السياسة

بعد سبع سنوات من اختفائهما قسريًا، يصل خبر وفاتهما ليكسر كل خيوط الأمل التي عاش عليها ذووهما طوال سنوات الانتظار.

اعتُقل عامر مع صديقه أحمد في شباط من عام 2012 من قبل عناصر تابعين للمخابرات الجوية بمنطقة “المرابط” الواقعة بمدينة حماة، على خلفية عملهما الإغاثي، إذ أبلغ عنهما أحد المخبرين، ليتم اعتقالهما وهما في طريقهما إلى منزل إحدى العائلات الفقيرة، ولتختفي أخبارهما حتى شهر كانون الأول من العام الحالي، إذ تم إخطار ذوي الشابين بوفاتهما عبر دائرة “السجل المدني” في المدينة.

تفاجأ الأهل بعدها بأن وفاة عامر كانت مسجّلة في شهر حزيران من عام 2014، بينما سُجّلت وفاة أحمد في شهر نيسان من عام 2016.

قرابة 700 وثيقة وفاة لمحتجزين في محافظة حماة وحدها، تم توثيقها منذ بداية عام 2019، وحتى شهر أيار الماضي، وذلك وفق تقرير أعدته منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” الحقوقية المستقلة.

وتعمد دائرة “السجل المدني” في المحافظة كل فترة إلى إخطار عدد من ذوي المحتجزين بوفاتهم، تجنبًا لإحداث أي ضجة بين الأهالي، وفقًا لتعليمات وصلت للدائرة، أخبر عنها أحد الموظفين عائلات الضحايا.

ومنذ شهر أيار من عام 2018، بدأت تصل إلى دوائر السجلات المدنية في أكثر من محافظة سورية، وعلى رأسها دمشق وريفها وحلب وحماه والحسكة، قوائم بأسماء معتقلين توفوا داخل سجون الأجهزة الأمنية السورية وتحت عهدة النظام السوري، لتعلم بعض العائلات فيما بعد، نبأ وفاة أحد أفرادها عند استخراج بيان قيد مدني للسجين أو المفقود، أو بيان عائلي للعائلة من السجلات المدنية.

إخطارات وفاة بمعلومات مقتضبة

بعد سنوات من الإخفاء القسري للآلاف في السجون السورية، وفقدان أي أثر لهم، بدأت تصل إلى أسر بعضهم مؤخرًا إخطارات رسمية بوفاتهم، دون أن يتم تسليمها جثثهم أو تزويدها بأماكن دفنهم.

سنوات عديدة، تمسّك خلالها أهالي المختفين بخيوط تُبقي الأمل حيًا في قلوبهم برؤية أحبتهم واحتضانهم من جديد بعد مرارة الغياب، مكذبين مخاوفهم، ومبعدين شبح السيناريو السيئ الذين كانوا يحاولون الهرب منه، لينتهي الانتظار بمواجهة الحقيقة المرة التي جاءت على شكل إخطار بالوفاة تُقتل فيه كل الآمال والأحلام.

وتدلل الشهادات والوثائق على أن سلطات النظام الأمنية توزع قوائم بأسماء أشخاص قُتلوا في المعتقلات على دوائر السجلات المدنية لتقوم بعدها الأخيرة باستصدار شهادة الوفاة، وهو ما يقف عائقًا أمام اتخاذ الأهالي أي إجراء قانوني لتحديد سبب الوفاة أو مكانها أو حتى المطالبة بجثامين الضحايا.

وتُصدر مكاتب “السجل المدني” إخطارات تتضمن تفاصيل قليلة عن المتوفى، بينما تُصدر المستشفيات العسكرية شهادات رسمية وتقارير طبية متضمنة قائمة روتينية يُعزى فيها سبب الوفاة بالغالب إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية.
فماذا يريد النظام من وراء إخطارات الموت التي بدأت تظهر وتتراكم؟ وهل يُمكن أن تشكل هذه الإخطارات أحد الأدلة على عمليات التعذيب والقتل التي تجري في السجون السورية؟ وكيف يمكن الاستفادة من ذلك بشكل فعّال في عمليات محاسبة المتورطين وتحقيق والعدالة؟

طمس معالم الجريمة

المدير التنفيذي لمنظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، بسام الأحمد، قال لعنب بلدي إن النظام ومن خلال نشره أسماء معتقلين قضوا في سجونه على دفعات، مع إرجاع سبب وفاتهم إلى أسباب يختلقها، يعمد إلى طمس معالم جريمته وتغييب الحقيقة الكاملة تجنبًا لتعرضه للمحاسبة الدولية.

وأشار إلى أنه عندما خرجت أول دفعة من أسماء المعتقلين المتوفين تحت التعذيب في سجون النظام، رافقت ذلك ضجة كبيرة من قبل الأهالي والدول ومجلس الأمن والمنظمات الحقوقية، ليسود المشهد بعدها حالة من الصمت توحي بتوقف حدوث هكذا جرائم، إلا أن المؤشرات كانت تدل على استمرار وجود مثل هذه الحالات، وكانت الأسماء تخرج على دفعات تجنبًا لإحداث حالة من البلبلة بين الأهالي والرأي العام.

ولفت إلى أن النظام يتّبع عدة طرق في تبليغ عائلات وذوي المعتقلين والمختفين بواقعة وفاتهم، فقد يكون ذلك عبر وسطاء غالبًا ما يكونون المخاتير، أو تقوم دوائر السجل المدني بتعليق قوائم كُتبت بخط اليد على الجدران، تضم أسماء معتقلين قضوا في عهدة الأجهزة الأمنية، أو يعرف ذوو المحتجز وفاته مصادفة، أو بعد استصدارهم إخراج قيد فردي أو بيان عائلي للمعتقل يوضح حالته، إذ إن دوائر السجل المدني تقوم بتغيير حالات مئات الأشخاص المحتجزين دون العودة إلى عائلات الضحايا.

وأوضح الأحمد أنه لا يتم نشر جميع أرقام المتوفين في السجون دفعة واحدة وبنفس الطريقة حتى تضيع القصص، ولا يتمكن أحد من جمع وتوثيق كل ما يتم حولها.

وبيّن أن هؤلاء المحتجزين يتوفون وهم في عهدة الحكومة وتحت مسؤوليتها، فهي المعنية بشأن صحتهم وطبابتهم، كما أن آلاف التقارير الحقوقية والشهادات تثبت وجود تعذيب ممنهج وسوء معاملة وانتشار للأمراض في مراكز الاحتجاز، وهو ما يؤكد وجود انتهاكات تمت بحق هؤلاء المحتجزين أدت إلى وفاتهم، دون أن ينفي وفاة بعضهم لأسباب طبيعية.

وأوضح الأحمد الانتهاكات التي يمكن توثيقها في هذه الحالات، فالمعتقل لم يتم توقيفه بمذكرة قضاء، ولا عرضه على محكمة أو توفير حكم عادل له، فضلًا عن تعرضه للسجن والتعذيب وسوء المعاملة.

 أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية في تقرير لها نشر في شهر تموز من عام 2018، أنه “إذا كان المختفون قسريًا على يد الحكومة قد ماتوا، فيجب أن يُسمح باسترداد رفاتهم ومعرفة ظروف الوفاة من خلال تحقيق مستقل، ويجب ألا يُسمح للحكومة بالإفلات من الحساب”.

التعامل مع المعتقلين وفقًا للدستور والقوانين السورية

تشكل وفيات المعتقلين داخل السجون، وعدم محاكمتهم أو توجيه تهم واضحة لهم، خرقًا للدستور السوري.

وتؤكد المحامية دلال الاوس، أنه على الرغم من أن الدستور السوري نص في مواده (53 و54) على احترام الحرية الشخصية للمواطنين، وعدم جواز توقيف أحد دون مسوغ قضائي، أو تعريضه للتعذيب، إلا أن السلطات السورية دائمًا ما تضرب بعرض الحائط بالدستور والقوانين.

الاعتقال وفقًا للقانون الجزائي السوري

نص قانون أصول المحاكمات الجزائية على ضرورة إبراز مذكرة توقيف عند الاعتقال مع إدراج الأسباب الواجبة لصدورها، وأن يُصرح فيها عن الجرم والمادة القانونية التي تُعاقب عليه، كما نص على عدم تأخر التحقيق مع الموقوف، ووجوب عرضه على النيابة العامة بما لا يزيد على 24 ساعة، وإلا تعرض المسؤول للمحاسبة بمقتضى قانون العقوبات السوري.

ولفتت الاوس إلى أن هذه المواد لم تُطبق ولم يتقيد فيها عناصر الضابطة العدلية بكثير من الحالات.

فقد تم إخفاء آلاف الأشخاص في مراكز الاعتقال السرية، ومُنعوا من الاتصال بذويهم والتواصل مع العالم الخارجي، وهو ما يشكل انتهاكًا لحقوق المعتقلين، خاصة أنه تم احتجازهم ضمن ظروف اعتقال غير إنسانية وغير مطابقة للقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء، كما أنهم تعرضوا للتعذيب والتصفية دون إعلام ذويهم والتصريح بذلك.

أوصى “مؤتمر الأمم المتحدة الأول لمنع الجريمة ومعاملة المجرمين” الذي عُقد في جنيف عام 1955 باعتماد “القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء” والتي تنص على أن يعامل جميع الأشخاص الذين يتعرَّضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن معاملة إنسانية وباحترام لكرامة الشخص الإنساني الأصيلة، والتمتع بالحقوق المتعارف عليها في المواثيق الدولية، ولا يجوز التذرع بأن الدولة تعترف بها بدرجة أقل.

ومن تلك الحقوق: “حق التظلم من ممارسة السلطة لصلاحيات غير مخولة لها قانونًا، وحق التبليغ بسبب إلقاء القبض، وحق الإدلاء بالأقوال في أقرب وقت والدفاع والاستعانة بالمحامي، والحق في الحصول على المعلومات وأسباب الاحتجاز بسرعة، وحق المعتقل في الحصول على المعلومات عن حقوقه وتفسير هذه الحقوق وكيفية استعمالها، والحق في الاتصال بالعالم الخارجي، والحق في تبليغ الأسرة بالمكان الذي نقلت إدارة السجن المعتقل إليه”.

وبيّنت الاوس أن المشرع أعطى الضابطة العدلية، صلاحيات واسعة ممثلة بأجهزة الأمن في ظل قوانين استثنائية وأحكام عرفية تتجاوز الدستور والتشريعات الأخرى. فقد أعطى المرسوم التشريعي “رقم 55” لعام 2011 أجهزة الأمن صلاحيات الضابطة العدلية بشكل واسع بتعديل “المادة 17” من قانون أصول المحاكمات الجزائية، إذ أضاف لها الفقرة التالية:

“تختص الضابطة العدلية أو المفوضون بمهامها باستقصاء الجرائم المنصوص عليها في المواد من (260) حتى (339) والمواد (221) و(388) و(392) و(393) من قانون العقوبات، وجمع أدلتها والاستماع إلى المشتبه بهم فيها، على ألا تتجاوز مدة التحفظ عليهم سبعة أيام قابلة للتجديد من النائب العام وفقًا لمعطيات كل ملف على حدة، وعلى ألا تزيد هذه المدة على ستين يومًا”.

في المقابل نصت المواد “358” و”359″ على “معاقبة مديري وحراس السجون أو المعاهد التأديبية أو الإصلاحيات وكل من اضطلع بصلاحياتهم من الموظفين، إذا قبلوا شخصًا دون مذكرة قضائية أو قرار، أو استبقوه إلى أبعد من الأجل المحدد بالحبس من سنة إلى ثلاث سنوات، وهذا يشمل جميع ضباط القوة العامة وأفرادها وجميع الموظفين الإداريين الذين يرفضون أو يؤخرون إحضار شخص موقوف أو سجين أمام القاضي ذي الصلاحية الذي يطلب إليهم ذلك، فهم يعاقبون بالحبس من شهر إلى سنة، ومن لم يمتثل فورًا لما يطلبه القاضي من إبراز سجل السجن وجميع سجلات أمكنة التوقيف يعاقب بالعقوبة نفسها”.

الأثر النفسي والاجتماعي على عائلات المعتقلين وذويهم

لا يمكن أن تمر هذه الحوادث دون أن تحفر أثرها في نفوس عائلات الضحايا، وأن تترك إرثها على المجتمع، مع ما قد تؤسسه من نوازع للانتقام، وزعزعة للتماسك الاجتماعي والتعايش السلمي بين أبنائه على الأجلين القريب والبعيد.
اختصاصية الدعم النفسي الاجتماعي، سماح سالمة، أشارت إلى أنه وخلال فترة اختفاء الأبناء ووجودهم في مراكز الاعتقال يعاني الأهالي في أثناء انتظارهم من شعور الترقب والقلق والذي يزيد بشكل طردي مع تزايد عدد السنوات التي يقضيها أبناؤهم داخل مراكز الاحتجاز.

وأوضحت، في حديثها لعنب بلدي، أن لذلك آثارًا سلبية كبيرة على نفسياتهم، منها فقدان المتعة أو تأجيلها، والشعور الدائم بالحزن، والإحباط واليأس.

أما بعد إخطارهم بوفاة ابنهم المعتقل فمنهم من ينكر موته قائلًا، “ما بصدق لشوفه بعيني ميت”، أو من يسلّم بحقيقة الأمر كونه يضع احتمال الوفاة ضمن توقعاته.

ولفتت سالمة إلى أن أصعب ما في الأمر هو الانتظار وتبدد الأمل الذي رافق الأهل طوال فترة اختفاء ابنهم، بكونه ما زال على قيد الحياة، لدى استلامهم ورقة الإخطار بوفاته.

وأشارت سالمة إلى أن استلام جثة المتوفى ومعرفة مكان الدفن هو حق إنساني وشرعي وقانوني، مبينة أن إلقاء النظرة الأخيرة على المتوفى ووداعه، وإجراءات الدفن والطقوس الدينية التي ترافقها، تسهم كثيرًا بتقبل الوفاة من الناحية النفسية، وتجاوز مراحل الحداد بصورة أسرع مما لو لم تتم هذه الإجراءات.

