تقارير وملفات

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن بصمات الولايات المتحدة الأمريكية تظهر في كافة الغارات الجوية الخاطئة التي نُفّذت في اليمن، والتي أودت بحياة أكثر من 4 آلاف و600 مدني.

جاء ذلك في تحقيق أجرته الصحيفة بعنوان “واشنطن تركت بصمة كبيرة في الحرب اليمنية من خلال بيع الأسلحة للسعودية”، استنادا إلى معلومات من 10 مسؤولين أمريكيين، بعضهم متقاعدين وآخرين ما يزالون على رأس عملهم.

وأوضحت الصحيفة في تحقيقها، أنّ واشنطن لديها الحق في الوصول إلى سجلات كل غارة جوية ينفذها التحالف العربي بقيادة السعودية على اليمن، وأن الرياض تجاهلت توصيات واشنطن حول الأهداف الصحيحة الواجب استهدافها.

وأشارت الصحيفة إلى أن وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين نفتا علمهما ما إذا كانت القنابل الأمريكية قد استُخدمت في الغارات الجوية التي استهدفت حفلات الزفاف والمساجد والجنازات.

وتابعت الصحيفة قائلة: “على الرغم من نفي الخارجية والدفاع الأمريكيتين، إلا أن مسؤولا رفيعا سابقا في الخارجية الأمريكية أكد بأن واشنطن لديها حق الوصول إلى سجلات كل غارة جوية على اليمن منذ الأيام الأولى للحرب”.

وأضافت أن الولايات المتحدة فشلت أيضا في دفع السعودية إلى الالتزام بتوصياتها حيال تجنيب المدنيين في اليمن غارات التحالف العربي، وأن السعوديين غضوا الطرف عن أي مبادرة أمريكية للتحقيق في الضربات الجوية الخاطئة، وتجاهلوا قائمة الأماكن المحظور استهدافها.

وأفرد التحقيق حيزا لآراء توم مالينوسكي (مسؤول سابق في الخارجية الأمريكية)، الذي قال: “اقتنعنا في نهاية المطاف، بأن السعوديين لا يرغبون في الاستماع إلى نصائحنا، وقد زوّدناهم بإحداثيات الأهداف التي لا ينبغي ضربها، لكنهم كانوا يواصلون قصفها”.

وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من ذلك، فقد استمرت الولايات المتحدة الأمريكية بدعم الغارات الجوية على اليمن بالذخيرة والتدريب وتزويد الطائرات السعودية بالوقود.

وذكر التحقيق أن الولايات المتحدة أعادت النظر في دعمها للسعودية بحرب اليمن، خاصة بعد جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، وقررت وقف تزويد المقاتلات السعودية بالوقود في نوفمبر الماضي.

وفي نوفمبر أيضاً، صوت مجلس الشيوخ على إنهاء المساعدة العسكرية الأمريكية المُقدّمة للسعودية في حرب اليمن بالكامل.

ونقلت الصحيفة أيضا تصريحات دانيال بايمان الأستاذ بجامعة جورج تاون، الذي وصف الحرب في اليمن بأنها “كارثة استراتيجية بالنسبة للسعودية”، وأنه لا توجد أدلة تشير بأن الغارات الجوية ألحقت الهزيمة بالحوثيين.

ودعا بايمان الولايات المتحدة إلى استخدام قوتها من أجل إحلال السلام والاستقرار في اليمن.

من المفارقة وضع انسحاب أحد الأطراف المحتلة لسورية في خانة المصائب التي تنتظر هذا البلد المنكوب، ذلك أن الوجود الأميركي في سورية، وعلى الرغم من كل مساوئه، يظل العامل الوحيد لتحقيق توازن، مهما كان هشّاً، في مواجهة التغولات الروسية والإيرانية، في غياب الأمم المتحدة، أو أي طرف دولي فاعل. ومن المفارقة أيضاً تزامن الإعلان عن قرار الانسحاب الأميركي مع وعيد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشن حربٍ لا هوادة فيها على الفصائل في سورية، وتفاخره بتدمير الكتلة الأساسية من المسلحين، وكذلك محاولة روسيا تلفيق تركيبة للجنة الدستورية التي على أساسها سيقول الروس للعالم: لقد نفذنا كل الاستحقاقات المطلوبة منا، فنفذوا أنتم التزاماتكم. 

