منوعات

أصدر مجلس جامعة حلب في المناطق المحررة اليوم الإثنين، بياناً أكد فيه رفض قرار مجلس التعليم العالي التابع لحكومة الإنقاذ في إدلب والذي جاء فيه ضم كليات ومعاهد وشعب جامعة حلب في المناطق المحررة في كل من الأتارب وعين جارة وبشقتين وكفرتخاريم ومعرة النعمان للمجلس المذكور.

ولفت مجلس جامعة حلب إلى استمرار العملية التعليمية والامتحانية لكليات ومعاهد جامعة حلب في المناطق المحررة في مواعيدها المعلنة بجداول امتحانات الكليات والمعاهد وفي مواقعها الجغرافية نفسها.

وأكد المجلس على التزام الهيئة التعليمية بكامل أعضائها وكذلك الكادر الإداري بأداء واجباته المتعلقة بالعملية الامتحانية والتعليمية، والالتزام بواجبه التعليمي تجاه الطلبة والحرص على أداء امتحاناتهم ومتابعة دراستهم في جامعة حلب في المناطق المحررة التي سجلوا فيها.

وشددت الجامعة على استمرارها بجميع التزاماتها تجاه الهيئة التعليمية والإدارية فيها، مؤكداً المجلس بكامل هيئته التعليمية والإدارية الحرص الشديد على مستقبل الطلاب من خلال إيجاد كافة الحلول الممكنة للحفاظ على مصلحة الطلاب في حال ظهور أي موانع أو تحديات أثناء سير العملية التعليمية والامتحانية.

وأشاد المجلس بموقف اللجان الطلابية في هذا الظرف الشديد وجميع المؤسسات الثورية والمجالس المحلية التي لها موقف إيجابي يصب في مصلحة الجامعة وطلابها، مطالباً أعضاء الهيئة التعليمية والكادر الإداري والطلبة بالحرص على إنجاح العملية التعليمية والامتحانية، وعدم الانجرار إلى كل ما يعيق ذلك.

وسبق أن هدد مسؤولون في حكومة الإنقاذ في إدلب، الكادر التدريسي في جامعة حلب الحرة بالاعتقال في حال استمروا بالاحتجاج على قرارات حكومة الإنقاذ ورفضوا الانضمام لها، وذلك على خلفية مظاهرة لطلاب وطالبات جامعة حلب الحرة في مدينة الدانا بإدلب في كانون الأول من العام الماضي.

سبق أن أعلن طلاب وطالبات جامعة حلب في المناطق المحررة في 23 كانون الأول من العام الماضي وأول أمس، تعليق دوامهم في الجامعة، احتجاجاً على التدخل من قبل حكومة الإنقاذ في سير العملية التعليمية وتعرضها للكليات التابعة لجامعة حلب الحرة واعتدائها المستمر على مقر رئاسة الجامعة في مدينة الدانا ومحاولة السيطرة عليها بالقوة مستعينة في أعمالها بهيئة تحرير الشام.

 لم تعد ظاهرة ترك الأطفال الرضع على قارعة الطريق أمراً مستغرباً، فبعد أن كانت تثير الدهشة والتساؤلات حول مايمكن أن يدفع الأم إلى التخلص من فلذة كبدها، باتت هذه الظاهرة جزءاً من يوميات كثيرين يتعايشون معها وكأنّها خبر سيئ آخر.

انتشرت ظاهرة وضع أطفال حديثي الولادة، في الأشهر الأخيرة، في الأماكن العامّة في مناطق الشمال السوري المحرّر، وقد أصبح هناك عائلات ترعى الأطفال ريثما يتم كشف مصائرهم.

وكان آخر الحوادث في يوم الجمعة 18 يناير/كانون الثاني الجاري، حيث عُثِر على طفل حديث الولادة في مدخل إحدى أبنية مدينة أريحا، جنوبي محافظة إدلب، لكن الشخص الذي تكفل به رفض التواصل مع جهات إعلامية، أو حتى إعطاء الطفل إلى أشخاص آخرين طلبوا التكفل به.

وللحديث عن أسباب هذه الظاهرة، قال الدكتور ’’فواز العواد‘‘،الأستاذ الجامعي في قسم التربيَّة والإرشاد النفسي، في حديثه لحرية برس، إن ’’ذلك يعود إلى انتشار الرذيلة والبغاء والسفاح، والنتيجة الحتمية لهذا الانحدار وجود أطفال غير مرغوب فيهم، وتركهم على قارعة الطريق أو إلى جانب حاوية نفايات أو في مدخل عمارة أو مسجد‘‘، حسب وصفه.

وأضاف العواد أنَّ ’’ظاهرة الأطفال اللقطاء غريبة على مجتمعنا السوري، لكنها ظهرت في السنوات الأخيرة نتيجة لعوامل عديدة، لكن هذه الحوادث التي تُفاجئ المجتمع السوري بشكل متكرّر أصبحت ظاهرة، حيث أن الأمر تعدى الحوادث الفرديَّة نادرة الوقوع، إلى حالات متعدّدة في مناطق مختلفة جغرافياً وثقافياً واقتصادياً، ولا شك أنَّ هذه الظاهرة تنتشر في مجتمعات عربيَّة وإسلاميَّة كثيرة، وترتفع نسبتها في المناطق التي تُعاني من أزمات الحروب والنزوح والفقر، وقد نشرت تقارير متعددة حول هذه الظاهرة المؤلمة في العراق وغزة والأردن ومؤخراً في سوريا‘‘.