وأضافت سالمة أن التأثيرات الاجتماعية على ذوي المعتقلين المتوفين كبيرة، وهي تزداد تعقيدًا في حال كان المعتقل متزوجًا ولديه أطفال، إذ قد تنكر الزوجة وفاته وتعيش حياتها على أمل أن يعود لها يومًا ما، أو قد تفكر بالزواج من آخر وقد تتخلى عن تربية أولادها.

أما وضع الأطفال فهو الأصعب على الإطلاق، وخصوصًا عندما يكونون في المراحل العمرية الصغيرة، التي لم يتكون فيها بعد مفهوم الموت، وبالنسبة لهؤلاء فإن عدم وجود مراسم عزاء يُصعّب الأمر عليهم بشكل أكبر، لأنهم لا يستطيعون بناء تصور عن الموت.

توظيف إخطارات الوفاة في جهود المحاسبة

خلصت “لجنة التحقيق الدولية المستقلة والمعنية بالجمهورية العربية السورية” من خلال ورقة أصدرتها عقب ورود معلومات حول وفاة عدد من المحتجزين والمفقودين داخل السجون السورية، في تشرين الثاني من عام 2018، إلى أن “تحديث سجل هؤلاء المختفين يعني اعتراف المسؤولين الحكوميين، بمن فيهم كبار أعضاء فيلق الشرطة العسكرية في الجمهورية العربية السورية بأن لديهم معلومات عن مصير المتوفين، بما في ذلك تاريخ الوفاة المفترض”، ولهذا الغرض، “تُقر الدولة ضمنيًا أيضًا بمعرفتها بالمكان الذي كان الشخص موجودًا فيه عند وفاته، وكذلك قيامها بدور ما في الوفاة في حالات الإعدام بموجب أمر محكمة أو حالات الإعدام خارج نطاق القضاء”.

ويرى الحقوقي بسام الأحمد من جهته بأن هذه الإخطارات تشكل دليلًا دامغًا على أن هؤلاء المعتقلين قد توفوا بعهدة الحكومة وهو ما قد يمثل “رأس الخيط” والأساس الذي يمكن البناء عليه من خلال جمع معلومات إضافية حول مكان الاحتجاز، وأخذ إفادات أشخاص كان قد تم اعتقالهم بظروف مشابهة.

ويشير الأحمد إلى أن هذه الإخطارات تُشكل وثائق قد تدعم الملفات المفتوحة لمحاسبة متورطين ومشتبه بارتكابهم “جرائم حرب” في سوريا، كما قد تساعد بفتح قضايا وملفات جديدة بحق شخصيات تدير أفرع أمنية لم يتم التمكن من إدانتها بعد.

وينصح الأحمد أهالي المعتقلين الذين وصلتهم إخطارات وفاة أبنائهم بتقديم هذه الإخطارات لجهات موثوقة وذات مصداقية وسمعة جيدة ليتم توظيفها بما يدعم ملف المحاسبة في سوريا.

توصي لجنة التحقيق الدولية المستقلة والمعنية بالجمهورية العربية السورية بأنه:

● يتوجب على الدولة السورية عندما تنشأ الوفاة في أثناء الاحتجاز عن سبب غير قانوني مثل التعذيب والمعاملة اللاإنسانية والإعدام بإجراءات موجزة أو خارج نطاق القضاء، أن تكفل القيام بتحقيق فوري وكامل وشفاف ومستقل في حالات الوفاة على هذا النحو في الادعاءات بوقوع التعذيب أو غير ذلك من سوء المعاملة، وذلك وفقًا للمعايير الدولية.

● كما ينبغي نشر جميع التقارير الطبية وغير ذلك من الأدلة الناشئة عن هذه التحقيقات، وإتاحتها لأقرب الأقارب.

● تجب محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات وينبغي ألا يُترك هذا الإجراء لتتابعه الأُسر بصورة منفردة.

● ينبغي إنشاء آلية وطنية للتعويضات لتقييم الضرر الواقع وتلقي الشكاوى وتوفير التعويضات الفردية أو المجتمعية الملائمة وغير ذلك من وسائل الإنصاف الملائمة سواء كانت مالية أو في أي شكل آخر.

مر عام على اتفاق “التسوية” بين فصائل المعارضة والنظام في الجنوب السوري، لم يتمكن فيه الأخير من تثبيت نفوذه الكامل، على عكس باقي المناطق التي دخلت بموجب التسويات والمصالحات كالغوطة الشرقية، فالسيطرة هشة وضعيفة والخدمات متوقفة، أما القبضة الأمنية فهي حاضرة بالتزامن مع حالة فلتان أمني يعيشها المواطنون، وتتمثل بعمليات سطو واغتيال تطال عسكريين ومدنيين.

سيطرة قوات الأسد على المنطقة الجنوبية لم تكن فعلية، ولم تتعدَّ حدود رفع الأعلام على الدوائر العامة ونشر الحواجز في المنطقة الشرقية دون القدرة على الاقتحام، وإن اعتمدت أساليب كالخطف والاعتقال على الحواجز المنتشرة، مستغلة المواطنين المجبرين على المرور عبرها.

ويختلف الأمر في المنطقة الغربية، حيث يفقد النظام السوري السيطرة فيها بشكل أكبر من المنطقة الشرقية، ويعود ذلك لأن قوات الأسد اقتحمت المنطقة الشرقية بالقوة العسكرية، بينما سيطرت على المنطقة الغربية بالتفاوض وتسليم السلاح الثقيل.

وبخلاف الصورة العامة التي توحي بسيطرة كاملة لقوات الأسد على محافظة درعا، لا تزال مناطق خارجة عن سيطرته بشكل شبه كامل، كمنطقة درعا البلد وطفس والقرى المحيطة بها.

ففي درعا البلد وطفس يمنع دخول أي عسكري، مهما كانت رتبته إلى داخل المدينة، ورغم وجود مفرزة أمن عسكري في مدينة طفس، إلا أنها من عناصر المصالحات.

مظاهرات وكتابات على الجدران

المحامي سليمان القرفان، نقيب المحامين في محافظة درعا سابقًا، يقول لعنب بلدي إنه وبعد مرور عام على “سقوط” الجنوب السوري لم تتمكن قوات الأسد من إحكام سيطرتها على كامل مناطق الجنوب، إذ توجد عدة مناطق في المحافظة لم تدخلها، كدرعا البلد وطفس وبصرى الشام.

ويضيف القرفان أن خروج المظاهرات في بعض المناطق، والكتابات على جدران الأماكن العامة دليل واضح على عدم تقبل المواطنين في الجنوب لسياسة النظام السوري، كونه فاقدًا للسيطرة المطلقة، مستدلًا على ذلك بما حدث في مدينة الصنمين من تمزيق صورة بشار الأسد في النهار من قبل فاعلين مكشوفي الوجوه.

