السياسة

وثق فريق “منسقو الاستجابة” أعداد الضحايا والنازحين في الشمال السوري نتيجة الحملة العسكرية المستمرة من قبل النظام السوري وروسيا.

وقال الفريق في تقريره، اليوم الأحد 9 من حزيران، إن أعداد الضحايا في الشمال السوري وصل منذ 2 شباط وحتى 9 من حزيران، إلى 659 شخصًا بينهم 189 طفلًا.

وأضاف أن أعداد النازحين بلغت أكثر من 503509 أشخاص، مضيفًا أن الفريق “ما زال يتابع حركة النازحين وإحصاء عددهم وتقييم احتياجاتهم وخاصة مع تزايد المخيمات العشوائية والمقيمين في العراء”.

وبلغ عدد المنشآت الحيوية والبنى التحتية المستهدفة 183 نقطة، منها 57 مركزًا طبيًا ومشفى، وستة مراكز للدفاع المدني و71 منشأة وبناء تعليميًا وستة مخيمات للنازحين و31 من المساجد، إلى جانب 11 نقطة من الأفران والمخابز، وفق القرير.

وتتعرض أرياف حماة الشمالي والغربي وإدلب الجنوبي لحملة تصعيد واسعة من قوات الأسد وروسيا مدعومة بالطيران، منذ أواخر نيسان الماضي، بهدف السيطرة على مناطق المعارضة.

ودعا الفريق جميع الفعاليات الإنسانية إلى الإسراع في الاستجابة العاجلة لحركة النازحين في المناطق التي استقروا بها.

كما طالب الجهات الدولية المعنية بالشأن السوري بإيقاف الأعمال العدائية التي تستهدف المدنيين في إدلب.

وكانت منظمة الأمم المتحدة دعت قبل أيام إلى ضرورة منع الهجمات ضد المدنيين والبنى التحتية المدنية في محافظة إدلب.

وقالت مستشارة المبعوث الأممي الخاص لسوريا، نجاة رشدي، في بيان صحفي، إن “محاربة الإرهاب لا تحل أي طرف من التزاماته القانونية بموجب القانون الدولي الإنساني بمنع الهجمات ضد المدنيين والبنى التحتية المدنية”.

وأضافت رشدي أن “مثل هذه الاعتداءات هي بمثابة جرائم حرب، لدينا مسؤولية جماعية أمام ضحايا هذا الصراع وأغلبهم في سن أصغر من أن يسمح لهم باستيعاب أبعاد هذه الحرب العبثية”.

جاء ذلك تعليقًا على الحملة العسكرية الواسعة التي تشنها قوات الأسد وروسيا على المنطقة منزوعة السلاح في أرياف حماة الشمالي والغربي وإدلب الجنوبي، بناءً على تقارير وصفتها المنظمة الدولية بـ “الممارسات الوحشية المروعة” تجاه المدنيين.

وقال التقرير، “في الاجتماع قدم ممثلون عن الوكالات الأممية في سوريا تقارير مباشرة حول الممارسات الوحشية المروعة من قبل كل الأطراف المنخرطة في منطقة خفض التصعيد شمال غربي سوريا، والتي نتجت عنها خسائر كبيرة في الأرواح بين المدنيين ونزوح مئات آلاف الأشخاص”.

سبع سنوات وما زالت صور أطفال مجزرة الحولة ماثلة في ذاكرة السوريين والعالم، واحدة من أبشع المجازر التي ارتكبتها ميليشيات الأسد الطائفية منذ بداية الثورة السورية في عام 2011، أعادت مشاهدها إلى الأذهان حضور البربرية بأجلى حالاتها وعمليات التعذيب الوحشية والهمجية التي كانت تجري في العصور الوسطى، وذلك بعد أن قتلت هذه الميليشيات أكثر من 108 مدنيين بينهم نساء وأطفال ذبحاً بالسكاكين وحراب البنادق، وأطلقت النار على أعناقهم ورؤوسهم من مسافات قريبة بدم بارد.

لم يكن تاريخ 25- 5- 2012 يوماً عادياً بالنسبة إلى أهالي مدينة “الحولة” التي تقع شمالي غرب حمص، حيث كانوا على موعد مع تلك المجزرة الذي ذُبح فيها 49 طفلاً أعمارهم دون العاشرة، جُزت أعناقهم الغضة بسكاكين قذرة، و33 امرأة ومثلهم من الرجال قتلوا بالطريقة نفسها، إضافة إلى قصف المدينة بمئات الصواريخ والقذائف من أكثر من 10 حواجز لقوات الأسد تقع على التلال القريبة من القرى الموالية المحيطة بالمنطقة، في لحظات لا يمكن وصفها إلا أنها كانت كأهوال يوم القيامة.

يقول “سامر الحمصي”، ناشط من الحولة شهد المجزرة ووثقها،  “نحن الناشطين وثقنا المجزرة وبثثناها على وسائل الإعلام، ولا يمكننا نسيان تفاصيل ذلك اليوم الذي حفر في ذاكرتنا، فمع هول الصدمة جراء هذه الجريمة الشنيعة كان لا بد لنا من تمالك أنفسنا والتغلب على مشاعر الخوف والرعب والغضب والحزن وعجزنا عن حماية هؤلاء الأبرياء، وتجاوز الأحاسيس التي كنا نعيشها في تلك اللحظات والقيام بدورنا في تغطية هذه المجزرة، حيث بدأنا نتنقل في المنطقة للوصول إلى مكان جثث الشهداء بعد أن سحبهم عناصر الجيش الحر من الحي الذي ارتكبت فيه المجزرة (حي السد) ونقلوهم إلى المسجد في منطقة تلدو”.

