تبنى مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، قرارًا طالب به أطراف النزاع في سوريا بتسهيل مرور المساعدات الإنسانية للمحتاجين إليها.
وخلال جلسة عقدها المجلس اليوم، السبت 13 من تموز، دعت دول الاتحاد الأوروبي إلى تقديم المساعدات لنحو 11 مليون و700 ألف سوري بحاجة للمساعدات، خمسة ملايين منهم بحاجة للمساعدات العاجلة.
وبحسب ما نقلت قناة “الحرة” الأمريكية فإن مجلس حقوق الإنسان تبنى القرار الذي طرحته دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة
ولا تُعتبر قرارات مجلس حقوق الإنسان ملزمة لأطراف النزاع في سوريا، وإنما هي بمثابة ضغط دولي وتسجيل لمواقف الدول حيال القضية.
وأعرب المجلس عن قلقه إزاء الوضع الإنساني في مناطق شمال غربي سوريا التي تشهد عمليات قتالية منذ أشهر، أودت بحياة مدنيين وأدت إلى نزوح الآلاف وتردي الوضع الإنساني في المنطقة.
ويتزامن قرار المجلس مع تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، اليوم، قالت فيه إن الحرب في سوريا أودت بحياة ما لا يقل عن 140 طفلًا منذ بداية العام الحالي.
وتشهد محافظة إدلب تصعيدًا من قبل النظام السوري وروسيا، وسجلت الأمم المتحدة 29 حادثة شملت هجمات على 25 منشأة صحية وموظفين، بالإضافة إلى 45 اعتداء على المدارس منذ نهاية نيسان حتى 5 من تموز الحالي.
في حين قدر فريق منسقو استجابة سوريا نزوح أكثر من 700 ألف شخص من المنطقة، منذ أيلول الماضي، يعيشون ظروفًا سيئة وبحاجة للمساعدات الفورية.
انفجرت سيارة مفخخة ضمن منطقة المربع الأمني في القامشلي في محافظة الحسكة شرقي سوريا، ما أدى إلى وقوع إصابات وأضرار مادية.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) يوم الخميس 11 من تموز، إن الانفجار وقع بجانب كنيسة السيدة العذراء وسط القامشلي، وتسبب بإصابة عدد من الأشخاص وأضرار مادية في جوانب من الكنيسة والمحال التجارية والسيارات.
من جهته أكد مدير مشفى القامشلي الوطني، عمر عاكوب، لإذاعة “شام إف أم” المحلية، أن 11 إصابة وصلت إلى المستشفى في حصيلة أولية نتيجة للانفجار.
وتسيطر “وحدات حماية الشعب” (الكردية) على معظم المناطق في الحسكة، بينما يفرض النظام السوري سيطرته على المربع الأمني داخل المدينة وعلى “فوج كوكب” العسكري.
وتزامن ذلك مع ثلاثة انفجارات بدراجات نارية مفخخة خلال الساعات الماضية في الحسكة، مع تزايد التفجيرات في المدينة خلال اليومين الماضيين.
وقالت وكالة “هاوار” التابعة للإدارة الذاتية، اليوم، إن ثلاث دراجات نارية مفخخة انفجرت في حي الكلاسة وسط الحسكة، وأدت إلى إصابة عضو في قوات “أسايش”.
وأوضحت الوكالة أن التفجير الأول وقع صباح اليوم قرب دوار المشحمة بحي الصالحية، ليتلوه انفجار ثان على بعد حوالي 100 متر، ويعقبه انفجار ثالث في نفس المنطقة المستهدفة.
وتشهد المدينة الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، انفجارات متزايدة وتطال المناطق المدنية والعسكرية التابعة للقوات الأمنية.
وكان آخر تلك التفجيرات، يوم أمس، إذ وقع تفجير طال بلدة مركدة في ريف الحسكة وأسفر عن إصابة ثلاثة أطفال وشخص آخر، وأعلن تنظيم “الدولة الإسلامية”، المسؤولية عنه، بحسب وكالة “أعماق” التابعة له.
خلص اجتماع المبعوث الروسي لسوريا وألكسندر لافرينتييف ونائب وزير الخارجية الروسي سيرجي فيرشينين مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى قرب إطلاق اللجنة الدستورية وتحقيق الاستقرار في محافظة إدلب.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها إن الاجتماع ركز على الجهود المبذولة من أجل الانتهاء قريبًا من تشكيل اللجنة الدستورية وإطلاقها كخطوة رئيسية في تشجيع العملية السياسية في سوريا.
وأضافت في البيان الذي نقلته الوكالة الروسية للأنباء (تاس) اليوم 13 من تموز، أن إطلاق اللجنة سيكون ضمن مسار قرارات الحوار الوطني في سوتشي وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
وجاء اللقاء خلال زيارة من الوفد الروسي إلى العاصمة السورية دمشق، أمس الجمعة.
