نفت وزارة الخارجية السعودية، اليوم الإثنين، إعادة افتتاح سفارة المملكة لدى نظام الأسد، مؤكدةً أن هذه الأنباء ’’لا صحة لها جملةً وتفصيلاً‘‘.

وذكر بيان لوزارة الخارجية السعودية أنه ’’إشارة إلى ما تداولته بعض المواقع الإلكترونية من تصريح منسوب لمعالي وزير الخارجية الدكتور إبراهيم العساف، حول افتتاح سفارة المملكة في العاصمة السورية دمشق، نفى مصدر مسؤول في وزارة الخارجية التصريح المزعوم، وأوضح أن التصريح لا صحة له جملة وتفصيلاً‘‘.

وكانت قد تحدثت صحيفة ’’تلغراف‘‘ البريطانية قبل أيام عدة عن موعد افتتاح السفارة السعودية لدى نظام الأسد، معتمدةً بذلك على محلل سوري بريطاني مقرب وموال للنظام.

وكانت الإمارات العربية المتحدة قد أعلنت في نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي عودة العمل رسمياً في سفارتها لدى نظام الأسد.

وقالت وزارة الخارجية الإماراتية إن ’’هذه الخطوة تؤكد حرص حكومة الإمارات على إعادة العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى مسارها الطبيعي، بما يعزز ويفعّل الدور العربي في دعم (استقلال وسيادة سوريا ووحدة أراضيها وسلامتها) الإقليمية، ودرء مخاطر التدخلات الإقليمية في الشأن العربي السوري‘‘.

كما أعلنت البحرين إعادة فتح سفارتها لدى نظام الأسد بعد يومين فقط من افتتاح السفارة الإماراتية في دمشق.

وقالت الخارجية البحرينية، في بيان، إن البحرين حريصة على ’’استمرار العلاقات مع سوريا (نظام الأسد)، وعلى أهمية تعزيز الدور العربي وتفعيله من أجل الحفاظ على استقلال سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها، ومنع مخاطر التدخلات الإقليمية في شؤونها الداخلية، بما يعزز الأمن والاستقرار فيها، ويحقق للشعب السوري الشقيق طموحاته في السلام والتنمية والتقدم‘‘.

ويأتي ذلك في إطار سعي بعض الدول الخليجية إلى تطبيع علاقاتها الدبلوماسية مع نظام الأسد، عبر إعادة افتتاح سفاراتها في دمشق.

ويتزامن ذلك مع توجه عربي لإعادة نظام الأسد إلى جامعة الدول العربية بعد قطيعة دامت ثماني سنوات بسبب قمع النظام الوحشي مع حلفائه روسيا وإيران الثورة السورية، فيما تقول الجامعة العربية إنه لا عودة للنظام إليها، وتوضح أنه ما من خطط لمناقشة دعوة النظام إلى قمة تونس أيضاً.

يُذكر أن دول الخليج العربي قطعت العلاقات مع نظام الأسد في بداية الثورة 2011، على المستوى الدبلوماسي، لكن الإمارات أبقت قسماً قنصلياً في السفارة في أبو ظبي من أجل تقديم الخدمات إلى الجالية السورية، إضافة إلى تقارير إعلامية تحدثت عن دور خفي لعبته في دعم نظام الأسد في حربه ضد الشعب السوري.

قامت السلطات اللبنانية باحتجاز 5 سوريين في مطار الحريري، قادمين من دولة الإمارات، وترحيلهم إلى مناطق نظام الأسد في سوريا.

وبحسب مركز “وصول” لحقوق الإنسان، فإن السلطات الللبنانية احتجزت 8 لاجئين سوريين، بينهم شابة، في مطار رفيق الحريري أمس السبت، بعد ترحيلهم من قبل مطار الشارقة خلال رحلتهم المتوجهة من بيروت إلى السودان، التي هبطت في الشارقة (كمحطة ترانزيت).

