واصلت معسكرات النظام خرق اتفاق الهدنة "التركي-الروسي "عبر قصف مكثف نفذته، اليوم الاثنين، على أرياف إدلب واللاذقية. 

و في إدلب، "إن معسكرات النظام المتمركزة في معرة النعمان قصفت براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة بلدة كفرعويد في جبل شحشبو جنوب إدلب وقرية بينين في جبل الزاوية، بالتزامن مع تعرض قرية فليفل في جبل شحشبو لقصف بقذائف الدبابات المتمركزة في تلال قرية كرسعة". 

وأضاف مراسلنا، أن معسكرات النظام المتمركزة في سراقب ومعردبسة، قصفت قرى آفس والصالحية وسان ومعربليت بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون والدبابات، بالتزامن مع قصف بقذائف الهاون من مواقع النظام في كفرحلب على قرية معرة النعسان شمال إدلب، كما تعرضت قرية التفاحية بريف اللاذقية الشمالي لقصف مدفعي من معسكرات النظام الواقعة في بلدة كنسبا. 

وكانت معسكرات النظام قصفت، أمس الأحد، بلدتي كنصفرة وكفر عويد جنوب إدلب وبلدة كفرتعال غربي حلب، ويأتي القصف الأخير بالتزامن مع عودة تدريجية للمدنيين المهجرين بسبب الحملة الأخيرة إلى قرى جبل الزاوية جنوب إدلب.

يعيش أكثر من 3.5 مليون لاجئ سوري في تركيا، وزادت معاناتهم الاقتصادية بسبب الظروف التي نتجت عن فرض إجراءات من قبل السلطات التركية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد في البلاد، حيث أن أغلب اللاجئين السوريين يعتمدون على عملهم اليومي لتوفير مستلزماتهم وخاصة بالنسبة للعائلات التي لا تتلقى أي مساعدات. 

بدون حقوق

"إبراهيم" شاب سوري يعمل في مصنع لدباغة الجلود بولاية بولو التركية، يقول إن، "المصنع الذي كنت أعمل فيه توقف منذ أسبوعين بسبب الخوف من انتشار كورونا بين العمال، وكان راتبي الشهري يبلغ قرابة 2600 ليرة تركية، ورغم أنه قليل إلا أنه يكفيني، فأنا غير متزوج وأتشارك السكن مع شبان سوريين آخرين، حتى أني كنت أرسل من مدخراتي بعض النقود لأهلي في سوريا لمساعدتهم". 

ويضيف إبراهيم ، أنه ليس السوري الوحيد الذي توقف عمله، ففي المصنع الذي كان يعمل فيه توقف عمل زميلين له، ويشير إلى أن أكثر من 80 مصنعا توقف في المنطقة التي يعمل بها، يوجد في كل واحد منها على الأقل 3 عمال سوريين، وكلهم فقدوا عملهم الآن، منوها أن رواتب السوريين توقفت فور توقف العمل لأنهم لا يملكون تأمين (سيكورتا) فيما أن رواتب العمال الأتراك ما زالت مستمرة رغم توقف العمل.

"فراس" و"مجد"، صديقان يعملان بالمطاعم السورية في مدينة غازي عنتاب، وقد توقف عملهم سوية، يقول فراس، إن إدارة المطعم قررت وقفه التزاما بقرارات الحكومة التركية، وأن الإدارة قررت دفع راتب أسبوع عن أول يوم عطلة، ودفعت نصفه الأسبوع التالي، ولكنها بالتأكيد لن تستطيع أن تدفع أكثر من شهر، ويلفت أنه وستة من أصدقائه فقدوا عملهم بسبب ذلك.

أما "مجد" وبرغم أنه يعمل بمطعم سوري مثل "فراس"، إلا أن إدارة المطعم رفضت دفع أي أجر بعد توقف العمل،  وربطت ذلك بالعودة إلى العمل.

لكن قصة مختلفة واجهت الشاب السوري (علي)، فقد وجد نفسه مجبرا على سلك طرق غير شرعية للوصول إلى عمله في منطقة الصناعة بعنتاب، بعد قرار فرض الحجر المنزلي على من هم دون العشرين عاما، يقول لبلدي نيوز، إنه لا يستطيع التوقف عن العمل لأنه يساعد والده بنفقات العائلة. 

