تبدأ في ألمانيا أول محاكمة لضابطين سابقين بمخابرات النظام السوري، اليوم الخميس، يشتبه في ارتكابهما جرائم ضد الإنسانية منها التعذيب والاعتداء الجنسي.
وأثنى المؤيدون للمحاكمة على تلك الإجراءات القضائية بوصفها أول خطوة نحو تحقيق العدالة لآلاف السوريين الذين يقولون إنهم تعرضوا للتعذيب في أقبية النظام وسجونه، وذلك بعد فشل المحاولات التي استهدفت إقامة محكمة دولية بشأن سوريا.
وقال المحامي أنور البني المتخصص بالدفاع عن حقوق الإنسان، إن الاعتقالات التعسفية والتعذيب هما السلاح الرئيسي الذي استخدمه نظام الأسد لإشاعة الخوف بين السوريين وإخماد مطالبهم بتحقيق الديمقراطية والعدالة".
وأضاف" هذه المحاكمة ستكسر حصانة المجرمين في سوريا بدءا من رأس النظام وصولا إلى أصغر مسؤول فيه".
ودأب النظام السوري على نفي الأنباء التي أشارت إلى حدوث عمليات تعذيب وإعدام خارج نطاق القضاء منذ بداية الأحداث عام 2011 والتي راح ضحيتها مئات الآلاف من الأشخاص، ونفى رأس النظام نفسه في السابق اتهامات من هذا النوع ضد الأجهزة الأمنية.
ولم تأت وسائل الإعلام الرسمية التابعة للنظام ولا مسؤوليه على أي ذكر للمحاكمة المقررة في كوبلنز، ولم يفصح محامو المشتبه بهما عن الكيفية التي سيدافعون بها عن موكليهما. وبموجب القانون الألماني فإن أي مشتبه به بوسعه تقديم دفوعه فور بدء المحاكمة.
وكانت روسيا والصين أحبطتا المحاولات التي قامت بها قوى غربية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإقامة محاكمة دولية بشأن سوريا. وسوريا ليست من الدول الموقعة على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
الجدير بالذكر أن المؤيدين للمحاكمة وضحايا التعذيب يأملون في أن تفتح المحاكمة الباب أمام إجراءات قضائية مماثلة في دول أوروبية أخرى مثل النرويج التي لها نفس قوانين الولاية القضائية العالمية ويعتقد أن أعضاء سابقين بأجهزة الأمن التابعين للنظام يعيشون على أراضيها.
أصدر"فريق منسقو استجابة سوريا" بيانا، اليوم الثلاثاء، حمّل من خلاله مسؤولية أي تصعيد عسكري جديد في منطقة خفض التصعيد الرابعة (إدلب) لقوات النظام السوري وروسيا بشكل مباشر.
وبرر فريق "منسقو الاستجابة"، أن سبب إصدار البيان يعود لعدم الالتزام الكامل من قبل النظام بتنفيذ بنود الاتفاق المبرم بين الجانبين التركي والروسي مطلع شهر آذار الماضي في موسكو.
وقال الفريق، إن النظام السوري وروسيا يستمران بخرق اتفاق وقف إطلاق النار المعلن عنه في الخامس من آذار 2020، وعلى الرغم من إعلان وزارة الدفاع الروسية صمود وقف إطلاق النار في محافظة إدلب عبر إعلان صادر عنها في الثامن عشر من شهر أبريل الجاري، وثقت الفرق الميدانية التابعة لفريق "منسقو استجابة سوريا"، أكثر من 15 خرقا عقب الإعلان المذكور أعلاه.
وحذر الفريق في بيانه من تزايد وتيرة الخروقات خلال المرحلة القادمة، معبرا عن قلقه من استمرار الخروقات بشكل متكرر وتزايد وتيرتها بشكل يومي، ونحذر من تزايدها خلال المرحلة القادمة.
وشدد الفريق في بيانه على جميع الأطراف المؤثرة على النظام السوري وروسيا، العمل على تطبيق وقف إطلاق النار والالتزام بتنفيذه بشكل حقيقي وفعلي، محملاً مسؤولية أي تصعيد عسكري جديد في المنطقة لقوات النظام السوري وروسيا بشكل مباشر، لعدم الالتزام الكامل بتنفيذ بنود الاتفاق.
ولفت إلى أن تكرار الخروقات بشكل مستمر من قبل قوات النظام السوري، تبرز نية النظام السوري في منع عودة المدنيين إلى مناطقهم وإجبارهم على البقاء بعيداً عن قراهم وبلداتهم.