وذكر المركز في بيان له أن الأمن العام اللبناني رفض إدخال اللاجئين السوريين إلى أراضيه “بسبب اتخاذ إجراءات منع دخول عدّة سنوات على جوازات سفرهم في أثناء خروجهم من لبنان، علماً أن المسافرين السوريين كانوا قد دفعوا غرامات ومخالفات تأخّرهم عن تجديد بطاقة الإقامة في لبنان”.

وأوضح المركز أن عناصر من الأمن العام اللبناني أجبروا “خمسة من اللاجئين المحتجزين على توقيع أوراق يوافقون من خلالها على السفر إلى سوريا، حيث رُحِّلوا عند الساعة 11:30 صباح اليوم، بشاحنة تابعة للأمن العام اللبناني، وقد أخبرهم الأخير بتوجههم إلى الحدود اللبنانية السورية (نقطة المصنع)، في منطقة البقاع”.

وأكد “محمد حسن”، مدير مركز وصول، أنهم أصدروا “البيان لتذكير للسلطات اللبنانية أن هذا القرار التعسفي قد يودي بحياة هؤلاء اللاجئين، علماً أن اللاجئين رفضوا هذا القرار، ولكنهم أجبروا على التوقيع بحسب ما أفادوا، وكان حجم الاستجابة غير متوقع في يوم عطلة، حيث وصلتنا كثير من الرسائل الداعمة من منظمات حقوقية محلية ودولية أبدت اهتمامها ودعمها للقضية”.

وتابع: “للأسف أن لبنان لا يهتم للمنظمات الحقوقية، حيث ينتهك حقوق الانسان يومياً، ونحن نحاول تسليط الضوء على تلك الانتهاكات، ونطلب من السلطات اللبنانية الالتزام بالمبادئ الدولية لحقوق الانسان، ونعترض على قرارات كالتي اتخذت اليوم بخصوص اللاجئين”.

وأضاف السيد حسن أنه “لحسن الحظ أننا وصلنا إلى اللاجئين قبل ترحيلهم قسراً واستطعنا مواكبة تفاصيل الحادثة”، شاكراً جميع “الوسائل الإعلامية اللبنانية والسورية والعربية التي اهتمت وتفاعلت بشكل سريع وكبير مع القضية، ولفتت أنظار المجتمع الدولي إلى ما يعانيه اللاجئون في لبنان”.

وطالب حسن “السلطات اللبنانية بالإفراج عن المحتجزين الثلاثة في مطار بيروت أو السماح لهم بالسفر إلى أي دولة أخرى لا تطلب من اللاجئين تأشيرات دخول”، كما دعا “إلى التحرك الفوري والعاجل بشأن مصير اللاجئين الذين ينتظرون في معبر المصنع الحدودي بعد أن رُحِّلوا قسراً إلى سوريا، وذلك تطبيقاً للقوانين والاتفاقيات التي تلزم لبنان باحترام حقوق الإنسان”، مضيفاً: “لن نقف عند ذلك، بل سنواصل البحث في القرارات التعسفية من أجل عدم تكرارها مع لاجئين آخرين”.

وما تزال السلطات اللبنانية تحتجز اللاجئين الثلاثة الآخرين في المطار، حيث وقعوا تعهداً باستخراج تأشيرة دخول إلى السودان يوم غد الإثنين، وسوف تُرَحِّلُهم السلطات إلى سوريا في حال عدم حصولهم على التأشيرة.

وكان مطار الشارقة قد أصدر قراراً بإيقاف الرحلة المتوجهة إلى السودان، بعد أن أصدرت السلطات السودانية قراراً بمنع دخول السوريين من لبنان وأي بلد آخر، من دون حصولهم على تأشيرة دخول من السفارة السودانية هناك.

أعلن ’’تجمع المهنيين السودانيين‘‘ وأحزاب المعارضة، فجر اليوم الإثنين، عن تنظيم مظاهرات مسائية في العاصمة السودانية، فيما قالت مصادر طبية إن الاحتجاجات التي شهدتها البلاد، أمس الأحد، أسفرت عن 11 إصابة خلال الاحتجاجات.