يضرب قرار الانسحاب الأميركي كل الرهانات على إمكانية تحقيق أي توازن محتمل لصياغة تسوية للأوضاع السياسية، فسيلغي هذا الانسحاب أي دافعٍ أو محفّز للطرف الآخر، من أجل السير في طريق هذه التسوية، وعندما تكمل أميركا انسحابها من مناطق شرق الفرات، فإنها بذلك ستكون قد تحوّلت إلى طرف هامشي بدون أي فاعلية، سوى المساومة على ورقة إعادة الإعمار، وهو أمر غير مضمون بدوره مع شخص مثل رئيس الإدارة الأميركية، دونالد ترامب، الذي يتبدل ويتغير في كل لحظة.

ليست معلومة الأسباب التي دفعت إدارة ترامب إلى اتخاذ هذا القرار المفاجئ، ولا طبيعة التقديرات التي أوصت به، غير أن متابعة ما يصدر عن الإدارة الأميركية في المرحلة السابقة كان يوحي بأن إستراتيجية ترامب السورية قد تبلورت واتضحت آلياتها وأهدافها، كما أن وزارة الدفاع زادت، في الشهور الأخيرة، من أصول أميركا العسكرية في مناطق شرق الفرات، وقد رسخ ذلك القناعة لدى المهتمين بأن هذه الإستراتيجية ستستقر سنوات طويلة، وستكون أحد عناوين الأوضاع في الشرق الأوسط، وأنها ستضغط على روسيا، من أجل التوصل إلى تسوية سياسية حقيقية. 

هل فاضلت إدارة ترامب علاقاتها بتركيا عن وجودها في شرق سورية؟ ربما، وخصوصا بعد الإعلان عن صفقة صواريخ باتريوت بين الطرفين. وهل وعدت تركيا في مقابل ذلك بتخفيف علاقاتها مع روسيا؟ لا يمكن القفز إلى جواب في هذا الإطار بسبب تشابك العلاقات بين تركيا وروسيا وتعقدها، وخصوصا في المجالات الاقتصادية، الاستثمارية والتجارية. 

لكن المؤكد تخلي تركيا عن أهدافها الأساسية في سورية، إلى درجة أنها باتت تلعب في سورية وفق القواعد التي حدّدها بوتين، وحصرت أولوياتها في إطار محاربة حزب العمال الكردستاني، ومنع تشكيله قاعدة تجميع وإنطلاق في سورية، لما لذلك من تأثير، وفق التقديرات التركية، على المصالح الأمنية لأنقرة. 

هل يتساوق قرار الانسحاب الأميركي مع مشروع إعادة تأهيل بشار الأسد، الذي يبدو أنه وضع على الطاولة بعد صدور مؤشرات عربية ودولية في هذا الاتجاه، خصوصا أن الدبلوماسية الأميركية أكدت أخيرا، وفي أكثر من مناسبة، أن واشنطن غير معنية بتغيير النظام، وهو ما يمنح اللاعبين الآخرين حرية السير في هذا السياق؟ 

وهل اقتنعت تركيا، وحسمت المفاضلة بين تأهيل بشار، واستعادته السلطة على كامل الأراضي السورية، والرهان على إسقاطه الذي لم يعد مضموناً بسبب سيطرة روسيا على الأوضاع في سورية؟ التوافق بين أنقرة وموسكو على صعيد أكثر من ملف يؤيد هذا الافتراض، كما أن كلام رئيس الوزراء التركي، جاويش أوغلو، عن احتمال إعادة العلاقات مع نظام الأسد، في حال حصول انتخابات ديمقراطية، مؤشر على تغييرات جذرية في الموقف التركي. وهذا ما يحيل إلى سؤال آخر: ما هو مصير المناطق التي ستخرج أميركا منها، هل يجري تسليمها لنظام الأسد، أم ستتشكل فيها إدارات مستقلة، أم أن الأتراك سيضمونها للأراضي التي يسيطرون عليها في غرب الفرات، الرّقة وريفها الشمالي والريف الشرقي لدير الزور، وهي المناطق ذات الأكثرية العربية؟ والمعلوم أن هذه المنطقة تحتوي معظم إنتاج سورية من النفط والغاز، فضلاً عن أنها أكبر مصدر للمياه في سورية. 

