السياسة

ليس من المصادفة أن يتزامن التصعيد الذي تتعرض له محافظة إدلب مع العملية العسكرية التي أطلقتها فصائل “الجيش الوطني” بريف حلب في محيط مدينة تل رفعت، وذلك لعدة أسباب، بينها أن مفاوضات المنطقتين تمسكها روسيا وتركيا، اللتان أعلنتا عن عدة تحركات في الأشهر الماضية، فبينما وقع الرئيسان، رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين، اتفاق “سوتشي” في أيلول 2018 بخصوص إدلب، اتفق وزراء دفاعهما على تسيير دوريات مشتركة في محيط تل رفعت في القرى الواقعة غربي مدينة اعزاز، آذار 2019.

من باب المقاربة، تقود التطورات الحالية التي يشهدها الشمال السوري إلى ما شهدته منطقة عفرين والغوطة الشرقية، مطلع عام 2018، فمع إطلاق الجيش التركي و”الجيش الوطني” عملية “غصن الزيتون” ضد “وحدات حماية الشعب” (الكردية) في الأولى، كانت قوات الأسد بمساندة الروس والإيرانيين تقضم مناطق الغوطة الشرقية منطقة تلو الأخرى.

ومع التطورات المذكورة سابقًا، تغيب تعليقات الدول المتحكمة بمصير الشمال السوري، إذ لم تعلق تركيا على تصعيد القصف من قبل الطائرات الروسية والمروحية التابعة للنظام السوري على محافظة إدلب، والذي أدى إلى مقتل عشرات المدنيين، بينما تبتعد روسيا عن المشهد، واكتفت في الأيام الماضية بنفي مقتل عناصر لها بعد استهداف فصائل المعارضة لمعسكر لهم في ريف حماة الشمالي.

وجاء ما سبق عقب ختام الجولة الـ 12 من محادثات “أستانة”، والتي لم تتفق فيها “الدول الضامنة” على تشكيل اللجنة الدستورية، المعول عليها بوضع دستور جديد لسوريا، بينما خرج البيان الختامي للجولة ببنود فضفاضة لم تعطِ المشهد الواضح لما سيتم تنفيذه في الأيام المقبلة.

منطقة منزوعة السكان

في حصيلة نشرها فريق “منسقي الاستجابة” وُثق مقتل 38 مدنيًا وإصابة 82 آخرين، خلال الأيام الخمسة الأخيرة، التي شهدت تصعيدًا من قوات الأسد والقوات الروسية في محافظة إدلب.

وتسبب التصعيد بنزوح ما لا يقل عن 43 ألف نسمة، بحسب إحصائية الفريق، ليصبح عدد النازحين الكلي أكثر من 259 ألف نسمة، منذ مطلع شباط من العام الحالي.

وقال “منسقو الاستجابة” في نشرتهم، إن القوات الروسية وقوات الأسد استهدفت أكثر من 91 نقطة، من ضمنها 13 نقطة حيوية، تشمل أربعة مراكز طبية ومشاف، ونقطتين للدفاع المدني ومخيمين للنازحين، وخمس منشآت تجري فيها العملية التعليمية.

وإلى اليوم تكثر التحليلات عن المصير الذي ستكون عليه محافظة إدلب في الأيام المقبلة، دون الأخذ بها كحالة مؤكدة، خاصةً مع غياب التوضيحات من جانب فصائل المعارضة والتي رفعت جاهزيتها بشكل كامل على جبهات المحافظة، لصد أي هجوم قد يقدم عليه النظام السوري، بحسب ما قال المتحدث باسم “الجبهة الوطنية للتحرير”، ناجي المصطفى لعنب بلدي.

