الثورة السورية

أعلنت الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، أن 133 شاحنة مساعدات إنسانية عبرت من تركيا إلى مناطق شمال غربي سوريا منذ مطلع شهر أيار الجاري. 

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده "ستيفان دوجاريك"، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عبر دائرة تليفزيونية مع الصحفيين بنيويورك.

وأوضح دوجاريك، أنه "في نيسان الماضي وحده عبرت 1365 شاحنة من تركيا، لتوفير الغذاء والمواد الصحية وغير ذلك من الدعم الإنساني إلى مناطق شمال غرب سوريا".

وتابع "منذ أيار الجاري عبرت حتى الآن 133 شاحنة أخرى بالفعل ووصلت عبر معبرين من تركيا إلى إدلب".

وأضاف "لا تزال الأمم المتحدة قلقة للغاية بشأن سلامة وحماية أكثر من 4 ملايين مدني في شمال غربي سوريا برغم اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 5 آذار الماضي بين روسيا وتركيا".

وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة ذكر في إحاطة سابقة بمجلس الأمن، إن الوضع في شمال غربي سوريا سيء للغاية، وأوضح أن الاحتياجات الإنسانية لا تزال هائلة، وتظهر البيانات دليلا واضحا على تدهور الظروف منذ كانون أول الماضي.

وذكر أن "بعثة مشتركة بين وكالات الأمم المتحدة توجهت إلى إدلب، في 2 آذار من الشهر الماضي، وأبلغتنا بأن الناس خائفون، والاحتياجات واسعة ومعقدة". 

وتابع المتحدث الأممي أن "الفريق رأى سفوح التلال مليئة بالخيام، والازدحام يجبر بعض العائلات على النوم بالتناوب في الخارج، وقد صُدم الفريق بسبب العدد الكبير من الأطفال بين النازحين، وأخبرهم أفراد الفريق بأن زواج الأطفال، وعمالة الأطفال، وتجنيد الأطفال، في تزايد متواصل".

وكانت قوات النظام والميليشيات الموالية لها وبدعم من القوات الروسية، تقدمت بمناطق واسعة بإدلب وريف حلب شمال غرب سوريا خلال عملية عسكرية بدأتها أواخر العام الماضي 2019، وتسببت العملية باستشهاد وجرح الآلاف ونزح بسببها نحو مليون ونصف مليون مدني إلى الحدود التركية، فضلا عن تدمير مئات المرافق العامة.

وتستمر قوات النظام وروسيا والقوات الإيرانية بخرق اتفاق وقف إطلاق النار في شمال غرب سوريا منذ توقيع الاتفاقية بين تركيا وروسيا في الخامس من آذار 2020، باستهدافها المدنيين، وبحسب بيان فريق "منسقو استجابة سوريا"، بلغ عدد الخروقات 273 لحد الآن.

توفي طفلان تحت سن الخامسة عشر من العمر غرقا، خلال الـ24 ساعة الماضية أحدهما غرب إدلب والأخر شمال حلب. 

وأفاد مراسل بلدي نيوز "أن طفلا يبلغ من العمر 14 عاما، توفي غرقا في بحيرة بالقرب من قرية "مرج زهور" التابعة لمنطقة جسر صباح اليوم الثلاثاء". 

وأضاف مراسلنا "انتشلت فرق الدفاع المدني المتواجدة بالمنطقة فور وصولها إلى مكان الحدث جثة الطفل الذين تبين أن ذويه من البدو المقيمين بمحيط قرية مرج الزهور غرب إدلب". 

ويأتي حادث غرق الطفل بجسر الشغور، بعد أقل من 24 ساعة على وفاة طفل آخر إثر غرقه بنهر عفرين شمال حلب، بحسب بيان للدفاع المدني هناك". 

وأوضح البيان، أن فريق الغطس العامل ضمن الخوذ البيضاء عمل لأكثر من ساعتين على انتشال جثة طفل غرق بساقية مياه النهر بمنطقة عفرين في حين تم نقل الجثة لأقرب مركز طبي إثر انتشالها". 