ولعل السؤال الأهم في هذا السياق يتعلق بالوجود الإيراني ومصيره في هذه المنطقة الحساسة، حيث تتعامل إيران مع هذه المنطقة بوصفها منطقة نفوذ مستقبليةٍ مهمة، وقد حوّلت البوكمال وريفها إلى مركز لانطلاق عملياتها المستقبلية، وخصوصا على مستوى التشييع وتغيير التركيبة الديمغرافية في الجزيرة السورية، وقد أسست مليشيات عديدة من أبناء المنطقة، وقامت بتشييع أبناء العشائر، وخصوصا العشائر التي تنتمي لآل البيت، وهي، للمصادفة، كثيرة في هذه المنطقة، وتملك إيران قدرات لوجستية هائلة هناك، مع وجود طرق برية مباشرة بين طهران وشرق سورية، واستقرار مليشيات الحشد الشعبي العراقية في المناطق المقابلة للجزيرة السورية. 

على ذلك، كل ما فعلته إدارة ترامب، في المرحلة السابقة، هو جعل إيران ترسخ نفسها قوّة مؤهلة للسيطرة على منطقة شرق الفرات بعد خروج هذه الإدارة، ويبدو أن إيران التي بات لديها خبرة بالنزق الأميركي، وسرعة التملص من الالتزامات، قد جهّزت نفسها جيداً لهذا اليوم. 

قرار الانسحاب الأميركي سيحوّل سورية بالفعل إلى مستنقع للإرهاب تمارسه مليشيات الأسد بمساعدة روسيا وإيران. لا يعرف هذه الحقيقة إلا السوريون الذين استعاد نظام الأسد السلطة عليهم، حيث بلغت استباحة آدميتهم والاستهتار بحياتهم حداً لا يمكن لعقل آدمي تصوّره، وهذا بوتين يتوعد السوريين بالويل والثبور، ويتباهى بقضائه على المعارضة، وينسى أنه يطرح نفسه أمام العالم وسيطا وضامنا، ويتشدق وزير خارجيته، سيرغي لافروف، بالمصالحة بين السوريين!

حالة من الترقب الحذر والقلق تلقي بظلالها على قاطني مخيم “الركبان” الواقع على الحدود السورية الأردنية، عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قوات بلاده من سوريا، وبشكل خاص تلك المتواجدة في قاعدة “التنف” القريبة من المخيم.

ويؤوي مخيم “الركبان” أكثر من 60 ألف مدني، غالبيتهم من النساء والأطفال، يعانون من ظروف معيشية سيئة، في ظل الحصار الذي تفرضه قوات نظام الأسد وميلشياتها، وقطعها الطرقات الواصلة إلى المخيم، والتي تدخل عبرها المواد الغذائية منذ أكثر من شهر ونصف.

ويتخوف قاطنو المخيم، بحسب مصادر من داخله، من استغلال نظام الأسد وروسيا وإيران حالة الفراغ التي سيخلفها انسحاب القوات الأمريكية من تلك المنطقة، والتقدم وارتكاب مجازر في حق أهالي المخيم.

وعلى الرغم من التطمينات التي أطلقها فصيل جيش “مغاوير الثورة”، الذي يتمركز في قاعدة “التنف” ومنطقة “55 كم” القريبة من مخيم الركبان، إلا أن سكان المخيم يفضلون أن يلتفت المجتمع لمصيرهم ومساعدتهم وعدم تركهم لقمة سائغة للنظام وداعميه.


“مغاوير الثورة” يتعهد بحماية المخيم

أصدر جيش “مغاوير الثورة، قبل أيام، بياناً أكد فيه على عدم التخلي عن قاطني المخيم وعلى وحدة المصير، وجاء في البيان الذي اطلعنا عليه: إنه بسبب التصريحات التي صدرت عن الإدارة الأمريكية والتي تنص على الانسحاب الكامل لقواتها من الأراضي السورية، نحن جيش مغاوير الثورة نؤكد لأهلنا الذين يسكنون في منطقة الـ 55 كم، أن مستقبلكم هو مستقبل المغاوير، وأننا لن نتخلى عن أهلنا في مخيم الركبان”.

وأشار فصيل مغاوير الثورة في بيانه، إلى أنهم يخططون مع قوات التحالف الدولي من أجل الوصول إلى أفضل الخيارات للجميع، مؤكداً أنه لن يكون هناك أي تغيير في خططهم ومهمتهم في الحفاظ على أمن منطقة الـ 55 كم من أي تهديد خلال المستقبل القريب، وقال أيضاً: “نقسم لكم أننا سنكون أوفياء لكم كما كنتم أوفياء لنا”.