وأضاف: “كان السير على الطرقات خطراً جداً بسبب القصف الذي لا يهدأ من الحواجز المحيطة بالحولة جميعها، بالإضافة إلى قصف المنطقة بصواريخ بعيدة المدى من الكلية الحربية القريبة من حي الوعر في مدينة حمص، فتطوع أحد الشباب العاملين معنا ضمن المكتب الإعلامي، (الناشط الشهيد بلال أبو عروبة)، بالذهاب إلى المسجد لتصوير وتوثيق الشهداء بعد أن رفض أن نذهب معه لأننا مسؤولين عم أُسَرِنا، حيث كان لا بد من قطع مسافة 5 كيلومترات على طريق مكشوف للحواجز والقذائف تستهدفه رشقات عربات الشيلكا، للوصول إلى مكان تجمع الشهداء، فأتم المهمة بنجاح حينها وبدأنا ببث الصور ومقاطع الفيديو المروعة على الإنترنت مساءً، وبدأت القنوات التلفزيونية والمحطات الإخبارية تتناقل الخبر ومقاطع الفيديو، وماهي إلا ساعات حتى خرجت عشرات المظاهرات الليلية في معظم المدن السورية تضامناً مع الحولة وتنديداً بالمجزرة”.

*بكاء الناشط الشهيد بلال أبو عروبة في أثناء توثيقه مجزرة الحولة ومشهد قتل الأطفال بطريقة وحشية:

وأكمل “الحمصي”: “كان الصمت يسود غرفة المكتب الإعلامي والشباب المتواجدين جميعهم يقومون برفع الصور والفيديوهات المتلاحقة، والتلفزيون على أحد القنوات يعرض أخبار المجزرة التي حدثت على بعد كيلو مترات قليلة من مكاننا، ثم انتقلت المحطة إلى بث مباشر لمظاهرة في مدينة داعل في درعا، وكان قائد المظاهرة يهتف بصوت درعاوي جميل وحنون والجموع تهتف وراءه “يا حولة درعا معاكي للموت يا حولة.. يا حولة حنا معاكي للموت يا حولة”، فكانت هذه الكلمات بمثابة القنبلة التي فجرت الدموع في عيوننا وباتت تنهمر بعد أن حبسناها ساعات عديدة طوال الليل”.

وتابع الحمصي: “الضجة الإعلامية التي سببتها الفيديوهات والمقاطع المصورة المنشورة كانت سبباً في إيقاف قصف النظام على المنطقة، فأصبح التنقل بين بلدات الحولة أمناً نوعاً ما، ونُقلت جثامين الشهداء إلى برادات الخضار والفواكه المتواجدة في المنطقة، وذلك بعد التواصل مع لجنة مراقبي الأمم المتحدة الذين وعدونا أنهم سيأتون صباحاً لمعاينة الحادثة بحجة أن نظام الأسد لا يسمح لهم بالتنقل ليلاً، وفي اليوم التالي نقلت جثامين الشهداء بعد أن كفنت إلى أحد المساجد في تلدو في انتظار المراقبين الذي وصلوا عند الظهيرة، ووثقوا الجريمة بعدساتهم، حيث أن إحدى أعضاء اللجنة أجهشت بالبكاء من هول المنظر وقسوته بحق الأطفال الذي فقد بعضهم نصف رأسه، وبعضهم الأخر كانت آثار الدمار ما تزال على رقبته التي فُتح فيها جرح كبير من الوريد إلى الوريد بفعل السكين، ومنهم من أطلق النار على عينه وفقد نصف رأسه من الخلف”.

شاهد آخر من الحولة وأحد سكان منطقة “تلدو” طلب عدم الكشف عن اسمه قال لـ”حرية برس”: “كانت ميليشيات الأسد الطائفية التي نزلت إلى حي السد في تلدو من القرى الموالية المحيطة (القبو، فلة، الغور الغربية) تهدف إلى قتل أكبر عدد ممكن من الناس في ذلك اليوم، حيث لم تكتف ميليشيات الأسد المتواجدة على الحواجز بقصف المنطقة، بل تسللت ليلاً مسلحة بالبنادق والسكاكين، وكان الضحايا معظمهم من الأطفال الصغار الذين واجهوا الذبح بالسكين في العنق أو من خلال طلقة في الرأس أو موقع آخر من الجسد، الواحد تلو الآخر”.

وأضاف أنه “بعد نزوح سكان تلدو معظمهم إلى بلدات الحولة الأخرى ( تلذهب، كفرلاها، الطيبة الغربية)، دخلت مجموعة من ميليشيات الأسد قادمة من حاجز مؤسسة المياه إلى الحارة الجنوبية عند مدخل تلدو، وحاصروا حارة صغيرة، لم يبق فيها سوى عائلتان من (آل السيد)، بينهم عقيد في الشرطة المدنية متقاعد، لم ينزح ظناً منه أن النظام لن يقترب منه، حيث قضى العقيد و15 شخصاً من العائلة نفسها، فيما تمكنت إحدى زوجات العقيد المتقاعد مع إحدى بناتها من الهرب عبر باب خلفي للمنزل”.

هزّت مجزرة الحولة السوريين جميعاً والعالم بأسره، لما حملته من مشاهد فظيعة فاقت الوصف، وكانت ردود الفعل الشعبية للسوريين تعبر عن كمية الحزن والقهر الكبيرين من هول الكارثة وعدد الضحايا، وخصوصاً مع طريقة القتل ذبحاً التي أثبتت مدى الانحطاط الإنساني الذي تحمله الميليشيات الطائفية الموالية للأسد، كما لاقت المجزرة استنكاراً دولياً وطردت كل من “الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، النمسا، سويسرا، هولندا، بلجيكا، بولندا، النرويج، البرتغال، تركيا، أستراليا، نيوزيلندا، اليابان) السفراء السوريين من أراضيها، من دون أي تحرك جدي على الأرض لمحاسبة القاتل، حيث أكدت فيما بعد لجان تحقيق تابعة للأمم المتحدة أن نظام بشار الأسد وشبيحته هم المسؤولون عن المجزرة.