وناقش الجانبان الوضع الميداني والتركيز على أهمية تحقيق الاستقرار في إدلب، بالإضافة لمواصلة “الكفاح ضد الإرهاب”، بحسب البيان.
وتبادلا الحديث عن عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم وضمان الأمن في الشرق الأوسط على أساس احترام السيادة والسلامة الإقليمية للدول في المنطقة.
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، زار دمشق لمدة يومين، خلال الأسبوع الماضي، وقابل وزير الخارجية، وليد المعلم، وتحدث عن “إنجاز كبير” وتقدم في مباحثات تشكيل اللجنة الدستورية.
وفي حديثه لعنب بلدي قال المتحدث باسم هيئة التفاوض السورية يحيى العريضي، أمس الجمعة، إن الارتياح الذي عبر عنه المبعوث الدولي حول تشكيل اللجنة الدستورية، هو إشارة بأن النظام خضع للضغوط الروسية حول تشكيلها.
لكن النظام لم يتخلَّ عن ممارساته بعرقلة اللجنة بأي طريقة يجدها، لأن الحل السياسي مرفوض لديه ويفضل الحل العسكري، بحسب العريضي.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أعلن أن موعد محادثات “أستانة” المقبلة سيكون يومي 1 و2 من شهر آب المقبل.
تحدث مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، والنظام السوري عن “إنجاز كبير” في مباحثات تشكيل اللجنة الدستورية وقرب تشكيلها.
جاء ذلك بعد لقاء جرى بين بيدرسون ووزير خارجية النظام، وليد المعلم، في العاصمة دمشق اليوم، الأربعاء 10 من تموز.
وقال بيدرسون في تصريحات عقب اللقاء، بحسب وكالة “سبوتنيك”، “لقد انتهيت من المحادثات مع المعلم وكانت جيدة جدًا وأعتقد أننا أحرزنا تقدمًا”.
في حين قالت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إن المباحثات تمت في أجواء إيجابية وبناءة، وتم تحقيق تقدم كبير والاقتراب من إنجاز اتفاق اللجنة الدستورية.
وجدد النظام حديثه حول أن “العملية الدستورية هي شأن سوري وهي ملك للسوريين وحدهم وأن الشعب السوري هو وحده من يحق له قيادة هذه العملية وتقرير مستقبله دون أي تدخل خارجي ووفقًا لمصالحه” .
وأكد بيدرسون أنه سيعقد اجتماعًا ثانيًا مع المعلم في وقت لاحق اليوم، ومن المتوقع أن يكون الحاسم في تشكيل اللجنة.
وكان بيدرسون وصل إلى دمشق، أمس، لإجراء مباحثات مع مسؤولي النظام السوري بشأن وضع اللمسات الأخيرة على تشكيل اللجنة الدستورية.
وتعتبر مباحثات بيدرسون في دمشق الفرصة الأخيرة في تشكيل اللجنة، وفي حال تمت الموافقة من قبل النظام على الأسماء الجديدة التي سيقترحها على النظام والمعارضة، من المتوقع أن تبصر اللجنة النور قريبًا.
عودة بيدرسون إلى دمشق تأتي في ظل الحديث من قبل مسؤولي الدول الضامنة (تركيا وروسيا) عن انتهاء الخلاف حول اللجنة الدستورية وقرب تشكيلها والإعلان عنها.
وكان المتحدث الرسمي باسم “هيئة التفاوض” السورية، يحيى العريضي، اعتبر في حديث سابق لعنب بلدي أن “الهيئة لا ترى اللجنة إلا مدخلًا لتحقيق انتقال سياسي بدستور جديد وانتخابات برلمانية ورئاسية تفضي بالبلد إلى حل حقيقي”، معتبرًا أنه “بغير ذلك لا يمكن أن يكون هناك حل، وستبقى حالة الاستنزاف التي تسحب روسيا إلى مغطس أكبر، لتعيد نظامًا غير قابل للحياة”.
حذر النظام السوري من إرسال قوات جديدة إلى مناطق شرق الفرات الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) والمدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال نائب وزير الخارجية، فيصل المقداد، في مقابل مع موقع “العهد” اليوم السبت 13 من تموز، إن “الذين يفكرون بإرسال قوات جديدة إلى سوريا مخطئون (…) يضحون بقواتهم ويرسلونها دون أي مبرر لكي تحول دون وقف سفك الدماء على الأراضي السورية”.
وتساءل المقداد، “ماذا يفيد هذه الدول إرسال هذه القوات إلا خضوعها للإدارة الأمريكية وخضوعها لرغبات إسرائيل”.
ودار حديث خلال الأسبوع الماضي حول طلب الولايات المتحدة الأمريكية من شركائها في الاتحاد الأوروبي بإرسال قوات برية إلى شمال شرقي سوريا.
