سيرت الشرطة العسكرية الروسية، أمس الجمعة، دوريات على الحدود السورية التركية بطريق جديد، بالقرب من مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي شمال سوريا.
وذكرت مصادر إعلامية روسية، بأن طول الطريق الذي سلكته الدورية العسكرية أكثر من 120 كيلومترا واستغرقت الدورية مدة أربع ساعات.
ووفقا للاتفاقيات التي تم التوصل إليها بين الرئيسين الروسي والتركي، بدأت وحدات الشرطة العسكرية الروسية ابتداء من ظهر يوم الـ23 من أكتوبر الماضي، بتسيير دوريات على طول الحدود السورية التركية، تشمل منطقة مدينة عين العرب (كوباني).
وفي جانب آخر، استكملت القوات التركية والروسية في شمال شرق سوريا 11 دورية برية مشتركة بعد اتفاق سوتشي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان .
وكان الرئيسان الروسي والتركي اتفقا في ٢٢ من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، على انسحاب القوات الكردية إلى عمق 30 كم عن الحدود السورية مع تركيا.
كما نص الاتفاق على تسيير دوريات مشتركة روسية تركية على طول 10 كم من الحدود السورية التركية في شرق الفرات ماعدا مدينة القامشلي.
وفي 9 تشرين الأول الماضي، أطلق الجيش التركي بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، بهدف إنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، وعلق العملية في 17 منه بعد توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحاب قوات سوريا الديمقراطية من المنطقة، وأعقبه باتفاق مع روسيا في سوتشي 22 من الشهر ذاته يصب في ذات الاتجاه.
قالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أمس الثلاثاء، إن التغييرات السياسية في سوريا ضرورية من أجل تهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين إلى ديارهم.
وأضافت ميركل، خلال لقاء صحفي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش؛ قولها "نحتاج لتغييرات سياسية في سوريا، كما نحتاج أيضا إلى العمل على دستور جديد، لأنه بهذه الطريقة فقط يمكننا ضمان تهيئة الظروف في سوريا، التي بموجبها يمكن للاجئين العودة من الأردن ولبنان وتركيا، وربما من ألمانيا".
وتابعت "اليوم لا توجد مثل هذه الظروف، لذا أشكر الأمم المتحدة على جهودها".
والجمعة الفائتة، وعدت ميركل، تركيا بمساعدات جديدة لرعاية اللاجئين السوريين، جاء ذلك في أعقاب لقاء مع رئيس الوزراء الكرواتي أندريه بلينكوفيتش.
وقالت ميركل حينها إنه إذا استلزم الأمر سيتم تقديم مساعدات جديدة إلى تركيا للمهام العديدة التي تضطلع بها في إيواء 3.5 مليون شخص، وقالت: "أنا على سبيل المثال مستعدة لهذا".
وكانت تركيا أبرمت اتفاقية للاجئين مع الاتحاد الأوروبي في 2016، ووعدت بموجبها بمنع عبور المهاجرين واللاجئين إلى الجزر اليونانية، ورد طالبي اللجوء المرفوضين.
نقلت وسائل إعلام روسية على لسان خبير روسي تأكيده؛ أن العملية الروسية في سوريا قد تزيد الطلب على الأسلحة الروسية من الدول الأفريقية.
وقال الباحث في مركز الدراسات العالمية والاستراتيجية في المعهد الأفريقي للأكاديمية الروسية للعلوم، أندريه غروميكو؛ إن "العامل الذي يساهم في الترويج لقواتنا المسلحة هو عمليتنا في سوريا، والتي أظهرت فعالية وتنسيق عمل جميع أنواع قواتنا المسلحة.. أعتقد أنه ينبغي توقع المزيد من الاهتمام في المستقبل القريب".
وشدد الباحث على أنه نظرا لحقيقة أن الدول الأفريقية تشهد الآن نموا اقتصاديا نشطا، يمكن أن تتوقع روسيا في المستقبل اهتماما متزايدا بالأسلحة من دول القارة.
وبحسب الخبير، فإن أنشطة روسيا في سوريا قد أكسبت البلاد سمعة جيدة باعتبارها وسيطا ناجحا في حل النزاعات، على حد قوله.
وجعلت القوات الروسية من الأرض السورية ساحة لاختبار جميع الأسلحة من طائرات وصواريخ وقنابل منذ بدء تدخلها العسكري منذ عام أيلول عام 2015.
وتسببت القوات الروسية في مساندة النظام في استعادة قسم كبير من مناطق المعارضة، كما ارتكبت عشرات المجازر التي راح ضحيتها آلاف المدنيين.
جعل قصف طائرات الاحتلال الروسي والمروحي التابع لنظام الاسد ليل مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي نهاراً ونهارها ليلاً جراء الغارات المكثفة التي دمرت معظم الاحياء السكنية والمرافق العامة داخل المدينة، يوم أمس واستمر حتى اليوم.
وقال الناشط الاعلامي "رامي السويد"؛ أن مدينة كفرنبل تعرضت منذ مساء أمس السبت وحتى صباح اليوم إلى قصف جوي روسي بصواريخ شديدة الانفجار وآخر ببراميل متفجرة من احجام ضخمة نفذتها طائرات مروحية تابعة لقوات نظام الاسد.
وأضاف في حديثه لبلدي نيوز، أن الغارات الليلية للطائرات المروحية بلغت 14 غارة ببراميل وحاويات شديدة الانفجار بالإضافة إلى ثمانية غارات جوية من قبل الطائرات الحربية الروسية جعلت هذه الغارات سماء مدينة كفرنبل كتلة من اللهب واصبحت المدينة خاوية على عروشها شبيه بمدينة الاشباح.
وأوضح "السويد"؛ أن الغارات استهدفت جميع احياء المدينة ودمرت معظم منازل المدنيين، كما دمر القصف معظم المرافق العامة في المدينة من مخابز ونقاط طبية ومدارس، فضلاً عن اصابة عدة مدنيين دخلوا المدينة من اجل اخراج امتعتهم المتبقية.
واعتبر "السويد"؛ أن الهدف من تركيز قصف روسيا ونظام الاسد على مدينة كفرنبل يعود إلى سياسة التهجير والضغط على سكان المنطقة لإفراغها من المدنيين، فضلاً عن الانتقام من اهالي هذه المدينة الذي حمل أهلها الفكر والوعي الثوري وطمس معالم الحقيقة والثورة في منطقة ريف إدلب الجنوبي من خلال تكثيف القصف على مدينة كفرنبل وابادتها.
وتعرضت مدن وبلدات اخرى لقصف جوي وبري مكثف من قبل سلاح الجو الروسي والتابع لنظام الاسد فضلاً عن قصف صاروخي ومدفعي مركز تزامن مع محاولات تقدم لقوات النظام والميليشيات المساندة له على جبهات ريف إدلب الجنوبي الشرقي.