سنوات مضت على مجزرة الحولة التي ارتكبتها ميليشيات الأسد الطائفية، وأعقبها حدوث مجازر عديدة بعضها استُخدم السلاح الكيماوي والغازات السامة في تنفيذها، وما يزال بشار الأسد في سدة الحكم، فيما يبدو أنه باق بموافقة ضمنية من المجتمع الدولي ومباركة من الأمم المتحدة اللذين ارتضوا النهج الذي يسير فيه هذا المجرم وميليشياته، وبات السوريون اليوم مدركين أنهم يقتلون “فرق عملة” في ميزان المصالح الدولية، وأنه لا حل في سوريا إلا بمحاسبة هذا النظام بالقوة، معلنين أن دماء أطفال الحولة ستبقى مشاعل نصر تنير الطريق كلما خبت شعلة الثورة، وتجدد إصرارهم على الانتقام لهم من قاتلهم وتقديمه للقضاء لينال جزاءه العادل مهما طال الزمن.

طرد عدد من الشبان السوريين، نصر الحريري رئيس هيئة التفاوض، من صلاة الغائب على الشهيد عبد الباسط الساروت في جامع الفاتح بمدينة اسطنبول التركية، اليوم الأحد.

وقال ناشطون إن الحريري تم طرده قبل أداء صلاة الغائب عن روح الشهيد، فيما قال آخرون إنه تم الاعتداء على الحريري بالشتائم ومحاولة ضربه، مما اضطره إلى مغادرة المسجد.

وأدى مئات من السوريين صلاة الغائب عن روح الشهيد عبد الباسط الساروت، حارس الثورة السورية وبلبلها، اليوم الأحد، في مدينتي اسطنبول غازي عنتاب في تركيا.

وكان مئات السوريين خرجوا في مدينة الريحانية في تركيا لتشييع جثمان الشهيد الساروت، قبل أن يتم إعادته إلى الأراضي السورية.

وفي وقت لاحق، شيع آلاف جثمان الشهيد إلى مثواه الأخير، حيث تم دفنه في مدينة الدانا بمحافظة إدلب شمالي سوريا.

واستشهد بلبل الثورة السورية وحارسها، عبد الباسط الساروت، أمس السبت، إثر إصابته في المعارك الدائرة مع قوات الأسد في ريف حماة.

والساروت من مواليد حي البياضة حمص، وكان حارس مرمى نادي الكرامة والمنتخب السوري للشباب لكرة القدم، التحق بالثورة السورية منذ أيامها الأولى، وقاد المظاهرات في أحياء حمص القديمة وأنشد لها حيث لقّب بـ”بلبل الثورة”، بقي في مدينة حمص وعاش الحصار والقصف وأسس كتيبة “شهداء البياضة” وأصيب عدة إصابات أثناءها، فقد اثنين من أخوته أثناء محاولة لفك الحصار عن أحياء حمص، خرج مع المهجرين إلى ريف حمص الشمالي في العام 2014 من ثم هجّر ثانية إلى الشمال السوري، والتحق مؤخراً مع كتيبته بجيش العزة لقتال قوات الأسد على الجبهات، كقيادي عسكري.

استشهد طفل، وأصيب والداه، جراء استهداف الطيران الحربي الأحياء السكنية في مدينة خان شيخون، في سياق حملة مستمرة تشنها قوات الأسد مدعومة بالطيران الحربي الروسي على ريفي إدلب وحماة.

وأفاد مراسل  في إدلب أن قوات الدفاع المدني السوري انتشلت جثة الطفل وأسعفت المصابين إلى أحد المشافي لتلقي العلاج.

من جهته، أفاد مراسلنا في ريف حماة أن قوات الأسد مدعومة بالطيران الحربي الروسي قصفت بالصواريخ الموجهة والصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة والرشاشات الثقيلة مدينتي اللطامنة وكفرزيتا وقرى الزكاة وسحاب وحصرايا والأربعين ولطمين وبلدة مورك في ريف حماة الشمالي.

كما قصفت قوات الأسد بالمدفعية الثقيلة بلدتي قسطون والزيارة وقريتي العمقية والزقزم في سهل الغاب في ريف حماة الغربي.

في السياق ذاته، استهدف الطيران المروحي بالألغام البحرية الأراضي الزراعية قرب مدينة اللطامنة في ريف حماة الشمالي، كما قصفت القوات الروسية المتمركزة في المعسكر الروسي في محيط مدينة محردة في ريف حماة الغربي قرية الزكاة بالصواريخ الفوسفورية، ما تسبب في اندلاع حرائق في المحاصيل الزراعية.

وأكد مراسل في حماة أن العمليات العسكرية المكثفة في المنطقة تسببت في بدء موجات نزوح جديدة للسكان المدنيين من بلدة كرناز وقرى التريمسة والجديدة وحيالين والشيخ حديد في ريف حماة الغربي.

في سياق آخر، أعلن “جيش العزة” أنه استهدف بصواريخ موجهة مجموعتين تابعتين لقوات الأسد على جبهة “تل ملح” في ريف حماة الشمالي الغربي، قبل أن يسيطر على القرية.

وكانت فصائل الثوار قد أعلنت عن بدء عمل عسكري على مواقع تابعة لقوات الأسد في ريف حماة الشمالي في وقت سابق من اليوم.