القصف الذي تنفذه الطائرات الروسية والمروحية يتركز على الريف الجنوبي لإدلب، وصولًا إلى ريفي حماة الشمالي والغربي، أي ضمن المنطقة منزوعة السلاح التي تم الاتفاق على إنشائها بموجب اتفاق “سوتشي”، الموقع بين روسيا وتركيا، في أيلول 2018، الأمر الذي أدى إلى نزوح آلاف من السكان إلى المناطق الأكثر أمانًا على الحدود السورية- التركية.

وبحسب ما قال مصدر عسكري مطلع على تواصل فصائل إدلب مع تركيا (طلب عدم ذكر اسمه)، فإن تصعيد القصف يأتي من باب الضغط على الفصائل العسكرية لتسيير الدوريات المشتركة الروسية- التركية في المنطقة منزوعة السلاح، مضيفًا أن رفض تسيير الدوريات الروسية يأتي من جانب فصائل “الجبهة الوطنية للتحرير” وليس “هيئة تحرير الشام”، والتي وافقت على تسييرها لكن بمرافقتها.

واستبعد المصدر عملية عسكرية من جانب قوات الأسد على محافظة إدلب، معتبرًا أن دخول الدوريات الروسية إلى المنطقة منزوعة السلاح يعتبر خطوة أولى لعودة بعض المناطق إلى سيطرة النظام السوري، ومن المفترض أن يعقب الأمر إجراءات تدريجية من قبل روسيا للاستحواذ على مركز مدينة إدلب.

وبحسب المصدر، في حال دخول الدوريات الروسية إلى المنطقة منزوعة السلاح تؤمّن قوات الأسد محافظة حماة بالكامل أو اللاذقية من أي استهداف من جانب فصائل المعارضة والتشكيلات الجهادية المرتبطة بتنظيم “القاعدة”.

“الجيش الوطني” يتحرك غربًا

على خلاف المتوقع، وبعكس ما تم الإعلان عنه والتحضير له، لم تتحرك فصائل “الجيش الوطني” إلى منطقة شرق الفرات، بل اتجهت غربًا إلى مدينة تل رفعت والقرى المحيطة بها، والتي تحتفظ بها “وحدات حماية الشعب” (الكردية) بعد انسحابها الكامل من منطقة عفرين، مطلع العام الماضي.

وعقب أسبوع من بدء التصعيد على إدلب أطلقت فصائل “الجيش الوطني” عملية عسكرية ضد “الوحدات” في محيط تل رفعت، 4 من أيار 2019، وسيطرت في الساعات الأولى على قريتي مرعناز والمالكية اللتين كانتا الموقعين الرئيسيين للقوات الكردية لاستهداف مدينة اعزاز ومحيطها.

وفي حديث لعنب بلدي، قال المتحدث باسم “الجيش الوطني”، يوسف حمود، إن العملية العسكرية حاليًا تتركز في محور المالكية- اعزاز، بعد التخطيط لها منذ أيام، مضيفًا أن غاية فصائل “الجيش الوطني” السيطرة على كامل القرى المحيطة بمدينة تل رفعت والمناطق التي تسيطر عليها “الوحدات” في المنطقة.

وسبق العملية هجوم لـ “الوحدات” استهدف مصفحة تركية غربي مدينة اعزاز، ما أدى إلى مقتل جندي تركي وإصابة ثلاثة آخرين.

وكانت تركيا أعلنت، في 26 من آذار الماضي، تسيير أولى دورياتها مع روسيا في مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي، وقالت وزارة الدفاع التركية، حينها، إن الجيش التركي سيّر أول دورية في تل رفعت مع روسيا، لضمان الهدنة ووقف إطلاق النار في المنطقة.

يصادف اليوم، الجمعة 3 من أيار، اليوم العالمي لحرية الصحافة، وتحتفل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم للثقافة (يونيسكو) بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة بهدف تقييم حرية الصحافة في شتى أنحاء العالم والدفاع عن الصحفيين.

تحتل سوريا المركز السابع ما قبل الأخير في تصنيف منظمة “مراسلون بلا حدود” لحرية الصحافة لعام 2019.

