قبيلة المجارشة ومفردها مجرشي تنسب لكعب بن الحارث بن كعب بن عمرو بن علة المذحجي ويوجد من فخوذ المجارشة فخذ (الكعبي) وهو من أكبر فخوذ القبيلة ، والمجارشة تعود أساساً لقبيلة الكعوب (الكعبي) من أكبر قبائل الحرث ولكن بسبب كثرة الحروب والاقتتال تفرعت قبائل الحرث وتوزعت في المحافظة وتسمت بمسمياتها الحالية ليراها الأعداء أنها ذات عدد كبير وتحمي حدودها من غزو القبائل ودخلت بعض العوائل في قبيلة المجارشة ومنهم الاشراف (الأمير) وبعض المستجيرين من الحروب لأن من عادات العرب أن يستجار بهم الخائف ويلجأ إليهم الجاني للحماية واستقروا بين الحرث حتى يومنا هذا وتسموا بالقبيلة
أما شيخ القبيلة في الماضي هو الشيخ الكرس وأصله من بني مروان وهو فارس شجاع يقف في مقدمة الحرث في جميع المعارك حتى كاد أن يصبح قائداً وزعيماً للحرث قاطبة ثم خلفه أبناءه الذين أخذوا شجاعته في زعامة المجارشة الحارثية ، وهناك قبائل تفرعت من الحرث وهي موجودة وعددها متوسط وهي بني سلامة والعلاوين ويعودون لقبيلة الهزاهيز ومفردها هزازي ولكن تفرعت وانتشرت في المحافظة لحماية الحرث من الغزو والاعتداءات قديماً.
قبائل بني هلال في الجزائر
تشكل قبائل بني هلال الأغلبية الساحقة من عرب الجزائر، وكانت لهم الرياسة عند دخولهم بلاد المغرب العربي، ورائدهم آنذاك زياد بن عامر، وشعوبهم لذلك العهد أي سنة 1052م، زغبة ورياح والأثبج وقرة وبنو عدي. وكان فيهم رجالات مذكورون، وكان من أشرفهم حسن بن سرحان وأخوه بدر وفضل بن ناهض من دريد بن الأثبج، وماضي بن مقرب من قرة، وسلامة بن رزق من بني كثير من كرفة بن الأثبج، وشبانة بن الأحيمر وأخوه صليصل من بني عطية من كرفة، وذياب بن غانم من بني ثور، وموسى بن يحيى من بني صنبر من مرداس رياح، وزيد بن زيدان من الضحاك، وفارس بن أبي الغيث وعامر أخوه، والفضل بن أبي علي من مرداس أيضا.
وفي أول اصطدام لهم بجيوش المعز بن باديس في معركة حيدران، تحيّز إليهم إخوانهم من عرب الفتح واندمجوا فيهم. قال الشيخ مبارك الميلي : "تزاحف الجمعان، فانخذل عرب الفتح إلى إخوانهم الهلاليين، وخانت زناتة وصنهاجة الحمادية، فترك المعز معسكره للعرب، وفرّ إلى القيروان، واستولى العرب على إفريقية ومدنها."
غلبوا المعز بن باديس وقومه على إفريقية، واقتسموا سائر أعمالها، ثم تخطوا إلى أعمال بني حماد بالجزائر، فأحجروهم بالقلعة، وغلبوهم على الضواحي، فرجعوا إلى استئلافهم، واستخلصوا الأثبج وزغبة منهم، فاستظهروا بهم على بربر زناتة بالجزائر وأنزلوهم بالزاب، وأقطعوهم الكثير من أعماله.
وكان للموحدين عناية ببني يزيد بن زغبة، فكانوا لذلك أول من أقطعتهم الدول من العرب التلول والضواحي. أقطعهم الموحدون في أرض حمزة (البويرة) من أوطان بجاية مما يلي بلاد رياح والأثابج فنزلوا هنالك، ولجوا تلك الثنايا المفضية إلى تلول حمزة والدهوس وأرض بني حسن ونزلوها ريفاً وصحراء. وصار للدولة استظهار بهم على جباية تلك الرعايا من صنهاجة وزواو.
ولما غلب الموحدون على أفريقية، وثار بها ابن غانية، تحيزت زغبة إلى الموحدين، وانحرفوا عن ابن غانية فرعوا لهم حق نزوعهم، وصاروا يداً واحدة مع بني بادين في حماية الجزائر من ابن غانية وأتباعه، واتصلت مجالاتهم ما بين المسيلة وقبلة تلمسان في القفار.