من الجدير بالذكر أن نظام الأسد وروسيا يستهدفان محافظة إدلب وأرياف حماة وحلب منذ أواخر نيسان الماضي في حملة عدوانية هي الأعنف، أسفرت الحملة عن استشهاد أكثر من 550 مدنياً وإصابة مئات بجروح، فضلاً عن نزوح نحو 350 ألفاً من بيوتهم نحو المناطق الحدودية، وتدمير عشرات المستشفيات والبنى التحتية.

تعيش مناطق سيطرة نظام الأسد أزمة اقتصاديَّة خانقة وصلت حدّ حرمان الشعب السوري من أبسط حقوق المعيشة الأساسية ومحاربته بها، ألا وهي مواد المحروقات وأهمها مادة الغاز، رغم امتلاكه مخزوناً كبيراً من النفط، كما سمح للمواليين له، لاسيّما ’’الفنانين‘‘ بالتبجح بهذه المعاناة عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

ونجد رأس النظام خلال خطابه الأخير في 17 فبراير/ شباط الفائت، يتسوَّل من معاناة شعبه، ويُبرر أزمة الغاز، مطالباً اللاجئين بالعودة للمساهمة في عملية إعادة الإعمار التي صرّح قبل عام أنّها ستكلف 400 مليار دولار على الأقل، وتستغرق من 10 إلى 15 عاماً.

 التقى رئيس مجموعة عمل اقتصاد سوريا الدكتور ’’أسامة قاضي‘‘، للوقوف على مجريات الأحداث حول أزمة النظام الاقتصادية من معظم المحاور، وكان الحوار التالي:

* ما هو السبب الرئيس في الأزمة الاقتصادية التي تعصف بمناطق نظام الأسد؟

** لم تغادر الأزمات الاقتصادية حياة السوريين على مدى الحقبات المتعاقبة للحكومات السورية معظمها، ’’زمن البعث‘‘، ولكن درجة قساوتها تختلف، والسوريون لاينسون زمن سيء الذكر رئيس الوزراء ’’عبد الرؤوف الكسم‘‘ الذي قال عنه وزير الدفاع في مذكراته: إنَّ وجهه كان شؤماً على الاقتصاد السوري، وفي عام 2005 كان حجم العاطلين عن العمل مليون عامل، ونسبة البطالة 20%، والأرقام الرسمية لعام 2004 تقول إنَّ 34% من الشعب السوري كان يعيش تحت خط الفقر، وفي عام 2007-2008 طال الجفاف المناطق الشرقية.

وقد صرحت الأمم المتحدة حينها أنَّ نحو 59 ألفاً من صغار المزارعين خسروا قطعانهم غالبيتها في حين خسر 47 ألف مزارع ما بين 50 و60% من ماشيتهم، وإنَّ موسم حصاد عام 2007-2008 افتقر بشدَّة إلى مياه الأمطار، ما أدى إلى تراجع متوسط إنتاج المحاصيل، وخسر الاقتصاد السوري 40% من محصول القمح، وانخفض إنتاج الشعير 90%، كما أن الأمم المتحدة حينها تبرعت بـ20 مليون دولار لهذه الأزمة، وعدد الذين باتوا تحت خط الفقر في عام 2011 يُقدَّر بحوالى 50% من الشعب السوري.

أمّا الأزمة الحالية، لاشكَّ أنَّها ’’الأسوأ‘‘ لأنَّ حكومة الأسد حُرمتْ من كثير من الموارد النفطية والزراعية، وبالتأكيد التجارية بعد خسارة معظم المعابر، وخسارة رأس المال البشري، وماتدره الحركة الاقتصادية من ضرائب، ومع تشديد الحصار على إيران وتعثر وصول بعض شحنات الغاز، وعدم استطاعة روسيا أن تساعد في تسييل الغاز الموجود في سبعة حقول غاز تحت سيطرة النظام وحلفائه منذ أكثر من سنتين، كل هذا وغيره من انعدام الموارد، والفساد المستشري، وسوء الإدارة لايستبعد معها أزمة اقتصادية خانقة.

* ما هو رأيك بالعروض التي قدّمها سكان المناطق المحررة إلى سكان مناطق النظام بالانتقال للعيش في مناطقهم؟

** ربما كان واقع الحياة في المناطق الواقعة تحت النفوذ التركي أفضل نسبيّاً، حيث أن هناك تسعة معابر في الشمال تأتي بما يحتاجه النازحون، لكن هنالك في الشمال السوري 1.7 مليون سوري نازح في المخيمات وضعهم مزر للغاية، عدا خروقات الهدن والاتفاقيات حيث تُقصف مناطق جنوبي وشرق إدلب وشمال غربي حماة، وإذا زاد عليها تغول ’’جبهة النصرة‘‘ (هيئة تحرير الشام) ومايمثلها مما يسمى ’’حكومة الانقاذ‘‘ التي اعتدت على ماتملكه الحكومة المؤقتة وعدت هذا فتحاً مبيناً ونصراً إلهيّاً، والوضع في إدلب سيء خاصةً بعد أن قطعت المؤسسات الدولية الإغاثية كل نشاط لها في مناطق سيطرة ’’حكومة الإنقاذ‘‘.

أعتقد أنَّ الأمور في الشمال السوري ما زالت غير مستقرة، وهي متفاوتة نسبيّاً في درجة نشاطها الاقتصادي، وسوية عيش أبنائها، ولن تتوقف عذابات السوريين إلا بحلِّ سياسي عادل في ظل حكومة مهنية، وحكم رشيد، وجيش وطني حقيقي، وفصل بين السلطات.