وتقع سوريا بالمركز 174 من أصل 180 دولة بحسب حرية الصحافة فيها، وهي بالمركز العاشر بالتصنيف العربي، الذي تتصدره تونس.

وبحسب “مراسلون بلا حدود”، فإن ظروف العمل في الصحافة “لا تحتمل” إذ تجعل الاعتقالات والاختطافات والاغتيالات العمل الصحفي في سوريا “خطيرًا وصعبًا”.

وبحسب المنظمة فإن عشرة صحفيين قتلوا على الأقل خلال عام 2018، ثلاثة منهم اغتيلوا في ظروف “مريبة”، مشيرةً إلى أن التثبت من السجلات المدنية يبين أن خمسة صحفيين مساجين قتلوا في سجون النظام السوري.

وشهد عام 2018 هروب عدد كبير من الصحفيين بعد تقدم قوات النظام السوري في الغوطة ودرعا وريف حمص خوفًا من اعتقالهم.

ولجأ النظام السوري، في آذار من العام الماضي، إلى اتخاذ أداة لقمع الصحفيين عبر الإنترنت من خلال محاكم خاصة بـ “الجرائم الإلكترونية”.

أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي لحرية الصحافة في 1993، عملًا بتوصيات الدورة السادسة والعشرين للمؤتمر العام لـ”اليونيسكو” عام 1991.

واعتمدت “يونيسكو” هذه التوصية بعد مطالبات صحفيين أفارقة، الذين وضعوا إعلان “ويندهوك” الخاص بتعددية وسائل الإعلام واستقلاليتها عام 1991.

ووفق إحصائية لـ “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” فإن 52 من الكوادر الإعلامية قتلوا تحت التعذيب منذ آذار عام 2011 حتى نيسان 2019، في حين لا يزال قرابة 349 من الكوادر الإعلامية قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري لدى سجون النظام السوري.

وتحتفل “يونيسكو” العام الحالي، بالاشتراك مع مفوضية الاتحاد الأفريقي وحكومة جمهورية إثيوبيا الديموقراطية، بالدورة السادة والعشرين لليوم العالمي لحرية الصحافة.

وأقامت المنظمة احتفالها تحت عنوان “الإعلام من أجل الديموقراطية: الصحافة والانتخابات في زمن التضليل الإعلامي”.

ويركز الاحتفال العالمي على التحديات الراهنة التي تواجهها وسائل الإعلام في فترات الانتخابات، والقدرات الكامنة في وسائل الإعلام على المساعدة في إرساء السلام والمصالحة.

أعلنت وزارة الدفاع التركية عن إصابة اثنين من عسكرييها في محافظة إدلب شمال سوريا بهجوم استهدف اليوم السبت موقعا قريبا لإحدى نقاط الجيش التركي بالمنطقة من أراضي سيطرة القوات السورية.

وأوضحت الوزارة، في بيان مقتضب أصدرته عقب الحادث، أن الهجوم نفذ بوساطة قذائف هاون، مضيفة أن أن مروحيات تركية أجلت الجنديين المصابين بجروح طفيفة إلى داخل الأراضي التركية من أجل تلقي العلاج.

حذر الاتحاد الأوروبي من مغبة التصعيد في محافظة إدلب السورية وريف حماة الشمالي جراء تكثيف الغارات الجوية هناك، داعيا روسيا وتركيا لتنفيذ التزاماتها بشأن منطقة خفض التصعيد في إدلب.

وجاء في بيان صدر، اليوم الجمعة، عن المتحدث الرسمي باسم الهيئة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي، أن "الأطراف الضامنة لأستانا تعهدت، بموجب اتفاق سوتشي في سبتمبر الماضي، بالإبقاء على منطقة خفض التصعيد في إدلب". وتابع البيان: "هذا الاتفاق يجب احترامه، لأن التصعيد العسكري في إدلب يعرض حياة أكثر من ثلاثة ملايين مدني في المنطقة للخطر، وهو سيؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية وسيزيد من خطورة مواصلة زعزعة الاستقرار في سوريا وفي المنطقة".