ولما ملك بنو زيان بلاد المغرب الأوسط ونزلوا بأمصاره، دخل زغبة هؤلاء التلول وتغلبوا فيها ووضعوا الإتاوة على الكثير من أهلها، ولما فشل ريح بني زيان وداخل الهرم دولتهم، وجدوا السبيل إلى طروق التلول، ثم إلى الغلب فيها، فأقطعتهم الدولة الكثير من نواحي الجزائر وأمصارها في سبيل الاستظهار بهم، تمشت ظعونهم فيها وملكوها من كل جانب.
وكانت مواطن الهلاليين في الجزائر في القرن 14م كما يلي :
ـ مواطن دريد ما بين بونة (عنابة) وقسنطينة إلى طارف مصقلة (خنشلة) وما يحاذيها من القفر.
ـ وبطون رياح كانت تتقلب من الجريد إلى القيروان إلى الزاب إلى المسيلة إلى ورقلة، ولهم أقطاع بالحضنة ونواحي قسنطينة وبجاية.
ـ وبنو يزيد مجاورون غربا للأثبج ورياح، ويقطنون سهل حمزة والدهوس وأرض بني حسن من صنهاجة إلى متيجة وما يتصل بذلك ريفا وصحراء.
ـ ومواطن حصين غربي بني يزيد إلى جبل تيطري ونواحي المدية.
ـ ومواطن مالك ما بين المدية وسعيدة ما عدا جبل وانشريس. ونزلت هبرة نواحي البطحاء بالضفة اليمنى لنهر مينة. والعطاف بسهول غربي مليانة، والديالم قبلة وانشريس. ونزلت بخيس نواحي وهران.
ـ وبنو عامر انتقلوا في عهد بني عبد الواد إلى قبلة تلمسان ولهم جبل تامالة، ويتقلبون بين وهران والصحراء.
ـ وعروة منتبذون بالقفر ويصعدون إلى أطراف مواطن حصين والديالم والعطاف. والصحاري أكثرهم بجبل مشنتل المضاف إليهم اليوم.
ـ ومواطن العمور تمتد من أوراس على الحضنة والصحراء إلى جبل راشد المضاف إليهم اليوم. ونزل أولاد شكر جبل راشد، ثم استقل به أولاد محيا، وطردوا منه أولاد زكرير إلى جبل كسال غربيه، وهو جبل يطل على البيض. وباقي العمور بسفح جبل أوراس ألى مواطن غمرة غربا، وهم تحت طاعة رياح.
ـ ولطيف غلبتهم رياح فانتقل بعضهم إلى المغرب الأقصى، ونزل فريق من براز على العطاف من زغبة، وعجز الباقون عن الضعن فالتخذوا بالزاب الآطام والقرى، ونزلوا مدنه مثل الدوسن وتهودة وبادس وغريبو وتنومة.
ـ والضحاك كان نجعهم بالزاب ثم تغلب عليهم الذواودة وأصاروهم في جملتهم فعجزوا عن الضعن ونزلوا المدن.
ـ وموطن الحدلجات بأوراس مما يلي زاب تهودة. وأولاد نابت أقطعهم الحفصيون جانب أوراس الشرقي والزيبان الشرقية. وبنو محمد والمراونة تلقاء أولاد نابت ظواعن في القفار. وكرفة انقبضوا إلى جبل أوراس حيث أقطاعاتهم وسكنوه حللا متفرقة.
ـ وعياض نزلوا بجبل القلعة قلعة بني حماد من المشرق إلى المغرب مابين ثنية غنية والقصاب إلى وطن بني يزيد. فأوله مما يلي غنية للمهاية والزبر، وبعدهم المرتفع والخراج، ويلي الخراج غربا أولاد صخر وأولاد رحمة.
لم تتغير مواطن الهلاليين بعد القرن 14م كثيرا، واحتفظت أغلب القبائل بأسمائه، واختفت بعضها لتحل مكانها قبائل جديدة ناشئت، وتحالفت أغلبها مع غيرها من القبائل العربية وبقايا البربر لتشكل اتحادات قبلية كبيرة وقوية كالنمامشة والحراكتة والشعابنة وغيرها...
المصادر :
ـ تاريخ ابن خلدون (كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر)
ـ تاريخ الجزائر في القديم والحديث للشيخ العلامة مبارك بن محمد الميلي