كذلك تعتبر الهجمات على نقاط النظام العسكرية، والتي تبناها فصيل يطلق عليه “المقاومة الشعبية”، دليلًا على ضعف السيطرة، بحسب القرفان.

وشهدت الأشهر الماضية منذ توقيع اتفاق التسوية عدة هجمات استهدفت مواقع وحواجز لقوات الأسد في الريفين الشرقي والغربي لدرعا، كان آخرها الهجوم الواسع من ثلاثة محاور الذي استهدف مفرزة المخابرات الجوية ومخفر داعل.

 “الضامن كاذب”

في أثناء توقيع اتفاق التسوية، في تموز 2018، تعهدت روسيا (الضامن للاتفاق) بضمان أمن المدنيين الذين رفضوا الخروج إلى الشمال السوري إلى جانب القادة العسكريين الذين دخلوا بالاتفاق وكانوا يعملون في صفوف فصائل المعارضة سابقًا، لكن ذلك لم يترجم على الأرض، فالنظام استمر بعمليات الاعتقال، تحت مسمى “الدعاوى الشخصية” والانتماء لتنظيم “الدولة الإسلامية”.

ويوضح القرفان أن الضامن الروسي أخل بتعهداته، فالاعتقالات مستمرة ولم تتم تسوية أوضاع المنشقين، مشيرًا إلى أن الروس يدركون أن خروجهم من المشهد في الجنوب سيعيد الأمور إلى سابق عهدها، وسيكون هناك تأجيج للثورة مجددًا وإخراج قوات النظام من كامل المحافظة بالقوة، بحسب تعبيره.

اتبع النظام السوري سياسة خاصة في عمليات الاعتقال التي نفذها طوال الأشهر الماضية، من خلال الالتفاف على بطاقة التسوية بالأمن الجنائي، الذي نفذ مداهمات واعتقالات بحجة الدعاوى الشخصية المرفوعة من قبل ذوي المقتولين في ظروف الحرب خلال السنوات الماضية.

ووجه المدعون الدعاوى ضد قادة “الجيش الحر”، الأمر الذي تسبب باعتقال الكثير منهم، كما اعتُقل آخرون رغم عملهم ضمن التشكيلات العسكرية في قوات الأسد.

قيادي سابق في “الجيش الحر” بدرعا (طلب عدم ذكر اسمه) يقول لعنب بلدي إن الدعاوى من المفترض أن تسقط كونها جاءت في ظروف الحرب، “فالقتل كان مشتركًا بين الطرفين، لكن النظام السوري اعتمدها كطريقة للتخلص من قادة الفصائل من جهة، وللانتقام ممن حمل السلاح والفكر ضده”.

ويضيف القيادي أن دعاوى القتل تتيح للنظام السوري الإمساك على الشخص المدعى عليه ومحاكمته قانونيًا، وقد يصل الحكم للإعدام أو الأشغال الشاقة، معتبرًا أنه يجب التفريق بين دعاوى الحق الشخصي خارج إطار الحرب ودعاوى الحق الشخصي في مرحلة “التسوية”، والتي يجب أن تمحي كل شيء في الماضي.

ووفق “مكتب توثيق الشهداء بدرعا” فإن عدد الأشخاص الذين اعتقلهم النظام السوري في درعا منذ توقيع اتفاق التسوية حتى 20 من شباط الماضي، بلغ 312 شخصًا بينهم 132 مقاتلًا في “الجيش الحر” من ضمنهم 26 قياديًا قتلوا في ظروف التعذيب والاعتقال.

فلتان أمني

اتسمت مرحلة التسوية خلال عامها الأول بالفلتان الأمني وانتشار الجرائم “مجهولة المنفذ”، فقد اغتيل قياديون ومقاتلون في “الجيش الحر” سابقًا، كالقيادي في معركة “الموت ولا المذلة”، العموري أبو حمزة الغزلان، والقيادي أبو النور زيد البردان، والقيادي في “جيش المعتز بالله” موفق الغزاوي، وغيرهم.

في المقابل اغتال مجهولون ثلاثة رؤساء بلديات تابعين للنظام، إلى جانب محمد شمدين الحاري، رئيس لجنة المصالحات في عتمان، الذي حمّلت اللجنة الأمنية للنظام مقتله للجنة المركزية، بالإضافة إلى حالات اغتيال طالت أشخاصًا اتهموا بارتباطهم بـ “حزب الله” اللبناني.

لم يقتصر الأمر على عمليات الاغتيال، إذ انتشرت في درعا جرائم السطو المسلح والسرقة، على يد عصابات مسلحة لم تعرف هويتها أيضًا.

أبو حسن (45 عامًا)، صاحب مطعم في مدينة درعا، تعرض لسرقة عشر أسطوانات غاز الشهر الماضي، يقول لعنب بلدي، “لا أستطيع البقاء ليلًا في ظل انتشار السرقات وبشكل يومي”.

ويضيف “أبو حسن” أن الحركة التجارية في معظم المناطق لا تزال ضعيفة، وخاصة في الأحياء المركزية من مدينة درعا، نظرًا للظروف الأمنية السيئة.

وفي سياق ما سبق، كان مجلس مدينة درعا قد طلب من أصحاب الورشات الصناعية إعادة تأهيل محلاتهم في المنطقة الصناعية المتاخمة لمبنى المخابرات الجوية، وهدد بإغلاق الورشات بالشمع الأحمر في حال لم ينفذ القرار، لكن القرار قوبل برفض شديد خوفًا على المعدات من السرقة.

رفض القتال في صفوف النظام

من جانب آخر يعتبر ملف المنشقين من الملفات المختلف عليها بين اللجنة المركزية والنظام السوري، الذي يحاول زج شبان المنطقة في صفوف قواته للمشاركة في العمليات العسكرية في الشمال السوري والجبهات الساخنة الأخرى.

وكانت اللجنة المركزية تمكنت في وقت سابق من تحصيل تأجيل ستة أشهر للشبان، انتهى في مطلع حزيران الحالي، الأمر الذي دفع النظام السوري للإيعاز بضرورة تبصيم المطلوبين للخدمة على أوراق، وطلب منهم مراجعة شعب تجنيدهم في مدة أقصاها سبعة أيام، وفي حال لم يطبق ذلك يعتبر المخالف فارًا من الخدمة العسكرية، وتطبق عليه الأحكام العسكرية الخاصة بالفرار.

إجراء النظام لاقى رفضًا شعبيًا، وقال القيادي السابق في “الجيش الحر”، أدهم الكراد، عبر حسابه الشخصي في “فيس بوك”، إن أبناء درعا “لن يذهبوا لقتال إخوتهم في إدلب”، موجهًا خطابه لقوات الأسد، وبموازاة ما سبق دعا ناشطون إلى عصيان في درعا، تخلله منشورات على جدران بلدة سحم، تؤكد عدم قتال فصائل المعارضة في إدلب وريفي حماة الشمالي والغربي.