وأشار البيان أيضا إلى أن "الهجمات الأخيرة في إدلب استهدفت أحياء سكنية ومنازل ومستشفيات ومراكز لإيواء النازحين، الأمر الذي نتج عنه سقوط مزيد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين العزل".

وذكر البيان أن "جميع الأطراف مدعوة، في المقام الأول، لحماية سكان إدلب وضمان الوصول الآمن والدائم للمساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحتاجين الذين يعيشون معاناة كبيرة جدا".

وأكد المتحدث باسم الهيئة الدبلوماسية مواصلة دعم الاتحاد الأوروبي لجهود المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا الرامية إلى حل "حقيقي وشامل" للنزاع في هذا البلد، مشيرا إلى أن "العملية السياسية، المبنية على القرار 2254 لمجلس الأمن الدولي وبيان جنيف الذي يحترم حرية وكرامة الشعب السوري كله، وحدها كفيلة بتحقيق الحل الدائم للنزاع".

وأفادت وكالة "سانا" السورية الرسمية، أواخر شهر أبريل الماضي، بأن قوات الجيش الحكومي ردت بـ"عمليات مكثفة" على خرق المجموعات المتصلة بتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي في محاور عدة بريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي الغربي.

وأمس الخميس، جدد نائب وزير خارجيتها، فيصل المقداد، عزم دمشق على استعادة كل شبر من الأراضي السورية، مؤكدا أن حكومة البلاد لن تقبل "ببقاء الجماعات المسلحة في إدلب".

وأسفرت القمة بين الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والتركي، رجب طيب أردوغان، في سبتمبر 2018، عن توقيع اتفاق بين الدولتين الضامنتين (إلى جانب إيران) لما أطلق عليها "عملية أستانا" لتسوية الأزمة السورية، ينص أحد بنودها على تمسك موسكو وأنقرة بالإبقاء على منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب السورية.

جددت طائرات العدوان الروسي غاراتها الجوية على مدن وبلدات ريفي حماة وإدلب، اليوم السبت، ما أدى إلى سقوط المزيد من الضحايا المدنيين، إلى جانب موجة نزوح كبيرة بين السكان باتجاه المناطق الحدودية التي تعد أكثر أماناً.

وأفاد مراسل حرية برس في إدلب بأن غارات العدوان الروسي وطائرات الأسد المروحية استهدفت معظم بلدات منطقة “جبل الزاوية” في ريف إدلب الجنوبي منذ ساعات الفجر الأولى، ما أسفر عن استشهاد امرأة في بلدة “سفوهن”، وشهيدين في بلدة “أرنيبا”، إضافة إلى استشهاد طفلتين في بلدة “محبل”، فضلاً عن دمار واسع في الممتلكات المدنية والمرافق العامة.

وأضاف المراسل أن قصفاً مماثلاً استهدف بلدات “الحويجة” و”العمقية” و”كفرنبوذة” ومناطق أخرى في سهل الغاب شمالي حماة، خلفت عديداً من الإصابات، إلى جانب حركة نزوح واسعة لآلاف المدنيين هرباً من القصف.

بدورها، أعلنت “هيئة تحرير الشام” تدمير دبابة لقوات الأسد على محور “كفرنبودة” في ريف حماة الشمالي إثر استهدافها بصاروخ مضاد للدروع، ضمن سلسلة عمليات “ويشف صدور قوم مؤمنين”.

ويشهد ريفي إدلب وحماة تصعيداً مكثفاً من قبل نظام الأسد وروسيا عبر القصف بالطيران الحربي والمدفعية الثقيلة للعديد من المناطق، ما أدى إلى استشهاد عدد من المدنيين خلال الأيام الماضية.