وكشف تجمع المهنيين، عن اعتزامه تنظيم مظاهرتين، مساء غد الثلاثاء، في العاصمة السودانية، في مدينتي “الخرطوم وأم درمان”، في التوقيت ذاته.

جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن تجمع المهنيين المستقل، الذي يضم أطباء ومهندسين ومعلمين، وأحزاب تحالف نداء السودان، والإجماع الوطني، والتجمع الاتحادي المعارض.

وأوضح البيان أن الجموع التي خرجت في مدن متفرقة من البلاد، واجهتها ترسانة النظام الأمنية بالرصاص الحي والعنف، على الرغم من تمسك المحتجين بسلمية المظاهرات.

وأكد بيان التجمع أن ’’تهديدات المسؤولين الحكوميين والقوة الأمنية والاعتقالات، لم ترهب المتظاهرين، لإيمانهم بسليمة التظاهر‘‘.

كما أشار التجمع في بيانه إلى أن الخطوة القادمة حاسمة، وهي ’’الإضراب الشامل‘‘، وإحداث الشلل التام لحركة النظام.

من جهة آخرى، قال الرئيس السوداني عمر البشير، اليوم الإثنين، إن الحكومة لن تتغير عبر التظاهر، بل عبر صناديق الانتخابات.

جاء ذلك في خطاب له، أمام حشد جماهيري موال له، في ’’ساحة السحيني‘‘ في مدينة نيالا، في ولاية جنوب دارفور، بثه التلفزيون السوداني الرسمي.

وبحسب البشير، ’’توجد مشكلة اقتصادية معروفة أسبابها ونعمل على حلها، لكن الحل لا يكون من خلال التدمير والتخريب والحرق‘‘.

وخاطب البشير الجماهير قائلاً: ’’أقول للشباب هذه بلادكم والمستقبل لكم، فلا تخربوا و تدمرو بلدكم ومستقبلكم‘‘، حسب تعبيره.

وزعم الرئيس السوداني في كلامه رداً على الاحتجاجات التي تطالبه بالرحيل، ’’هناك من يريد عدم استقرار السودان، ويريدون استمرار الصراع، لا يعجبهم الاستقرار في دارفور‘‘.

وتجددت الاحتجاجات، أمس الأحد، في 6 مدن سودانية، بينها مدينة “بحري” في العاصمة الخرطوم، مطالبة بإسقاط النظام ورحيل عمر البشير.

وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، أن عدد الإصابات في احتجاجات الأحد بلغت 11 إصابة، بينها إصابة واحدة بالرصاص.

وكانت قد أعلنت السلطات السودانية، السبت الفائت، أن عدد قتلى الاحتجاجات في البلاد بلغ 24، إضافة إلى 131 حالة إصابة، فيما تقول آخر إحصائية لمنظمة العفو الدولية إن القتلى بلغوا  40شخصاً، بينما تقول أحزاب سودانية إنه فاق 45 شخصاً.

وأعلنت أحزاب معارضة وتجمع المهنيين السودانيين، الجمعة الفائت، عن إطلاق أسبوع “انتفاضة المدن والقرى والأحياء” في عموم البلاد للتظاهر والاحتجاج حتى إسقاط النظام.

وتشهد البلاد منذ 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، احتجاجات منددة بتدهور الأوضاع المعيشية، عمت عدة مدن بينها العاصمة الخرطوم.