حجز احتياطي

بموجب اتفاق التسوية حصل الناشطون والعاملون في المنظمات الإنسانية وأعضاء المجالس المحلية على “ورقة تسوية”، وفي أثناء مراجعة صحيفة أملاكهم العقارية من بيع وشراء تفاجؤوا بوجود إشارات حجز احتياطي على عقاراتهم، وطُلب منهم مراجعة محكمة الإرهاب بدمشق.
وشمل الحجز معظم الناشطين والعاملين بالمنظمات الإنسانية وأعضاء مجلس المحافظة ورابطة أهل حوران ورؤساء المجالس المحلية للمدن الكبيرة وبعض المغتربين الذين لهم أملاك بالداخل السوري، والذين وجه النظام لهم تهمة تقديم الدعم للمعارضة السورية.
وشمل الحجز أيضًا الأموال المنقولة وغير المنقولة لقيادات عسكرية في “الجيش الحر”.

ويوضح المحامي سليمان القرفان أن الحجز شمل أملاك معظم الناشطين من أعضاء مجلس المحافظة والمجالس المحلية والعاملين بالمنظمات الإنسانية بما فيها الأممية.
ويقول إن هذه القرارات صدرت منذ بداية الثورة، ضمن القانون رقم “11”، الذي ينص على إلغاء الصحيفة العقارية وإنشاء صحيفة عقارية جديدة، بهدف شطب ملكية الأشخاص المعارضين.

وكان هناك أكثر من قانون ومرسوم يخدم تلك الغاية كالمرسوم رقم “66”، وبحسب القرفان، لم تقتصر قوانين الحجز الاحتياطي الصادرة على أملاك الناشط الشخصية، بل شملت أصوله وفروعه، “وهذه تعتبر مخالفة قانونية، لأن حق التملك حق مصان تحميه كل الدساتير العالمية ولا يجوز مخالفة عرف دستوري عالمي”.

خدمات معدومة

من أهم ما تميزت به المرحلة الماضية خلال فترة “التسوية” عدم قدرة مؤسسات الدولة على تأمين الخدمات العامة بحدها الأدنى، فالمؤسسات التي كانت خارج سيطرة النظام السوري لا تزال مدمرة حتى اليوم، واكتفى برفع علمه عليها.

الخدمات العامة التي كانت تشرف عليها المجالس المحلية مدعومة من المنظمات الإنسانية توقفت، فالقمامة متناثرة على أطراف الشوارع، ولا تزال الأنقاض على حالها، والأبنية المدمرة لم يُعد تأهيلها.

عضو مجلس محلي سابق (طلب عدم ذكر اسمه) يقول لعنب بلدي إنه ورغم إمكانية المجالس المحلية الضعيفة في السنوات الماضية، إلا أنها كانت قادرة على ترحيل النفايات وتجميعها بمكبات خارج البلدات.

ويضيف عضو المجلس، “بعد سيطرة بلديات النظام نجد تراخيًا كبيرًا في ترحيل القمامة، ولم يعمل النظام على تعبيد الطرقات وحتى على إصلاح المطبات والحفر، وكذلك لم تعمل الورشات التابعة له على صيانة خطوط وشبكات المياه، التي تحتاج إلى صيانة وعمليات ترميم كبيرة”.
موظف سابق في منظمة إنسانية (طلب عدم ذكر اسمه)، يقول إن نسبة تقديم الخدمات من قبل مؤسسات النظام خلال فترة التسوية لا تتجاوز 10%، وهي تقوم بحلول جزئية ومختصرة على تركيب بعض المحولات الكهربائية، وبعض الإصلاحات العامة.

وأكد الناشط الإنساني أن أغلب الخدمات العامة وخاصة في مجال الكهرباء والمياه تمت بأيدي أبناء البلدات عن طريق جمع تبرعات من الأهالي ومساندة من المغتربين.

وأشار الناشط إلى تراجع الخدمات الطبية بعد سيطرة النظام، فالنقاط الطبية والمشافي كانت منتشرة في أغلب مناطق حوران، أما اليوم فانحصر تلقي الخدمات الطبية في مشفى إزرع الوطني ومشفى درعا الوطني، مع تهميش وإلغاء جميع النقاط الطبية التي كانت تعمل إبان سيطرة المعارضة على المنطقة.

ويضيف الناشط أنه على مستوى العمليات البسيطة فإن المواطن مجبر على قطع المسافات باتجاه مدينة إزرع أو مدينة درعا، وقد يتعرض للاعتقال على حواجز النظام السوري التي يتجنبها المواطنون وخاصة المطلوبين منهم.

ألقت شرطة اسطنبول القبض على خمسة مواطنين أتراك، بتهمة التحريض ضد السوريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت الشرطة، بحسب وكالة “الأناضول” التركية، الاثنين 1 من تموز، إن عددًا من الوسوم المحرضة ضد السوريين انتشرت على مواقع التواصل تحت عناوين”#ÜlkemdeSuriyeliİstemiyorum”  (لا أريد سوريًا في بلدي)  و”#SuriyelilerDefolsun” (ارحلوا أيها السوريون).

وأوضحت المديرية أنها وثقت 18 حسابًا يحرض ضد السوريين، تسعة منها في اسطنبول، مؤكدة أنها ألقت القبض على خمسة، في حين يجري البحث عن أربعة آخرين.

وجاءت عملية إلقاء القبض على الأشخاص على خلفية الأحداث التي شهدتها منطقة كوتشوك شكمجه، السبت الماضي.

وكانت منطقة “إيكي تلي” في “كوتشوك شكمجه” شهدت، مساء السبت الماضي، تجمع مواطنين من الأتراك بعد انتشار أنباء عن تحرش سوري بطفلة تركية.

وتجمع الغاضبون في شارع “عاشق ويسيل” في المنطقة، واتجهوا نحو مخفر الشرطة التي اتخذت التدابير لصدهم، وخلال طريقهم هاجموا محلات السوريين وهتفوا ضد وجودهم.

ونُقل عدد من السوريين المصابين إلى المشفى، بينما لم يتحدث أي مصدر رسمي عن حدوث وفيات.

وأوضحت ولاية اسطنبول، أمس، تفاصيل الحادثة قائلة إن “شكوى تلقاها مركز الشرطة عبر الهاتف عند الساعة 20:30 من يوم السبت، ادعى فيها المتصل حصول حادثة تحرش لفظي حدثت في حي محمد عاكف”.

وبحسب التصريح، فإن “قوات الأمن تحركت نحو الموقع وقبضت على الطفل الأجنبي المشتبه فيه والذي تم زجه في الحادثة، مع الطفلة التي ادعي أنه تم الاعتداء عليها عند الساعة 21:15، وتم تسليم كليهما لفرع شرطة الأطفال”.

وحذرت الولاية الأهالي من حملات تحريض تجري من قبل أشخاص غير معروفين، عن طريق بث إشاعات في الشارع وعن طريق الإنترنت.

وعقب ذلك احتل وسم “السوريون ليسوا وحدهم” (#suriyelileryalnızdeğildir) الترند العالمي في موقع تويتر، أمس، بعد حادثة الاعتداء على محلات السوريين.

