فنون وثقافة

تحول مسلسل “دقيقة صمت” إلى حديث الرأي العام ومواقع التواصل الاجتماعي، بعد تصريحات كاتب العمل سامر رضوان على قناة “الجديد” اللبنانية.

واختزل الكاتب السوري في لقاء صحفي مع قناة “الجديد” المسلسل بأنه “ملك للسوريين بالشارع الموالي والمعارض”، معتبرًا أن العمل هو “صرخة احتجاج في وجه السلطة.. التي لا تستحق هذا الشارع”.

وأضاف رضوان، “معركتي لم تكن في يوم من الأيام مع أي سوري إلا مع هذه السلطة وأتمنى أن يُقرأ هذ العمل انطلاقًا من الصراع الشخصي مع سلطة مارست كل أنواع التنكيل مع السوريين”.

ورد رضوان بالإجابة عن سؤال عن تغير بالرقابة في سوريا إلى الأفضل بقوله، “يبدو أن النظام أعاد إنتاج مجموعة من القوانين التي تقول إن الأسلحة والمجتمع الدولي لم تؤثر في خسارتي لشارعي، ماذا يؤثر عمل درامي؟”.

وتابع أن النظام السوري لم يكن يتخيل أن يكون هذا المسلسل “طبق رمضان في سوريا” وأن “الشارع الموالي والمعارض في سوريا بنفس اللهفة لصرخات احتجاج سياسي. هذه حقيقة”.

تصريحات رضوان سببت رود فعل سلبية في الشارع الموالي في حين قوبل بالثناء والشكر من الشارع المعارض.

يلعب دور البطولة في “دقيقة صمت” كل من الممثل عابد فهد والممثلة ستيفاني صليبا وفادي صبيح والممثلة رنا شميس وخالد القيس وفايز قزق ومريام عطا الله.

يسلط العمل الضوء على إشكالية السجون في سوريا، ويلعب عابد فهد دور أمير ناصر الذي يحكم عليه بالإعدام ويوضع في السجن، ليتم تهريبه.

وعلى الرغم من النقد الإيجابي الذي تعرض له المسلسل في الحلقات العشرين الأولى من العمل، سببت تصريحات رضوان حالة جدل واسعة بين السوريين بين مستاء ومادح.

المحلل السياسي السوري عبد المسيح الشامي قال إنه “عندما تصل الأمور للحد الذي يستطيع بها مسلسل تلفزيوني أو فنان أو كاتب أو مقال هز عرش أي نظام حاكم، فعلى هذا النظام أن يعي بأن هيكله الأساسي وبنيانه وجميع مفاصله إما أنها أصبحت صدئة، وإما أنها بالأساس هشة وغير متينة”.

وانهال موالون بالشتائم على رضوان بسبب تصريحاته ووجهت اتهامات له بالـ “دعشنة” و”العمالة” وغيرها.

بينما اعتبر رواد في مواقع التواصل الاجتماعي أن رضوان “وضع النقاط على الحروف”، وأن المسلسل يعني السوريين بكل التفاصيل وأنه “مشهد حقيقي للواقع السوري”.

سامر فهد رضوان كاتب وشاعر سوري من مواليد اللاذقية 1975. بدأت مسيرته التلفزيونية كمعد ومقدم برامج في قناتي الفضائية السورية و”الدنيا” وكتب في مجموعة من الصحف والمنابر العربية.

وله عملان فنيان وهما “لعنة الطين” و”الولادة من الخاصرة”.

كان لمجزرة حماة في شباط 1982، وقعها الكبير على العالم، برغم التعتيم الإعلامي الذي قام به النظام السوري، للتغطية على الجرائم المرتكبة حينها.

وهجا الشاعر السوري عمر أبو ريشة إثر ذلك الرئيس السوري السابق، حافظ الأسد، بحسب مصادر متقاطعة من بينها ما نشره المفكر السوري برهان غليون، عبر صفحته الشخصية في “فيس بوك”، بقصيدة شهيرة.