لا تعويضات

يقول الصحفي التركي عبدالله سليمان أوغلو، في حديث لبلدي نيوز، إن السوريين عموماً التزموا بالتدابير والإجراءات الاحترازية، والتعليمات الصادرة من قبل الحكومة التركية وخاصة فيما يخص الحجر المنزلي.

ويشير "سليمان أوغلو"، وهو صحفي مهتم باللاجئين، إلى أن الكثير من الأسر تضررت نتيجة لذلك لأن قسما كبيرا من السوريين كانوا يعملون دون أذن العمل، لذلك تم تسريحهم من العمل نتيجة توقف كثير المنشآت عن العمل دون أدنى تعويض، وبذلك لن يستطيعوا الاستفادة من الدعم الذي قدمته الحكومة التركية تحت اسم "درع الاستقرار الاقتصادي"، والذي قدمت من خلاله الدعم للعاملين المسجلين في مؤسسة الضمان الاجتماعي، بغض النظر إن كانوا مواطنين أتراك أم سورييين أو حتى أجانب، كما أن هناك مشروع قرار يتم العمل عليه قد يصدر قريبا جدا يمنع تسريح العمل لمدة 3 اشهر وإلزام اصحاب العمل بالدفع لهم حتى لوا أعطاهم إذنا بلا أجر، وهذا يطبق بمفعول رجعي اعتبارا من 15 آذار.

وقال إن "المساعدات النقدية التي باتت تعرف بكرت الهلال الأحمر ما زالت مستمرة، لكن لن تساوي شيئا في ظل هذه الظروف الخانقة، وهو ما يحاول تلافيه من خلال التعاون بين وزارة الداخلية واللجنة السورية المشتركة بعد أن أطلقا رابطا لتسجيل الأسر السورية المحتاجة أسوة بالأسر التركية التي باتت تتلقى دعما من الحكومة. 

مبادرات سورية

"محمد عثمان"، وهو متطوع في فريق "ملهم"، يقول لبلدي نيوز، إن الفريق أطلق حملة لمساعدة اللاجئين السوريين ليس في تركيا فحسب، بل في الداخل السوري ولبنان والأردن، من أجل البقاء في منازلهم خلال فترة الحجر، بعد توقف عمل أرباب العائلة.

ويضيف عثمان، أن الحملة نجحت في  تقديم المساعدات لـ 810 عائلات في تركيا، عن طريق تقديم سلة غذائية بقيمة 50 دولار وسلة صحية بقيمة 20 دولار، ويشدد على أن الحملة بالتأكيد لا تساعد كل الأسر المتضررة ولكنها تستهدف الأكثر تضررا بالوقت الحالي.

"كن عونا" فريق آخر عمل على مساعدة العائلات السورية المتضررة من الحجر الصحي، عن طريق جمع تبرعات من داعمين للفريق، يقول بكري  كحلاوي، إنه وبالاشتراك مع فريق شباب "الو طلباتي" وهم شباب يعملون بتوصيل الطلبات داخل ولاية غازي عينتاب، جمعوا حوالي 50 سلة غذائية ووزعوها على العائلات الفقيرة والمتضررة من الحجر والتي تمكنوا من الوصول إليها عن طريق شبكة أصدقائهم ومعارفهم.

ويشير كحلاوي، إلى أن طلبات المساعدة التي وصلتهم تتجاوز الـ 150 رغم أن مبادرتهم شبابية ومحدودة، ولم يبلغ عنها على وسائل التواصل الاجتماعي، ويشدد على أن التكافل بين السوريين هو الطريق الأفضل لمساعدة بعضهم في هذه المحنة.

أجرت الفرق الميدانية التابعة لـ"منسقو استجابة سوريا"، استبيانا جديدا شمل العائدين من مناطق النزوح إلى القرى والبلدات الآمنة نسبيا بريفي إدلب وحلب، عقب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في شمال غربي سوريا بتاريخ الخامس من شهر آذار 2020. 

وذكر فريق منسقو الاستجابة، اليوم الثلاثاء، أن الاستبيان شمل 44,667 نسمة من إجمالي النازحين البالغ عددهم 109,714 نسمة بواقع 58% من الذكور و42% من الإناث وفق شرائح عمرية مختلفة.