وطلب المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، الدعم العسكري من ألمانيا للحفاظ على استقرار شمال شرقي سوريا ومساعدة “قسد” على مواجهة خطر تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وأكد جيفري، حسبما نقلت عنه صحيفة “والت إم سونتاغ” الألمانية، الأحد 7 من تموز، أن الدعم المطلوب من ألمانيا لن يكون بوحدات مهاجمة، ولكن سيتعلق بالتدريب والأمور اللوجستية والتقنية، واستبدال قوات ألمانية بالأمريكية.
إلا أن الحكومة الألمانية رفضت واشنطن، وقالت المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت، الاثنين 8 من تموز، إن “الحكومة تتوخى الالتزام بالتدابير الحالية في التحالف العسكري ضد تنظيم الدولة الإسلامية”.
وأضاف سايبرت، بحسب وكالة “رويترز”، أن الالتزام لا يشمل أي قوات برية في سوريا.
كما طلبت الولايات المتحدة الأمريكية من الدنمارك تدريب “وحدات حماية الشعب” (الكردية) وإرسال جنود إلى سوريا، بحسب ما نقلت صحيفة بوليتيكن” الدنماركية، الثلاثاء 9 من تموز.
وتسيطر “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، على المنطقة، وشُكلت في تشرين الأول 2015، وهي الذراع العسكرية لـ “الإدارة الذاتية” المعلنة شمال شرقي سوريا، وعمادها “وحدات حماية الشعب” (الكردية)، ومدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأبدت دول أوروبية، ومن بينها فرنسا وبريطانيا وألمانيا، مخاوفها من أن يسهم الانسحاب الأمريكي بإعادة هيكلة تنظيم “الدولة” وتشكيل نفسه من جديد.
عقد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، اجتماعات موسعة ومغلقة مع قياديين وعشائر في دير الزور شمال شرقي سوريا، في زيارة نوعية إلى مناطق “الإدارة الذاتية”.
وتحدثت وكالة “هاوار” التابعة للإدارة الذاتية، اليوم الأربعاء 10 من تموز، أن جيفري عقد اجتماعين منفصلين مع المجلس المحلي وشيوخ العشائر والقبائل في دير الزور، برفقة وفد من وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين.
وبدأت الاجتماعات يوم أمس الثلاثاء، بزيارة أجراها الوفد الأمريكي إلى مناطق شرق الفرات، متمثلًا بالمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، والمبعوث الأمريكي لدى التحالف الدولي في سوريا والعراق، وليام روباك، وقائد الجيوش الأمريكية في سوريا والعراق، بلاك ميران.
وسبق ذلك زيارة وفود أمريكية وأوروبية خلال الأسابيع الماضية، في خطوات متسارعة لدعم “الإدارة الذاتية”، بالتزامن مع حراك سياسي دولي لحل الأزمة السورية وتشكيل اللجنة الدستورية.
وشملت الاجتماعات التي أجراها جيفري، خلال اليوم وأمس، الأوضاع السياسية والعسكرية في مناطق “الإدارة الذاتية”، ومناقشة حل الأزمة السورية بشكل عام ومشاركة الأطراف في المنطقة بالحل السياسي.
كما بحث جيفري مع الأطراف في المنطقة، “القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية وخلاياه النائمة ومنع عودته إلى جانب الوصول إلى حل سياسي في سوريا وفق القرار الأممي (2254)”، بحسب الوكالة.
وقالت الوكالة اليوم، إن الوفد الأمريكي عقد اجتماعين منفصلين في دير الزور بعيدًا عن وسائل الإعلام، الاجتماع الأول ضم مجلس دير الزور والوفد الأمريكي وعلى رأسه جيفري، أما الاجتماع الثاني فضم المجلس والوفد وعددًا من شيوخ عشائر وقبل المنطقة، لتنتهي الاجتماعات بنتائج “مهمة” تتعلق بالمنطقة على مختلف الأصعدة العسكرية والسياسية والخدمية، بحسب ما نقلت الوكالة عن الرئيس المشترك لمجلس دير الزور، غسان اليوسف.
ويسعى المبعوث الأمريكي من خلال زيارته إلى دعم المنطقة على الصعد السياسية والعسكرية والخدمية، في إطار الدعم الغربي المقدم للمنطقة لتكريس سلطتها وتحقيق مشروعها الاستقلالي.
وتأتي التحركات الغربية بعد أشهر على انتهاء العمليات العسكرية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في مناطق شرق الفرات بدعم من التحالف الدولي، والذي أعقبته زيارات متتالية لوفود أمريكية وأوروبية وخليجية في الأسابيع الماضية.
أعلن مجلس مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي المنطقة “منكوبة”، جراء الهجمة التي يشنها الطيران الحربي الروسي والتابع للنظام السوري.
ونشر مجلس المدينة بيانًا اليوم، الجمعة 12 من تموز، قال فيه إن الهجمة التي يشنها الطيران الروسي على المدينة أحدثت دمارًا هائلًا في الممتلكات العامة والخاصة، والبنية التحتية للمدينة.
