الثورة السورية

سيطرت مليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد” اليوم الجمعة، على مواقع جديدة في شرقي محافظة دير الزور بعد معارك عنيفة مع تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

وأفادت مصادر محلية أن مليشيا “قسد” وبتمهيد جوي ومدفعي من قوات التحالف الدولي، تمكنت من إحكام سيطرتها على قريتي البوحسن والبقعان شرقي ديرالزور، وسط انهيار كبير في صفوف تنظيم “داعش”.

وأضافت المصادر أن “قسد” واصلت تقدمها باتجاه مدينة الشعفة التي تعد من أبرز معاقل التنظيم في آخر جيوبه شرقي الفرات، وباتت على بعد 4 كم فقط من مركز المدينة بعد سيطرتها على أجزاء من قرية الكشمة.

وأوضحت المصادر أن المعارك الأخيرة أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر تنظيم “داعش”، في حين ذكرت مواقع إعلامية مقربة من التنظيم، أن عناصر التنظيم شنوا هجمات مباغتة على مواقع لمليشيا قسد بالقرب من مدينة هجين التي سيطرت عليها المليشيا مؤخراً، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر “قسد”.

من جهة أخرى شن تنظيم “داعش”، أمس الخميس، هجوماً على مواقع لمليشيا “قسد” بالقرب من حقل الصيجان النفطي في ريف ديرالزور الشرقي، أسفر عن مقتل وأسر أكثر من 15 عنصراً من “قسد”، كما قام التنظيم بتفجير غرف حراسة عسكرية تابعة للمليشيا في محيط الحقل.

ومع استمرار المعارك العنيفة في آخر جيوب “داعش” شرقي الفرات، تشهد المنطقة حركة نزوح كبيرة للمدنيين باتجاه مناطق سيطرة مليشيا “قسد”، حيث خرجت خلال الأيام الماضية، عشرات العوائل من مناطق سيطرة التنظيم، إلى قرى وبلدات الريف الشرقي.

الجدير بالذكر أن مليشيا “قسد” المدعومة من قبل قوات التحالف الدولي، أعلنت في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، عن انطلاق المرحلة الأخيرة من حملة “عاصفة الجزيرة”، بهدف السيطرة على آخر جيوب تنظيم داعش وطرده من آخر معاقله شرقي الفرات، وتمكنت خلال الأيام الماضية من السيطرة على مدينة هجين وعدة قرى وبلدات في الريف الشرقي، بعد معارك ضارية مع مقاتلي التنظيم، لتنحسر مناطق سيطرة التنظيم في بلدات الشعفة والسوسة وأجزاء من بلدة الباغوز.

أعلنت قوات الأسد أنها دخلت مدينة منبج، اليوم الجمعة، وذلك بعد دعوة مليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية للوقوف أمام التهديدات التركية، في وقت أكدت مصادر ميدانية لحرية برس عدم دخول تلك القوات إلى المدينة.

وزعمت “القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة” في بيان، إن وحدات من قوات الأسد دخلت منبج ورفعت “العلم السوري”، وقالت إن الخطوة جاءت استجابة لنداء الأهالي في منبج.

وانتشرت لقطات مصورة عبر شبكات التواصل الاجتماعي تظهر مجموعات من قوات الأسد عند تخوم المدينة.

لكن مصادر ميدانية متطابقة أكدت عدم دخول قوات الأسد إلى مدينة منبج حتى لحظة كتابة التقرير، مشددة على أن مليشيا “الوحدات” لا تزال تحتفظ بمواقعها (…).

وأشارت المصادر إلى تحليق مكثف لطائرات التحالف الدولي في سماء المنطقة.

بدوره نفى الناطق باسم “الجيش الوطني” يوسف حمود دخول قوات الأسد إلى منبج، مرجحاً قيام بعض المتعاملين مع نظام الأسد برفع علمه.

وفي وقت سابق، اليوم الجمعة، دعت مليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية نظام الأسد للدخول إلى مدينة منبج واستلام مواقعها العسكرية.

وقالت مليشيا “الوحدات” في بيان “ندعو الدولة السورية التي ننتمي إليها أرضاً وشعباً وحدوداً إلى إرسال قواتها المسلحة لاستلام هذه النقاط وحماية منطقة منبج أمام التهديدات التركية”.

وكانت تركيا أعلنت مراراً عزمها دخول منبج ومناطق حدودية أخرى لطرد مليشيا “الوحدات” الكردية منها، إلا أن قرار الرئيس الأميركي المفاجئ بسحب قواته من سوريا دفعها إلى التريث

أقدمت السلطات الجزائرية بترحيل سوريين كانوا مجتجزين لديها منذ أكثر من 80 يوما إلى النجير، دون أي ضمانات أن تقوم الأخيرة بتسليمهم لنظام الأسد.

وذكر ناشطون أن الجزائرة أبعدت قرابة ال50 سوريا إلى النيجر بينهم أطفال ونساء، وأتت هذه الخطوة بعد إحتجازهم لمدة 85 يوما، وأكد الناشطون وصول المرحلين إلى النيجر يوم أمس.

وكانت مصادر مقربة من الحكومة الجزائرية قالت إن اللاجئين المحتجزين يصل عددهم إلى 96 شخصاً، هم 53 فلسطينياً و43 سورياً.

وذكرت المصادر أن تنظيمات حقوقية محلية، ومكاتب جمعيات دولية مهتمة بحقوق الإنسان معتمدة بالجزائر، حاولت الاقتراب من وزارتي الداخلية والخارجية، لمعرفة مصير المهاجرين اللاجئين، «غير أنها لم تجد من يجيبها، مشيرة إلى أن الجزائر «تتعامل بصمت مريب مع هذه القضية".

ولفتت المصادر إلى أن محاولات حقوقيين دخول مركز الاحتجاز باءت بالفشل لإحاطته بتعزيزات أمنية كبيرة، ولصعوبة الوصول إليه.

ويوجد من بين اللاجئين أطفال ونساء ومنشقون عن النظام السوري.

ووصل اللاجئون الفلسطينيون والسوريون إلى الحدود الجزائرية - المالية، ضمن مجموعات تتكون الواحدة من 20 إلى 30 شخصاً، بحسب المصادر الحكومية التي نقلت عن شهادات بعضهم أنهم خرجوا من سوريا إلى الأردن ثم تركيا، وبعدها مصر، وبعضهم غادر إلى إثيوبيا فالسودان.

وكان رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة نصر الحريري قال في تغريدة نشرها يوم 26 تشرين الثاني، إنهم تواصلوا مع السلطات الجزائرية لحل القضية وكتب: "من أجل اهلنا السوريين المحتجزين المهددين بالترحيل إلى سوريا علما أن هؤلاء هم من معارضي النظام وترحيلهم يعني الموت أو الاعتقال والانتقام"، ولكن على ما يبدو أن كلماته لم تخرج من موقع تويتر ولم تلقى أي أذان صاغية له عند السلطات الجزائرية.