وحدد المنسقون أن أهم احتياجات العائدين من مناطق النزوح إلى بلداتهم خلال الفترة الأخيرة من خلال أسئلة وجهت لجميع للأشخاص الذين شملهم الاستبيان كانت كالتالي:

-"إيقاف الخروقات المستمرة من قبل قوات النظام وروسيا على المنطقة بغية تحقيق استقرار كامل للعائدين وفتح المجال أمام باقي النازحين للعودة 89٪

-إعادة تفعيل الوحدات والنقاط الطبية في المناطق التي تشهد عودة النازحين إليها 97٪

-إعادة تأهيل وترميم الأحياء السكنية في القرى والبلدات الآمنة نسبياً بريف إدلب وحلب 69٪

-إعادة عمل محطات المياه وتوليد الطاقة الكهربائية (الأمبيرات) في القرى والبلدات 87٪ 

-إعادة تشغيل الأفران والمخابز وتخفيف الضغط على الأفران المفعلة 94٪

-تفعيل المدارس والمنشآت التعليمية في القرى والبلدات التي عاد إليها النازحين 88٪

-التأكيد على عودة المنظمات الإنسانية بشكل عاجل إلى كافة القرى والبلدات 98٪

-ترحيل الأنقاض والابنية الآيلة للسقوط بشكل كامل من القرى والبلدات 77٪

-إزالة مخلفات الحرب والذخائر الغير منفجرة الموجودة في بعض المناطق والأراضي الزراعية 69٪

وكانت الأسئلة، حسب "منسقو الاستجابة"، موجهة جميعها بشكل كامل لكل العائدين، واختاروا الأولويات كما يروها مناسبة للمنطقة التي يقطنون بها.

سارعت وسائل إعلامٍ موالية، إلى تكذيب ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل اﻻجتماعي؛ فيما يخص "الملف الصحي" السيء بالنسبة لمحافظة السويداء. 

ونشر "موقع السويداء 24" الموالي، تقريرا، أمس الثلاثاء، اتهم فيه وزارة الصحة بحكومة النظام باتخاذ إجراءات وهمية لمواجهة "كورونا" في مستشفى السويداء.

وذكرت إذاعة المدينة" الموالية، نقلا عن مصدر لم تسمه، من مديرية صحة السويداء، أنّ اﻷخيرة أفرغت عدة أقسام ضمن مستشفى السويداء الوطني استعدادا لأي انتشار محتمل لفيروس كورونا.

وأضاف المصدر، "تم تخصيص قسمٍ منفصل للعزل بعيدا عن باقي الأقسام"، نافيا اكتظاظ المستشفى بالمرضى.

بالمقابل، ذكر مصدر "السويداء 24"؛ أن الإدارة أفرغت عدة أقسام من مرضاها بما فيها مرضى الصدرية والبولية والعظمية والحروق وغيرها بحجة عزل مرضى فيروس كورونا، وحشرتهم في قسم الهضمية ليختلط مرضى العصبية بالهضمية بالصدرية.

وأشار مصدر في وزارة الصحة لبلدي نيوز، أنّ ملف التعامل مع "كورونا" محاط بالغموض، منوها إلى عدم قدرة "وزارة صحة النظام" على تناول الموضوع بشفافية، مؤكدا أنه ملف تديره "اﻷجهزة اﻷمنية".

ونوه المصدر؛ أنّ وزارة الصحة غير مخولة بالحديث عن ملف "فيروس كورونا"، وأشار إلى أنه حتى اليوم، ﻻ يوجد مصدر إعلامي من داخل الوزارة ذاتها قادر على التحدث بشفافية عن الموضوع، وتطوراته بالمجمل.

وأضاف؛ "ما يقال حول مديرية صحة السويداء ينطبق على المناطق اﻷخرى"، مذكرا بفضيحة مركز الدوير الصحي بريف دمشق.

وأشار إلى "غياب خطة طوارئ واضحة في الوزارة"، مؤكدا أنّ الكادر الطبي والتجهيزات لن تلبي اﻻنتشار الواسع للفيروس، ولفت إلى أنّ "دوﻻ عظمى تعاني، فكيف ببلدٍ دمرته الحرب؟".

وتصر حكومة النظام على إنكار عدم قدرتها على استيعاب حتى اﻷعداد القليلة، من المشتبة بإصابتهم بكورونا.