أصدر مثقفون سوريون وعرب، يوم الأحد، بياناً يؤيدون فيه ثورة الشعب السوداني العظيم، ويدينون من خلاله قمع المظاهرات السلمية في السودان، والجرائم التي ترتكبها قوات الأمن السودانية في التعامل مع المتظاهرين وقمعهم، بصفتهم أداة لنظام البشير الدكتاتوري القمعي، وأكد البيان على التعاطف والتضامن مع الشعب السوداني ومع حقوقه وتطلعاته من اجل الحرية والكرامة والعدالة والمواطنة، كما أدان نظام الطاغية البشير، والأطراف الخارجية التي تدعمه. وجاء في نص البيان:
“منذ قرابة شهر هبّ الشعب السوداني العظيم بأسره في وجه نظام الدكتاتور عمر البشير، حيث ملأ شوارع وميادين السودان، مطالباً بحقه المشروع في التغيير السياسي والخبز والحرية والديمقراطية. ان نظام البشير الذي جاء إلى السلطة بانقلاب عسكري، أعد له جنرالات يتغطّون بالإسلام كآيديولوجية للتضليل وشرعنة الاستبداد، لم يقدم إلى السودانيين، طوال ثلاثين عاماً، سوى الإفقار والتجهيل وكبت الحريات، بل إن الطاغية سخّر مقدرات السودانيين، تماماَ كما فعل باقي الطغاة والمستبدين في البلدان العربية معظمها.
وفي توقيتها تقدم ثورة ديسمبر السودانية العظيمة معاني كثيرة، لعل أهمها يتمثل في دحض ادعاءات الانتهازيين في البيئة الثقافية العربية، التي تروج لهزيمة ثورات الربيع العربي، متخذة من المآلات المؤقتة للأوضاع الناشئة في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا، حجة لقطع الطريق على إرادة الشعوب وانتفاضاتها ضد الطغاة المستبدين.
وتزامنت الثورة السودانية مع عودة الديكتاتور البشير من زيارته للطاغية بشار الأسد، لتكون وربما بالمصادفة، رداً على تحالف الطغاة، وانحيازاً موضوعياً للشعب السوري الذي يُذبح ويُشرد وتُدمر مدنه منذ ثماني سنوات دون توقف.
إن سلوك الديكتاتور البشير نحو الشعب السوداني الثائر هو تكرار للأسطوانة ذاتها التي لا يملك الطغاة سواها للنيل من حقوق الشعب، ولوأد إرادته في التحرر وإعادته لنير الاستبداد، حيث الاتهام بالمؤامرات الخارجية هو ديدن الطغاة من القذافي إلى بشار الأسد، الذين استخدموا هذه الأكاذيب لتبرير القمع الوحشي وسحق الثورات، باعتبار أن تلك البلدان بمثابة مزرعة للطغاة وأبنائهم، وكأن ليس فيها شعبا يستحق الحياة والحرية، وهو ما احتاطت له القوى الشعبية والنقابية والسياسية المناهضة للدكتاتورية، فهتف المتظاهرون “سلمية …سلمية”.
ثمة واجب على الشرفاء والأحرار من المثقفين العرب لإبداء تعاطفهم وتضامنهم مع الشعب السوداني ومع حقوقه وتطلعاته من اجل الحرية والكرامة والعدالة والمواطنة، بما في ذلك إدانة نظام الطاغية البشير، وإدانة الأطراف الخارجية التي تدعمه. نعم في السودان ثمة بؤرة مضيئة أخرى لشعوب بلادنا، واتساعها وانتصارها هو انتصار لمسار الربيع العربي، وانتصار لقيم الحرية والمواطنة والديمقراطية.
تحية لثورة ديسمبر السودانية والخزي والعار للدكتاتورية ولكل الطغاة، البشير وأمثاله. عاش الشعب السوداني لننتصر لقيم الحرية والعدالة والمواطنة والديمقراطية في كل مكان.”
الموقعون: عماد رشدان، محمد الربيعو، عمر شعبان، ميشيل كيلو، عمر كوش، معن البياري، عمر ادلبي، جهاد الرنتيسي، عوني المشني، عبد الرحمن بسيسو، اسعد غانم، عبده الأسدي، علي العائد، ماجد كيالي، مصطفى الولي، معين الطاهر، جهاد ابو سالم.