التراث البدوي

(109هـ- 130هـ) -- قبل زحفهم إلى تونس بثلاثة قرون ..
كان أول نزول بني عامر وعرب القيسية إلى الديار المصرية، في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، بطلب من والي مصر عبيد الله بن الحيجاب سنة 109هـ، حيث أرسل بطلبهم من البادية، فوصلت أول دفعة منهم وقوامها 100 أهل بيت (أسرة) من بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن، و100 أهل بيت من بني عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن من عرب قيس، التي منهم بني كلاب، وبني جعدة، وبني عقيل، وبني قشير وبني البكاء وبني عجلان وبني عبد الله وبني ربيعة وبني سواءة وبني هلال وبني نمير، و100 أهل بيت من هوازن بن منصور( ومنهم طبعا بني سليم)، ونزلوا أول أمرهم في بلبيس، وعملوا بالزراعة واشتروا الإبل ونقلوا عليها الطعام إلى القلزم (البحر الأحمر) وكان الرجل منهم يحصل عشرة دنانير وأكثر في الشهر، ثم اشتروا الخيول وعنوا بتربيتها وركوبها، وليس عليهم مؤنة في اعلاف ابلهم وخيولهم؛ لجودة المراعي ووفرتها، ولما بلغ خبر أحوالهم إلى عامة قومهم، وفد إليهم 500 أهل بيت من باديتهم، وبعد سنة أخرى قدم إليهم 1500 أهل بيت من عرب قيس، وفي عهد آخر خلفاء بني أمية مروان بن محمد سنة 130هـ بلغ عددهم 3000 أهل بيت، ثم تزايدوا وتم احصائهم في ولاية محمد بن سعيد فكانوا نحو 5200 نسمة، ومن ضمنهم بني سليم وعد من بطونهم بني زكوان وبني هلال وبني عوف وبني الحارث وبني رفاعة وبني عصية وظفر وعميرة وبهز وغيرهم.. انتهى قول المقريزي وأقول أنا ربما بني عصية تصحيف بني عطية وبني ظفر تصحيف بني ظفير وبني بهز تصحيف بني بهثة .. والله أعلم
(( هذا ما ذكره المقريزي، في كتاب البيان والاعراب ))

موقع أثري هلنستي، مستعمرة عسكرية سلوقية، لعبت دوراً مهماً على طول نهر "الفرات"، أسس في القرن الثالث ق.م على أرضية عذراء، وضم مدينة سكينة وقصر ومعبد ومقبرة..

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 5 حزيران 2014، الآثاري "عقبة معن" الذي تحدث عن موقع "جبل خالد" ويقول: «يتكون هذا الموقع من مدينة عسكرية وسكنية تعود إلى الفترة الهلنستية وجدت خلال أعمال التنقيب الأثرية التي جرت خلال المواسم الأخيرة في الموقع، حيث تم الكشف عن أربع مراحل أثرية، المرحلة الأولى وهي الأبكر، تعود إلى نهاية القرن الرابع قبل الميلاد زمن تشييد جدار المدينة المرتفعة حتى بداية القرن الثالث ق.م، أما المرحلة الثانية فتبدأ من نهاية القرن الثالث وحتى بداية القرن الثاني ق.م. والمرحلتان الأخيرتان الثالثة والرابعة فتعودان إلى نهاية القرن الثاني ق.م وحتى نهاية الفترة الهلنستية».

ويضيف: «أظهرت أعمال التنقيب الأثرية أن الموقع كان مستعمرة عسكرية سلوقية، إضافة إلى أنها موقع حراسة لهذه المنطقة الاستراتيجية شمال "سورية"، عُثر فيها على العديد من اللقى الأثرية من بينها عدد من السروج وذلك في المنطقة السكنية، وجاءت نماذجها وفق أربعة أنواع مصنوعة على عجلة تعود إلى القرنين الثالث والثاني ق.م، ومن اللقى أيضاً طبعات أختام هلنستية ذات مواضيع مختلفة تتضمن

مراسلات رسمية تجارية أو إدارية، إضافة إلى كتابات ورسوم جدارية عثر عليها في حالة سيئة جداً، وعينات صغيرة من الحلي الزجاجية، وكذلك بعض الأنواع من الطاسات الزجاجية العائدة للفترة نفسها».