وقال أبو ريشة في القصيدة:

سـكِّينـه في شـدقه ولعـابُه.. يجري على ذكر الفريسة مُزبدا

ما كان هولاكو، ولا أشـباهه.. بأضلَّ أفئـدةً و أقسـى أكـبُدا

هذي حماة عروسةُ الوادي على.. كِبْر الحداد، تُجيل طـرفًا أرمدا

هذا صلاح الدين يخفي جرحه.. عنها، ويسأل: كيف جُرْحُ أبي الفدا

سرواتْ دنيا الفتح هانتْ عنده.. وأصاب منها ما أقـام وأقعـدا

ما عفَّ عن قذف المعابد باللظى.. فتناثرت رِممـًا، وأجَّتْ موقـد

حياة دبلوماسية حافلة

ولد عمر أبو ريشة في مدينة منبج السورية في عام 1910، ودخل مدرسة “النموذج” الإبتدائية في حلب، والتحق بالمدرسة الأمريكية في بيروت عام 1924.

وبعد حصوله على الشهادة الثانوية، انتقل إلى مدينة مانشستر في إنكلترا لدراسة الكيمياء.

وتعرف على فتاة اسمها نورما، ونشأت بينهما علاقة عاطفية، توجتها نورما برعايته في أثناء إصابته بمرض “النكاف”.

خاتم الحب

عاد عمر إلى وطنه ليستأذن أهله بزواجها بعد شفائه، وما إن عاد إلى إنكلترا حتى عرف أن نورما أصيبت “بالنكاف” وتوفيت، وهو ما جعله يرثيها بقصيدة حملت اسم “خاتمة الحب”، قال فيها:

شمس حزني قد استوت وعجيب.. أن أراني أعيش في غير ظل

أبصر الدهر ناشرًا سفر عمري.. ولسان الآلام يقرأ ويملي

طعنة إثر طعنة إثر أخرى.. نثرت هذه الحشاشة حولي

فتأملت في الحياة وفيما.. كنت أبني على الخيال وأعلي

فإذا مورد النعيم سؤاب.. وإذا حائط المنى فوق رمل

بعد وفاة نورما، انتقل عمر لدراسة الأدب الإنكليزي، فتأثر بأعمال شكسبير وميلتون.

ولم يكمل دراسته الجامعية وعاد إلى سوريا، ليعمل في إدارة “دار الكتب الوطنية”، قبل ترشيحه لتولي بعض المناصب الدبلوماسية، لينتقل إلى البرازيل ويعمل ممثلًا للحكومة السورية هناك في عام 1949، وتمت ترقيته عام 1950 ليشغل منصب السفير.

لينتقل إلى الأرجنتين في عام 1952 ويشغل منصب السفير أيضًا، ويتم تعيينه في النمسا عام 1959، ويعين سفيرًا في الولايات المتحدة الأمريكية لاحقًا، ثم في الهند، ويحال إلى التقاعد في عام 1971.

أعمال تأثرت بالشعر الصوفي

كتب عمر أبو ريشة، إلى جانب الدواوين الشعرية، مسرحيات شعرية، منها مسرحية “ذي قار” في عام 1931، و”أوبريت العذاب” 1935.

تأثر أبو ريشة بالشعر الصوفي، من والدته، فجده لأمه أحد مشايخ الطريقة الصوفية الشاذلية، كما كان أبواه محبان للشعر.

يقول أبو ريشة:” “في البيئة المتصوفة، حيث نشأت، أُتيحَ لي الإصغاء، إلى أناشيد لم أكن أسمع مثلها في غير تلك البيئة، فأردّدها من دون أن أدرك أبعاد معانيها”.

صدرت أولى دواوينه الشعرية في عام 1936، في مدينة حلب، تحت عنوان “شعر”، ليلحقه ديوان ثان في بيروت عام 1947 بعنوان “من عمر أبو ريشة”.

كما أصدر ديوانًا باللغة الإنكليزية حمل اسم “التطوف” في عام 1959، ومجموعة شعرية بعنوان “غنيت في مأتمي” صدرت في دمشق عام 1971.

