الاقتصاد والأعمال

تشهد محلات الصاغة في عموم محافظة إدلب اقبالاً كبيراً من الزبائن الراغبين في بيع بعض المصاغات الذهبية التي يمتلكونها، مستغلين ارتفاع أسعار الذهب ووصول الغرام إلى حدود 19 ألف ليرة سورية.

وأفاد “أنس العموري” وهو صائغ في بلدة أطمة شمالي إدلب  أن “سعر غرام الذهب ارتفع بشكل مفاجئ خلال الأيام الماضية، حيث سجل ارتفاع الغرام الواحد عيار 21 قيراطاً إلى 19300 ليرة سورية، بمعدل 1800 ليرة سورية زيادة عن أسعاره في نهاية العام 2018 الذي بلغت حينها 17500 ليرة سورية.

وأوضح “العموري”، أن “الارتفاع في أسعار الذهب يعود إلى ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية في السوق الموازية خلال الأيام الماضية، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الأونصة عالمياً بأكثر من 3 بالمائة خلال شهر”.

ونشطت حركة البيع في سوق الذهب بمدينة إدلب، في حين تراجع شراؤه بشكل كبير، كما ذكر “العموري”، مبيناً أن التراجع يعود إلى ارتفاع سعره وحالة الجمود الاقتصادي نتيجة فصل الشتاء التي تنخفض فيها المبيعات عادة.

بدورها، عبرت “أم أحمد” وهي من سكان بلدة أطمة خلال حديثها مع  عن فرحتها بارتفاع أسعار الذهب، وذلك بسبب حصولها على أرباح جيدة في مصاغ ذهبي كانت قد اشترته في وقت سابق بهدف بيعه لاحقاً عند غلاء الأسعار.

وبدأت أسعار الذهب بالارتفاع منذ بداية تشرين الأول 2018 بعد فترة من الاستقرار، عندما زاد سعر غرام الذهب عيار 21 بنحو 500 ليرة وصولاً إلى 16 ألف ليرة، بحسب الأسعار المعلنة من “جمعية الصاغة بدمشق” التابعة لنظام الأسد.

 

أصدر مجلس مدينة إدلب التابع لهيئة الخدمات في “حكومة الإنقاذ”، قراراً يقضي بإزالة البسطات والأكشاك الموجودة على الأرصفة والطرقات الرئيسة في المدينة.

ولاقى القرار حالة من الاستياء والغضب الشعبي بين أهالي المدينة، وخصوصاً المهجرين الذين يعتمدون بشكل كبير على البسطات في تحصيل قوت يومهم في ظل ظروف إنسانية صعبة وانعدام فرص العمل.

وقال “أبو عامر” صاحب بسطة مازوت ومهجر من مدينة مضايا لحرية برس: إنه “مع انعدام فرص العمل اضطررت لفتح بسطة صغيرة على الرصيف أستطيع مما تنتجه من مردود مادي أن أكفي به عائلتي المكونة من أربع أطفال”.

وأضاف: “يعتبر هذا القرار ظالم بالنسبة لنا نحن المهجرين قسرياً إلى إدلب، لأنه سيكون سبباً في قطع أرزاق عشرات العائلات التي تعمل في هذه المنطقة، وإرهاق للمهجرين في تحصيل لقمة عيشهم”.

بدوره، قال “خالد أصفري” من أهالي مدينة إدلب، إن “هذا القرار غير صائب من مجلس المدينة، وذلك بسبب الضائقة الاقتصادية التي يعانيها معظم السكان، حيث تعتبر البسطات وسيلة غير مكلفة لأي شخص يرغب بتأمين متطلبات عائلته من خلالها”.

بالمقابل، أيّد “أبو رائد” أحد أهالي مدينة إدلب قرار إزالة البسطات من الطرقات والأرصفة، عازياً ذلك إلى أن “البسطات العشوائية المنتشرة سببت حالة من الفوضى، إلى جانب ازدحام كبير بين المارة الذين لا يستطيعون التنقل، حيث يقوم الباعة بوضع بضاعتهم على الرصيف بشكل كامل تمنع المرور خلاله”.