وبدأ التصعيد مع ختام الجولة الـ 12 من محادثات “أستانا”، في 26 من الشهر الماضي، والتي لم تتفق فيها “الدول الضامنة” (روسيا، تركيا، إيران) على تشكيل اللجنة الدستورية السورية، وتقرير مصير محافظة إدلب.

وكان الاتحاد الأوروبي حذر، أمس الجمعة، من خطورة التصعيد العسكري لنظام الأسد وروسيا في المنطقة المنزوعة السلاح في شمال سوريا، داعياً موسكو وأنقرة إلى تنفيذ التزاماتهما بشأن اتفاق “سوتشي”.

ودعا المتحدث الرسمي باسم الهيئة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي في بيان له إلى احترام الاتفاق، “لأن التصعيد العسكري في إدلب يعرض حياة أكثر من ثلاثة ملايين مدني في المنطقة للخطر، وهو سيؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية وسيزيد من خطورة مواصلة زعزعة الاستقرار في سوريا وفي المنطقة”.

أعلنت إسبانيا أنها قامت بتوطين 389 لاجئا سوريا حتى أبريل الماضي، مؤكدة نيتها تنفيذ خطة لاستضافة 1200 سوري في العام 2019.

وقال وزير الخارجية الإسباني، جوسيب بوريل، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأردني، أيمن الصفدي، عقب لقائهما في عمان، اليوم الخميس، حسبما نقلته وكالة "بترا" الأردنية الرسمية: "الأردن شريك أساس لإسبانيا، ونموذج للاعتدال والاستقرار في المنطقة وشريك موثوق في جميع قضايا المنطقة كعملية السلام في الشرق الأوسط وسوريا".

وأضاف بوريل قائلا: "أود أن أبرز جهود الأردن الضخمة في التعامل مع أزمة اللجوء الناجمة عن الصراع في سوريا، ونحن نقدر للأردن روح التآخي والكرم في التعاطي مع هذه الأزمة".

وتابع حديثه: "أعلنت إسبانيا، خلال مؤتمر سوريا الثالث في 14 مارس الماضي بمدينة بروكسل، التزاما ماليا بقيمة 25 مليون يورو (من ضمنها 16 مليونا من مبلغ 76 مليون يورو تمثل الجزء الثاني من حصة إسبانيا في برنامج الاتحاد الأوروبي وتركيا للتسهيلات للأعوام 2019-2023)".

وأوضح بوريل أنه "في إطار الخطة الوطنية الإسبانية لإعادة التوطين، وافقت إسبانيا على استضافة 700 لاجئ سوري قادمين من الأردن للعام 2018، و1200 لاجئ للعام 2019، حيث تم توطين 389 لاجئا سوريا قادمين من الأردن لغاية شهر أبريل من العام الحالي".

من جانبه، أكد وزير الخارجية الأردني أن "العلاقات بين المملكتين تسير بخطى ثابتة نحو تفعيل التعاون"، لافتا إلى أن إسبانيا هي "ثالث أكبر شريك اقتصادي للأردن بين دول الاتحاد الأوروبي".

وأكد أن المحادثات بين الوزيرين تناولت قضية تسوية الأزمة السورية، وقال في هذا السياق: "نؤكد ضرورة التقدم باتجاه حل سياسي ينهي هذه المعاناة وهذه الكارثة، ويحقق الأمن والاستقرار لسوريا ويضمن وحدتها وتماسكها".

وبينت "بترا" أن هذا اللقاء جاء تنفيذا لمذكرة التفاهم التي وقعها البلدان العام الماضي "لتأطير عملية التشاور والتنسيق بينهما وبين مؤسساتهما".

وبحسب معطيات أصدرتها جهات رسمية مختلفة في وقت سابق، فقد فر من سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية في البلاد عام 2011، زهاء 7 ملايين شخص معظمهم إلى تركيا والأردن ولبنان.

