على تأسيس ميليشيات محلية في جنوب سوريا بعدما سحبت المسلحين غير السوريين بموجب طلبات موسكو. وتم بالفعل تخريج دفعة من 60 عنصراً من معسكر في اللجاة في ريف درعا، أشرف عليهم مدربون إيرانيون ومن ميليشيا “حزب الله” اللبناني، كما قام ضباط إيرانيين بالتجول في مخيمات للنازحين لتجنيدهم في وحدات عسكرية.

وفي صيف عام 2017، بدأ نظام الأسد بإملاء من إيران بتأسيس ما يسمى بـ”الحشد الشعبي السوري” في محافظة الحسكة التي يتشارك السيطرة عليها مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي “ب ي د”، وتزامنت خطوة النظام مع وصول ميليشيا “الحشد الشعبي” العراقي إلى الحدود السورية العراقية بمحافظة الحسكة ودخولها بعض القرى على الحدود.

وتسعى إيران لتشكل “جيش محلي” في البادية السورية قوامه حوالي 40 ألف عنصر، بهدف تحقيق السيطرة على المثلث الحدودي مع العراق، وعدم إدخال أي ميليشيات أخرى تنافس المليشيات الإيرانية في المنطقة، وخصوصاً ميليشيا “الفيلق الخامس” التي تدين بالولاء لروسيا.

وبالفعل قامت الميليشيات الإيرانية مطلع العام الجاري بطرد مجموعات تابعة لـ “الفيلق الخامس” من مناطق البوكمال الحدودية مع العراق ومنطقة الميادين بريف دير الزور واللتين تعتبران معقلاً رئيسياً للمليشيات الإيرانية.

التنافس تجدد بين الميليشيات في سوار منطقة “خفض التصعيد” بإدلب مؤخراً، إذ طردت روسيا قوات الفرقة الرابعة التابعة اسمياً لنظام الأسد ويسيطر عليها “الحرس الثوري” الإيراني، من محيط منطقة “خفض التصعيد” بعد اشتباكات محدودة في سهل الغاب، ليسيطر “الفيلق الخامس” على المنطقة وينتشر على حدود إدلب ويطوقها من جهة ريف حماة الغربي.

ويستعر حالياً التنافس الروسي- الإيراني على ضم جماعات “المصالحات” بعد حديث الرئيس الروسي أول من أمس عن خطة لإخراج جميع القوات الأجنبية من سوريا، بما في ذلك ميليشيات إيران، وهو ما يدفع الأخيرة لحماية مصالحها عبر تشكيل جماعات مسلحة محلية تواليها على غرار تجربة “حزب الله” في لبنان، فيما تسعى روسيا إلى سحب البساط من تحت الجميع بوضع يدها على معظم المرتزقة وضمهم في عصابات تتحكم وحدها في تسييرهم خارج نطاق أعدائها وحلفائها معاً!.

حذرت منظمة “أنقذوا الأطفال الحقوقية، اليوم الأربعاء، من أنّ آلاف الأطفال المقيمين في مخيّمات للنازحين في شمال شرق سوريا بعد إجلائهم من آخر جيب ما زال تحت سيطرة “داعش”، يعانون من “أزمات نفسية” وكثير منهم يحتاجون إلى علاج طويل الأمد للتعافي.

وقالت المنظّمة غير الحكومية المتخصّصة بإغاثة الأطفال، التي لديها طواقم في مخيم “الهول” للنازحين، إن “الأطفال تظهر عليهم علامات أزمات نفسية، ولا سيّما أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عاماً”.

وبحسب البيان، فإن أعراض هذه الأزمات النفسية تتنوع بين “العصبية والعزلة والعدوانية والكوابيس، والتبول اللاإرادي”، وهي مرتبطة بالأعمال الوحشية التي عايشوها وارتكبها التنظيم في المناطق التي خضعت لسيطرته، بالإضافة إلى ما عانوه من حرمان وشهدوه من قصف استهدف الجيب الأخير لداعش.

