اعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة لقوات النظام، اليوم الأربعاء، عددا من الشبان في مدينة حلب، بعد حملة مداهمات طالت حي "صلاح الدين".
وقال مصدر خاص من داخل مدينة حلب لبلدي نيوز: "إن الشرطة العسكرية التابعة للنظام اعتقلت صباح اليوم الأربعاء 12 شابا في حي صلاح الدين شرق مدينة حلب، بهدف سوقهم إلى الخدمة الإلزامية في صفوف قواته".
وأوضح المصدر إلى أن هذه الحملة هي الخامسة خلال الشهرين الماضيين، نفذتها قوات النظام في مدينة حلب بالرغم من إعلان وقف جميع عمليات السوق.
وبالرغم من إعلان النظام عدم سحب أي شاب للخدمة الإلزامية بسبب وباء كورونا؛ إلا أن قواته تواصل اعتقال الشبان.
يشار إلى أن وزارة الدفاع التابعة للنظام أعلنت في 21 آذار من الشهر الفائت وقف جميع عمليات السوق إلى الخدمة العسكرية "الإلزامية والاحتياطية"، بسبب الأوضاع الصحية والإجراءات الوقائية حول فيروس "كورونا".
يذكر أن قوات النظام بمساندة إيرانية سيطرت على مدينة حلب في أواخر عام 2016 تحت غطاء جوي روسي ومعارك عنيفة مع فصائل المعارضة والتي انتهت بتهجير أهالي المدينة إلى محافظة إدلب وريف حلب الغربي.
واصل النظام استقدام تعزيزات عسكرية جديدة من دبابات وعناصر إلى المنطقة الغربية من محافظة درعا جنوب سوريا، لليوم الثالث على التوالي.
وذكرت مصادر محلية من درعا؛ أن بعض قوات النظام وآلياته تمركزت اليوم السبت، في تل الخضر بالقرب من بلدة عتمان، وبعضها في معمل الكازوز قرب بلدة اليادودة، وفي عدّة نقاط في هذا المحيط، حسب موقع درعا 24.
وتضاربت اﻵراء حول نية النظام اقتحام تلك المنطقة، على غرار ما حصل في مدينة الصنمين قبل أشهر، وأتت تلك التعزيزات بعد مفاوضات واجتماعات بين فعاليات من أبناء المنطقة الغربية وشخصيات تابعة للنظام، على خلفية حوادث أمنية وأعمال عنف في المنطقة.
ونقل الموقع "عن أحد قادة فصائل التسوية والمصالحة، المدعو، أدهم الأكراد؛ بأنه تم إعادة فتح قنوات التواصل لنزع فتيل الحرب، وإضاءة بارقة أمل لبث الطمأنينة والأمان، زاعما التوصل إلى تهدئة، ووقف التصعيد إلى حين الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وانجاح ما وصفها بالمساعي الدبلوماسية".
اﻷصابع اﻹيرانية:
واتهم موقع "تجمع أحرار حوران" المحلي في تقريره النظام بأنه كان يٌبيّت النية، ويسعى منذ شهور، بدعم وتحريض إيراني مباشر، ﻻقتحام المنطقة الغربية بدرعا.
كما اتهم الموقع إيران بأنها تعمل منذ اتفاق التسوية في تموز /يوليو2018 وحتى اليوم على تجنيد خلايا أمنيّة لاغتيال المعارضين للمشروع الإيراني في المنطقة، وتصفية خصوم النظام، وعملت خلال سنتين على جعل الفلتان الأمني سيد الموقف في الجنوب، ليكون لديها الحجّة والمبرر القوي في اقتحام المنطقة وبسط نفوذها والإسراع في تنفيذ مخططاتها، بعد القضاء على رافضي وجودها.
وبحسب الموقع، فقد عمدت إيران عبر أذرعها الأمنية الممثلة بالمخابرات الجوية والفرقة الرابعة، لاتخاذ خطوات عملية تمهيدا لاقتحام المنطقة، ولم تكتفِ بتجنيد خلايا أمنية، وإنّما ساهمت بالإفراج عن العشرات من عناصر وقياديي تنظيم الدولة "داعش" من فروع النظام، ونشرهم في المنطقة الجنوبية، لتكون الفوضى مضاعفة، والحجّة في محاربة داعش، مبررا في الاقتحام. حسب الموقع.