* ما هو سر خروج شخصيات سياسية وفنانين وانتقادهم حكومة الأسد في مشهد جديد على الشعب السوري وغريب، وما سر سكوت النظام عن النقد الذي يتعرض له؟

** كل ماذكر من شخصيات التزموا الخطوط الحمراء الأمنية وهي عدم المساس بـ’’قدسية الذات الحاكمة‘‘، وكلّ ماعدا ذلك تفاصيل، فما قيمة نقد وزير أو مدير أو رئيس وزراء في سوريا في الوضع الراهن، كانت صحيفة ’’الثورة وتشرين‘‘ المواليتين تنشران مقالات قبل الثورة تنتقد أداء الحكومات، وأحياناً تنتقد وزيراً بعينه، وسقف السماح بذلك هو حجم الغطاء الأمني لذلك الوزير أو المدير، ولكن الآن كل مدة يتم تغيير ’’الواجهات الوزارية‘‘، ولاتتمتع بأي حصانة ضد النقد، لأنَّ ’’القصر‘‘ يريد دائماً أكباش فداء للوضع الاقتصادي الخانق، وهنالك من يرتضي من الأشخاص بمنصب وزاري دون أن يعبأ بحجم النقد، وأحياناً التهم بالتقصير لقاء منصب وراتب وزير على الأقل مدة عام حتى يستمر بقبض راتب الوزير عقب إقالته.

* بعد ثمانية أعوام من الثورة في سوريا، كيف ترى وضع الاقتصادي السوري بشكل عام؟

** لم يعد هنالك في سوريا حكومة مركزية تسيطر على 14 محافظة، لذا فلا معنى لعبارة ’’الاقتصاد السوري‘‘، لأنَّ سوريا في ظلِّ مناطق النفوذ، ووجود ’’ميليشيات‘‘ أجنبية متناحرة على أرضها، عدا الفصائل العسكرية من كل الأطراف، بات اقتصادها عبارة عن ’’اقتصاد مناطق النفوذ‘‘ أو اقتصاد ’’المناطق والنواحي‘‘، على سبيل المثال لم تعد تدخل الخزينة السورية أي ضريبة من أي سوري في إدلب أو الرقة ودير الزور والريف السوري وغيرها كثير.

الوضع الاقتصادي الحالي في سوريا مقارنةً بما كانت عليه سيء للغاية، ولم يعد يُدار ولا حتى كاقتصاد ’’حرب‘‘، لأن اقتصاد الحرب يحتاج إلى إدارة مركزية تستطيع ضبط الموارد وهذا غير متوفر، كما أن السوريين فقدوا مئات المليارات من الدولارات بخسارتهم لنفطهم من 340 ألف برميل إلى أقل من 30 ألف برميل يوميّاً، وزراعتهم وتجارتهم أيضاً، ووصل التضخم إلى أرقام مخيفة تجاوزت أحياناً 400% منذ عام 2011، وخسرت العملة عشرة أضعاف قيمتها، وبات أكثر من 70% تحت خط الفقر، وبلغت البطالة حوالى 85%، والناس تعيش على الإعانات التي ترسل إليهم من أقربائهم.

* هل تعتقد أن أزمة النظام الاقتصادية مفتعلة بهدف كسب عطف دولي للنظام أم أن الأزمة فعلاً حقيقة؟

** الأزمة الاقتصادية حقيقية وخانقة، ولا يمكن إدارتها وانتشال الاقتصاد في ظلِّ فقدان حكومة الأسد سيطرتها على مفاصل الاقتصاد التي باتت في يد الإيرانيين والروس، وفي ظلّ تفشي الفساد أكثر مما كان عليه قبل الثورة، لإنَّ الأزمة تزداد سوءاً، والذي يعاني هو الشعب السوري المظلوم.

* ما هي الطرق التي يحتال نظام الأسد من خلالها على الأزمة اقتصادية ويستغل الناس، مثلاً شهادات الاستثمار الجديدة، وهل للحوالات المالية التي تأتي من الخارج للأهالي دوراً؟

** تحتاج حكومة الأسد إلى سيولة وبطبيعة الحال يُمكنها طرح سندات خزينة أو شهادات استثمار، وإنَّ اتباع سياسات نقديّة يُساعد في توظيف واستثمار النقد المكتنز للمدخرين في السوق المحليّة، وهذا بمثابة أدوات تقليديّة في أجواء مستقرّة، ولكنه مؤخراً قام بإصدار شهادات إيداع بالليرة السوريّة بقيمة اسميّة 100 مليون ليرة للشهادة وسعر فائدة 4.5%، ما يجعل هذه السندات عمليّاً أداة عديمة الجدوى، خاصةً في ظلّ عدم استقرار الليرة وغياب الثقة في الأداء الحكوميّ، ضمن معدّلات تضخم كبيرة وصلت رسميًّا إلى 36% (أكبر بكثير من معدل 4.5%)، وهي فعليّاً تجاوزت الـ400% منذ عام 2011.

أيّ في الحد الأدنى سيخسر المواطن أكثر من 30% من قيمة السند الفعلية بسبب التضخم، بطريقة أخرى، لو فرضنا أن حكومة النظام استطاعت استقطاب 10 مليارات ليرة، فذلك يعني استرجاع 20 مليون دولار فقط، وهذا المبلغ بسيط جداً لا يستطيع سدّ جزء يسير من الطلب المحليّ أو النفقات الحكوميّة، ولن يساعد في انخفاض سعر الليرة السوريّة مقابل الدولار، والعائدات التي يحولها السوريون إلى أهلهم في الداخل ربما تكون السبب الرئيس ليس فقط في رفع مستوى معيشة الأهالي في الداخل، بل أيضاً في إدخال عملة صعبة إلى المصارف السورية.