وبالنسبة إلى الحلول، أوضح الدكتور العواد أنَّ ’’القانون والدين والتثقيف هي الأعمدة الثلاثة الأساسيّة من أجل الوقاية من ظاهرة الأطفال اللقطاء والحدّ منها، فالقانون يضمن حماية المرأة التي أخطأت ووقعت في الرذيلة من الانتقام بحجة دافع الشرف الذي لا يستند إلى شرع، أو مبرّر قانوني، وبالتالي عندما تعلم المرأة بأمر تورطها بالحمل من سفاح أو زنا يمكنها أن تلجأ إلى السلطات القانونيَّة التي تحميها، وتضمن لها المحافظة على حياتها، لكن مع غياب السلطة القانونيَّة لم يعد أمام النساء المتورطات بالحمل إلا اللجوء إلى التخلص من الجنين قبل الفضيحة التي قد تهدد حياتها‘‘.

وأشار الدكتور إلى أنَّه لا بدّ للوقاية من ظاهرة الأطفال اللقطاء، من نشر التديّن الصحيح الذي ينمي الضمير الأخلاقي، ويُعدّل السلوك، ويحمي الإنسان من الوقوع في الرذيلة والعلاقات غير الشرعيَّة لما يترتب عليها من عقوبات سماوية، ولا شك أنَّ مناطق شاسعة باتت مكتظة بالسكان والنازحين، ومحرومة من التوعيَّة الدينيَّة، وتدعيم القيم الأخلاقيَّة الرادعة، حسب تعبيره.

بينما يعتمد الركن الثالث على التثقيف والتوعية بمخاطر العلاقات غير الشرعية على الصعيد النفسي والصحي والاجتماعي والأخلاقي، حيث شدد الدكتور على وجوب ’’أن تنشر المنظّمات المجتمعيَّة الكتيبات وتقيم المحاضرات وورش العمل للتثقيف بمخاطر العلاقات غير الشرعيَّة وآثارها، بالإضافة إلى التوعيَّة بالسبل القانونيَّة للتعامل مع الحالة في حالة حدوثها‘‘.

وأضاف الأستاذ الجامعي: ’’لا شك أنَّ ظاهرة الأطفال اللقطاء في المجتمع السوري، والمحرر منه على وجه التحديد، بحاجة إلى ندوات علميَّة، وورش عمل يقوم بها المختصّون في علم الاجتماع والتربيَّة وعلم النفس والإعلام والدين، ليتم تحديد هذه الظاهرة (أسبابها وآثارها وعلاجها)، ثم وضع الاستراتيجيَّات العمليَّة الكفيلة بالحدِّ منها، وكلّ ذلك يكون بالتعاون مع المنظمات الفاعلة والمجالس المحليَّة والهيئات الدينيَّة والإعلاميَّة‘‘.

وحول سؤالنا عن مدى التعاطف مع أولئك الأطفال وكيفية تربيتهم، أفاد العواد أنَّ ’’التعاطف موجود، ولكن الأهم حصول الأطفال على حقّهم بالحياة والعلاج الصحي والحماية الاجتماعيَّة والنفسيَّة، ما يضمن نمواً سليماً لشخصياتهم بعيداً عن مطاردتهم بـ(وصمة العار) كونهم مجهولي النسب، ويختلف التعامل مع هؤلاء الأطفال، فمنهم من يحظى بأسرة تكفله بين أفرادها كواحد منهم، ومنهم من يحوَّل إلى دور رعاية مع أطفال أيتام معروفي النسب لكنهم يشتركون بفقد الأبوين، أحدهما أو كليهما، وهنا يتلقى الأطفال الرعاية العامة بدون تمييز مع أقرانهم الأيتام‘‘.

واختتم الدكتور حديثه بالقول: ’’إنَّ المجتمع السوري مجتمع متدين ومحافظ لذلك يُصدم جداً بحالات الأطفال اللقطاء، حيث أنها تشير إلى انتشار العلاقات غير الشرعيَّة، وعلى ضعف الوازع الأخلاقي، ما يزيد من شعور السوريين بالألم النفسي على الحالة الاجتماعية التي وصلنا إليها ضمن ظروف سياسيَّة عالميَّة منحت المجرمين الفرصة للاستمرار بالتنكيل بالشعب السوري المطالب بكرامته وحريته، بالتزامن مع ضعف الدعم الإنساني الدولي الكافي الذي يضمن الحدّ الأدنى من متطلبات الحياة الكريمة‘‘.

وتكرّرت هذه الظاهرة مؤخراً في الشمال السوري، حيث وُجد أحد الأطفال مرمياً على قارعة الطريق قرب مدينة سراقب شرقي إدلب، في الثامن من ديسمبر الماضي، ونقل إلى أحد مشافي المدينة لتلقي العلاج، وسبق ذلك العثور على طفلة حديثة الولادة في مدخل مبنى في حي العصيانة في مدينة أعزاز، شمالي حلب، في الثالث من أكتوبر الفائت، وكان وضعها الصحي جيداً وتكفل بها شخص من مدينة تل رفعت، وقبل ذلك تكفل أحد عناصر شرطة مدينة عفرين شمالي حلب، يُدعى ’’محمد الحمدو‘‘ بطفل؛ حيث احتضنه منذ لحظات وصوله إلى مقر الشرطة في تاريخ 22/ 10/ 2018، ويقوم بتربيته مع زوجته التي تُرضعه إلى جانب طفلتهما التي تكبره بخمسة أيام.

ومن وجهة نظر علم الاجتماع، فإنَّ هذه الظاهرة لها أسباب كثيرة يتمثل أهمها في ’’انتشار السفاح ببن الرجال والنساء الذين يختارون هذا الطريق بديلاً عن الزواج الشرعي الذي يحترمه المجتمع ويضمن الاعتراف بالمولود، وحقّه في العيش ضمن أسرة آمنة، إضافة إلى خوف النساء من جرائم الشرف والانتقام من قبل أقاربهن في حال اكتشاف الولادة خارج إطار الحياة الزوجية الشرعية‘‘.

