الثورة السورية

واصلت قوات النظام والميليشيات الإيرانية، اليوم الأحد، خرق وقف إطلاق النار المبرم في مطلع شهر آذار الماضي بين الجانبين التركي والروسي، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في أجواء ريف إدلب الجنوبي. 

وأفاد مراسل بلدي نيوز في ريف إدلب، بأن قوات النظام والميليشيات المساندة له قصفت بقذائف المدفعية الثقيلة المزارع المحيطة في بلدة كنصفرة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، دون وقوع أضرار بشرية في صفوف المدنيين.

ولفت مراسلنا أن أجواء ريف إدلب الجنوبي، شهدت منذ صباح اليوم تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع التابعة لنظام الأسد وحليفه الايراني التي تعمل على رصد وسطع جميع التحركات في المنطقة وإرسال الإحداثيات بشكل مباشر إلى غرف عمليات النظام. 

الجدير بالذكر أن فريق "منسقو الاستجابة في سوريا، وثق الاثنين الماضي، 109 خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار من قبل قوات النظام السوري وروسيا في منطقة "خفض التصعيد " شمال غربي سوريا.

وقال الفريق وقتها، إن قوات النظام وروسيا خرقت الهدنة 83 مرة في محافظة في إدلب و15 في حلب ثم اللاذقية بـ 6 خروقات تليها حماة التي سجلت 5 خروقات.

وسبق أن أعلن الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الخميس 5 آذار 2020، عن توصلهما لاتفاق وقف إطلاق نار في محافظة إدلب، ودخل حيز التنفيذ الجمعة 6 آذار 2020.

واصلت الدوريات الروسية التركية تسيير دورياتها المشتركة على الطريق الدولي "M4" بريف إدلب الجنوبي شمالي سوريا، اليوم الأربعاء، في وقت سُجلت حالات اغتيال جديدة في مدينة درعا، جنوب البلاد. 

في إدلب، قصفت قوات النظام والميليشيات المساندة له بقذائف المدفعية الثقيلة بلدة البارة في ريف إدلب الجنوبي، دون تسجيل إصابات في صفوف المدنيين.

وفي سياق آخر، سيّرت دورية روسية تركية مشتركة صباح اليوم على أوتستراد حلب-اللاذقية الدولي M-4 انطلاقاً من قرية الترنبة غرب مدينة سراقب حتى أطراف بلدة النيرب شرقي مدينة إدلب.

وفي حماة؛ استقدمت قوات النظام تعزيزات عسكرية كبيرة باتجاه محاور سهل الغاب في ريف حماة، تركزت بمجملها في بلدات شطحا وجورين.

بالانتقال إلى اللاذقية؛ ضرب السواحل الغربية لسوريا، بالقرب من مدينة اللاذقية، اليوم الأربعاء، زلزالان شعر بهما بعض المدن السورية وتركيا وقبرص، دون وقوع ضحايا أو أضرار مادية.

وفي المنطقة الجنوبية؛ أفادت مصادر محلية أن مجهولون اغتالوا عنصرا في فرع المخابرات الجوية التابع لاستخبارات قوات النظام في بلدة "عين ذكر" غرب درعا.

وبحسب المصادر فإن مجهولين هاجموا حاجزا للمخابرات الجوية في بلدة "الكرك الشرقي" شرق درعا دون ورود أنباء عن وقوع إصابات بشرية.

وفي دمشق؛ قالت مصادر إن "طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت سيارة عسكرية عند الحدود السورية اللبنانية بريف دمشق".

ورجحت المصادر، أن السيارة تابعة "لحزب الله" اللبناني وتم استهدافها بصاروخين، مما أدى لأضرار جسيمة بالسيارة .

ووفقا لما نقلته وسائل الإعلام؛ فإن "عناصر حزب الله هربوا من السيارة قبل استهدافها"، مؤكدةً أن الهجوم استهدف قادة من الصف الأول "لحزب الله".

وفي المنطقة الشرقية؛ أقدم مجهولون -يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم "داعش"- على تفجير مدرسة بريف ديرالزور الشرقي، بعد معلومات عن نية قوات سوريا الديمقراطية "قسد" تحويلها إلى مقر عسكري. 

وفي الرقة؛ قال مراسل بلدي نيوز، إن مجهولين يستقلون دراجة نارية استهدفوا بالرصاص الحي عنصرا يتبع للفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام، بالقرب من قرية زور شمر شرقي ناحية معدان بريف الرقة الجنوبي الشرقي، ما تسبب بمقتله.

انطلقت مبادرات مدنية تضامنية في مدينة الرقة شمال شرقي سوريا، بهدف التخفيف من انعكاسات الحجر المنزلي، الذي شمل عائلات فقيرة وأصحاب حالات مرضية.

ورغم كونها تعكس صورة للتكاتف المجتمعي وأهميته وقت الأزمات، تبقى هذه المبادرات غير قادرة على تلبية جميع الاحتياجات المطلوبة، خاصة في حال طالت مدة الحجر الذي يلف الغموض موعد انتهائه.