وطالب الفريق المجتمع الدولي باتخاذ موقف حقيقي وفعال اتجاه المدنيين في شمال غربي سوريا، والعمل على زيادة الفعاليات الإنسانية في المنطقة، مؤكداً أن عمليات التخفيض الأخير من كمية المساعدات المقدمة من برنامج الأغذية العالمي WFP بدأت بظهور آثاره السلبية بشكل تدريجي.
وطالب كافة الفعاليات الدولية المتخصصة بالشأن الطبي وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية WHO برفع سوية وكفاءة القطاع الطبي في المنطقة، نظراً لما يعانيه من آثار العمليات العسكرية المستمرة على المنطقة.
يعاني نازحو مخيم “الأزرق” بريف حلب الشمالي من غياب الخدمات الأساسية والبنية التحتية عن مخيمهم، كقلة المياه والخبز وغياب الخدمات الطبية والصحية بشكل كامل.
تحدث عدد من سكان المخيم الواقع بمدينة الباب عن مجموعة من المشاكل والخدمات الغائبة عن مخيمهم في حديث لبرنامج “شو مشكلتك”، الذي تعرضه جريدة عنب بلدي، عبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي يومي الاثنين والجمعة من كل أسبوع.
وبحسب استطلاع أجراه البرنامج، فقد أجمع السكان على أن تخديم المخيم سيئ جدًا ويكاد يكون معدومًا، كما يعانون شحًا في توفر الأدوية والمياه وقلة كميات الخبز الموزعة.
مشكلة الخبز
أكد نازحون من المخيم، لعنب بلدي، أن كميات الخبز غير كافية وقليلة جدًا، ما يدفعهم لتناول الخبز اليابس، فضلًا عن ارتفاع سعره.
وتوزع المنظمة المسؤولة عن توفير الخبز للمخيم كميات قليلة جدًا من المادة، حيث تخصص 450 ربطة لـ350 عائلة.
وتحصل كل عائلة مكونة من عشرة أفراد على ربطة واحدة، بحسب ما ذكره مدير مخيم “الأزرق”، ياسر درويش، لعنب بلدي.
مشكلة المياه
أجمع أهالي المخيم على شح كميات المياه وقلة ساعات توفرها واقتصارها على ساعة واحدة صباحًا وأخرى مساء، وهي لا تتناسب مع الكثافة السكانية في المخيم.
وتغيب خدمات الصرف الصحي عن المخيم، وتفتفر لأدنى مقوماتها الأساسية، وعلى سبيل المثال لا تحتوي الحمامات على أسقف، ولا توجد مغاسل بل صنبور واحد فقط لغسل اليدين، وهو ما يتسبب بمخاوف من انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
وذكر مدير المخيم أن كثيرًا من خدمات المخيم مقتصرة على جهود فردية، ومنها إسهام أحد المتبرعين بحفر بئر، لكنه لا يسد حاجة ربع قاطني المخيم.
وأضاف، “نعاني من انقطاع المياه وما يترتب عليه من معاناة في الحمامات والتنظيف، ونجلب الصهاريج بجهود شخصية على نفقة الأفراد، لأن إدارة المخيم ذاتية ولا نتلقى التمويل”.
وتبلغ تكلفة صهريج المياه نحو عشر آلاف ليرة سورية، بحسب ما ذكره بعض أهالي المخيم لعنب بلدي.
الخدمات الطبية
يجد نازحو المخيم صعوبة في التداوي، ويشكون من ارتفاع تكاليف الخدمات الطبية إن وجدت، وذلك بسبب انعدام الأطباء.
وفي حديث لعنب بلدي، قال الصيدلاني المقيم في مخيم “الأزرق” زيدان زيدان، إن المخيم “غير مخدم طبيًا أبدًا، ولا توجد فيه أي نقطة طبية، بالرغم من أنها أساسية لوجود أطفال”.
وأضاف، “لا نستطيع تأمين بعض الأدوية للمرضى، خاصة علاجات ذوي الأمراض المزمنة والأطفال، بسبب قلة ذات اليد وبعد المخيم عن المناطق المخدمة، إضافة إلى قلة إنتاجية معامل الأدوية”.
ويفتقر المخيم إلى الأدوية الإسعافية، وتعتبر ضرورية لوجود المخيم بمنطقة برية، ما يعرض قاطنيه للإصابة بلدغات العقارب أو الأفاعي.