وحول الأهداف الحقيقية من هذا القرار صرح “أحمد علوش” رئيس مجلس مدينة إدلب لحرية برس: أن “هذا القرار ليس إلغاء للبسطات بقدر ما هو إعادة تنظيم تموضعها، حيث نعمل على منع إشغال الطرقات والأرصفة قدر الإمكان وسنبدأ العمل بالأماكن الأكثر ازدحاماً وتنظيمها بأماكن محددة”.

وأضاف “علوش” أنه “تم تشكيل لجنة مختصة لتحديد المواقع التي يجب أن تكون فيها البسطات والأكشاك”، مشيراً إلى أنه “تم تحديد 30 موقعاً تغطي جميع أنحاء المدنية ستنقل إليه على مراحل”.

وكان مجلس مدينة إدلب أصدر قراراً بتاريخ 26/12/2018 ينص على منع وجود أي بسطة أو براكية في الساحة العامة والحدائق والأرصفة والطرقات، تحت طائلة الإزالة على نفقة المخالف.

وتحولت محافظة إدلب خلال العام الفائت إلى قبلة المهجرين الوحيدة الذين خرجوا من المناطق التي وقعت اتفاقيات “مصالحة” مع الجانب الروسي وقوات الأسد، وبلغ التعداد السكاني فيها قرابة 4 مليون نسمة وفق إحصائية “منسقي الاستجابة” في الشمال السوري.

أيدت اللجنة الاقتصادية في رئاسة مجلس الوزراء مقترح وزارتي الاقتصاد والنفط بالسماح لغرف الصناعة باستيراد مادة الغاز براً من دول الجوار .
وتقوم وزارة الاقتصاد بموافاة وزارة النفط بجداول يومياً بالكميات والمنشآت الصناعية التي تم تزويدها بمادة الغاز ضماناً لاستمرار الإنتاج الصناعي في ضوء تحديات المرحلة الراهنة بتأمين المشتقات النفطية وخاصة مادة الغاز السائل.

خسرت الليرة السورية نحو 13.2% من قيمتها خلال الأشهر الأربعة الأخيرة حيث ارتفع سعر الصرف مقابل الدولار من 463 ليرة في نهاية شهر أيلول/ سبتمبر من العام الماضي إلى 532 ليرة أمس الجمعة.

فبعد استقرار نسبي في سعر صرف الليرة السورية دام أكثر من عام، بدأ الارتفاع التدريجي لسعر الدولار أمام الليرة السورية ابتداء من شهر أكتوبر/ تشرين الأول عام 2018  حيث كان سعر الدولار يساوي 463 ليرة سوريا ووصل في نهاية العام إلى 500 ليرة سورية، ثم واصل ارتفاعه في الشهر الأول من العام الجاري حتى وصل إلي 530

يأتي بالرغم من عودة الاستقرار إلى الكثير من المناطق في سوريا وآخرها كان تحرير ما تبقى من محافظات ريف دمشق وحمص ودرعا والقنيطرة بالكامل، وإعادة افتتاح معبر نصيب الحدودي في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2018، وعودة الحركة التجارية بين سوريا والأردن وتصدير العديد من المنتجات إلى الأردن.

وتحتاج سوريا إلى دعم الصادرات من الإنتاج المحلي لكي تتمكن من النهوض الاقتصادي الحقيقي في ضوء المؤشرات التي سببتها الحرب السورية، حيث تمتلك سوريا قاعدة إنتاجية زراعية وصناعية وافرة وتواجه الحكومة السورية مهمة زيادة أرقام الصادرات وإيجاد أسواق خارجية للمنتجات السورية الزراعية والصناعية.

وبهذا الخصوص اعتبر الدكتور سنان ديب رئيس جمعية العلوم الاقتصادية في اللاذقية في حديثه أن سعر الصرف لا يتصل بشكل مباشر بالواقع الأمني والإقتصادي لأنه لو كان كذلك، لكان استقر بعد الانتصارات العسكرية وفتح معابر ومنافذ على دول الجوار وعودة الكثير من القطاعات الاقتصادية الإنتاجية، ولكنه كان انعكاس لحالة تهويل نفسي مركبة تمازجت بها أسباب كثيرة ومنها سياسة تثبيت السعر من المركزي لفترة طويلة وعدم العمل وفق قيادة السوق وإنما كان تابع لها وهذه السياسة معمول بها منذ بداية الأزمة ووفق نفس العقلية.

