الثورة السورية

غابت مراسم العيد والبهجة التي تصحبه عادة في أوساط المدنيين، عن أسواق محافظة إدلب، فمع ارتفاع أسعار الألبسة وتدني مستوى الدخل، شهدت أسواق المدينة إقبالا ضعيفا، انعكس ذلك على عدم قدرة الأهالي إدخال الفرحة إلى نفوس أطفالهم وحتى الكبار منهم.

وقال "علي العلي" تاجر ألبسة بريف إدلب الشمالي لبلدي نيوز، إن الموسم الحالي ليس كغيره من مواسم الأعياد، حيث تعاني الأسواق حالة من الركود، وانعدام لحركة الشراء والبيع، جراء ارتفاع الأسعار التي ألقت بظلالها على أسواق الملابس وغيرها من تجهيزات العيد.

ويرى العلي، أن الأسابيع الماضية شهدت ارتفاعا كبيرا في الأسعار، كان نتيجته عزوف شريحة واسعة من الأهالي عن شراء حاجياتهم، وتراجع نسبة البيع والشراء في الأسواق".

من جهتها، عبرت "رؤى الخالد" ربة منزل عن حزنها الشديد نتيجة لارتفاع أسعار المواد في هذا التوقيت، موضحة أن الغلاء وارتفاع الأسعار خاصة الملابس؛ قضى على فرحة العيد في عيون الأطفال.

وأشارت إلى أن "الأوضاع التي فرضت نفسها على المجتمع منذ 10 سنوات تقريبا وحتى اليوم، غيرت الكثير من الأولويات لدى الناس من مختلف الفئات الاجتماعية، وهناك الكثير من الأشياء التي يتم تجديدها مع قدوم العيد، استغنت عنها سيدة المنزل، كشراء الأواني المنزلية وأطباق الحلويات وغيرها من الأشياء التي اعتادت شراءها مع كل مناسبة، سواء في الأعياد أو أي مناسبة أخرى".

في حين قال "نوري الحسن" لبلدي نيوز: "لن أشتري ثيابا جديدة لأطفالي الأربعة هذا العيد، بسبب ارتفاع أسعار الملابس بشكل كبير، ولم أجد أي ملابس رخيصة الثمن حتى لدى الباعة الذين يفترشون الأرصفة، ويبيعون بضاعتهم بأقل مما تبيع به المحلات التجارية".

في ظل هذه الظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، يحرم آلاف الأطفال من بهجة العيد التي تتمثل لديهم بشراء الثياب الجديدة وبعض الحلويات، حيث حالت الظروف دون أن تتحقق أمنياتهم هذا العيد أيضا.

تواصل قوات النظام خرق اتفاق وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد الرابعة "إدلب" شمالا، في وقت تستمر سلسلة الاغتيالات في محافظة درعا جنوبي البلاد.

ففي حلب؛ قال مراسل بلدي نيوز بريف حلب؛ إن عناصر من قوات النظام حاولوا مساء اليوم الأربعاء التسلل على جبهة بلدة تادف بريف حلب الشرقي، بيد أن فصائل "الجيش الوطني" السوري أفشلت تلك العملية، دون معرفة حجم الخسائر.

وفي الأثناء، أصيب مدني بجروح جراء إصابته بطلقة من عيار "23" لقوات النظام أثناء استهدافها محيط مدينة الباب بريف حلب الشرقي.

وفي إدلب؛ قال مراسل بلدي نيوز، إن قوات النظام قصفت بالمدفعية وقذائف الدبابات قريتي سفوهن والفطيرة بريف إدلب الجنوبي، دون تسجيل اصابات في صفوف المدنيين.

وتزامن القصف مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع التابعة لميليشيات إيران التي تعمل على رصد الأهداف الأرضية وإرسال الإحداثيات المباشرة إلى غرفة عمليات قوات النظام.

وفي السياق؛ أصدرت "حكومة الإنقاذ" التابعة لـ"هيئة تحرير الشام" في محافظة إدلب شمال غرب سوريا اليوم الاربعاء، "مرسوماً تشريعاً" منحت من خلاله كافة السجناء المحكومين في الجرائم الجنائية والجزائية عفوا، وعفو على بعض العقوبات المالية، والفارين من وجه القضاء بشرط تسليم أنفسهم خلال مدة زمنية محددة.