* ماذا عن عائدات النفط التي كان  يحصل عليها من تنظيم ’’داعش‘‘ المسيطر على مناطق الآبار، وهل سيتغيَّر الوضع بعد سيطرة ميليشيا ’’قسد‘‘؟

** النظام فيما سرَّب من معلومات يُقايض تنظيم الدولة الإسلامية ’’داعش‘‘ على القمح والنفط لقاء تقديم الأمن وتنقلات لوجستية وتفاهمات عسكرية، وأعتقد الأمر مشابه بالنسبة إلى ميليشيا ’’قسد‘‘، وخاصةً أنَّ قيادة الميليشيا زارت دمشق أكثر من مرَّة، وأن النظام ما زالت مؤسساته بمافيها الأمنية موجودة في بعض المحافظات المتواجدة فيها ’’قسد‘‘.

روسيا أكبر مصدر للغاز في العالم وقادرة أن تحل مشكلة فقدان الغاز في مناطق النظام، برأيك لماذا لا تفعل ذلك؟

** أستغرب أنَّ الروس منذ 2015 لم يعملوا على إيجاد تقنية من أجل تسييل الغاز الموجود في سوريا، وهنالك سبعة حقول غاز تحت سيطرة نظام الأسد منذ أكثر من عامين، ورغم ذلك لم تستطع تسييل كمية منها لسد حاجة السوريين من الغاز المسال، بل اكتفت بإرسال ناقلات غاز عبر البحر، ومؤخراً احترقت ناقلتان في البحر، فإمَّا أنَّ الروس يُريدون بقاء النظام تحت رحمتهم ولايريدون خلق مصادر دائمة للطاقة له كي لايغدر بهم في صفقة مع الإيرانيين، أو أنهم قطعوا تلك الإمدادات ليضغطوا عليه.

وتمهيداً لاستبداله بعد أن تنفض عنه ماتبقى من حاضنة وتصل القلاقل إلى عرين النظام في اللاذقية ودمشق، وفي الوقت نفسه يوصلون رسالةً إلى الإيرانيين مفادها أنَّ سوريا تحت السيطرة الروسية حصراً، وقصف الاحتلال الاسرائيلي مواقع إيرانية في داخل سوريا من دون تشغيل مضادات إس 300 و400 أوضح دليل، بل هناك من يشكك أن الروس يسربون الإحداثيات الخاصة بتواجد الإيرانيين في المواقع السورية.

* هل الاتفاقيات الأخيرة بين نظام الأسد وإيران (11 اتفاقية اقتصادية) سببها ’’الأزمة‘‘، وهل ستلعب دوراً مهماً لمصلحة النظام بتجاوزها؟

** الإيرانيون وقعوا أكثر من ثلاثين اتفاقية -معلنة- خلال السنوات الماضية وهذه الاتفاقيات بمثابة استرداد الديون المستحقة على نظام الأسد لقاء حمايته من قبل ميليشيا ’’الحرس الثوري الإيراني‘‘، وأدواته في المنطقة، فهم من ساعده في الحرب، ومنطقيّاً أن يقطفوا الثمرة في السلم، وهذه أوراق ضغط سياسية للمقايضة على البقاء في سوريا، وهناك سباق محموم بين الروس والإيرانيين في توقيع الصفقات.

* هل من الممكن البدء بإعادة إعمار سوريا في ظلِّ عدم تحقيق إنجاز سياسي، وهل يمكن لإيران وروسيا والصين القيام بذلك من دون المجتمع الدولي وبقية الأطراف؟

** التاريخ يُخبرنا أنَّ إعمار ألمانيا بدأ بعد الانتهاء من ’’هتلر‘‘، لايوجد في الكون دولة بدأت الإعمار قبل انتهاء الحرب، والخروج بحلِّ سياسي، وفي الوضع السوري لدينا ثلاث مناطق نفوذ روسية وأمريكية وتركية، وهنالك إعمار جزئي كل في منطقة نفوذه بما فيهم نظام الأسد، ومن دون إطار قانوني لحل سياسي ناجز وإنهاء حالة الحرب الباردة جداً على الأرض السورية يبقى الحديث عن الإعمار مجرد استهلاك إعلامي.

* لم تستطع جماهير الثورة أن تسقط نظام الأسد عسكريّاً أو سياسيّاً، هل تعتقد أنه من الممكن أن يسقط النظام من تلقاء نفسه اقتصادياً وخصوصاً بعد إقرار مشروع سيزر (قيصر) وما مدى تأثير العقوبات الأوروبية على النظام؟

** العقوبات الاقتصادية شرط لازم لكنه غير كاف لإسقاط نظام استبدادي، ومزيد من العقوبات الاقتصادية على الشخصيات المحيطة بنظام الأسد لن تسقط النظام الذي لم يعد يعتمد في الغالب سوى على روسيا وإيران، وقد أبلغوه أكثر من مرة علناً أنه لولا وقوفهم إلى جانبه لسقط، وإقرار مشروع سيزر سيزيد الضغط عليه، وهي رسالة معلنة بأنَّ السياسة الأمريكية تقف مع الحل السياسي وأنَّها ستعاقب كلّ من ساعد نظام الأسد في الإعمار قبل الحل السياسي، لكن الشعب السوري انتظر ثمانية أعوام دعماً حقيقياً من العالم وحلاً سياسياً أكثر من انتظاره عقوبات تطيل عمر الأزمة التي تزيد عذاباتهم.