أما الآثاري "عمار مهدي" والمهتم بآثار منطقة "الفرات" فيقول: «اكتشف الموقع في مطلع الثمانينيات، أثناء حملات الإنقاذ الأثرية لبناء سد "الفرات" التي قامت بها البعثة الاسترالية بإدارة "غرايم كلارك"، ودلت المكتشفات على وجود مدينة محصنة بسور ضخم، يبلغ طوله 4كم مزود بـ28 برجاً مربعاً، تبلغ مساحتها هكتارين ضمت بقايا قصر ومنازل».

ويضيف: «عملت البعثة الاسترالية من جامعة "ملبورن" في الموقع منذ عام 1984م وحتى الآن، وقد تركزت أبحاثهم الأولى حول الاكتشافات الأثرية التي تتضمن سجلات البوابة الرئيسية، وأحد الأبراج الثمانية والعشرين من الجدار الدفاعي (البرج الشمالي الغربي)، وقصر الحاكم الموجود ضمن الأكروبول، ووحدات التخزين المغطاة بقطع فخارية من الموقع، كذلك مواد العزل الكاملة للمنازل المحلية، والأبنية العامة التي تتضمن المعابد، وتطلب بناء قصر الحاكم منطقة واسعة لتشييده، أي إنه امتد على مساحة واسعة جداً بلغت مساحته 2750م2،

ويتألف البناء من 30 غرفة، نظمت حول فناء مركزي كبير ذي أعمدة من النوع الدوري».

ويتابع: «توزعت الغرف بشكل منفرد، وتظهر معظم جدرانها مطلية وملونة، توجد في الجهة الشرقية غرف تحوي مداخل كبيرة وحمامات، أما الجهة الجنوبية فتحوي بضع غرف كبيرة، والجهة الشمالية تضم 8 غرف أصغر حول ردهة مركزية مزينة بغزارة، يبدو أنها كرست تماماً لإعداد واستهلاك الطعام، وخلال أعمال التنقيب تبدو الغرف الأصلية ثرية نوعاً ما لأنها احتوت على أختام رسمية فُسرت كمناطق رسمية إدارية».

وبيّن الآثاري "مقداد شعيب" بالقول: «وجد في الموقع معبد بني بتركيب خاص، يتألف من هيكل يتقدمه ستة أعمدة في كل من الجبهة والأروقة الخلفية، استخدمت الأعمدة الصغيرة للأماكن ذات السطوح القصيرة نسبياً، أما أبعاد الهيكل لمعبد "جبل خالد" فتبلغ 10×21.8م، ما يجعلها أوسع مما كانت عليه ومطابقة لأسلوب مخطط الأرضية، إضافة إلى أنه تم تقسيم النصف الغربي للهيكل بجدران داخلية، كما وجدت في الموقع مقبرة تقع خارج أسوار المدينة، وتم التنقيب فيها في الأعوام 1996-1997م».

ويضيف: «يوجد نوعان من

المقابر: الأولى هي قبور منحوتة بالصخر، والثانية عبارة عن حفر أرضية، أي استخدمت بالاعتماد على التربة، إضافةً لوجود بعض المقابر تحت أسوار المدينة مباشرة، وأثناء أعمال التنقيب عثر على 42 قبراً وذلك بين الأعوام 1996-1997م، كما أن حوالي ربع الفخاريات المكتشفة وجدت فيها».

يشار إلى أن "جبل خالد" يقع على الضفة الغربية لنهر "الفرات" شمال "سورية" على ارتفاع 100م عن سطح البحر.

تعتبر القهوة العربية رمزاً من رموز الضيافة والكرم عند العرب، ولها مكانة كبيرة عندهم، حيث تتميز بمذاقها المر وخلوها من السكر، وهي أول ما يقدم للضيف بعد الترحيب.