وفي المنطقة الجنوبية؛ اندلعت حرائق في السهول المحيطة ببلدة "معربة" شرق محافظة درعا، مما أدى لاحتراق خمسة دونمات من القمح، وأخمد الحريق وحدة "إطفاء بصرى الشام" بمساعدة الأهالي.

وفي السياق؛ قالت مصادر إعلامية محلية؛ إن مجهولين استهدفوا بالرصاص الحي، القيادي في اللجان الشعبية "ثائر مصطفى العباس" الملقب بـ "الأكتع" في شارع السوق وسط مدينة الصنمين شمال درعا، ما أسفر عن مقتله.

هذا واشتكى مواطنون من بلدة معربة بريف درعا الشرقي، من شح مياه الشرب الواردة إليهم من محطات الضخ شرقي درعا، مؤكدين عدم وصولهم مياه الشرب منذ 25 يوما ما يعادل "مرة واحدة في الشهر.

بالانتقال إلى المنطقة الشرقية؛ دخلت حافلتان تحملان عناصر من المليشيات الإيرانية نحو مدينة البوكمال الواقعة قرب الحدود السورية العراقية، عبر معبر القائم العراقي.

وفي الأثناء أقدم مجهولون بقتل المدني "وليد رشو العلي" وخطف عمه "منيف العلي"، ظهر اليوم، بالقرب من مدينة البصيرة بريف دير الزور.

طالب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوك، أمس الثلاثاء، بتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سوريا، والتي تنتهي مدتها في تموز المقبل.

وقال لوكوك، في جلسة مجلس الأمن الدولي المنعقدة حاليا عبر دائرة تليفزيونية، إن آلية إيصال المساعدة العابرة للحدود إلى سوريا هي "شريان حياة لملايين المدنيين الذين لا تستطيع الأمم المتحدة الوصول إليهم بوسائل أخرى ولا يمكن استبدالها ويجب تجديد تفويضها".

واعتمد مجلس الأمن الدولي، في 11 كانون ثان الماضي، القرار 2504 وقضي بتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سوريا عبر معبرين فقط من تركيا (باب السلام وباب الهوى) ولمدة 6 أشهر (حتى 10تموز المقبل) وإغلاق معبري اليعربية في العراق، والرمثا في الأردن نزولا على رغبة روسيا والصين.

وحتى التمديد الأخير، كانت الآلية تقوم بإيصال المساعدات عبر المعابر الأربعة سالفة الذكر، قبل قصرها على اثنين.

وأضاف لوكوك في إفادته خلال جلسة مجلس الأمن أن "التأخير سيزيد المعاناة ويكلفنا فقد الأرواح .. إن اتخاذ قرار مبكر من المجلس سيجنبنا تعطيل هذه العملية الحيوية وسيساعد المنظمات الإنسانية على مواصلة توسيع نطاق الاحتياجات الحالية لمواجهة فيروس كورونا".

وأردف: "يمثل الإذن بالمساعدة عبر الحدود بموجب قرار مجلس الأمن 2504 القناة الوحيدة للأمم المتحدة لتقديم المساعدة المنقذة للحياة لملايين الأشخاص شمال غربي سوريا".

وتابع: "الأمين العام (أنطونيو غوتيريش) أكد في تقريره الخاص بالعمليات العابرة للحدود أن تلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة في الشمال الغربي تتطلب تجديد الترخيص عبر معبري باب السلام وباب الهوى لمدة 12 شهرا إضافيا".

وأوضح المسؤول الأممي أن "ما يقدر بنحو 9.3 مليون شخص في سوريا يعانون الآن من انعدام الأمن الغذائي - ارتفاعًا من حوالي 7.9 مليون شخص قبل ستة أشهر".

وقال لوكوك إن "عمليات قتل المدنيين في جميع أنحاء سوريا تتزايد، ويبدو أن مختلف أطراف النزاع، بما في ذلك تنظيم داعش، ينظرون إلى كورونا، على أنه فرصة لإعادة التجمع وإحداث العنف ضد السكان المدنيين".