يقول الكاتب عابد إسماعيل، في مقال طويل نشره في صحيفة الحياة في 26 كانون الأول 2010، إن أبو ريشة، أسهم في تطوير الحساسية الجديدة، معتبرًا أن الشعر هو انعكاس للمخيلة.

منحته النمسا وشاح الثقافة، كما منحه الرئيس اللبناني الأسبق، الياس الهراوي، وسام الإستخقاق اللبناني من الدرجة الأولى.

جالت النصوص المسرحية السياسية لسعد الله ونوس المسارح في العالم العربي، إذ يعد أحد أهم المسرحيين السوريين، ممن أسهموا في إثراء المسرح السوري والعربي، وشكل مع فواز الساجر ثنائيًا ساحرًا قدم الكثير للحركة المسرحية العربية.

مسرحيات سياسية

كتب ونوس المسرحيات السياسية، التي تعالج علاقة المثقف والسلطة والخيبات العربية، كان أبرزها مسرحية “حفلة سمر من أجل 5 حزيران”، ومسرحية “الملك هو الملك”، والتي قام ببطولتها في مصر لاحقًا الممثل المصري صلاح السعدني، وكتب كلمات أغنياتها الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم، وغناها المطرب المصري محمد منير، وأخرجها مراد منير، وقدم الأخير مسرحية “الليالي المخمورة” في وقت لاحق في مصر.

ومن بين أشهر مسرحيات ونوس مسرحية “طقوس الإشارات والتحولات”، التي أخرجتها المخرجة اللبنانية نضال الأشقر بعد وفاته.

يقول سعدالله ونوس في لقاء تلفزيوني،إن “الديمقراطية لا تتعلق فقط بحرية الكاتب، بل تعني مجتمعًا منفتحًا وحرًا قادرًا على التفكير والتساؤل عن مصيره دون خوف وقيود وشرطة داخلية، حرية الكاتب لا تكتمل دون حرية القارئ أيضًا”.

طرطوس ودمشق وباريس.. وبيروت

ولد سعد الله ونوس في قرية “حصين البحر”، قرب مدينة طرطوس على الساحل السوري، في عام 1941.

حصل على الشهادة الثانوية في عام 1959، ليسافر إلى مصر في نفس العام ويدرس الصحافة في كلية الآداب في جامعة القاهرة.

وفي أثناء دراسته وقع الانفصال بين سوريا ومصر، ما دفعه لكتابة أولى مسرحياته “الحياة أبدًا”، في عام 1961، ليعود بعدها إلى دمشق ويعمل في مجلة المعرفة، قبل أن يغادر في عام 1966 إلى باريس ليدرس الأدب المسرحي في معهد الدراسات المسرحية التابع لجامعة السوربون.

وعاد ثانيةً إلى دمشق ومنها إلى باريس ليسهم بالترويج والتعريف بالقضية الفلسطينية، ليرجع إلى دمشق ويعمل مديرًا للتحرير في مجلة أسامة للأطفال.

عمل محررًا في صحيفة السفير اللبنانية في عام 1975، وبعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عاد إلى دمشق وأدار مسرح القباني وعمل مع المخرج المسرحي فواز الساجر وأسسا معًا المسرح التجريبي.

وتولى في عام 1977 إدارة تحرير مجلة الحياة، المختصة بأمور المسرح حتى عام 1988.

توقف ونوس عن الكتابة بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في عام 1982، قبل أن يعود ليكتب في عام 1990 مسرحية “الاغتصاب” و”منمنات تاريخية” و”ملحمة السراب” وغيرها

العلاقة مع فواز الساجر

لقاء سعد الله ونوس مع الساجر كان له بالغ الأثر على حركة المسرح السوري، فأسسا معًا ما يعرف بـ “المسرح التجريبي” وكان الهدف هو الخروج من عباءة المسرح الكلاسيكي، فكانت أعمال “سهرة مع أبو خليل القباني” و”رحلة حنظلة من الغفلة إلى اليقظة” وغيرها.