كما أن ’’ضعف الوازع الديني والأخلاقي أو انعدامهما أحياناً يلعب دوراً مهماً في الوصول إلى التخلص من طفل عمره ساعات أو أيام على قارعة الطريق أو إلى جانب حاوية النفايات، بالإضافة إلى أن الفقر والعوز المادي الذي وصل إليه المجتمع السوري قد يدفع بعض الأمهات والآباء إلى التخلي عن المولود الجديد للتخفيف من أعباء الحياة، فضلاً عن أن انتشار المخيمات العشوائية وغيرها، والاختلاط غير المنضبط مع غياب التوعية والتثقيف الأخلاقي، يُسهمان بشكل كبير في تسهيل الحمل عن طريق العلاقات غير الشرعية‘‘.

ظهرت في الآونة الأخيرة لعبة قتالية حماسية تدعى (PUBG) وهي لعبة أكشن عبر الإنترنت يصل فيها عدد المقاتلين إلى مئة مقاتل من كافة أنحاء العالم، وتتكون من مجموعات عدة بين حلفاء وأعداء، وتضم كل مجموعة 4 مقاتلين وتستغرق جولة القتال الأولى نحو 60 دقيقة، والهدف منها هو القتال، ويكسب الجولة من يصمد حتى نهاية المعركة، وتحاكي اللعبة الواقع من حيث دقة وضوح المقاتلين ومعالم المدن التي تتحول إلى ساحات معارك، والأسلحة المتوفرة في داخلها وأنواعها، الأمر الذي أذهل اللاعبين ونقلهم إلى العالم الافتراضي وشكل لهم هاجساً كبيراً وأوصلهم إلى مرحلة الإدمان على اللعب ساعات طويلة على مدار اليوم.

أحمد الصالح، شاب في التاسعة عشرة من عمره، من أهالي مدينة سلقين في غربي إدلب، يروي  عن تجربته الأولى في لعبة (PUBG) قائلاً: “بدأت ممارسة اللعبة منذ خمسة أشهر، وبدأت باللعب في الأيام الأولى وقتاً لا يتعدى ستبن دقيقة وبشكل متقطع، حيث كنت أدخل وأخرج منها بإرادتي، ومع توالي الأيام أصبحت مدمناً عليها ووصلت ساعات اللعب إلى أكثر من ست ساعات يومياً؛ وكأن هنالك شيئاً يدفعني إليها”.

وتابع: “باتت (PUBG) جزءاً مني والتخلي عنها ليس أمراً سهلاً، خصوصاً بعد لعبها على مدى أشهر وتعرفي إلى مقاتلين من أنحاء الوطن”، موضحاً أن “اللعبة لها فوائد عديدة من تعليم فنون القتال ومعرفة أنواع الأسلحة”.

وأشار في حديثه إلى أن “اللعبة تخفف من الآثار السلبية التي يعيشها الشباب المدني في محافظة إدلب وواقعها الخطير والهروب منه إلى عالم افتراضي قتالي يلهينا عما نحن فيه بغرض التسلية والترفيه”، مؤكداً أن “اللعبة لا تشكل خطراً على من يحمل العقل السليم ولا تدفع إلى ارتكاب أعمال قتالية في الواقع لأنها أولاً وأخيراً لعبة أكشن كغيرها من الألعاب، والهدف منها هو التسلية والترويح عن النفس ليس إلا”.

“في دقائق قليلة من ممارستي اللعبة تنتابني الرغبة في الانتقال من العالم الافتراضي إلى الواقع لكي أُحارب من يُهدد محافظة إدلب”، هذا ما قاله عمر عبد الجليل من أهالي مدينة إدلب وأحد لاعبي (PUBG) لـ”حرية برس”.

وتابع عبد الجليل قائلاً: “تحولني هذه اللعبة من شاب يفتقر إلى أساليب القتال إلى شاب يخشاه اللاعبون الآخرون، وفور البدء باللعبة أنتقل لاشعورياً إلى أرض الواقع وكأني أُقاتل كل من يريد أن يجلب الخطر إلى إدلب”.

وأضاف: “أقضي ست ساعات في ممارسة اللعبة يومياً، بهدف القتال وتحقيق الفوز والانتصار على الخصم”، مشيراً إلى أن “اللعبة تُزود اللاعبين بمفاهيم الخطط العسكرية والتخطيط الاستراتيجي، ومن المُمكن أن تُطبق في الحقيقة لكي لا نقع في مصيدة العدو”.

صالات الألعاب في إدلب تنتعش مع انتشار لعبة (PUBG)

تُعتبر صالات الألعاب في محافظة إدلب مصدر رزق لكثيرين، وتنتشر منذُ أكثر من خمسة عشرة عاماً وتضم العديد من أجهزة الكمبيوتر المخصصة للعب، إلا أنها باتت في السنوات السبع الأخيرة فارغة من الشباب والأطفال لتوفر أجهزة الحاسوب والأجهزة الخليوية مع كل فرد داخل المنزل وتوفر الألعاب المُراد لعبها في المتاجر الإلكترونية، ومع ظاهرة انتشار لعبة (PUBG) في هذا العام عادت صالات الألعاب الى ما كانت عليه منذ عشرات السنين حين كانت مليئة بالشباب.

مراد السيد علي، أحد أصحاب صالات الألعاب في مدينة سلقين يقول : “افتتحت صالة الألعاب الإلكترونية منذُ عشرة أعوام وتتضمن 24 حاسوباً، ولم أرَ مردوداً مادياً طيلة الأعوام السابقة كهذا العام، حيث أن ساعات اللعب في صالتي تجاوزت الـ 12 ساعة وغالباً ما تكون مُكتظة بأشخاص ينتظرون دورهم للجلوس ولعب (PUBG)”.