فرضت “الإدارة الذاتية” (الكردية) حظر التجول في مناطق سيطرتها كإجراء احترازي لتجنب انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، منذ 23 من آذار الماضي، لتعلن لاحقًا تمديده حتى 21 من نيسان الحالي، مع فرض غرامات مالية على مخالفيه من أشخاص وسيارات وآليات.

وتُستثنى من حظر التجول المشافي والمراكز الصحية العامة والخاصة والمنظمات الدولية و”الصليب الأحمر” والصيدليات، بالإضافة إلى لجان التعقيم وعمال النظافة والأفران ومحلات بيع المواد الغذائية وسيارات نقل المواد الغذائية وحليب الأطفال وصهاريج نقل المحروقات.

رواتب شهرية وسلل غذائية

ومع توقف عمل كثيرين جراء التزامهم منازلهم، ظهرت حاجة ملحة لإطلاق مبادرات إنسانية تُعين أرباب الأسر الذين يتقاضون أجرًا يوميًا لسد احتياجات عوائلهم، إلى جانب الأيتام والمرضى وذوي الدخل المحدود.

وجرت هذه المبادرات بالتنسيق بين أهالي الرقة من ميسوري الحال وتجار الأسواق، الذين عملوا على توزيع احتياجات العوائل فيما بينهم لتغطيتها، عبر تزويد الأسر بمبالغ لسد مصاريفها خلال فترة الحجر الصحي، إضافة لتأمين الماء والغذاء والدواء والمصاريف العلاجية.

ومن الجهات التي أسهمت في هذه المبادرات “صندوق أهل الخير” بالتشارك مع بلدية الشعب بالرقة، و”طبائع أهل المعروف”، ومبادرة “الرقة بعيون أهلها”، وفريق “بادر”، وجمعية “عون”.

المساعدات تعتمد فقط على تبرعات الأهالي

رئيس بلدية الرقة، أحمد إبراهيم، تحدث لعنب بلدي عن المبادرة التي أطلقها برنامج الدعم المجتمعي التابع للبلدية، والتي تضمنت تجهيز وتوزيع مساعدات على قاطني المدينة، بالتعاون مع عدد من المتبرعين لـ”صندوق أهل الخير” ومتطوعين للتوزيع.

وحول طبيعة المساعدات المقدمة، أوضح إبراهيم أنها تشمل سللًا غذائية، وتأمين تكاليف طبية من أدوية ومعاينات وعمليات، إضافة للألبسة والمفروشات.

وأشار إلى أن الشريحة المستفيدة من هذه الإعانات تتمثل بالأسر التي فقدت معيلها، والتي تعيش تحت خط الفقر من سكان مدينة الرقة.

لكنه بيّن أن المساعدات المقدمة ليست بحجم الطلب، إذ إنها تعتمد بشكل كامل على التبرعات من أهالي المدينة دون وجود مصدر آخر، كما أن الحظر المفروض تسبّب بزيادة كبيرة في الاحتياجات.

وعن وجود خطط مستقبلية في حال استمر الحظر المفروض لفترة طويلة، لفت إبراهيم إلى أنه يجري العمل على دمج أغلب المشاريع المدنية المتعلقة بالمجال الخيري في جسم واحد، وتحت سقف برنامج الدعم المجتمعي، وذلك لضمان “عدم وجود هدر بالتوزيع، والقدرة على تغطية الاحتياجات داخليًا، إلى جانب تفعيل الروح الاجتماعية بترميم الحاجة والعوز الداخلي”.

وأوضح أنه يندرج تحت برنامج الدعم المجتمعي ثلاثة برامج جزئية، هي “الائتمان الاجتماعي”، و”صندوق أهل الخير”، و”صنائع المعروف”.

الحجر فاقم الاحتياجات

الإعلامي في مجلس الرقة المدني أسامة الخلف، أشار إلى أن الرقة حاليًا تعد منطقة ذات كثافة سكانية عالية، نظرًا لاحتوائها على مراكز إيواء للنازحين من إدلب ودير الزور وحلب وحماة وحمص.

ولفت في حديث لعنب بلدي إلى أن الاحتياجات صارت كبيرة في ظل الحجر الصحي، وهو ما يتطلب من أصحاب الخير والمتبرعين تقديم المزيد لتغطية حجم الطلب الحاصل في العديد من المجالات، مشيرًا إلى ظهور مبادرات جديدة خاصة من قبل المغتربين من أهالي الرقة في دول الخليج وأوروبا.

وأوضح أن المبادرات الخيرية التي تشهدها الرقة هي من تبرعات أهالي المحافظة من تجار وفلاحين وأطباء ومهندسين ومغتربين، مشيرًا إلى أنها أثبتت فعاليتها كونها مدنية بحتة ولا تحمل أي طابع رسمي أو صفة مؤسساتية، كما أنها بعيدة عن وسائل الإعلام وتصوير المستفيدين.



للمزيد: https://www.enabbaladi.net/archives/376583#ixzz6JhRTFAwt