درس الساجر في موسكو وحصل على دكتوراه بالإخراج المسرحي في عام 1986، وتوفي في 16 من أيار 1988 بشكل مفاجئ.

رثاه سعد الله ونوس بقوله، “مات فواز الساجر… كان موته شبيهًا بالخيانة، ولم يتم. توقفت المشاريع ولم تنجز، لا وداع ولا وصية. وفي تدافع الوقت المروّع ذلك النهار لم تكن ثمة فرصة لنظرة أخيرة. حدقت في التابوت المثقل بأكاليل الورد. أفي هذا الجوف الخشبي جسدٌ أم دعابة! أهو المسرح يرتدي ضوء النهار ويوغل في أداء الموت حتى الموت! أم هي الحياة تكشف جوهرها، وتعلن أنها خفقة ظل في مسرح مرتجل وعابر!”.

وأضاف “ولكن اللوعة في صدري رصاصية كهذا المساء. عما قليل سأعود إلى دمشق فأجدها أكثر دمامة، وأقل صداقة. سأعكف على فجوة الموت التي فغرت في داخلي، وأرفع بأصابع ذاهلة شاهدة أخرى في المقبرة التي تترامى في داخلي”.

الوفاة بعد المقاومة

أصيب سعد الله ونوس بسرطان البلعوم، وقدر الأطباء أنه لن يعيش سوى أشهر قليلة، إلا أنه استطاع المقاومة ليتوفى بعد خمس سنوات من إصابته بالمرض في مشفى الشامي بدمشق بتاريخ 15 من أيار من عام 1997.

أهدت ابنته ديما ونوس مكتبته للجامعة الأمريكية في بيروت في عام 2017، بعد أن حاولت زوجته إهداءها لجهات ثقافية سورية، إلا أن هذا الإهداء قوبل بالرفض.

تعمل روسيا على أفلام سينمائية عن “نجاحات” قواتها في “الحرب ضد الإرهاب في سوريا”، بحسب الرواية الرسمية الروسية.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية (تاس) اليوم، الجمعة 10 من أيار، عن رئيس الإدارة العسكرية والسياسية الرئيسية للقوات الروسية، أندريه كارتابولوف، أن أعمالًا (أفلام سينمائية) لوزارة الدفاع سترونها في المستقبل القريب.

ولم يذكر كارتابولوف أسماء الأعمال، وتواريخ الإنشاء الدقيقة، وأوضح “هذه عملية إبداعية (…) في المستقبل القريب ستكون النتائج”.

وأشار الجنرال الروسي إلى أن هناك استديو لوزارة الدفاع الروسية، وسيعاد تشكيله، ليقام به نشاط أكبر في “الدعاية للعنصر العسك” لدى روسيا.

وكان وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغو، أعلن، في آذار الماضي، أن “وزارة الدفاع الروسية تخطط لإنشاء استديو سينمائي لتصوير الأفلام الروائية حول الجيش الحديث للاتحاد الروسي”.

وأشار شويغو، بحسب وكالة “تاس”، إلى أنه يتم إنتاج أفلام جيدة عن الحرب “الوطنية العظمة” معربًا عن أسفه لعدم “وجود صور لائقة عن الجيش الروسي الحديث”.

ووقعت روسيا على مشروع ثقافي روسي- سوري مع المديرية العامة للسينما في سوريا، في كانون الأول من عام 2017.

وكان المبعوث الخاص للرئيس الروسي للتعاون الثقافي الدولي، ميخائيل شفيدكوي، أعلن مطلع كانون الأول من عام 2017، عن توجه الكتاب والمخرجين الروس إلى إنتاج أفلام وثائقية تروي قصة الحرب السورية.

وحاول النظام السوري من خلال عدة أعمال روائية ووثائقية نقل الواقع السوري من وجهة نظره، ويعتبر دخول روسيا على الخط السينمائي الروسي هو الأول من نوعه لها.