وأشار إلى أن “لعبة (PUBG) شكّلت رقماً قياسياً في المجتمع وأصبحت حديث الشارع ويلعبها الصغار والكبار على أجهزتهم الخليوية وفي صالات الألعاب، حيث أن الأخيرة باتت مُكتظة باللاعبين”، موضحاً: “أن الصالة أصبحت تجلب بشكل يومي من المال ما بين 20 ألف ليرة سورية وحتى 30 ألف ليرة سورية وهذا الرقم يُعتبر خيالياً مقارنة بالسنوات السابقة”.

من جانبه، قال سليم الأكتع من أبناء مدينة سلقين : “كنا نذهب الى صالة الألعاب منذ شهور أنا ورفاقي في كل مساء بعد الانتهاء من العمل بغية لعب (PUBG) وتتراوح ساعات اللعب في الصالة ما بين 3 إلى 4 ساعات، وننفق بشكل يومي حوالى 1200 ليرة سورية للاعب الواحد لقاء ساعات اللعب”، موضحاً” أن هدر المال على (PUBG) في صالات الألعاب كانت من دون وعي وأنها تدفع الأشخاص لتجاهل كثير من الأشياء المهمة في حياتهم، وقد تُلهي بعضهم عن أداء واجباتهم اليومية”.

وتابع: “أصبحت اليوم ورفاقي ضمن فريق واحد نلعب (PUBG) ساعات طويلة وبالمجان بعد أن قمنا بتحميل التطبيق على أجهزتنا الخليوية بدلاً من الذهاب إلى صالات الألعاب وإنفاق المال الكثير لقاء التسلية”، موضحاً أن “هنالك فارقاً كبيراً في لعب (PUBG) بين الحاسوب والأجهزة الخليوية من حيث دقة اللعب وراحة اللاعب في أثناء ممارستها ولكنه أفضل مما كنا عليه سابقًا من هدر المال الذي نعمل من أجله”.

أثر الألعاب الإلكترونية على عقول الشباب

يقول الأخصائي النفسي الدكتور سهيل المحسن من محافظة إدلب : “إن الألعاب القتالية في المجتمع العربي، باتت تُشكل خطورة كبيرة على أدمغة الشباب المراهقين، وعادة ما تجعله يعيش في العالم الافتراضي بعيداً عن الواقع بسبب المقارنة بين هذين العالمين وتوهم المراهقين أن أساليب العنف التي يستخدمونها في الألعاب الإلكترونية القتالية هي الطريقة الوحيدة للدفاع عن النفس في الواقع، ولربما قد تدفعهم للالتحاق بصفوف المقاتلين نتيجة العنف الناجم عن تلك الألعاب”.

وأشار المحسن إلى وجود عوامل عدّة دعت الشباب المراهقين للجوء إلى ألعاب القتال في أوقات الحرب، أهمها الفراغ الذي يعيشه الشباب وانعدام فرص العمل والشعور بالضجر من هذا الواقع المرير ليلجأ حينها إلى الألعاب الإلكترونية القتالة للتخفيف عنه، وتكريس مشاهد الحروب الدامية في عقول الشباب التي تشهدها سورية من آلية القصف والمظاهر المسلحة والدمار وأشياء أخرى مليئة بالعنف أصبحت جزءاً من شخصية الشباب.

وبحسب المحسن، فإن الألعاب القتالية لها آثار سلبية على الشباب المراهقين، خصوصاً إذا وصلوا إلى الإدمان على المدى البعيد، حيثُ تؤثر في تكوينهم النفسي لاحقاً إذا لم يكن لديهم مناعة نفسية قوية تجعلهم يميزون بين الصواب والخطأ، ولا سيما إذا لم يكن هناك مراقبة أبوية توجههم وتصحح مسارهم، فقد يقوم المراهقون لاحقاً بارتكاب أفعال سيئة، وقد تدفع الشباب المراهقين إلى إنشاء خلية قتالية يُطبقونها على أرض الواقع عند حدوث أي مشكلة قد تواجههم خاصة بعد توفر السلاح في الشمال السوري وسهولة الحصول عليه، إضافة إلى هدر الوقت على الألعاب القتالية بدلاً من اللجوء الى الأشياء المهمة في الحياة كالعمل أو الدراسة وانشغالهم عنها، الأمر الذي سيقودهم إلى طريق الفشل.

ويرى المحسن أن “ممارسة الشباب المراهقين لألعاب القتال له دور كبير في الانحياز إلى العدوانية، نتيجة ما تتضمنه من القتل والعنف والرغبة بالتخلص من العدو المقابل، فهذا كله من شأنه أن يؤدي إلى جعلهم أكثر عدائية وعصبية، وقد يكون التمرد والعصيان أحد المظاهر التي يمكن أن نراها في شخصية المراهقين في وقت ما وضد أي شخص كان”.

ودعا المحسن “كافة الأخصائيين النفسين من أطباء ومرشدين ومؤسسات الدعم النفسي في محافظة إدلب وعموم مناطق الشمال السوري، إلى إطلاق حملة إعلامية وميدانية توعوية للتحذير من الألعاب الإلكترونية القتالية، ومدى خطورتها على أدمغة الأطفال والشباب المُراهقين، وطرح بدائل عنها حتى لا تقودهم إلى الإدمان وصولاً إلى ارتكاب العنف، لا سيما في أوقات الحروب كما في سوريا”.

تحمل المدمرة الأمريكية دونالد كوك، التي دخلت البحر الأسود، أسلحة خطيرة على متنها.