وأضاف أن القصف الجوي استهدف المشفى الوحيد في المدينة، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة بشكل كامل، بينما شهدت المنطقة نزوح عدد كبير من المدنيين إلى المناطق الأكثر أمانًا.
وكثف الطيران الحربي الروسي والتابع للنظام السوري من قصفه على الشمال السوري الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة، في الأيام الثلاثة الماضية، بالتزامن مع تقدم الأخيرة على مناطق في ريفي حماة الشمالي واللاذقية.
وتركز القصف على مدينة جسر الشغور إلى جانب القرى والبلدات في ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، بينها اللطامنة وكفرزيتا وأريحا وخان شيخون ومعرة النعمان.
وكان مشفى جسر الشغور غربي إدلب خرج عن الخدمة، في 10 من تموز الحالي، بعد تعرضه لغارات صاروخية من الطيران الحربي، أدت إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين.
وجاء ذلك بعد أيام على استهداف مشفى كفرنبل جنوبي إدلب بقصف صاروخي من الطيران الحربي، رغم مشاركة إحداثياته مع روسيا بحسب بيان صادر عن نائب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، مارك كتس.
وبحسب المراسل، يركز الطيران الحربي في قصفه على النقاط والمراكز الطبية، الأمر الذي أدى إلى خروجها عن الخدمة، بينها مشفى معرة النعمان والمركز الصحي في كفروما ومشفى جسر الشغور، إضافة إلى مركز “الدفاع المدني” في مدينة خان شيخون بريف إدلب.
ووثق فريق “منسقو الاستجابة” في الشمال، في 9 من تموز الحالي، مقتل 912 مدنيًا في الشمال السوري، في إطار الحملة العسكرية التي بدأت منذ خمسة أشهر.
التقى وفد من “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” مع مسؤولي إدارة الهجرة التركية لبحث مشاكل السوريين في تركيا.
وقال الائتلاف في بيان له عبر موقعه الرسمي اليوم، الأربعاء 10 من تموز، إن الوفد اجتمع مع نائب المدير العام لإدارة الهجرة في أنقرة، كوكجه أوك، وذلك من خلال دعوة وجهها المجلس الإسلامي السوري، لبحث أوضاع اللاجئين والمقيمين السوريين في تركيا بولاية اسطنبول.
وأكد رئيس دائرة الجاليات في الائتلاف، محمد يحيى مكتبي، أن الطرفين اتفقا على عقد لقاءات دورية لمعالجة مشكلات السوريين في اسطنبول.
كما اتفقا على “إقامة أنشطة مشتركة للتعريف بالثقافة والعادات التركية للسوريين بما يساعد على تخفيف الاحتقان”.
وشهد الأسبوع الماضي تصاعدًا في خطاب التحريض على مواقع التواصل الاجتماعي ضد السوريين في تركيا، وسط المطالبة بطردهم.
وكانت منطقة “إيكي تلي” في “كوتشوك شكمجه” شهدت، الأسبوع الماضي، تجمع مواطنين من الأتراك بعد انتشار أنباء عن تحرش سوري بطفلة تركية.
وتجمع الغاضبون في شارع “عاشق ويسيل” في المنطقة، واتجهوا نحو مخفر الشرطة التي اتخذت التدابير لصدهم، وخلال طريقهم هاجموا محلات السوريين وهتفوا ضد وجودهم.
ونُقل عدد من السوريين المصابين إلى المشفى، بينما لم يتحدث أي مصدر رسمي عن حدوث وفيات.
في المقابل حذرت ولاية اسطنبول الأهالي من حملات تحريض تجري من قبل أشخاص غير معروفين، عن طريق بث إشاعات في الشارع وعن طريق الإنترنت.
في حين قالت الشرطة باسطنبول، في 1 من تموز، إنها وثقت 18 حسابًا يحرض ضد السوريين، تسعة منها في اسطنبول، مؤكدة أنها ألقت القبض على خمسة، في حين يجري البحث عن أربعة آخرين.
من جهته اتهم مكتبي النظام السوري بـ “إرسال موالين له للقيام بتصرفات مشينة ومفزعة، بهدف تشويه صورة اللاجئين وزعزعة الاستقرار في تركيا”.
ويقيم في اسطنبول بشكل رسمي ما يقارب نصف مليون سوري، وتتحدث روايات غير رسمية أن هناك نصف مليون آخرين غير مسجلين.
أعلنت غرفة عمليات “غضب الزيتون” التابعة لـ “وحدات حماية الشعب”، مسؤوليتها عن تفجير سيارة مفخخة طالت مدنيين في منطقة عفرين شمالي حلب.
وقالت الغرفة في بيان نقلته وكالة “هاوار“، التابعة للإدارة الذاتية، اليوم الجمعة 12 من تموز، إن مقاتليها فجروا سيارة مفخخة في منطقة ترندة بمدينة عفرين بحواجز عسكرية تابعة لفصائل المعارضة.