وتابع الدكتور ديب: "ثانيا المضاربات وعدم اجتثاث بعض الصرافة بالسوق السوداء ولهؤلاء شبكات على التواصل الاجتماعي لتعويم مبتغاهم وهم بذلك يكملون أدوات الإرهاب الاقتصادي والتي بدأت تمارس على سوريا للابتزاز السياسي بعد عجز الإرهاب العسكري وهنا نركز على افتعال بعض الأزمات المترافقة بقانون عقوبات أمريكي يحضر له وسط صمت إعلامي ووسط صمت المصرف المركزي ووسط خوف شعبي.

وأضاف ديب "الارتفاع وهمي لا يشخص الواقع لأن الواقع الاقتصادي بمؤشراته الكلية أفضل.. وحتى إذا لاحظنا لم يكن هناك تحفظ على تطويل قائمة المستوردات. المهم هي غيمة وفق مؤشرات الواقع والتوقعات المتوسطة سيزيد رصيد البلد من الدولار بزيادة التحويلات و العائدات الاقتصادية وعودة السياحة وعودة رؤوس أموال مهاجرة لعودة الأمن والأمان..الموضوع بحاجة لتلازم نظرة صحيحة للمركزي و إعلام مرئي يسلط الضوء على الارتفاع الوهمي والضرب بيد من حديد للسوق السوداء التي تفرض رؤيتها على السعر الوهمي.  

وكانت صحيفة "الوطن " السورية في وقت سابق عزت ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السورية إلى الذعر في السوق الذي قاده المضاربون عبر الإشاعات والتصريحات غير العلمية عبر "فيسبوك"، لتحقيق أرباح، ولأسباب أخرى ذات بعد سياسي. 

ونقلت الصحيفة عن الخبير في الشؤون النقدية وأسواق المال سامر كسبار تأكيده أن انخفاض سعر الصرف نحو 10% خلال الفترة الماضية، ناتج رئيس عن عمليات تحفيز الطلب في السوق، بجميع أشكاله، التجاري، بطبيعة الحال، لتمويل المستوردات، وما يسمى الطلب "البيتوتي" بلغة السوق، وذلك بمعنى تحول المواطنين إلى ادخار الدولار مجددا، خوفا من خسارة مدخراتهم بالليرة السورية، وبالتالي أصبح هناك ضغط من ناحية الطلب في السوق، بمستوى أعلى من الإيرادات الذاتية بالطرق الرسمية للدولار من خلال مبيع الدولار والحوالات نظرا لارتفاع الهامش بين السعر الرسمي والسعر في السوق السوداء بنحو 30 ليرة.

وكانت تداعيات الحرب السورية التي بدأت عام 2011 أدت إلى انخفاض قيمة الليرة السورية بمقدار 10 أضعاف حيث كان الدولار الواحد يساوي 48 ليرة سورية قبل بداية الحرب ليصل الآن إلى 530 ليرة سورية.

وتحتاج سوريا بشكل عاجل إلى تطوير قطاعها الصناعي العام وتحويل شركاته إلى رابحة ومنافسة للحد من الهدر وإيجاد إيرادات إضافية من خلال إيجاد أسواق تصريف للمنتجات السورية الحكومية والخاصة في الدول التي يمكن أن تصدر إليها هذه المنتجات، بالإضافة إلى دعم القطاع الزراعي الكبير في سوريا وإيجاد أسواق تصريف خارجية له (مثل محاصيل الليمون والبندورة والزيتون والقطن وغيرها) بالإضافة إلى دعم قطاع الدواجن السوري الذي يعاني من الخسائر بسبب انخفاض أسعار التصريف وارتفاع تكلفة المدخلات (الأعلاف والأدوية وغيرها).