وأوردت مصادر أنه تم إطلاق المدمرة الأمريكية إلى الماء في عام 1998. وسعتها 8915  طن. الحد الأقصى لطول السفينة هو 153.92 متر، وعرضها 20.1 متر. تستطيع دونالد كوك الوصول إلى سرعة 32 عقدة وتبحر 4400 ميل بسرعة 20 عقدة. يضم طاقم المدمرة الأمريكية 337 شخصا.

هذه السفينة تابعة للبحرية الأمريكية من الجيل الرابع مع صواريخ موجهة. وتعتبر صواريخ كروز الموجهة السلاح الرئيسي فيها، صواريخ توماهوك، التي يمكن أن تكون مجهزة برؤوس حربية نووية وتضرب أهدافا على مسافة تصل إلى 2500 كيلومتر.

يمكن أن يكون على متن دونالد كوك 56 أو 96 صاروخا من هذا النوع، اعتمادا على كيفية تجهيز السفينة. أيضا من أسلحة المدمرة المدفعية من عيار 127 ملم "مارك 45"، ونظام "فالانكس" الصاروخي عيار 20 ملم المضاد للطائرات، وصواريخ مضادة للسفن والغواصات والطوربيدات وكذلك مروحية Seahawk متعددة الأغراض.

ودخلت هذه السفينة الحربية الأمريكية البحر الأسود في وقت سابق، للمشاركة في مناورات مع البحرية الرومانية.

والآن المدمرة الأمريكية مراقبة من قبل سفينة الحراسة الروسية التابعة لأسطول البحر الأسود "بيتليفي".

وكانت البحرية الروسية قد رصدت مدمرة أمريكية في البحر الأسود يوم أمس، حسبما ذكر بيان مركز الدفاع الوطني للمراقبة.

نظم طلاب جامعيون يدرسون الطب في "الجامعة الدولية للإنقاذ" بريف إدلب، أمس السبت، وقفتين احتجاجيتين على ممارسات "حكومة الإنقاذ" - العاملة في مناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام" - بتعليق امتحانات الطلاب حتى ترخيص جامعتهم لدى "الإنقاذ".

ونُظّمت الوقفتان الاحتجاجيتان تحت عنوان "المريول الأبيض" في مدينتي معرة النعمان وأريحا بالريف الجنوبي، ضد ممارسات "وزارة التعليم العالي" في "حكومة الإنقاذ"، التي تحاول إغلاق الكليات والأفرع الطبية في الجامعة، وحصرها فقط في جامعة إدلب.

وقال أحد الطلاب المنظّمين للوقفة الاحتجاجية: إنّهم ضد "القرار التعسفي المجحف" الصادر مِن "مجلس التعليم العالي" في "حكومة الإنقاذ"، مطالبين "الإنقاذ" بالتعامل مع جامعتهم كـ بقية الجامعات الخاصة في المنطقة، مضيفاً أن "المعايير في جامعتهم محقّقة مِن حيث كفاءة الكادر التدريسي والمنهاج والبنية التحتية".

ورفع طلاب الطب في "الجامعة الدولية للإنقاذ" خلال وقفتهم الاحتجاجية في مدينة معرة النعمان لافتات كُتب على بعضها: "ستبقى جامعتنا شمساً للوقفة لن تحجبها أي غمامة"، و"لسنا ضد أحد، لطفا دعونا نكمل مسيرتنا التعليمية".

مِن جانبه، أكّد "مجلس التعليم العالي" في "حكومة الإنقاذ"، أنه مقدم على ضم الجامعات الخاصة وإتباعها له في مناطق ريف إدلب الجنوبي وحلب الغربي، وأنه أجرى لقاءات عدة مع رؤساء الجامعات الخاصة والكليات وبحث معهم إمكانية توحيد عملها وإتباعها للمجلس".

وأضاف رئيس "مجلس التعليم" (مجدي الحسني) - حسب وكالة "سمارت" -، أنه "سيتم الإبقاء على الكوادر التدريسية والطلاب، والتغيرات تكمن فقط في التبعية الإدارية للجامعات التي قبلت الشروط والمعايير التي يعتمدها المجلس لـ منح التراخيص للجامعات".

الجدير بالذكر، أن "حكومة الإنقاذ" المُتهمة بأنها الذراع المدني لـ"هيئة تحرير الشام"، تحاول الضغط على المؤسسات المدنية والمجالس المحلية والجامعات لإخضاعها إدارياً لها، وخاصة بعد اتساع رقعة سيطرة "الهيئة" في ريفي حلب وإدلب مؤخّراً، بعد هجومها على مناطق سيطرة (الجبهة الوطنية للتحرير) التابعة للجيش السوري الحر.

توفي طفل رضيع من نازحي ديرالزور، اليوم الأحد، نتيجة البرد في مدينة الباب شرقي حلب.

وأفاد مراسل أن الطفل الرضيع، “قاسم عبد الغني الياسين”، البالغ من العمر 5 أشهر، من أهالي مدينة الميادين شرقي دير الزور، توفي نتيجة تعرضه إلى البرد القارس.

وذكر مراسلنا أن الطفل تعرض للبرد الشديد الذي أدى بدوره إلى تدهور حالته الصحية، ما استدعى نقله على الفور إلى مشفى مدينة الباب، حيث توفي فيها بعد يومين من دخوله قسم العناية المركزة.

وكان الطفل يعيش مع والده المريض ووالدته وأخته (من ذوي الاحتياجات الخاصة) في منزل مدمر يفتقر إلى مقومات الحياة الأولية، مع انعدام مواد التدفئة، نظراً للأسعار المرتفعة وانعدام دخل الأسرة.