ويعد الأردن من الدول الأكثر استقبالا للاجئين السوريين، وتشير تقارير صادرة عن الأمم المتحدة إلى أن المملكة فيها نحو 630 ألف لاجئ سوري مسجلين رسميا، في حين تقول الحكومة الأردنية إن عدد الذين هربوا إلى البلاد من الحرب السورية تجاوز 1.3 مليون ما بين مسجلين كلاجئين وآخرين عابرين للحدود.

حذر الاتحاد الأوروبي أمس الجمعة، من خطورة التصعيد العسكري لنظام الأسد وروسيا في المنطقة المنزوعة السلاح في شمال سوريا، داعياً موسكو وأنقرة إلى تنفيذ التزاماتهما بشأن اتفاق “سوتشي”.

وقال المتحدث الرسمي باسم الهيئة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي في بيان له: إن “الأطراف الضامنة لأستانا تعهدت، بموجب اتفاق سوتشي في سبتمبر الماضي، بالإبقاء على منطقة خفض التصعيد في إدلب”.

وأضاف: “هذا الاتفاق يجب احترامه، لأن التصعيد العسكري في إدلب يعرض حياة أكثر من ثلاثة ملايين مدني في المنطقة للخطر، وهو سيؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية وسيزيد من خطورة مواصلة زعزعة الاستقرار في سوريا وفي المنطقة”.

وأشار البيان إلى أن “الهجمات الأخيرة في إدلب استهدفت أحياء سكنية ومنازل ومستشفيات ومراكز لإيواء النازحين، الأمر الذي نتج عنه سقوط مزيد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين العزل”.

وذكر البيان أن “جميع الأطراف مدعوة، في المقام الأول، لحماية سكان إدلب وضمان الوصول الآمن والدائم للمساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحتاجين الذين يعيشون معاناة كبيرة جداً”.

وأكدت المتحدث باسم الهيئة الدبلوماسية على مواصلة الاتحاد الأوروبي دعم عمل المبعوث الأممي إلى سوريا “غير بيدرسون”، بهدف التوصل إلى حل سياسي حقيقي وشامل.

وتشهد “منطقة خفض التصعيد الرابعة” والأخيرة اعتداءات متصاعدة من جانب قوات الأسد ومليشياته وقوات العدوان الروسي التي صعدت خلال الأيام الماضية عملياتها في المنطقة، حيث شنت الطائرات الحربية مئات الغارات الجوية بالصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة على عشرات القرى والبلدات، ما تسبب باستشهاد عشرات المدنيين وإصابة مئات.

قال وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو”، اليوم الخميس إن أنقرة وواشنطن تقتربان من الاتفاق على تفاصيل منطقة آمنة مزمعة في شمال شرق سوريا على الحدود التركية.

جاء ذلك لدى رده على سؤال في مؤتمر صحفي، بشأن المحادثات التركية هذا الأسبوع مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا.

وفي هذا الصدد قال الوزير: “يمكنني القول إن هناك تقارب في الآراء بين الجانبين التركي والأمريكي، نتيجة المباحثات وتبادل الآراء”، مضيفاً: أن الجانبان لم يتفقا على جميع المواضيع حتى الآن، ولكنهما أحرزا تقدماً، على حد تعبيره، مشيراً إلى أن هناك ترتيبات جارية لزيارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” إلى أنقرة.

وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا “جيمس جيفري” التقى أمس الأربعاء، مع المتحدث باسم الرئاسة التركية “إبراهيم كالن” لبحث مستجدات الملف السوري وتطوراته.

من جانبه، علق الناطق باسم البنتاغون على تصريح وزير الخارجية التركي، بشأن اتفاق المنطقة الآمنة قائلاً: “نواصل محادثاتنا المكثفة مع تركيا بشأن آلية أمنية تأخذ في الحسبان المخاوف التركية، بشأن الأمن على الحدود التركية السورية”.

وتابع: “كان تواصلنا معهم مثمراً حتى الآن”، مشيراً إلى أنه لن يناقش التفاصيل المتعلقة بالمحادثات الدبلوماسية الجارية.