ويقيم في اسطنبول بشكل رسمي ما يقارب نصف مليون سوري، وتتحدث روايات غير رسمية أن هناك نصف مليون آخرين غير مسجلين.

اعتقلت السلطات الإيطالية قبطانة سفينة ألمانية لإنقاذ المهاجرين لتحديها رفض دخول مياهها الإقليمية، بعد أن رست في ميناء لامبيدوزا عنوة.

وبعد أن أنقذت عشرات المهاجرين المهددين بالغرق وسط البحر، تعرضت كارولا راكيتا، قبطانة سفينة الإنقاذ الألمانية “سي ووتش 3″، للاعتقال اليوم، السبت 29 حزيران، من قبل الشرطة الإيطالية التي وجهت لها تهمة “مقاومة سفينة حربية”، وهي ما قد تصل عقوبتها إلى السجن عشر سنوات.

وانتظرت السفينة في المياه الدولية لمدة طالت أكثر من أسبوعين، وعلى متنها نحو 40 مهاجرًا أفريقيًا، لتتم دعوتها من قبل إيطاليا أو إحدى دول الاتحاد الأوروبي، ولكن ذلك لم يحدث.

وحاولت راكيتا الأسبوع الماضي الإبحار إلى جزيرة لامبيدوزا الواقعة جنوب إيطاليا إلا أن سفنًا حكومية إيطالية منعتها من ذلك.

وفي الساعات الأولى من صباح اليوم السبت قررت القبطانة دخول ميناء لامبيدوزا الإيطالي حيث رست سفينتها وسط انتشار أمني مكثف.

وقامت الشرطة بعدها بإنزال راكيتا من على ظهر السفينة واقتيادها بعيدًا في سيارة، بينما لايزال المهاجرون متواجودون على ظهر السفينة.

وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سالفيني، صرح في وقت سابق أنه لن يسمح لراكيتا بالرسو على الشواطئ الإيطالية ما لم تعلن دولة أوروبية أخرى موافقتها على استقبال المهاجرين بشكل فوري.

وأشار إلى أنه سيعمد حينها إلى مصادرة السفينة، ومقاضاة قبطانتها بتهمة مساعدة مهربي البشر.

ويرفض سالفيني، أن ترسو السفينة في ميناء إيطالي، متذرعًا بأن ميناء طرابلس الليبي سيكون آمنًا لهم.

وكانت سفينة “سي ووتش 3” قد أنقذت يوم 12 حزيران الحالي نحو 53 شخصًا قبالة السواحل الليبية، ليتم بعدها إجلاء 13 مهاجرًا من السفينة في عمليات منفصلة، ونقلهم إلى جزيرة لامبيدوزا لأسباب طبية أو إنسانية.

وكانت منظمة “سي ووتش” غير الحكومية، دعت إلى إنقاذ المهاجرين، محملة الاتحاد الأوروبي وخفر السواحل الإيطالي مسؤولية ذلك.

كما طالبت المنظمة بمتابعة عمليات البحث وإنقاذ المهاجرين، محذرة من “منطقة موت في ليبيا”.

يأتي ذلك في وقت أكدت “مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين” أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 نظرًا لتراجع المهام البحرية للبحث والإنقاذ.

وأوضحت المفوضية أن معدل الوفيات بلغ في عام 2018 واحدًا من بين 14 مهاجرًا عبروا المتوسط بين ليبيا والاتحاد الأوروبي، بينما كان المعدل واحدًا من بين كل 38 مهاجرًا في العام الذي سبقه 2017.

وكثيرًا ما يجد المهاجرون أنفسهم محل نزاع بين دول الاتحاد الأوروبي بشأن الدولة التي يتم السماح بإنزالهم فيها، خاصة منذ تولي حكومة وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني الذي يعارض بشدة وصول مهاجرين.

وتعليقًا على ذلك قال المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، في بيان، إن “إنقاذ الأرواح في البحر ليست خيارًا، ولا علاقة له بالسياسة، وإنما التزام تاريخي”، داعيًا إلى تبني “نهج طويل الأمد قائم على تعاون إقليمي يضع حياة الإنسان وكرامته في المركز منه”.

استهدف التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” اجتماعًا لقياديين في تنظيم “حراس الدين” لحل المشاكل العالقة في الفصيل.

وأعلن التحالف الدولي يوم، السبت 1 من تموز، استهداف منشأة في منطقة ريف المهندسين الأول جنوب غربي حلب، ما أسفر عن مقتل وإصابة قياديين في تنظيم “حراس الدين”.

وأفاد مصدر مطلع على شؤون الجماعة عنب بلدي أن الاجتماع بين القياديين كان بهدف حل النزاع الأخير في التنظيم، الذي أدى إلى حالة من الانقسام على خلفية المشاركة في المعارك إلى جانب فصائل المعارضة السورية في ريف حلب الشمالي.

ونشب نزاع في “حراس الدين” بعد فصل قيادة الفصيل للشرعيين “أبي ذر المصري” و”أبي يحيى الجزائري”، وقال الفصيل إن قرار الفصل لأسباب تنظيمية.

ولكن المصدر قال إن الشرعيين رفضا القتال بجبهة جنوب حلب إلى جانب فصيل “أحرار الشرقية” المنضوي في صفوف “الجيش الوطني”، معتبرين أن المعارك في ريف حماة وإدلب “معارك تركية” و”كفرا المشاركين فيها”.

وفي بيان نشره الفصيل، اليوم، أكد استهداف أحد مقراته، لكنه قال إنه المعهد الشرعي التابع له.

وأوضح “حراس الدين” أن ثلاثة قياديين في الفصيل قتلوا، دون أن يذكر أسماءهم.

ومن بين الذين قتلوا قاضي الحدود والتعزيرات في “حراس الدين”، “أبو عمر التونسي”، بحسب مصدر عنب بلدي.

التونسي كان أحد أطراف النزاع في الجماعة، والذي طلب امتثال قائد الفصيل “أبو همام الشامي” والشرعي فيه سامي العريدي لأمر القضاء الداخلي.

ويعتبر تنظيم “حراس الدين” منشقًا عن “هيئة تحرير الشام” بسبب رفض قيادييه فك ارتباط الفصيل بـ “تنظيم القاعدة”.

وهو أول فصيل عسكري في إدلب رفض الاتفاق الروسي- التركي بشأن محافظة إدلب، الموقع في أيلول من العام الماضي.

أعلن عن تشكيله، في شباط العام العام الماضي، من اندماج سبع مجموعات عسكرية عاملة في إدلب.

وبحسب معلومات عنب بلدي يضم التشكيل كلًا من مجموعات “جيش الملاحم”، “جيش الساحل”، “جيش البادية”، “سرايا الساحل”، “سرية كابل”، “جند الشريعة”، وفلول “جند الأقصى”، ويقودها القيادي في “هيئة تحرير الشام” سابقًا، “أبو همام الشامي”.

سجلت محافظة إدلب سبعة تفجيرات في مناطق متفرقة خلال اليومين الماضيين، معظمها بعبوات ناسفة وركزت على عسكريين من فصائل المعارضة.