وفي هذا الصدد أكد “أبو ماريا” عضو “المكتب الإعلامي الخارجي” لجيش مغاوير الثورة، أنهم لن يخرجوا من منطقة 55 قبل تأمين أهالي الركبان، وقال: “هم أمانة في أعناقنا ونحن لن نخرج إلا سوياً مع أهالي الركبان، وفي حال لم يتأمن لنا طريق للخروج فسندافع عنهم بكل ما أوتينا من قوة”.

وأضاف في حديثه لحرية برس: “نحن كجيش مغاوير الثورة، نذرنا أنفسنا لحماية المدنيين في منطقة 55 فكيف نخرج من دونهم؟”  مؤكدًا: “نحن لن نخرج إلا معهم في حال انسحبت قوات التحالف من منطقة الـ 55، مهما كانت الضغوط الممارسة”.

وفيما يخص الخطط الموضوعة المتعلقة بمصير قاطني المخيم في حال انسحاب القوات الأمريكية قال “أبو ماريا”: “في الوقت الحالي ليس هناك خطة، ولكن في كل الأحوال المناطق المحررة أولى بقاطني المخيم، فهم سوريون وجيش مغاوير الثورة سوري، وكل شبر محرر هو أرض للسوريين جميعاً وليست حكراً على فصيل أو دولة معينة أو جهة ما”.


لا خيارات محددة أمام قاطني “الركبان”

وطالب قاطنو المخيم مراراً وتكراراً الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالضغط على نظام الأسد وداعميه، لفك الحصار عن المخيم، أو السماح بإيجاد ممرات آمنة للتوجه نحو الشمال السوري هرباً من الواقع المعيشي السيئ، دون أي استجابة من أي طرف كان.

ونقل المدرس “أبو أكرم” أحد قاطني المخيم ومدير مدرسة جسور الركبان لحرية برس مخاوف أهالي المخيم في هذه الفترة المفصلية من تطورات الوضع في منطقة الركبان، وقال: “تسود حالة رعب المخيم خوفاً ألا يتم نقل اللاجئين إلى الشمال السوري”.

وعبّر عن المخاوف أيضاً من دخول قوات النظام للمنطقة في حال لم يتم التدخل دولياً لحماية اللاجئين ونقلهم إلى الشمال السوري، على حد تعبيره، مبيناً عدم وجود خيارات حالياً في ظل هذه الأحداث.

وشدّد على أن المطلب الرئيس حالياً هو فتح طرق آمنة برعاية أممية ودولية لنقل من يرغب من اللاجئين إلى الشمال، ومن يرغب في المصالحة إلى مناطق النظام، لافتاً إلى أن 95% من الموجودين في المخيم مدنيون، والباقي فصائل عسكرية، على حد تقديره.

ولدى سؤالنا عن مستقبل مخيم “الركبان” أجاب: “لا أحد يعلم، السياسة هي فن الكذب، والجميع رقص على أشلائنا ودمائنا”.

مخاوف من ترك “الركبان” لقمة سائغة للنظام

وعلى الرغم من مشاعر الخوف والقلق التي تنتاب قاطني المخيم من مصير مجهول ينتظرهم، إلا أن مصادر من داخل المخيم أعربت عن أملها في ألا يتخلى التحالف الدولي عن أهالي “الركبان” وألا يتم تركهم لقمة سائغة لقوات النظام وميليشياته.

وفي هذا الصدد قال الناشط الإغاثي المقيم في المخيم “عماد أبو شام: إنه ليس هناك أي شيء متوقع بالنسبة إلى مصير مخيم الركبان، إلا أن الأهالي يعولون على التحالف الدولي ألا يتركهم لقمة سائغة للروس والنظام وميليشياته”، وقد طالب الأهالي عبر لجان وفعاليات مدنية في المخيم، التحالف الدولي الموجود في قاعدة “التنف” العسكرية، عدم تركهم في المنطقة حتى لا يكونوا عرضة لإجرام النظام والمحتل الروسي.

وأضاف أن الخيار المتاح أمام الأهالي يتمثل في بدء عملية تفاوض لتقرير مصير الركبان، وفتح ممرات للراغبين في الذهاب إلى الشمال السوري، لافتاً الانتباه إلى أن غالبية سكان المخيم لا يرغبون في العودة إلى مناطق سيطرة النظام، بسبب ما جرى في الغوطة ودرعا وريف حمص الشمالي من اعتقال للشباب وزجهم في المعارك.