وقد حذرت جهات محلية وناشطون من تدهور الأوضاع الصحية في المخيمات والمناطق التي لجأ إليها المهجرون والنازحون، نتيجة سوء الأحوال الجوية وانخفاض درجات الحرارة، فضلاً عن الأمطار والسيول التي تسببت بغرق العديد من المخيمات في ريفي حلب وإدلب، مما اضطر الأهالي في هذه المخيمات إلى اللجوء لأماكن أخرى تؤويهم.

نظم طلاب في ’’الجامعة الدولية للإنقاذ‘‘ في مدينة معرة النعمان، جنوب محافظة إدلب، اليوم الأربعاء، وقفة احتجاجية على قرارات مجلس التعليم العالي التابع لـ’’حكومة الإنقاذ‘‘، تعليق امتحاناتهم إلى أن تُرخّص جامعتهم لدى المجلس.

وتشهد ’’جامعة الإنقاذ‘‘ وهي من الجامعات الخاصة المرخصة من الحكومة المؤقتة، خلافاً مع المجلس العالي للتعليم التابع لـ’’حكومة الإنقاذ‘‘، على خلفية إصدار مجلس التعليم العالي قراراً بوقف امتحانات الطلاب في ’’الجامعة الدولية للإنقاذ‘‘، وغيرها من الجامعات الخاصة بحجة أنها ’’غير مرخصة‘‘ لديهم.

ورفع الطلاب المشاركون في الوقفة لافتات طالبوا فيها بتحييدهم عن الخلافات الحاصلة، ومراعاة إقبالهم على الامتحانات وما بذلوه من جهد وتكاليف مادية، في ظل خلافات لا علاقة لهم بها.

وحملت اللافتات التي رفعها الطلاب خلال الوقفة شعارات عدة منها ’’مجلس التعليم العالي أنصفوا أو انصرفو‘‘، و’’نحاور العقلاء والشرفاء و”نأمل خيراً كما كنا نعمل” و”لن نصمت‘‘ و’’إذا أردت ان تهدم بلداً فابدأ بالعلم‘‘.

وأفاد أحد الطلاب المشاركين في الوقفة الاحتجاجية، طلب عدم كشف اسمه خوفاً من الملاحقة، في حديثه لحرية برس، أنه متخوف جداً من إغلاق الجامعة إثر الخلافات الحاصلة، مؤكداً أن مصير ما يزيد عن ألف طالب يتعلق بذلك القرار، وفي حال توقفت الجامعة سيؤثر ذلك على مستقبل الجميع، خاصة في ظل الظروف التي تشهدها محافظة إدلب ولا تسمح لكثيرين بالوصول إلى الجامعات فيها، حيث أنهم من أهالي معرة النعمان.

فيما أضاف طالب آخر، أنه في حال رُخّصَت الجامعات سوف تزيد الرسوم التي يدفعها الطالب من 350 $ إلى 1000$ تقريباً، بما يناسب المبلغ الذي يطلبه مجلس التعليم العالي التابع لـ’’حكومة الإنقاذ‘‘ من أجل الترخيص، الذي يقدر بـ75 ألف دولار، كما يتداول الطلاب.

وافتتحت جامعة الإنقاذ عام 2017 في مدينة معرة النعمان، جنوب محافظة إدلب، فرعاً لها في مدينة أريحا، وتضم نحو 27 كلية ومعهداً بمختلف الأقسام والمجالات.

وأصدرت جامعة إدلب في الأول من كانون الأول في العام الماضي قراراً يقضي بقطع الرواتب عن الأساتذة العاملين بشكل مزدوج في جامعة الإنقاذ وجامعة إدلب، وهم 12 شخصاً يحملون شهادات دكتوراه وماجستير، لرفضهم التوقيع على تعهد خطي يلزمهم بعدم العمل لدى جهات “غير مرخصة” في مجلس التعليم.

وتحاول ’’حكومة الإنقاذ‘‘ الضغط على المؤسسات المدنية والمجالس المحلية والجامعات لجعلها تابعة لها، في محاولة منها للضغط على السكان، بعد فرض سيطرتها على كامل المنطقة عقب الأحداث الأخيرة، لتضع يدها على زمام الأمور كلها.

على موعد مع الموسم الجديد أطلت الخيبة برأسها لتصفع مزارعي البطاطا، الذين يقفون مكتوفي الأيدي أمام ارتفاع أسعار البذار التي حلقت عالية هذا العام، ومن استطاع إلى البذار سبيلاً ورحمته الظروف المناخية، يعيش في توجس دائم من الانتكاس على عتبة التصدير وانخفاض أسعار المنتج.

ارتفاع أسعار البذار
مزارعون عدة عزفوا عن زراعة أراضيهم هذا العام بسبب ارتفاع الأسعار، معتبرين أن هذا الموسم مغامرة خطرة فسعر الطن مرتفع جداً ولا أحد يضمن الظروف المناخية أو انخفاض الأسعار التي تتربص بالمزارعين ومحاصيلهم، آملين بإيجاد حلول سريعة لغلاء البذار عبر استيراد كميات كافية من قبل المؤسسة العامة لإكثار البذار وتوفير مستلزمات الإنتاج من أسمدة ومحروقات على أمل اللحاق بالموسم وزراعة أراضيهم.
سينسيريا” تحدثت إلى المستشار الفني في اتحاد غرف الزراعة عبد الرحمن قرنفلة والذي أشار إلى أن ارتفاع أسعار بذار البطاطا المستوردة مرتبط بأسعارها في بلد المنشأ التي ارتفعت بشكل كبير هذا الموسم، حيث ارتفع سعر البذار هذا العام إلى ما يقارب 250 يورو للطن الواحد عما كان عليه في السنوات السابقة، هذا بالإضافة إلى نقص في توريد البذار حيث لم تتجاوز الكميات الموردة 65% من حجم الاحتياج وذلك لوجود نقص عالمي في إنتاج بذار البطاطا وهذا ما ساهم في ارتفاع أسعار بذار البطاطا محلياً بما يفوق قدرة المزارعين على تحمل تكاليف الزراعة وتضافر ذلك مع خسارة المزارعين الموسم الماضي وهذين العاملين أديا إلى عدم قدرة كثير من المزارعين على زراعة أراضيهم بالبطاطا.
وأضاف قرنفلة أن اتحاد الغرف الزراعية إلى جانب مؤسسة إكثار البذار والتجار من القطاع الخاص يساهمون بتأمين حاجة القطر من بذار البطاطا وبأسعار معقولة، إلا أنه في الموسم الحالي ارتفاع أسعار البذار عالمياً بسبب نقص الكميات المعروضة ادى الى ارتفاع اسعارها محلياً.