ومع غياب المياه والكوادر الطبية عن المخيم، فإنه معرض لانتشار فيروس “كورونا”، وسيكون من “المستحيل” ضبط انتشار العدوى، بحسب الصيدلاني.
وعود
في حديث لعنب بلدي، قال مدير المكتب الإغاثي في المجلس المحلي لمدينة الباب، إيهاب الراجح، إن مخيم “الأزرق” أُنشئ من جهة خارج المجلس المحلي.
وأضاف أنه “بعد إنشاء حوالي 100 خيمة، أخبرنا مختار منقطة الأزرق بوجود خيم في المنطقة بعد العمليات العسكرية ونزوح أهلنا من إدلب، فتوجهنا إلى المخيم، وأحصينا النازحين”.
واقتصرت مساعدات المكتب الإغاثي على تقديم الخبز للنازحين خلال الأيام الأولى لوصولهم، إضافة إلى سلة غذائية (77 كيلوغرامًا) لكل عائلة منذ نحو 20 يومًا، ووعد مدير المكتب بدفعة جديدة من المساعدات (منظفات وألبسة) للمخيم خلال الأيام المقبلة.
تستمر الاغتيالات بحصد المزيد من قوات النظام في درعا جنوب البلاد، حيث طالت ضابطين برتب عالية شرق المحافظة، في حين شهدت مدينة السويداء هجوما مسلحا راح ضحيته عدة نسوة.
في حلب، تتواصل عمليات التهريب عبر العديد من المعابر غير النظامية مع قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، بالرغم من تحذيرات "الحكومة المؤقتة" و"الجيش الوطني" السوري والتهديد بمعاقبة المخالفين.
من جهة أخرى، قال مراسل بلدي نيوز بريف حلب، إن عبوة ناسفة مزروعة بالقرب من سيارة مدنية انفجرت، صباح اليوم السبت، وسط مدينة عفرين، مما أدى إلى وقوع 3 إصابات من بينهم طفل، بالإضافة إلى دمار في الممتلكات الخاصة.
وفي إدلب، منعت قوة عسكرية من "هيئة تحرير الشام"، صباح اليوم المدنيين الرافضين لفتح المعبر التجاري بين مناطق النظام والمناطق المحررة من الاعتصام والتظاهر على الطريق الواصل بين مدينتي سرمين وسراقب بريف إدلب الشرقي.
بالانتقال إلى المنطقة الشرقية، فرضت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" حجرا صحيا على معسكرين في منطقة جبل عبدالعزيز جنوب غرب الحسكة، ضمن الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي كورونا، بعد ظهور أعراض الإصابة على بعض عناصرها.
هذا واستشهد طفلٌ وأصيب عددٌ من المدنيين بينهم امرأة بجروح، اليوم السبت، جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" في قرية سويدان جزيرة شرق ديرالزور.
وفي السياق؛ قتل ثلاثة عناصر من قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، اليوم السبت، بانفجار عبوة ناسفة ولغم أرضي في ريف الرقة الشمالي. وقال مراسل بلدي نيوز في الرقة، إن عبوة ناسفة استهدفت سيارة عسكرية تابعة لـ "قسد" قرب مفرق "الكرين" على طريق حلب - الرقة بريف الطبقة، ما تسبب بمقتل عنصرين وإصابة آخرين بجروح.
وأضاف مراسلنا أن عنصرا من كتيبة الهندسة العسكرية التابعة لـ "قسد" قتل أثناء زراعته لغما في محيط بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي.
بالانتقال إلى المنطقة الجنوبية، أفادت مصادر محلية أن مجهولين استهدفوا بالأسلحة الرشاشة سيارة تقل ضابطين على الطريق الواصل بين مدينتي "الحراك - المليحة الغربية" شرق درعا.
وأضافت المصادر، أن الضابطين من "اللواء 52" في ريف درعا الشرقي وهما "العقيد الركن حامد مخلوف قائد أركان اللواء" و" العقيد محمود حبيب مسؤول التنظيم باللواء".
في سياق منفصل، فرضت حكومة النظام السوري، اليوم السبت، حظر تجوال كامل على "بصرى الشام" بريف محافظة درعا عقب الاشتباه بإصابة امرأة بفيروس "كورونا" المستجد قادمة من العاصمة دمشق.
وفي السويداء، قضت سيدتان في مدينة السويداء جنوب البلاد، إثر هجوم مسلح من قبل مجهولين استهدف مجموعة من النسوة وسط المدينة وخلف الهجوم عدة إصابات دون معرفة دوافع الهجوم.