ويعتبر اليمن الموطن الأصلي للقهوة ومن ثم انتقلت إلى الجزيرة العربية وبلاد الشام، ومنها انطلقت إلى مختلف مناطق العالم، وتكاد تكون المشروب الأكثر شعبية بالنسبة لمعظم السوريين، وتعد المشروب المفضل لأهالي “جبل شحشبو” في ريف حماة الذي يكرمون به الضيف.

وللقهوة طريقة خاصّة في التحضير تمر بمراحل عدة حتى تصل الى النكهة المطلوبة، وأوضح “محمود العبيد”، لحريّة برس، طريقة تحضيرها قائلاً: “نبدأ بتحميص حبات القهوة النيئة على النار بواسطة (المحماص)، ونحركها بواسطة عصا طويلة من الحديد تشبه الملعقة الطويلة، نحركها جيداً حتى تنضج من جميع جهاتها، وبعد ذلك يتم تبريدها، ثم تأتي مرحلة طحن القهوة باستخدام (المهباش)، ثم نضع الدّلة الكبيرة على النار لطبخ القهوة ونتركها تغلي جيداً، ومن بعد غليانها نتركها حتى تركد ونصفيها، ونسكبها في الدلة الصغيرة مع عدد من حبات حيث تضفي عليها مذاق رائع، وبعد ذلك يتم تقديمها للضيوف”.

وأشار “أبو عبد الرحمن” إلى أن “هناك العديد من العادات والتقاليد عند تقديم القهوة، فعلى من يقدمها أن يمسك الدلة بيده اليسرى والفنجان بيده اليمنى، ويقدمها وهو واقف وأن يحتسي الفنجان الأول أمام الضيوف، ولا يجلس حتى ينتهي من تقديم القهوة لجميع الحاضرين، كما يتوجب عليه أن يبدأ بالتقديم من اليمين، والمتعارف أن الضيف يهز الفنجان عند اكتفائه من شرب القهوة، وما زالت عادات القهوة العربية وجلسات إعدادها الطويلة حاضرة حتى الآن في جبل شحشبو”.

وأضاف “العبيد”، أن “للقهوة العربية أهمية كبيرة، حيث نعتبرها رمزاً لإكرام الضيف وقضاء حوائج الناس وعابري السبيل وإغاثة الملهوف، ويمكن لفنجان القهوة أن يحل أكبر مشكلة مثل قتل أو سرقة أو أي مشكلة أخرى، وإذا امتنع الضيف عن تناول القهوة فمعنى ذلك أن له حاجةً ولا يشربها إلا إذا أخذ وعداً بقضائها، ورغم سنوات الحرب والقصف والنزوح لكننا لم نتخلى عن عاداتنا وتقاليدنا التي ورثناها كابراً عن كابر”.

وعند العرب أربعة أسماء لضيافة فنجان القهوة،حيث حدثنا “الحاج خالد العلي السويد” وهو رجلٌ سبعيني عن تفاصيلها، وبالنسبة للفنجان الأول يسمى “الهيف” مخصص لمن يقدم القهوة ويشربه أمام الضيوف ليأمَن الضيف، وأنها جاهزة للضيافة.

وأضاف أن “الفنجان الثاني (الضيف) وهو أساس الفناجين وهو الفنجان الأول الذي يُقدم للضيف بعد الترحيب به، في حين يسمى الثالث (الكيف) وهو الفنجان الثاني للضيف وله أن يشربه أو يرده إن شاء”.

وأما الفنجان الرابع (السيف) وهو الفنجان الثالث الذي يُقدم للضيف ولا يشربه عادةً، ويشربه أهل العشيرة والأصهار وهو دليلٌ على الوفاء، والدفاع عن الدم والعرض، حسبما ذكر “الحاج خالد”.

يُذكر أن أهالي جبل “شحشبو” غربي حماة ما يزالون يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم الأصيلة التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم، حيث تعتبر القهوة العربية جزء من هذا التقاليد، على الرغم من الحرب المستمرة في سوريا منذ سنوات.