وتعود أصول الطفل الذي غرق بعفرين إلى غوطة دمشق وتحديدا من بلدة ميدعا التي هجرت قوات النظام عوائلها قسريا باتجاه الشمال السوري قبل عامين. 

الجدير بالذكر أن منطقة سهل الغاب الغنية بالمسطحات المائية شهدت عدة حالات غرق لأطفال ويافعين خلال العامين الماضيين، سيما في نواحي قلعة المضيق والزيارة غرب حماة.

واصلت قوات النظام خرقها لاتفاق الهدنة في إدلب عبر قصفها ريف المحافظة ومحاولة التسلل في الريف الجنوبي، اليوم الأحد، فيما قتل عناصر للنظام في ريف الرقة بانفجار عبوة ناسفة.

ففي حلب، قصفت القوات التركية بعشرات قذائف المدافع مواقع قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في ريف حلب الشمالي، وقال مراسل بلدي نيوز بريف حلب، إن القوات التركية المتمركزة في محيط مدينة أعزاز، استهدفت ظهر اليوم بعدد من قذائف المدافع مواقع قوات "قسد" في منطقتي "مرعناز ومحيط منغ" جنوب غرب مدينة أعزاز شمال حلب.

وأضاف أن القوات التركية استهدفت أيضا قرى "كفرانطون، والإرشادية، وتات مراش" التابعة لناحية شرا بريف منطقة عفرين شمال حلب بالمدفعية الثقيلة، دون معرفة حجم الخسائر.

في إدلب، دمرت فصائل المعارضة، فجر اليوم، آلية هندسية لميليشيات النظام أثناء محاولتها التقدم إلى المناطق المحررة جنوب إدلب. 

وقال مصدر عسكري في "الجبهة الوطنية للتحرير" المنضوية تحت جناح "الجيش الوطني" لبلدي نيوز: "إن سرايا (الميم دال) في الجبهة الوطنية، دمرت فجر اليوم آلية عسكرية لقوات النظام حاولت التقدم إلى مواقع فصائل المعارضة في جبهة قرية الفطيرة بريف إدلب الجنوبي، وذلك بعد استهدافها بشكل مباشر بصاروخ مضاد للدروع من نوع "تاو".

وأضاف المصدر: "أن تقدم آليات النظام العسكرية والهندسية إلى نقاط الرصد التابعة لفصائل المعارضة يعتبر خرقا واضحا للهدنة التركية الروسية، وأن الاستهداف الأخير يعتبر ردا على الخرق وعملية دفاعية".

في الأثناء، واصلت معسكرات النظام المتمركزة في أرياف إدلب الجنوبية والشرقية، اليوم الأحد، قصفها للمناطق المحررة بريف إدلب، بالتزامن مع استقدام تعزيزات عسكرية للجيش التركي إلى المنطقة.

وقال مراسل بلدي نيوز في إدلب، إن معسكرات النظام المتمركزة في معسكر جورين وبلدات "بسقلا ومعرتحرمة وترملا" قصفت بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ بلدات وقرى "سفوهن وكفرعويد والفطيرة وفليفل وكنصفرة" بريف إدلب الجنوبي، وقرية "العنكاوي" في سهل الغاب بريف حماة الغربي.

وأضاف مراسلنا، أن قوات النظام قصفت بالمدفعية قرى "بينين والرويحة وسان وآفس" شرقي إدلب، دون تسجيل إصابات في صفوف المدنيين.

وأشار إلى أن القصف الأخير من قبل حواجز النظام يأتي بالتزامن مع استقدام تعزيزات عسكرية ولوجستية للجيش التركي، عبرت مساء اليوم الحدود السورية التركية عبر معبر قرية كفرلوسين متوجهةً إلى القواعد التركية المتمركزة جنوب وشرق مدينة إدلب.