ويؤوي مخيّم الهول عشرات آلاف النازحين، بينهم أطفال، فرّوا من القتال الدائر بين ميليشيا قوات سوريا الديموقراطية “قسد” وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، حيث أنشأت “المنظمة” أماكن ترفيهية للأطفال، بالإضافة إلى مركز خاص لإيواء عشرات الأطفال غير المصحوبين بذويهم.

وحذرت “سونيا خوش”، مديرة العمليات في المنظمة، من أنه “لا يزال هناك كثير لفعله من أجل مساعدة هؤلاء الأطفال على التعافي”، وطالبت بـ”إعادة الأطفال الأجانب إلى بلدانهم الأصلية”.

وتقول المنظمة إن أكثر من 2500 طفل أجنبي ينتمون إلى 30 بلداً، يعيشون حالياً في 3 مخيمات للنازحين في شمال شرق سوريا، إلى جانب عشرات آلاف النازحين والفارين من المعارك.

جددت موسكو تهديدها لإدلب تزامناً مع نشر ميليشيات موالية لها على حدود منطقة “خفض التصعيد” بريف حماة، فيما تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تشكيل “هيئات تطبيع” لتسوية الوضع النهائي بعد الحرب.

وفي التفاصيل، تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، عن فكرة “تشكيل هيئات لتطبيع الأوضاع في سوريا” بعد النصر على تنظيم “داعش” وسحب جميع القوات (لم يحددها).

وقال بوتين للصحفيين: “فيما يخص مجموعة العمل، فإن الفكرة تتلخص في تشكيل هيكل عملي يتعامل مع التطبيع النهائي للأوضاع بعد قمع آخر بؤر الإرهاب من قبل كافة الأطراف المعنية، وقبل كل شيء الجمهورية العربية السورية بالتأكيد، و(قيادة) الجمهورية العربية السورية (نظام الأسد)، والمعارضة، وبلدان المنطقة، وجميع المشاركين في هذا الصراع”.  

ويأتي حديث بوتين في الوقت الذي جددت فيه وزارة خارجيته التهجم على اتفاق إدلب بذريعة سيطرة “هيئة تحرير الشام” على المنطقة، وسعيها إلى توسيع تلك السيطرة بحسب مزاعم موسكو.

حيث أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الخميس، أن مسلحي تنظيم “جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)” يحاولون توسيع نطاق نفوذهم في سوريا، وبسط سيطرتهم على محافظة إدلب بالكامل. وفق ما نقلت وكالة سبوتنيك الروسية.

وقالت زاخاروفا خلال إيجاز صحفي: “من بين أهم تهديدات أمن واستقرار سوريا هو تحالف إرهابيي هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) التي تسيطر تقريباً على منطقة خفض التصعيد في إدلب بالكامل. ويعمل القادة الميدانيون للمسلحين على إعادة تشكيل المجموعات المتحالفة مع هيئة تحرير الشام من أجل زيادة قدراتها الهجومية باتجاه حلب، وحماة، وجبال اللاذقية، ويعتزم المسلحون توسيع نطاق سيطرتهم، وبسط سيطرتهم الكاملة على محافظة إدلب”.

وتزامنت تصريحات الخارجية الروسية مع حراك عسكري روسي على الأرض في المنطقة المعنية تحديداً.

إذ واصلت روسيا نشر قوات موالية لها على طول الخطوط المتقدمة المحاذية لخطوط التماس مع المعارضة في ريف حماة الغربي، حسبما أفادت مصادر محلية.

وفي مسعى من موسكو لتمكين “الفيلق الخامس” الموالي لها والمشكل من المقاتلين السابقين في فصائل “المصالحات” بالجنوب في محيط إدلب، عمدت إلى إرسال المزيد من التعزيزات العسكرية من الفيلق ذاته مؤخراً، وذلك بعد أن أرغمت قوات “الفرقة الرابعة” على الانسحاب تدريجياً من هذه المناطق، بعد اشتباكات محدودة معها في منطقة سهل الغاب بريف حماة.