الدكتور أسامة قاضي: مستشار اقتصادي وإداري دولي مستقل، يعمل رئيساً لمجموعة عمل اقتصاد سوريا التي كانت الشريك الرئيس لمجموعة أصدقاء الشعب السوري المعني بإعادة اعمار سوريا، وترأس كافة الوفود الاقتصادية الخاصة بالثورة، وصاغ الخطاب الاقتصادي للثورة وأشرف على الخارطة الاقتصادية لسوريا الجديدة، وهي عبارة عن 14 تقرير اقتصادي معمَّق في عشر قطاعات، وكذلك أشرف على 17 تقرير بعنوان: ’’المشهد الاقتصادي السوري‘‘ وخمسة تقارير بعنوان: ’’الخارطة الزراعية لسوريا‘‘، كما رُشِّحَ لرئاسة أول حكومة مؤقتة في مارس 2013، لكنه اعتذر من أجل وحدة المعارضة.

أفادت وسائل إعلام سورية رسمية بأن وحدات من الجيش السوري صدت هجمات شنها المسلحون على مدن وبلدات في ريف حماة الشمالي استخدمت فيها قذائف صاروخية.

وذكرت "سانا" أن المجموعات الإرهابية المنتشرة في بلدة اللطامنة ومحيطها والمنضوية تحت زعامة تنظيم "جبهة النصرة" اعتدت مساء الخميس بالقذائف الصاروخية على منازل المواطنين وممتلكاتهم في مدينة محردة وبلدتي الجبين وتل ملح بالريف الشمالي لحماة المتاخم لمحافظة إدلب الواقعة ضمن منطقة خفض التصعيد.

وأشارت "سانا" إلى أن الاعتداءات الإرهابية ألحقت أضرارا مادية ببعض المنازل والممتلكات العامة والخاصة والبنى التحتية دون التسبب بوقوع إصابات بين المدنيين.

وأضافت الوكالة أن وحدات الجيش السوري العاملة في ريف حماة الشمالي ردت على مصادر إطلاق القذائف برمايات مدفعية وصاروخية دمرت خلالها عددا من منصات الإطلاق وأوقعت في صفوف الإرهابيين قتلى ومصابين.

وقالت قناة "الإخبارية" السورية إن اعتداءات المسلحين طالت أيضا بلدة حيالين في الريف الشمالي الغربي لحماة، مضيفة أن وحدات من الجيش تصدت لهجمات التنظيمات الإرهابية على محاور تل ملح والجبين والحماميات بريف حماة.

من ناحية أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض بأن تنظيم "جبهة تحرير الشام" ("جبهة النصرة" سابقا) وفصائل متطرفة أخرى ناشطة في ريف حماة الشمالي شنوا هجوما مضادا على القوات الحكومية، أسفر عن "مقتل 21 من القوات الحكومية و14 عنصرا من الفصائل المقاتلة".

وذكر "المرصد" أن المسلحين تمكنوا من التقدم باتجاه مواقع القوات الحكومية المتمركزة داخل بلدة الجبين بعد معارك عنيفة دارت بين الطرفين، وسط قصف تمهيدي مكثف "بأكثر من 400 قذيفة وصاروخ".

وتسيطر "هيئة تحرير الشام" على الجزء الأكبر من محافظة إدلب وأجزاء من محافظات حماة وحلب واللاذقية المجاورة، وتنتشر أيضا في المنطقة مجموعات مسلحة أخرى أقل نفوذا.

نشر معبر باب السلامة الحدودي تعليمات عودة السوريين الذين قضوا إجازة عيد الفطر في الداخل إلى تركيا.

وبحسب بيان نشره المعبر اليوم، السبت 8 من حزيران، فإن العودة إلى تركيا تبدأ، الاثنين المقبل 10 من حزيران، وينتهي في تاريخ 1 تشرين الثاني المقبل.

وأوضح البيان أنه على العائلة الواحدة الحضور كاملة للدخول من سوريا إلى تركيا وخاصة الأطفال دون سن الثامنة عشر، مشيرًا إلى أن الأطفال الذين ولدوا في سوريا خلال الزيارة عليهم اصطحاب شهادة ولادة من المستشفى.


وطلب المعبر من الداخلين اصطحاب أوراق الحجز والكمليك وعدم إعطائها لأي شخص آخر في محاولة للاستفادة منها من قبل الغير، مهددًا بحجز الأوراق واتخاذ الإجراءات بحق من يضبط معه أوراق ليست له.

اندلعت حرائق جديدة في الحسكة شمال شرقي سوريا تزامنًا مع الحديث عن إجراءات من قبل “الإدارة الذاتية” في المنطقة لمواجة احتراق المحاصيل الزراعية.

ونشب حريق اليوم، الخميس 6 من حزيران، في قرية رنكوا شرقي مدينة عامودا، أدى إلى احتراق 20 دونمًا من الشعير، بحسب وكالة “هاوار”.

في حين اندلع حريق في أراضي قرية مغلوجة التابعة لمدينة الحسكة وحريق في الطريق العام الواصل بين الحسكة وتل تمر، ما أدى إلى احتراق 140 دونمًا، قبل أن تتمكن فرق الإطفاء من إخماد الحرائق.

وتأتي الحرائق في ظل إعلان مجلس منطقة الحسكة، التابع لـ “الإدارة الذاتية”، عن جملة من القرارات لأخذ التدابير اللازمة للحد من حرائق الأراضي الزراعية.

وأعلنت الرئيسة المشتركة لمجلس منطقة الحسكة، جفين رمو، تشكيل لجنة طوارئ من المجلس والبلدية والقوى العسكرية من أجل إطفاء الحرائق.

ومن القرارات، بحسب وكالة “هاوار”، استئجار صهاريج مدنية وتعديل قوة دفع المياه فيها لتساعد في عملية الإطفاء، إضافة إلى إلزام أصحاب الأراضي العمل بجدية أكثر وتكثيف الجهود لحماية أراضيهم.