مليون ل.س سعر طن البذار
وحول مطالبة المزارعون بشراء مؤسسة إكثار البذار لكميات إضافية منعاً لاحتكار التجار والتلاعب بسعرها، بين مدير فرع مؤسسة إكثار البذار في حمص المهندس أحمد يوسف أحمد أن المؤسسة غير قادرة على شراء كميات إضافية وتخزينها في المستودعات لأن سعرها مرتفع وقد تتعرض الكميات المخزنة للتلف في حال أحجم بعض الفلاحين عن شرائها علماً أن سعر الطن الواحد في السوق السوداء حاليا يتراوح بين 750 و860 ألف ليرة بزيادة نحو 200 ألف على سعر المؤسسة.
قرنفلة أشار إلى أن هناك إحجاماً عن زراعة البطاطا لدى قسم من المزارعين عازياً السبب للخسائر المتتالية التي يتكبدها المزارعون نظراً لارتفاع تكاليف مستلزمات الزراعة من أسمدة ومبيدات ومحروقات عدا الظروف الجوية التي ألحقت الضرر بمساحات كبيرة، إضافة إلى ارتفاع أسعار البذار إذ أن تكلفة طن بذار البطاطا الهجين يتجاوز المليون ليرة سورية، ويكفي الطن لزراعة 5 دونماً.

انخفاض أسعار المحصول
انهيار أسعار البطاطا في أول أيام قلع المحصول مشهد يتكرر كل موسم على الرغم من أن الأسعار تكون أفضل طيلة العام فلماذا يجب أن يكون المزارع دائماً من يدفع ثمن التقلبات السعرية، ويقول المزارع يوسف: جرت العادة أن تحمل الأيام الأولى لموسم قلع البطاطا أسعار جيدة ثم ينخفض السعر تدريجياً بالتزامن مع توالي أيام قلع المحصول، أما ماحصل الموسم الماضي فأن السعر ولد ميتاً، وبحسب قرنفلة فأن هناك أيدي خفية في أسواق الهال تلعب بالأسعار بهدف شراء البطاطا من المزارع بأقل سعر ممكن وبيعها بأعلى سعر ممكن للمستهلك، إلا أن المزارع الوحيد المتضرر من تدني أسعارها.
من جانبه مدير الاقتصاد الزراعي في وزارة الزراعة مهند الأصفر أشار إلى أن انخفاض أسعار المنتجات الزراعية عموماً مرتبط بالعرض والطلب والظروف الجوية، ولا يمكن تحديده بموعد معين، وبالتالي أن الأسباب الكامنة وراء انخفاض أسعار البطاطا وفرة المادة وعدم تصديرها إلى جانب قلة الطلب عليها.
قرار استيراد في المقلب الآخر، يقول الخبر: إن وزارة الزراعة بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية بصدد استصدار قرار لاستيراد مادة البطاطا كما يحدث في كل موسم، بمعنى أن الوزارة تعي تماماً أن السوق المحلية في هذا الفترات تعاني نقص بمادة البطاطا، وتلجأ إلى الاستيراد بأسعار مرتفعة لتأمين حاجة السوق، والسؤال هنا لماذا لا تتجه الوزارة إلى دعم المزارع بهذه المبالغ وشراء محصوله وتخزينه لطرحه في هذه الأوقات، ومهما بلغ السعر الذي ستشتري به من المزارع سيكون حتماً أقل من تكلفة الاستيراد وبالتالي تأمين طرح المادة طوال العام وبأسعار مقبولة، وتضمن تشجيع المزارع على الاستمرار الزراعة واكتفاء السوق المحلية وعدم الحاجة للاستيراد، كما تضمن أن من استفاد هو المزارع نفسه وليس التجار الذين اشتروا المادة بأقل الأسعار وخزنوها لاستغلال نقصها في الأسواق وطرحها في الوقت المناسب لهم وبأضعاف سعرها؟ وبحسب قرنفلة فأن منتجو البطاطا يطمحون بأن يكون هناك تدخل إيجابي من قبل السورية للتجارة لدعم تسويق محصولهم أسوة بمحصول الحمضيات وتخفيف العبء عنهم ليتمكنوا من إمداد السوق بمنتج رخيص.