وإضافة إلى تهديد إدلب والضغط على تركيا، تهدف روسيا من وراء هذا الانتشار إلى تقليم أظافر إيران في المنطقة، وفق ما قال محللون، إذ إن الفرقة الرابعة التي كانت منتشرة هناك تدين بالولاء لإيران، كما أن إبعاد شبح إيران عن المنطقة يجعل روسيا وتركيا متفردين بتقرير مصيرها بعيداً من الشعارات التي تطلقها إيران وتعطل أي حل سياسي ممكن.

وبعد اجتماعه مع بوتين، أمس الأربعاء، قال رئيس وزراء دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إن لديه انطباعاً مفاده بأن إخراج القوات الإيرانية من سوريا بات هدفاً معلناً لروسيا.

ونقل موقع صحيفة “يديعوت أحرنوت”، اليوم الخميس، عن نتنياهو قوله للصحافيين الإسرائيليين الذين رافقوه في الزيارة الأولى التي يقوم بها إلى موسكو، منذ إسقاط الطائرة الروسية بسورية في سبتمبر/أيلول الماضي، إنه بحث مع بوتين تشكيل لجنة يشارك فيها ممثلو العديد من الدول بهدف دراسة سبل إخراج القوات الأجنبية الموجودة في سوريا، والتي دخلت البلاد بعد اندلاع الحرب”. واستثنى نتنياهو القوات الروسية “التي كانت موجودة قبل الحرب” بحسب زعمه!.

ومن شأن هذا السيناريو، إن صح، أن يقرب مجدداً بين وجهتي النظر الروسية والأميركية للحل في سوريا، إذ إن كل ما تطلبه واشنطن هو إخراج إيران وميليشياتها من سوريا، وهو ما يضع رأس النظام على المحك إذ إنه ربط مصيره كلياً بالاحتلال الإيراني، ورجح الحضن الإيراني على الروسي في زيارته الأخيرة لطهران.

أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الأربعاء، عن وفاة 73 شخصاً يشكل الأطفال نحو الثلثين منهم خلال 3 أشهر في مخيم “الهول” في ريف الحسكة.

وجاء في بيان لمنظمة الصحة العالمية، أن ’’أكثر من 37 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال الهاربين من الأعمال الحربية في محافظة دير الزور المجاورة، وصلوا إلى مخيم الهول للاجئين في محافظة الحسكة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة‘‘.

وأضاف البيان أن ’’المنظمة سجلت مصرع 73 شخصاً، يشكل الأطفال نحو ثلثيهم، بحلول 23 من شهر فبراير/ شباط الجاري‘‘.

وهرب آلاف السكان من منطقة “هجين”، شرقي محافظة دير الزور، إلى مخيم الهول جراء العمليات العسكرية التي شهدتها المنطقة مؤخراً، ويعد مخيم “الهول” للنازحين السوريين من أكثر المخيمات ازدحاماً حيث يعيش فيه نحو 47 ألف شخص.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت في نهاية الشهر الماضي عن وقوع 28 حالة وفاة في مخيم الهول، بسبب انخفاض درجة الحرارة.

وتعاني المخيمات في سوريا من ظروف انسانية صعبة، وزادت الظروف الجوية القاسية التي تتعرض لها البلاد الأمر سوءاً، ما أدى إلى حدوث حالات وفاة، في ظل نقص الرعاية الطبية.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعربت في وقت سابق، عن قلقها تجاه الأوضاع الإنسانية في مخيم “الهول” في محافظة الحسكة شرقي سوريا، مطالبةً بتسريع إصدار الموافقات لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المخيم.

يذكر أن سكان المخيم يعانون من ظروف إنسانية صعبة بسبب الإهمال الطبي والبرد الشديد الذي تسبب بوفاة عشرات الأطفال، في حين بلغ عدد وفيات المخيم في وقت سابق، 6 أشخاص خلال ثلاثة أيام فقط، بسبب احتراق الخيام وقلة الرعاية الصحية والخدمات.