آخر هذه التفجيرات كانت صباح اليوم السبت 29 من حزيران، عبر انفجار دراجة نارية مفخخة على الطريق الواصل بين بلدة المسطوطة ومدينة إدلب، دون معلومات حول إصابات، بحسب مراسل عنب بلدي في المحافظة.

وأضاف المراسل أن شخصًا فجّر نفسه في مدينة سرمين بريف إدلب، خلال الليلة الماضية، وقالت وكالة “إباء”، اليوم، إنه عنصر من خلايا تنظيم “الدولة الاسلامية”، وفجر نفسه بعد محاصرته في المدينة

وسجل أمس الجمعة ثلاثة تفجيرات أولها كان عبوة ناسفة واستهدفت سيارة القيادي في فصيل “جيش الأحرار”، الملقب بـ “أبو عمر”، في بلدة تفتناز، ما أدى إلى مقلته بعد ساعات من إصابته وابنه، بحسب الإعلامي في الفصيل، مصطفى سلمو.

كما انفجرت عبوة ناسفة في سيارة عسكرية “بيك أب” تابعة لفصيل “جبهة ثوار سراقب”، شرقي إدلب، أمس الجمعة، وأدت إلى إصابة ستة أشخاص بينهم القيادي شاهر العسولي ، بحسب المراسل.

وقتل شخص في أثناء زرع عبوة ناسفة في حي الضبيط وسط مدينة إدلب، أمس الجمعة، إثر انفجار العبوة في الحي، واقتصرت الأضرار على مقتله دون معلومات حول الشخص.

ويوم الخميس الماضي، سجلت مدينة سراقب انفجارًا مجهول السبب، ما أدى إلى دمار كامل في المنزل الذي حصل فيه الانفجار ومقتل صاحبه، بحسب “الدفاع المدني”.

وفي ذات اليوم، انفجرت عبوة ناسفة في سيارة قيادي في فصيل “جيش الأحرار”، الملقب “أبو علي زردنا”، في بلدة زردنا شرقي إدلب، ما أدى إلى إصابته بجروح، بحسب إعلامي الفصيل مصطفى سلمو.

وأضاف سلمو لعنب بلدي أن عناصر الهندسة في الفصيل تمكنت من تفكيك عبوة ناسفة ثالثة كانت مزروعة في أحد السيارات، في ظل ملاحقة الفاعلين ومحاسبتهم، بحسب قوله.

وليست المرة الأولى التي تشهد فيها إدلب انفجارات، وكانت قد تعرضت على مدار الأشهر الماضية لانفجار مفخخات وعبوات ناسفة لم تتبين الجهة المسؤولة التي تقف وراءها.

وتعيش محافظة إدلب حالة من التوتر الأمني، ربطته “تحرير الشام” مؤخرًا بخلايا تتبع للنظام السوري وتنظيم “الدولة”، وأعلنت في الأشهر الماضية، إعدام عدد من الأشخاص في إدلب، بتهمة التبعية للتنظيم والإقدام على قتل عسكريين ومدنيين.

وشهدت، منذ مطلع العام الحالي، عدة تفجيرات من عبوات ناسفة وسيارات مفخخة، كان آخرها مقتل الناشط الإعلامي، عمر الشامي، في مدينة سرمدا بريف إدلب، الأسبوع الماضي.

وكانت مدينة إدلب شهدت، مطلع آذار الماضي، انفجارًا في حي الضبيط بعد أن فجر انتحاري نفسه في مطعم “فيوجن”.

وأسفر التفجير، حينها، عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة أكثر من عشرة آخرين، وإثره نفذت “الهيئة” حكم الإعدام بعشرة مقاتلين متهمين بالانتماء لتنظيم “الدولة الإسلامية”.

هزت انفجارات مدينة حمص ومحيط العاصمة دمشق، قالت وسائل إعلام النظام السوري الرسمية إنها ناتجة عن “عدوان بالصواريخ”.

وقال مراسل  في حمص اليوم، الاثنين 1 من تموز، إن انفجارات “ضخمة” هزت مقرات الفرقة 18 في مدينة حمص، وقامت دفاعات النظام السوري الجوية في منطقة مسكنة (جنوب غرب) بإطلاق عدة صواريخ في أثناء سماع صوتها.

وأضاف المراسل نقلًا عن شهود عيان أن ألسنة لهب شوهدت تتصاعد من منطقة كرن اللوز في مدينة حمص، بالتزامن مع دوي الانفجارات.

وقال شاهد العيان إن “ثلاثة انفجارات سمع دويها في حمص وهزت جميع الأحياء”.

وذكرت الوكالة الرسمية (سانا) عبر “تلغرام” أن “الدفاعات الجوية تتصدى لعدوان بالصواريخ على محيط دمشق وتسقط عددًا منها”.

وقالت إذاعة “شام إف إم”، الموالية للنظام السوري، إن “مضادات الدفاع الجوي تتصدى لأهداف معادية في أجواء مدينة حمص”.

“شبكة صوت العاصمة”، التي تغطي أخبار مدينة دمشق، قالت عبر “تلغرام” إن قصفًا صاروخيًا استهداف الفرقة الأولى التابعة لقوات الأسد في محيط الكسوة بثلاث غارات جويّة يُعتقد أنها إسرائيلية.

وأضافت “الشبكة” أن قصفًا استهدف أيضًا اللواء 91 التابع للفرقة الأولى بغارة جويّة وغارة أخرى استهدفت بساتين جديدة عرطوز، بالتزامن مع إطلاق صواريخ مضادة من ثكنات سرايا الصراع والفوج 100 في ريف دمشق الغربي.

ولم تعلق إسرائيل على القصف، وهي سياسية اتبعتها منذ سنوات في سوريا.

ويأتي ما سبق بعد أيام من انتهاء القمة الثلاثية بين روسيا وأمريكا وإسرائيل، والتي عقدت في تل أبيب وناقشت الوجود الإيراني في سوريا.

وتكررت الاستهدافات الإسرائيلية على مواقع عسكرية في سوريا، العام الماضي، وتركزت في الجنوب السوري، ومحيط العاصمة دمشق في الكسوة ونجها.

وفي آخر التصريحات حول سوريا، قالت إسرائيل إنها ستوسع عملياتها العسكرية ضد إيران في سوريا “عند الحاجة”، بعد انسحاب القوات الأمريكية بشكل كامل.

تستمر محاولات قوات الأسد في التقدم على قريتي تل ملح والجبين في ريف حماة الشمالي، منذ يوم أمس الجمعة، وسط تصد من جانب فصائل المعارضة بكافة تشكيلاتها.

وأفاد مراسل  في ريف حماة اليوم، السبت 29 من حزيران، أن اشتباكات “عنيفة” تشهدها جبهات الريف الشمالي لحماة، إذ تحاول قوات الأسد التقدم على القريتين دون تحقيق ذلك حتى الآن، بسبب التمركز الكبير لفصائل المعارضة، واستخدام الصواريخ المضادة للدروع من مسافات بعيدة عن الجبهات.

وأوضح المراسل أن محاولات تقدم قوات الأسد تتزامن مع قصف مستمر من طائرات النظام الحربية على ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي والغربي.