وكانت حرائق التهمت آلاف الدونمات من حقول القمح والشعير في شرق سوريا، ضمن المناطق التي تسيطر عليها “قسد” وقوات الأسد، الأمر الذي أدى إلى خسائر كبيرة للمزارعين.

ونشبت الحرائق في كل من محافظة الحسكة، التي تعتبر خزان القمح في سوريا، إضافةً إلى محافظة الرقة وقرى وبلدات الريف الشرقي لحلب.

وكانت “الإدارة الذاتية” أحصت، الأحد الماضي، عدد الحرائق والمساحات التي خسرتها الأراضي الزراعية وقالت إن عددها وصل إلى 69 حريقًا، قضت على 4175 هكتارًا من الأراضي الزراعية.

واعتبرت “الإدارة”، أن الحرائق التي التهمت مساحات زراعية من القمح والشعير “مفتعلة”، وطلبت من الأهالي والفلاحين مؤازرة الجهات المختصة في المنطقة بحراسة الأراضي والمحاصيل للحد من ظاهرة الحرائق.

وأقر تنظيم “الدولة الإسلامية” عبر صحيفة “النبأ” التابعة له في عددها “183”، في 24 من أيار الماضي، بمسؤوليته عن تلك الحرائق التي طالت الأراضي الزراعية في سوريا والعراق، وبررها بأنها تستهدف من وصفهم بـ “المرتدين”.

توفي القيادي في “جيش العزة”، عبد الباسط الساروت، الملقب بـ”حارس الثورة السورية” متأثرًا بجراح أصيب بها في معارك ريف حماة الشمالي.

وفي حديث لعنب بلدي أكد الناطق باسم “جيش العزة”، مصطفى معراتي لعنب بلدي اليوم، السبت 8 من حزيران، مقتل الساروت، وقال إنه توفي في ساعات الصباح متأثرًا بالجراح التي أصيب بها في المعارك التي كان مشاركًا بها في ريف حماة.

وأفاد مراسل عنب بلدي في ريف حماة أن الساروت كان قد أصيب في المعارك بجروح خطيرة، نقل إثرها إلى تركيا وتمت إعادته في الساعات الماضية.

ويشغل الساروت قائد “لواء حمص العدية” التابع لـ “جيش العزة”، وهو مخطط عسكري ومقاتل ضمن صفوف “العزة” التابع للجيش الحر، إلى جانب نشاطه الإعلامي السابق.

وانضم الساروت في كانون الثاني 2018، إلى فصيل “جيش العزة”، وشارك في العديد من المعارك، إلى جانب مشاركته بمظاهرات سلمية وغيرها من النشاطات.

وخرج الساروت من ريف حمص الشمالي مطلع عام 2016 إلى تركيا، ليغادرها بعد فترة قصيرة ويعود إلى محافظة إدلب ليقود مظاهرات سلمية في مدنها وبلداتها.

والساروت كان حارس مرمى منتخب شباب سوريا، ومن أبرز ناشطي ومنشدي الثورة السلمية في مدينة حمص.

ووقف ضد النظام السوري منذ بداية الاحتجاجات، لينتقل في مرحلة ثانية إلى العمل العسكري، ويؤسس كتيبة “شهداء البياضة”، وينتقل في أيار 2014 إلى الريف الشمالي لحمص.

أرسلت الحكومة الأرمينية دفعة جديدة من الأطباء وأخصائي إزالة الألغام إلى سوريا، أمس 4 من حزيران، حسبما نقل موقع “أرمن بريس” عن وزارة الدفاع الأرمينية.

ويتجه الفريق المختص إلى مدينة حلب، محملًا بمساعدات إنسانية للشعب السوري، وسيعمل على إزالة الألغام وتقديم الخدمات الطبية والمساعدات الإنسانية في الأماكن المتضررة من العمليات العسكرية.

وذكرت وزارة الدفاع أن نقل الدفعة الثانية من المختصين يتم بمساعدة الجانب الروسي في سوريا، وكانت أرمينيا قد أرسلت دفعة أولى مكونة من 83 أخصائيًا إلى حلب في الثامن من شباط الماضي.

وفي آب العام الماضي كان قد وصل عناصر تابعون لقوات حفظ السلام الأرمينية إلى مدينة حلب، بحسب مصادر متقاطعة لناشطين سوريين وأرمنيين.

وذكر المركز الأرمني لإزالة الألغام والخبرة الإنسانية، أن الدفعة الأولى من أخصائي إزالة الألغام الأرمن أخلوا منطقة بمساحة 33.400 متر مربع بحلول 30 أيار، وأجرى الجراحون الأرمن 394 عملية جراحية وقدموا المساعدات العلاجية لـ801 مريض و1354 فحصًا طبيًا ومخبريًا، حسبما نقل موقع “بانوراما” الأرمني.

ودعت روسيا أرمينيا مسبقًا لتقديم المزيد لدعم الجهود الروسية في تقديم المساعدات الإنسانية في سوريا، وكانت أرمينيا قد أرسلت عبر سنوات الحرب في سوريا عدة دفعات تحمل مساعدات إنسانية، جلها ما بين شباط عام 2017 وحزيران من العام ذاته.

كما استقبلت أرمينيا ما يزيد عن 14 ألفًا من الأرمن السوريون الذين عادوا إليها جراء نشوب الصراع في سوريا، حسب تقديرات وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وحصلوا على حق اللجوء أو على الجنسية الأرمينية.

وتقدر أعداد الأرمن في سوريا ما قبل عام 2011 بما يزيد عن 100 ألف، كان أغلبهم متركزون في حلب.