وأضافت أن العملية أسفرت عن مقتل 16 وإصابة 19 آخرين من صفوف “الجيش الوطني”، المتمثل بـ “الشرطة العسكرية والجبهة الشامية”.
وأشار الدفاع المدني إلى أن التفجير ألحق دمارًا واسعًا في المباني السكنية المحيطة، وأنه قام بنقل معظم المصابين إلى المشافي التركية.
وقال الناطق باسم “الجيش الوطني” في عفرين، يوسف حمود، لعنب بلدي، إن العملية من تنفيذ “وحدات حماية الشعب”، عازيًا ذلك إلى تشابه معطيات التفجير مع تفجير سابق استهدف سوقًا شعبيًا في عفرين والذي أدى لمقتل 21 شخصًا من المنطقة”.
وأشار إلى أن التفجير “وقع في منطقة مدنية وبعيدًا عن المقرات الأمنية والنقاط العسكرية، وهو مكان مكتظ بالمدنيين وحركة المرور”، مشيرًا إلى أن الحركة تحاول إبعاد صفة استهداف المدنيين عنها، بحسب وصفه.
وتحاول الأجهزة الأمنية القبض على الشخص المسؤول عن إدخال السيارة المفخخة من مناطق “قسد” إلى عفرين، بحسب حمود، الذي قال إنه “أصبح معروفًا لدى الأجهزة الأمنية”.
وتشهد مناطق سيطرة فصائل “الجيش الحر” في ريف حلب الشمالي والشرقي انفجارات متزايدة بعبوات ناسفة أو سيارات مفخخة، وتستهدف مناطق من أبرزها جرابلس والباب وعفرين، تنفذها خلايا تابعة لـ “غضب الزيتون”، وحركة “تحرير عفرين”، التابعتين لـ “وحدات حماية الشعب”، وفق بيانات صادرة عنهما.
وسيطرت فصائل “الجيش الوطني” المدعومة من تركيا، في 18 من آذار 2018، على كامل مدينة عفرين، بعد توغلها داخل مركز المدينة وتقدمها على حساب “وحدات حماية الشعب”.
وعقب السيطرة، هددت “الوحدات” باستمرار عملياتها العسكرية ضد الجيش التركي و”الجيش الحر”، مشيرةً إلى أنها ستعتمد على أسلوب “المباغتة” من قبل خلاياها.
وكان سوق الهال في مدينة عفرين شهد انفجار سيارة، في 16 من كانون الأول الماضي، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 18 آخرين بحسب “الدفاع المدني”.
وتبنّت حركة “غضب الزيتون”، التي تصنف نفسها بأنها “حركة انتقام من الفصائل المدعومة من تركيا”، التفجير الذي استهدف السوق.
“يعتقد البعض أن الوطن مزرعة يأتون إليها متى شاؤوا ويرحلون متى أرادوا، إذا كان الأمر كذلك فلزام عليهم أن يدافعوا عن هذه المزرعة”، تصريح أدلى به رئيس هيئة الداخلية في مقاطعة الجزيرة، كنعان بركات، في تشرين الثاني 2014، وذلك تعليقًا على قانون “واجب الدفاع الذاتي”، الذي أعلن عنه بشكل رسمي في مناطق شمال وشرق سوريا، حينها، بالتزامن مع المعارك التي كانت تخوضها “وحدات حماية الشعب” (الكردية) في مدينة عين العرب (كوباني)، التي شهدت هجومًا واسعًا لتنظيم “الدولة الإسلامية” آنذاك.
اقتيد بموجب ذلك القانون الشبان في سن الخدمة للتجنيد الإلزامي في صفوف “قوات سوريا الديمقراطية”، الجناح العسكري لـ “حزب الاتحاد الديمقراطي”، الذي يفرض بممثله المدني (الإدارة الذاتية) سلطته على أغلب مساحة محافظة الحسكة، وأجزاء واسعة من محافظتي دير الزور والرقة، ومدينة منبج في ريف حلب الشرقي.
ورغم التعديلات الطفيفة التي طرأت عليه خلال الأعوام الماضية، إلا أن قانون التجنيد اتخذ شكله الأخير في 23 من حزيران 2019، حين أقرت الإدارة الذاتية قانونًا جديدًا يتألف من 35 مادة، تجعل منه قانونًا مشابهًا لقانون الخدمة الإلزامية لدى النظام السوري.
تفتح عنب بلدي في هذا التحقيق ملف تحول “قوات سوريا الديمقراطية” إلى اتخاذ شكل جيش نظامي من خلال القوننة، وتبحث في مدى موافقة قانون التجنيد الجديد للمعايير الدولية، كما تسلط الضوء على التدرج في هيكلية هذه القوات ابتداءً من المجموعات المقاتلة وانتهاءً بالمجالس العسكرية.
سبقت الإعلان عن قانون التجنيد الذي أقر تحت غطاء “واجب الدفاع الذاتي” عام 2014 اعتقالات طالت الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا في كل من الحسكة والقامشلي، من قبل “قوات أسايش” الذراع الأمني لـ “وحدات حماية الشعب” (الكردية) التي تشكل بدورها العماد العسكري لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في الوقت الحالي.