وتطرق “أبو شام” في سياق حديثه إلى الأوضاع الإنسانية في داخل المخيم وقال: “الوضع الإنساني سيئ للغاية بسبب حصار النظام للمخيم منذ بداية الشهر العاشر من العام الحالي وحتى اليوم، وسط غلاء الأسعار وندرة الأدوية والوقود وارتفاع ثمنها إن توفرت”.

تحذيرات من كارثة إنسانية

ولا يقتصر الأمر بالنسبة إلى مخيم الركبان على مصير مجهول ينتظر قاطنيه في حال لم يتم التدخل وترك السكان فريسة لآلة القتل الأسدية الروسية الإيرانية، حيث يتخوف ناشطون من وقوع كارثة إنسانية في حق النساء والأطفال وكبار السن في المخيم في حال تم التخلي عنهم من الأطراف التي تحمي منطقة المخيم.

وقال “محمود قاسم الهميلي”، مسؤول المكتب الإغاثي في الإدارة المدنية التابعة للمخيم، “إنه في حال انسحبت القوات الأمريكية والتحالف الدولي، وجرت معارك بين الأطراف المدافعة عن مخيم الركبان وبين قوات النظام وميليشياته، فإن طيران النظام وروسيا لن يرحم المخيم وسيكون هدفاً محققاً لغاراته”.

وأضاف أنه في حال اندلاع معارك حول مخيم “الركبان”، فإننا نحذر من كارثة إنسانية في حق سكان المخيم، خاصة بين النساء والأطفال.

وقال “الهميلي” لحرية برس: “إن قاطني المخيم سينظمون نشاطات مدنية وسيكون هناك ضخ إعلامي من المخيم، لا لنترجى بقاء التحالف في قاعدة التنف، ولكن للضغط على المنظمات الدولية والإنسانية والحقوقية وعلى المجتمع الدولي كي نلفت انظار العالم إلينا، ولكننا رغم ذلك مستعدون للمقاومة حتى نرغم النظام على إيجاد حل مناسب لنا”.

وتحدث “الهميلي” عن حالة القلق التي تنتاب الأهالي، داعياً في الوقت ذاته إلى ضرورة الاعتماد على النفس في هذه المرحلة وعدم التعويل على التحالف الدولي وقال: “هناك حالة قلق بسبب القرار الأمريكي المفاجئ، ولكن لن يكون الأمر سهلًا بالنسبة إلى قوات النظام وميليشياتها إذا حاولت التقدم، وسنقاوم إلى أن يتم ترحيلنا دون أن نسلم أنفسنا كما جرى في باقي المناطق”.

وختم بالقول: “من المعروف أن التحالف الدولي عندما تنتهي مصالحه يخرج دون أن يفكر بالأطراف الأخرى، لذا فنحن لا نعول عليه، بل سوف نعتمد على أنفسنا في هذه المرحلة”.

من الجدير ذكره، أن مخيم “الركبان” تم إنشاؤه في نهاية عام 2014، في المثلث الحدودي الصحراوي” السوري – العراقي-الأردني” للفارين من جحيم الحرب وويلاتها، وجرائم نظام الأسد وميليشياته المدعومة من إيران وحزب الله، والفارين من تنظيم “داعش” الإرهابي أيضاً.

بث تنظيم "داعش" أمس الأحد رسالة مصورة إلى أهالي الأسرى من قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، الذين أسرهم خلال الهجمات الأخيرة في الأسابيع الماضية، وحذر التنظيم في رسالته أهالي العناصر بضرورة سحب أبنائهم قبل أن يكون مصيرهم الإعدام ذبحاً.
وكان تنظيم "داعش"، أسر خلال الأسابيع الماضية العشرات من عناصر "قسد"، معظمهم من العشائر العربية الذين زج بهم في الصفوف الأولى حسب ما نشرته وكالة "مؤتة" التابعة للتنظيم.
ونفذ تنظيم "داعش"، أمس السبت، عدة هجمات على مواقع "قسد" في البحرة شرقي دير الزور، وسيطر على أجزاء واسعة منها، قبل أن ينسحب تحت وقع ضربات التحالف، حيث تمكّن خلالها من قتل وأسر العشرات.