أنشأت القوات التركية، صباح اليوم الاثنين 23 من مارس/ اَذار الجاري ثلاث نقاط عسكرية جديدة في القرى القريبة من مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي في إطار توسع انتشارها العسكري وتعزيز قواتها المتواجدة في المناطق المحررة.
ووفق مصدر خاص لموقع قبائل العرب بريف إدلب، فإن القوات التركية أحدثت ثلاث نقاط عسكرية جديدة صباح الاثنين في بلدات "بداما، والناجية، والزعينية" قرب مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي.
وبحسب المصدر؛ فإن القوات التركية أنشأت النقاط آنفة الذكر بعد استقدام تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المنطقة من ضمنها "دبابات وعربات مصفحة وأدوات ومواد لوجستية وهندسية" فضلا عن مئات الجنود المدججين بأسلحة نوعية.
وأشار إلى أن هذه التعزيزات تأتي ضمن إطار تعزيز التوغل التركي وتوسع الانتشار في المناطق المحررة المتاخمة لمناطق سيطرة النظام والميليشيات المساندة له لمنع تقدمه في المناطق المحررة وتسجيل أي خرق لوقف إطلاق النار في المنطقة.
يذكر أن القوات العسكرية التركية أحدثت خلال الأيام الماضية العديد من نقاط المراقبة في بلدات "محمبل، ومصيبين، وشلخ، ورام حمدان" بريفي إدلب الغربي والشمالي.
ويأتي هذا الانتشار والتعزيز بالتزامن مع رصد حشودات ضخمة لقوات النظام والميليشيات المساندة له من قوات الفرقة 25 والميليشيات الطائفية الإيرانية في مديني "كفرنبل وسراقب" وبلدات "جبل الزاوية" بريف إدلب الجنوبي والشرقي والكبينة في ريف اللاذقية الشمالي.
أصدرت عدة منظمات حقوقية ومدنية، أمس الجمعة، أبرزهم مركز "القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، والمركز السوري للإعلام وحرية التعبير، ومنظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، ومؤسسة دولتي"، بيانا مشتركا دعوا خلاله للتصدي للوضع الإنساني في إدلب.
وجاء في البيان المشترك أن منطقة إدلب معرضة لأزمة إنسانية آخذة في التدهور مع استمرار العملية العسكرية السورية الروسية لاستردادها، وخضوع غالبيتها لسيطرة هيئة تحرير الشام.
ولفت البيان إلى المخاطر التي تواجه المدنيين في إدلب، والمتمثلة بالقصف العشوائي واستهداف البنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس، من قبل النظام السوري والطيران الروسي، وتعمد النظام استهداف وقتل مجموعة من النساء المسنات.
وحث البيان في ختامه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على إعلان ما توصلت إليه لجنة التحقيق التابعة للمنظمة حول الجناة المتورطين بتدمير البنية التحتية المدنية، والاستهداف الممنهج لمراكز الرعاية الصحية في سوريا.
وتوصل الرئيسان الروسي ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، الخميس الفائت إلى حزمة قرارات لتخفيف التوتر في إدلب، تشمل إعلان وقف إطلاق النار، وإنشاء ممر آمن في مساحات محددة على الطريق "M4" ولكن النظام خرق الهدنة منذ اليوم الأول.
قضى مدني إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب في محافظة ديرالزور شرقي سوريا، اليوم الجمعة، خلال رحلة البحث عن الكمأة في البادية حيث تتكرر هذه المأساة كل عام في مثل هذا التوقيت.
وقالت شبكة "فرات بوست" الإخبارية المحلية، إن "حمد العبد الله الريس أبو عبد الله" ارتقى جراء انفجار لغم أرضي في منطقة "هريبشة"، أثناء بحثه عن الكمأة بريف دير الزور، اليوم الجمعة.
وكان قتل وجرح عشرات المدنيين في بادية دير الزور وحماة، ربيع العام الفائت 2019، إثر انفجار ألغام أرضية مِن مخلفات تنظيم "داعش"خلال جمع فطر "الكمأة" في المنطقة.
وقالت مصادر محلية حينها أن انفجار اللغم أسفر عن مقتل 16 شخصاً وجرح 31 آخرين بينهم نساء وأطفال، كانوا يبحثون عن "الكمأة" في بادية الشولا غرب دير الزور.
كما قتل أكثر من 20 مدنياً إثر انفجار لغم من مخلفات تنظيم "داعش" بعربة كانت تقلهم في طريقهم للبحث عن الكمأة في محافظة حماة وسط سوريا، أواخر شهر شباط من العام الفائت.
وفي مثل هذا التوقيت من كل عام، ينصرف سكان المناطق القريبة من البادية إلى جمع الكمأة التي تظهر بشكل كبير عقب الهطولات المطرية الغزيرة، وتعتبر مصدر دخل لشريحة واسعة كونها تمتاز بسعرها المرتفع ولا تكلفهم سوى الجهد في البحث عنها وجمعها.
أعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الاثنين، إنه لا يحق لأي بلد أوروبي تجاهل المأساة في سوريا، ودعا حلف "الناتو" إلى إبداء تضامن تام مع تركيا.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، عقب لقائهما في بروكسل، شدد أردوغان على أنه "لا يحق لأي بلد أوروبي أن يظل متجاهلا المأساة الإنسانية في سوريا".
وأشار إلى أن الناتو يمر بمرحلة حرجة تتطلب إبداء تضامن واضح مع تركيا. ومضى الرئيس التركي قائلا: "يجب على حلفائنا إظهار تضامنهم مع بلدنا دون تمييز ووضع شروط سياسية مسبقة".
وشدد على أنه "لابد أن يساهم الناتو في الدفاع عن تركيا ومكافحتها للإرهاب"، معتبرا أن تركيا تكافح منذ 9 سنوات التهديدات التي مصدرها سوريا.
وأردف: "نحن الدولة الوحيدة في الناتو التي حاربت داعش وجها لوجه، وقدمت شهداء في سبيل ذلك".
وتطرق أردوغان إلى عقد مجلس الحلف اجتماعا طارئا للتشاور، بناء على طلب تركيا، في 28 شباط الماضي، بعد مقتل جنود أتراك في إدلب بسوريا، في 27 من الشهر ذاته.
وأوضح أنه أكد لستوتنبرغ، على أهمية توفير الدعم الإضافي الذي طلبته تركيا من "الناتو" وحلفائها في ذلك الاجتماع، بأسرع وقت ممكن.
وذكر أن ستولتنبرغ أبلغه بأن الجهود متواصلة داخل الحلف في هذا الشأن وأنه يتابع هذا الأمر شخصيا.
ولفت أردوغان إلى أن حدود تركيا مع سوريا، تمثل الحدود الجنوب شرقية لحلف الناتو في نفس الوقت. وأوضح أن الأزمة في سوريا، عبر أبعادها الأمنية والإنسانية، باتت تشكل تهديدا للمنطقة وسائر أوروبا.
وأشار أردوغان إلى أن تركيا تستضيف 3.6 ملايين لاجئ سوري على أراضيها.
واستنكر أردوغان "حديث إحدى الدول الجارة والحليفة (في إشارة لليونان) عن تركيا كمسبب لموجة الهجرة غير النظامية"، وأكد أن هذا الاتهام "مناف للعقل والمنطق".
وكانت تركيا شنت عملية عسكرية في 27 شباط ضد النظام في إدلب، باسم درع الربيع توقفت لاحقا بعد الاتفاق مع روسيا، ومنذ بداية الشهر الحالي سمحت للاجئين فيها بالوصول الى الحدود مع اليونان لمحاولة العبور الى اوربا.