لم ينكر رئيس هيئة الداخلية في مقاطعة الجزيرة، كنعان بركات، حينها الاعتقالات بهدف التجنيد، وقال إنها أسلوب غير حضاري نوعًا ما، مبررًا الأمر بأن المنطقة تعيش حالة حرب، وقانون التجنيد هو إجراء لضرورة المرحلة التي تمر بها المنطقة.
وأضاف بركات في تصريحه لموقع “بوير برس”، أن قانون التجنيد “اسمه قانون واجب الدفاع الذاتي، وهو مطبّق على الجميع دون استثناء (…) هذا القانون يجب أن يطبّق وخاصّة في هذه الأوضاع، وهدفه إنشاء جيش شعبي وطني شبيه بالجيش الوطني، الغاية منه حماية المؤسسات والمنشآت في المدن الكرديّة”.
إصدار قانون “واجب الدفاع الذاتي”، الذي أقره المجلس التشريعي لمقاطعة الجزيرة في 13 من تموز 2014، نص على تقديم كل أسرة من مواطني المقاطعة فردًا من أفرادها للمشاركة في “أداء واجب الدفاع الذاتي” لمدة ستة أشهر، التي تم تعديلها لتصبح تسعة أشهر في التعديلات التي أقرت في شهر كانون الثاني 2016.
ففي المرحلة التي تلت انتهاء معاركها في عين العرب (كوباني) في تشرين الثاني 2015، انتقلت “قوات سوريا الديمقراطية” إلى عمليات عسكرية أخرى أوسع في مناطق شمال وشرق سوريا، وبموازاة ما سبق استمرت عمليات التجنيد الإجباري دون تمييز أي منطقة عن أخرى سواء الحسكة أو عين العرب أو تل أبيض والقامشلي، وتخللتها عمليات تجنيد لأطفال وقاصرين، وهو ما وثقته منظمات حقوقية على مدار السنوات الماضية، وأكدته النعوات التي كانت تنشرها “الوحدات” بين الفترة والأخرى عن مقتل مقاتلين في صفوفها ضمن المعارك، بينهم أطفال في عمر الـ 18.
رغم المساحة الكبيرة التي أتاحها قانون “أداء واجب الدفاع الذاتي” لتجنيد الشبان المقيمين في مناطق سيطرة “الوحدات”، إلا أن الأخيرة لم تلتزم بالبنود التي أقرها، ووثقت عدة حالات اعتقال تعسفي بغرض التجنيد، رغم التأجيل الدراسي للخدمة الإلزامية أو حصول بعض الشبان على إعفاء لغرض طبي أو غير ذلك.
وفي تقرير نشرته منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، في آذار 2018، قالت إن “الإدارة الذاتية” عمدت إلى اعتقال المزيد من الشبان في محافظة الحسكة، بالتزامن مع العمليات العسكرية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في محافظتي دير الزور والرقة، ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب، فحتى بعض العاملين في سلك التربية والتعليم لم يسلموا أيضًا من هذا الاعتقال والتجنيد الإجباري، رغم أنهم حاصلون على ورقة رسمية تخولهم التأجيل من الخدمة.
ووفقًا للعديد من الشهادات التي حصلت عليها المنظمة، فإنّ العديد من الشبان تمّ اقتيادهم مباشرة إلى معسكرات التجنيد التابعة لـ “الإدارة الذاتية”، رغم أنهم مستثنون من الخدمة لأسباب عدة ومنها التأجيل الدراسي.
بحسب ما قال مصدر مطلع على عمليات التجنيد (طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية)، توجد بموجب قانون “أداء الدفاع الذاتي” طريقتان لسحب الشبان للخدمة الإلزامية في صفوف “قسد”، الأولى تسليم الشاب نفسه بشكل طوعي ويفرز في هذه الحالة إلى المراكز العسكرية في عامودا والقامشلي والحسكة.
أما عند إلقاء القبض عليه في حال تخلفه على أحد الحواجز العسكرية أو ضمن حملات مداهمة، فيفرز إلى مراكز عسكرية بعيدة في الرقة ودير الزور، وهذه العملية تعتبر بمثابة “عقوبة”.
يوضح المصدر أنه بعد تسليم الشاب نفسه إلى مراكز التجنيد ينقل إلى المشفى الطبي العسكري، لفحصه والتأكد من سلامته من أي أمراض قد تعيق عمله العسكري، وفي المرحلة التالية يتم فرزه بحسب وضعه على أحد المراكز العسكرية الثلاثة في تل بيدر في الحسكة و”غرزيرو” في الرميلان و”غابكا” في القامشلي.