وأعلن فصيل “جيش العزة” عبر معرفاته الرسمية، اليوم، تدمير سيارة زيل محملة ذخيرة وجنود في قوات الأسد بصاروخ مضاد دروع في حاجز أبو زهير بريف حماة الشمالي.

وذكر الفصيل أن مقاتليه دمروا “مدفع 57” لقوات الأسد، بصاروخ مضاد دروع في حاجز “أبو زهير” أيضًا في الريف الشمالي لحماة.

وكانت قوات الأسد قد بدأت محاولاتها لاستعادة تل ملح والجبين في ريف حماة الشمالي، منذ يوم أمس الجمعة.

وبلغت عدد المحاولات أكثر من خمسة، بحسب ما قالت فصائل المعارضة، مضيفةً أنها تصدت لجميعها وقتلت أكثر من 50 عنصرًا.

الوكالة الرسمية (سانا) قالت عبر موقعها، اليوم، أن وحدات من قوات الأسد بدأت مع ساعات الفجر بضربات مكثفة بسلاحي المدفعية والراجمات على مواقع انتشار فصائل المعارضة على محور قريتي الجبين تل ملح.

وذكرت أن قوات الأسد أحبطت هجومًا لفصائل المعارضة باتجاه قرية القصابية في الريف الجنوبي لإدلب.

وتعتمد فصائل المعارضة العاملة في إدلب وريف حماة الشمالي في التصدي لهجوم قوات الأسد على الصواريخ المضادة للدروع، والتي أثبتت فعالية كبيرة في صد جميع محاولات تقدم قوات الأسد، وخاصة في منطقة سهل الغاب وجبل شحشبو في الريف الغربي.

وعجزت قوات الأسد منذ 6 من حزيران الحالي عن استعادة البلدات الثلاث (تل ملح، الجبين، مدرسة الضهرة)، التي تشكل مثلثًا في عمق مناطق النظام، يقطع الطريق بين محردة ومدينة السقيلبية.

وكانت فصائل المعارضة قد اتجهت، في الأيام الماضية، إلى استراتيجية جديدة بالهجوم على مواقع قوات الأسد في المناطق التي تسيطر عليها على طول خط الجبهات في ريف حماة من منطقة السرمانية بسهل الغاب وصولًا إلى الحماميات في الريف الشمالي.

وتعتبر قريتا تل ملح والجبين مناطق حاكمة، وتقطع طريق محردة- السقيلبية، وبالتالي يريد النظام استعادتهما لإعادة فتح الطريق بين المنطقتين.

وتل ملح هو تل مرتفع يتحصن فيه مقاتلو فصائل المعارضة، وتقع بلدة الجبين في الجزء الشمالي منه.

قتل قائد كتائب “أهل السنة”، العاملة ضمن “الجبهة الشامية”، مصطفى فروح، بعد إصابته إثر محاولته فض نزاع عائلي في مدينة مارع بريف حلب الشمالي.

وأفاد مراسل  في ريف حلب أن القيادي، المعروف بلقب “أبو الوليد المارعي”، قتل إلى جانب القيادي في الجبهة، ياسر أبو كامل، إثر محاولتهما فض اشتباكات عائلية اندلعت في المدينة اليوم، الأحد 30 من حزيران.

وأشار المراسل إلى أن أبو الوليد المارعي أصيب في منطقة البطن برصاصة، وتم إسعافه إلى المستشفى، قبل وفاته.

وقال الناشط الإعلامي محمود طلحة إن “أبو الوليد المارعي” كان من الأوائل الذين انضموا إلى صفوف الثورة، وقاتل إلى جانب القائد السابق للواء التوحيد، عبد القادر الصالح، الملقب بـ”حجي مارع”، كما قاتل في معارك الأحياء الشرقية بحلب ضد قوات الأسد.

وأضاف طلحة لعنب بلدي أن “أبو الوليد” كان له دور بارز في قيادة المعارك بريف حلب، وخاصة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، ولعب دورًا كبيرًا في منع دخول التنظيم إلى مدينة مارع.

ويعرف عن أبو القيادي بأنه شخصية توافقية من قبل أهالي ريف حلب، بحسب طلحة، وشارك في فض العديد من النزاعات العائلية في المنطقة، كما قاد عدة مظاهرات سلمية.

وشهدت المنطقة سابقًا نزاعات عائلية تطورت إلى اشتباكات مسلحة، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرى.

وتنشط تجارة السلاح في مناطق سيطرة فصائل المعارضة، ما يسهّل امتلاكه بالنسبة للمقاتلين والمدنيين، دون الحاجة للحصول على تراخيص، أو وجود جهات رقابية ذات سلطة، فضلًا عن التوتر الأمني الذي يدفع بالمدنيين إلى امتلاك السلاح لـ “الدفاع عن النفس”.

وانعكست النتائج السلبية لانتشار السلاح الكثيف على المدنيين في أغلب الأحيان، خاصّة في حالات الاقتتال الداخلي بين المجموعات العسكرية أو العائلات، أو في حالات التشييع، وأيضًا في الأفراح والمناسبات الاجتماعية.

وكانت هيئة الأركان العامة في “الجيش الوطني” في ريف حلب أمهلت، في بيان لها الجمعة الماضي، تجار السلاح شهرًا واحدًا من أجل الامتناع عن عمليات البيع والتجارة.

أقرت وزارة التربية التركية نظامًا جديدًا غيرت خلاله عمر دخول الأطفال إلى الصف الأول في المدارس.

وجاء في النظام الجديد الذي وافق عليه البرلمان التركي أمس، الخميس 27 من حزيران، أنه يحق للأطفال الذين تبلغ أعمارهم ست سنوات (72 شهرًا) دخول المدرسة، بعد أن كان يحق للأطفال التسجيل في المدرسة وهم في عمر خمس سنوات ونصف (66 شهرًا).

وبهذه الطريقة تمتد المرحلة الابتدائية الإلزامية من عمر ست سنوات حتى 14 سنة.


أما بالنسبة للأطفال الذين يريدون الدخول إلى المدرسة مبكرًا (قبل إتمام ست سنوات)، سينظر بوضعهم من قبل إدارات المدارس حسب تطورهم، وستصدر لوائح تنظم دخولهم.

لتسجيل الأطفال في المرحلة الابتدائية في إحدى المدارس التركية، يجب أن يكون الطفل قد أتم 72 شهرًا في تاريخ 31 كانون الأول، بحسب ما ترجمت عنب بلدي عن صحيفة Hürriyet.


لحساب عمر طفلك وهل يحق له الدخول هذه السنة إلى المدرسة، أدخل إلى “الموقع التالي“، ثم حدد السنة الدراسية الحالية، وأدخل مواليد طفلك واضغط على حساب (Hesapla).

ويبلغ عدد الأطفال السوريين المقبلين على المرحلة الابتدائية 494 ألفًا و646 طفلًا في عموم تركيا، بحسب إحصائية صادرة عن دائرة الهجرة التركية، في 21 من حزيران 2019.