البصمة الروسية:
وعرّج الموقع المعارض للنظام، إلى الدور الروسي، الذي وصف بأنه يسعى إلى عدم التصعيد في المنطقة، بالرغم من أنّ روسيا ترغب في ضم عناصر التسوية إلى الفيلق الخامس، لكنها في الوقت ذاته لا تريد لإيران أن تحكم قبضتها على المنطقة، التزاما منها باتفاقيات مع دول الجوار تقضي بإخراج إيران نهائيا من الجنوب.
ولفت الموقع المعارض إلى أنّ روسيا كانت تتدخل عبر الشرطة العسكرية الروسية في مختلف القرى والبلدات في المنطقة بعد أي تصعيد، مشيرا إلى أنها ساهمت بالإفراج عن معتقلين، والحد من تجاوزات النظام، وهي رسائل واضحة للنظام داخليا وللدول الإقليمية الفاعلة في المنطقة خارجيا بأنّها تسعى لتهدئة المنطقة والحد من النفوذ الإيراني فيها، عكس ما يسعى إليه النظام وإيران.
الموقف الشعبي متباين:
وذكر تقرير تجمع أحرار حوران، أنّ الموقف الشعبي من تلك التعزيزات متباين؛ إذ اعتبرها البعض إعادة تموضع للإيرانيين في قطعات النظام العسكرية، بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقعهم على امتداد سورية، واعتبرت هذه الفئة أن هذه التعزيزات لا يمكن أن تغير خارطة المنطقة التي رسمت بعد اتفاق التسوية.
وأما وجهة النظر الآخرى التي قدمها الموقع فهي القائلة بأن هذه التعزيزات تشكل تهديدا من النظام لفرض ما يريده بالقوة، وهو ما يعني أن عملية عسكرية مشابهة لعملية الصنمين قد تستهدف عدة قرى وبلدات في المنطقة باتت وشيكة.
تصدت فصائل المعارضة لمحاولة تسلل من قبل قوات النظام جنوبي إدلب، اليوم الخميس، وقتلت مجموعة من العناصر بصاروخ موجه، في حين نفذت قوات التحالف وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" هجوما وعملية إنزال في ريف دير الزور استهدفت خلايا تنظيم "داعش".
ففي إدلب، استهدفت فصائل المعارضة بصاروخ موجه مجموعة من عناصر قوات النظام أثناء محاولة تسلل إلى أطراف بلدة كنصفرة بريف إدلب الجنوبي، مما أدى إلى مقتل وإصابة أفراد هذه المجموعة.
وفي سياق آخر، سيرت القوات التركية الروسية دورية مشتركة على طريق M-4 الدولي من قرية الترنبة إلى أطراف مدينة أريحا جنوب شرق إدلب.
وفي دمشق وريفها، نفَّذت قوات النظام حملة دهم استهدفت عدداً من المنازل في بلدة عين ترما بالغوطة الشرقية، واعتقلت خلالها 14 شاباً من أبنائها، بينهم عناصر عملوا في منظومة الدفاع المدني سابقا.
جنوبا في درعا، استقدمت قوات النظام تعزيزات عسكرية كبيرة مؤلفة من عناصر الفرقة الرابعة وميليشيات تابعة لميليشيا "حزب-الله" إلى ريف درعا، وسط تخوف الأهالي من اقتحام قراهم ومدنهم بحجة البحث عن مطلوبين.
إلى المنطقة الشرقية، نفذت قوات التحالف الدولي بمشاركة قوات خاصة من قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، ليل الأربعاء/ الخميس، عملية إنزال جوي في قرية الزر شرق ديرالزور بمشاركة من خمس طائرات مروحية.
فيما أعلنت القوات الأمنية التابعة لإدارة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، القبض على ما أسمته المسؤول المالي لتنظيم "داعش" في الرقة.
كما قتل عنصران من الميليشيات الإيرانية، اليوم الخميس، بانفجار لغم أرضي في ريف دير الزور الشرقي، وفي السياق، قتل عنصران من قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وأصيب آخرون بجروح، إثر استهداف سيارة عسكرية في ريف دير الزور الشرقي.