وبحسب المصدر، تحدد “قسد” (الوحدات أساسها العسكري) دورتها العسكرية بـ 4500 مقاتل، وتستمر على فترة زمنية 40 يومًا، وفيما بعد تعطى للمجند استراحة خمسة أيام في منزله قبل فرزه النهائي إلى المراكز العسكرية المنتشرة في عدة مناطق شمال وشرق سوريا.
الفرز يكون حسب الشهادات العلمية أو الإمكانيات والأعمال التي يتميز بها كل شاب، فعلى سبيل المثال يفرز الصحفي إلى المراكز الإعلامية التابعة لـ “قسد” بينما السائق إلى قيادة المركبات العسكرية، كونه على دراية بآلية عملها وقيادتها.
وتشابه مراحل التجنيد التي تتبعها “قسد” تلك التي يتبعها النظام السوري، سواء بالدورات التي تقوم بتنظيمها في بداية سحب الشبان وصولًا إلى عمليات الفرز، لكنها تختلف بالمدة الزمنية والعطل الشهرية التي تتاح للمجندين (25 يوم عمل في المراكز العسكرية وخمسة أيام في المنزل).
وبحسب المصدر توجد محسوبيات في عمليات فرز المجندين إلى المراكز العسكرية، فالفرز إلى القامشلي وعامودا والحسكة يعتبر أفضل بالنسبة للشبان من الفرز إلى الرقة ودير الزور، إضافة إلى تحديد خدمة بعض المجندين بالدوام الإداري حتى الساعة الثالثة ظهرًا وباقي الوقت في المنزل.
منذ إقراره في تموز 2014 حتى اليوم، تمسكت “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا بقانون “أداء واجب الدفاع الذاتي”، رغم الرفض الكبير الذي واجهه من قبل المواطنين القاطنين في المناطق التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية”، والذين خرجوا في عدة مظاهرات رفضوا فيها عمليات التجنيد الإجباري، خاصةً أن شريحة واسعة من الشبان كانوا قد خرجوا من مناطق النظام السوري للهرب من خدمته الإلزامية ليجدوا نفسهم أمام تجنيد إلزامي لا يختلف كثيرًا بمراحله وأساليبه عما يفرضه النظام السوري.
أجرت “الإدارة الذاتية” فقط عدة تعديلات على القانون، ومن أهمّ التعديلات التي أقرّت، في كانون الثاني 2016، إلغاء الفقرة الأولى من المادة التاسعة التي كانت تنصّ على قيمة بدل للمقيمين خارج المقاطعة بمقدار 1000 دولار عن كلِّ زيارة، حتى يبلغ مقدار 5000 دولار كحدٍّ أقصى واستعيض عنها باستيفاء مبلغ 200 دولار من المكلّف عند زيارته إلى “روج آفا”، ويعتبر كتأجيلٍ سنوي من “واجب الدفاع الذاتي”.
وتمّ إقرار الفقرة الأولى من المادة الرابعة، في تعديل 2016، والتي رفعت مدّة أداء “واجب الدفاع الذاتي” من ستة إلى تسعة أشهر، وأيضًا تمّ إلغاء الفقرة الثالثة من المادة العاشرة التي كانت تجيز في زمن الحرب إلغاء التأجيل الدراسي للمكلّفين، “وذلك باقتراحٍ من هيئة الدفاع وبموافقة المجلس التشريعي”.
في 23 من حزيران 2019 عدلت “الإدارة الذاتية” عدة مواد في قانون التجنيد القديم، وأقرت قانونًا جديدًا يتألف من 35 مادة، تشابه في مضمونها قانون التجنيد في مناطق النظام السوري.
في حديث لعنب بلدي، يقول الباحث في “مركز عمران للدراسات الاستراتيجية”، بدر ملا رشيد، إن فرض قانون الدفاع الذاتي في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” يعود إلى منتصف العام 2014، ومنذ ذلك الحين قامت “الإدارة الذاتية” بإتمام ما يقارب 40 دورة من دورات التدريب العسكري للمجندين الإلزاميين في محافظة الحسكة، واختلفت في نسبها في عفرين وعين العرب (كوباني).
ويضيف الباحث السوري أن القانون الأخير لا يُعتبر قانونًا جديدًا، بل تم إحداث تعديلات على القانون القديم، كان أهمها ما تم تحديثه فيما يخص التفرقة بين المواليد وفق المناطق، فبقيت المواليد المطلوبة على حالها في المدن الكُردية والشمالية، وهي مواليد 1986، بينما تم تحديدها في مناطق دير الزور والرقة بمواليد 1990 وما يتبعه.
ويشير ملا رشيد إلى أن التعديلات أدت إلى حدوث اعتراض كبير من قبل الفئة الشبابية في المدن الشمالية رفضًا للتمييز الحاصل، وانتشرت هاشتاغات متعددة تطالب بإلغاء هذا البند وتوحيد المواليد منها “#نعم_لتوحيد_مواليد_الدفاع_الذاتي #لا_للتفرقة #لا_للتمييز #لا_للمناطقية #نعم_للعدل #نعم_للمساواة #الإدارة_الذاتية_للجميع”.