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” أعلن مطلع العام الحالي، أن بلاده ستتولى إنشاء المنطقة الآمنة شرقي نهر الفرات على الحدود السورية، حال تلقيها الدعم المالي من “واشنطن” و”التحالف الدولي”، وذلك بعد تغريدة للرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” قال فيها: إن “بلاده تعتزم إقامة منطقة آمنة في الشمال السوري بعمق 20 ميلاً”.

تعهد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بأن تواصل بلاده جهودها لجعل سوريا آمنة من جديد وتسليم كل أراضيها "إلى أصحابها الحقيقيين".

وقال أردوغان، في كلمة ألقاها اليوم الجمعة، خلال حفل توزيع الجوائز ضمن فعالية "أسبوع الابتكار التركي"، في اسطنبول، متطرقا إلى الملف السوري: "لا نلمس دعما لجهود بلادنا لجعل الأراضي السورية آمنة مجددا".

ولفت أردوغان إلى أن "الذين حولوا سوريا إلى مستنقع، ومن ثم بدأوا يشتكون من ذلك، يحاولون تطويق حدود تركيا عبر حزام إرهابي".

وشدد الرئيس التركي على أن بلاده لن تسمح بوجود أي تهديد ضدها في سوريا، قائلا: "سنواصل كفاحنا حتى نسلم جميع الأراضي السورية، بما في ذلك منبج ومنطقة شرق الفرات، إلى أصحابها الحقيقين".

وتسيطر تركيا والقوات الموالية لها من تنظيم "الجيش السوري الحر" على مناطق واسعة بمحافظة حلب شمال سوريا، نتيجة عمليتي "درع الفرات"، التي نفذت في 24 أغسطس 2016 ضد "داعش"، و"غصن الزيتون" الجارية منذ 20 يناير من العام 2018 ضد "وحدات حماية الشعب" الكردية.

وأكد الرئيس التركي بصورة متكررة عزم بلاده على مواصلة أنشطتها العسكرية في سوريا، للقضاء على التهديدات النابعة منها للأمن التركي، خاصة من باقي أراضي حلب وكذلك شرق الفرات الخاضعة لسيطرة "وحدات حماية الشعب" التي تعدها أنقرة إرهابية، كما تواصل الالتزام بمواقف مناهضة لسلطات البلاد بقيادة الرئيس، بشار الأسد، وتعدها نظاما غير شرعي ارتكب جرائم حرب بحق مواطنيه.

وتسعى تركيا لإنشاء مؤسسات إدارية في المناطق التي سيطرت عليها، رغم معارضة الحكومة السورية، مكونة من أفراد التشكيلات العسكرية والسياسية المناهضة لدمشق بينها "الجيش السوري الحر" و"الحكومة السورية المؤقتة" و"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية".

لقي مدني واحد مصرعه وأُصيب 4 آخرون جراء استهداف الفصائل المسلحة بقذيفة صاروخية مدينة جبلة في ريف اللاذقية، وفقا لما أفاد به مصدر طبي.

وذكرت وكالة "سانا" أن مجموعات مسلحة تتحصن في محافظة إدلب وأقصى الريف الشمالي في اللاذقية قرب الحدود التركية استهدفت فجر اليوم الخميس بالصواريخ قرية بخضرمو بريف مدينة جبلة ما تسبب في مقتل مدني وإصابة 4 آخرين بجروح، بالإضافة إلى وقوع أضرار مادية في المنازل.

ورد الجيش على مصدر إطلاق القذائف الصاروخية لتدمير منصات إطلاق الصواريخ التي استخدمها المسلحون.

وتنتشر في أقصى ريف اللاذقية الشمالي، قرب الأراضي التركية والحدود الإدارية مع محافظة إدلب، مجموعات مسلحة تابعة لتنظيم "جبهة النصرة" و"الحزب التركستاني".