وبحسب الباحث السوري فإنه ووفقًا للأعمار المحددة فإن “قسد” تحاول التخفيف من الاحتقان الحاصل في المناطق العربية، نتيجة سحب الشباب للدفاع الذاتي، كما يمكن اعتباره عاملًا لإمكانية فتح الباب مستقبلًا لعودة النازحين من هذه المناطق، سواءً إلى داخل سوريا أو إلى الدول المجاورة.
تأتي التعديلات الأخيرة التي أجرتها “قسد” في الوقت الذي انتهت فيه العمليات العسكرية على الأرض ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، والذي خسر آخر معاقله شرق الفرات، وهي بلدة الباغوز.
وتزامنت مع اتجاه القوات الكردية إلى هيكلية عسكرية جديدة كانت أولى خطواتها الإعلان عن تشكيل المجالس العسكرية في كل من: تل أبيض، عين العرب (كوباني)، الرقة، الطبقة، والقامشلي، وهي تضاف إلى سابقتها من مجالس منبج، الباب، جرابلس، دير الزور العسكرية.
تمسكت “قسد” في السنوات الماضية بعمليات التجنيد، كجزء أساسي من العمليات العسكرية التي كانت تخوضها ضد تنظيم “الدولة”، وبالتالي فهي بحاجة إلى العنصر البشري لإحراز التقدم على الأرض، أما في الوقت الحالي فاستمرت عمليات التجنيد، وأُقر قانون جديد له، لكن المعارك قد انتهت، الأمر الذي يطرح تساؤلات عن هدف القوات الكردية من التمسك بالتجنيد وتخصيص اهتمام وتركيز كبير بخصوصه.
ويرى الباحث السوري، مهند الكاطع، أن “حزب العمال الكردستاني عبر ميليشياته العسكرية في سوريا الممثلة بقسد، والواجهة السياسية الممثلة بمجلس سوريا الديمقراطية يطرح نفسه كقوى سورية شرعية، ويعتبر أن السيطرة العسكرية التي تحققت له في المنطقة بدعم من النظام في بادئ الأمر، ثم من أمريكا، يمكن له أن يصبح أمرًا معترفًا به، خاصة مع وجود مصالح لأطراف عربية ودولية بلعب الورقة الكردية الحالية”.
ويضيف الباحث السوري في حديث إلى عنب بلدي، أن ما سبق يدفع القوات الكردية للاستمرار ببرنامج التجنيد الإجباري ليس بصفته إجراء مؤقتًا، بل كحالة مستمرة لتكريس مسألة ما يسمى “الإدارة الذاتية”.
ويربط الباحث السوري ما سبق مع الشروط التي تضعها “الإدارة الذاتية” للتفاوض مع النظام السوري على أن يعترف بها من جهة وأن يبقي على خصوصية “قسد” من جهة أخرى.
ويعرّج الكاطع على مسألة تشكيل المجالس العسكرية التي تهدف إلى إنشاء عشرة مجالس عسكرية جديدة في مناطق سيطرة “قسد”، تسعى بحسب القائد العام لـ “قسد”، مظلوم عبدي، لأن يتولى أبناء المناطق المشكلة فيها إدارتها، ووفق الكاطع يأتي تشكيل المجالس بعد أقل من أسبوعين على لقاءات فرنسية- كردية أكدت بأن فرنسا ستستمر بدعم مشروع “قسد” شرط إشراك العرب سياسيًا وعسكريًا.
و”إلى جانب تلك اللقاءات فإن عقد الوفد الأمريكي السعودي في دير الزور مؤخرًا اجتماعات مع شخصيات عشائرية بحضور قسد كان يهدف عمليًا لإشراك العشائر العربية وطمأنتها تجاه وجود قسد”، بحسب الكاطع، الذي يضيف، “يهدف ذلك أيضًا إلى تعزيز قوة قسد بالمنطقة أمام أي تهديدات إقليمية خاصة من الجانب التركي، ويقطع الطريق أمام الأتراك في استمالة العشائر العربية ضد قسد مستقبلًا”.
لكن الباحث في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية، بدر ملا رشيد، لا يعتقد أن التعديلات التي حصلت على قانون “الدفاع الذاتي” لها صلة مباشرة بتشكيل المجالس العسكرية.
ويوضح أن تشكيل المجالس عملية تخص “قسد” بشكلٍ كامل أي “وحدات حماية الشعب” (الكردية) وبقية الفصائل المكونة لـ “قسد”، أما التجنيد الإلزامي فله قسم يتعلق بضم المجندين لصفوف “قسد”، وقسم يتعلق بمكتب الدفاع الذاتي، كون القوتين المشكلتين لـ “قسد” (القوات الفصائلية، والدفاع الذاتي) لم يتم دمجهما بشكل كامل إلى الآن، وهو أمر يمكن حدوثه مع انتهاء عملية إعادة هيكلة “قوات سوريا الديمقراطية”.