الخسارة القريبة ولا الربح البعيد
مشاكل مزارعو البطاطا لا تختلف كثيراً عن مشاكل مزارعي الحمضيات اللذين يصطدمون دائماً بمعضلة التسويق والتصدير، مايضطرهم إلى تكديس أطنان من محصولهم في البرادات بانتظار أعجوبة ما تعيد فتح طرق للتصدير والتسويق، ومن لم يستطع تأمين أجار البرادات لجأ إلى تصريف محصوله بالجملة وبأسعار زهيدة جداً على مبدأ “الخسارة القريبة ولا الربح البعيد” فارس الذي يعتمد في معيشته على الزراعة طالب بدعم الحكومة للمزارعين فهم الحلقة الأضعف ويشكون الأزمات الزراعية المتلاحقة وآخرها أزمة الحمضيات التي عانت انهيار أسعار المبيع مقابل وفرة إنتاجية ولم تجد طريقها إلى الأسواق التصديرية ماسبب خراب بيوت للمزارعين ولولا تدخل السورية للتجارة مؤخراً لتسويق المحصول لكان الخراب مضاعف، ولا نريد لموسم البطاطا نفس المصير.
وحول هذه النقطة يقول قرنفلة: مشكلة تسويق البطاطا هي مشكلة مزمنة وقد كان هناك محاولات عديدة منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي لتسويق المحصول تعاونياً من قبل جمعيات اتحاد الفلاحين، ولكن بالوقت الراهن تعود مشاكل التسويق إلى تباين حالة الاستقرار الأمني في مناطق الإنتاج إضافة الى دخول كميات من البطاطا تهريباً من الاقطار المجاورة.

وعود خاوية
دأب المعنيون عن القطاع الزراعي بالتغني بالمحاصيل المنتجة محلياً، وتصنيف قسم منها على أنّه أساسي أو استراتيجي، ويساهم بقوة في الناتج المحلي الذي يعود بفائدة كبيرة على خزينة الدولة، واستفاضوا أيضاً بإطلاق الوعود والشعارات البعيدة كل البعد عن الواقع والتعاطي معه حتى بات المزارع يتحسّر على حاله وأنه عاش على أمل تحقيق هذه الوعود الخاوية من المضمون والتنفيذ.
ومايحتاجه المزارع اليوم عمل دؤوب وفعلي يشعره بأنه معنيّ بتحسين جودة إنتاجه، وهذا الأمر لن يكون إلا إن شعر المزارع بأن هذا المحصول سيدر عليه أرباحاً جيدة تتناسب مع جهده، وبأن محصوله مسوق بسهولة، وليس بحاجة إلى تخزينه بطريقة غير صحية على أمل بيعه بسعر أفضل في أيام قلة العرض.

تعد المقاهي جزءا من الثقافة الذكورية في الشرق، فيما النساء في لقاءاتهن، يستعضن عنها ضمن غرف خاصة داخل منازلهن تدعى "الحرملك".

لم يعد الأمر على هذه الحال في حلب، ففي حي هادئ من أحياء مدينة حلب يدعى "الموكامبو" افتتح مؤخرا مقهى خاص بالسيدات ليشهد إقبالا من النساء والفتيات المحبات لارتياد المقاهي والباحثات عن شيء من الخصوصية بعيدا عن "صخب الشبان".

مقهى الصبايا الذي زينت جدرانه بلوحات ذات طابع أنثوي لتضفي على المكان الغارق بألوان الزهر والبنفسج لمسات جمالية تجدها في زواياه وأرجائه، هنا حيث تتخذ الفتيات لهن منتدى خاصا للتسلية والثقافة.

لم تكن الأختان (هيلا) و(ريان) تريدان من (سيلينا) "هو اسم المقهى" أن يكون مجرد مشروع تجاري، بل أرادتا أن تكون الفكرة أكثر تميزا وتفردا، ليستقطب النساء بمدينتهما عبر إنشاء منتدى فريد من نوعه يحرص على خصوصيتهن في الأماكن العامة.

تقول "هيلا" : "فكرة مقهى الصبايا تنطلق من حاجتنا للخصوصية، وليس من التمييز بين الجنسيين على الإطلاق، لهذا بدأت الصبايا والسيدات بارتياده، وإقامة احتفالاتهن الخاصة كاحتفالات أعياد الميلاد، بالإضافة إلى ارتياده من قبل كاتبات وطالبات جامعيات تتاح لهن مطالعة الكتب، أو حتى إقامة مشاريع دراسية، ناهيك عن جمعات النساء، ولقاءاتهن (الصبحيات) النسائية العادة المشتهرة عند سيدات المدينة".

المقهى يقوم على العنصر الأنثوي بكل تفاصيله، تقول "ريان" صاحبة فكرة مقهى البنات لـ "سبوتنيك": وتضيف: "البنات هن العنصر الوحيد المكون لكادر المقهى من إدارة وعاملات وموظفات، حتى أن الديكور تم تصميمه ليكون أنثويا، حتى الأصناف أو المشروبات الساخنة، والباردة التي تقدم كلها يغلب عليها الطابع الأنثوي".

تقول "لينا جانجي" ـ ممثلة وكاتبة مسرح "شدني المقهى لأنه يشبه غرفتي يحمل طابعا أنثويا مميزا، ألوانه أنثوية قريبة مني، وأشعر بدفء بهذا المكان الذي اجتمع مع صديقاتي فيه، وفي كثير من الأوقات آتي وحيدة من أجل احتساء كوب من القهوة، وأكتب وأقرأ، ففي هذا المكان الجميل تنساب الأفكار بسلاسة فأكتبها، وأؤلف مسرحيات للأطفال أو للنساء".

فتيات من مرتادات المقهى تحدثن : تقول إحداهن "الشباب لديهم مقاهيهم الخاصة ونحن الفتيات لدينا هذه الجلسات الخاصة بنا".

وتقول أخرى "بعض المقاهي لا يرتادها سوى الرجال ولا نستطيع أن ندخل في وقت دوري كرة القدم أو أثناء البطولات العالمية للعبة، لأن الشباب يتابعون المباريات، ويقال لنا أن المقاهي محجوزة (للشباب)، وكأن متابعة مباريات كرة القدم حكرا فقط على الذكور، وهنا في مقهى "سيلينا" يمكننا متابعة المباريات بأجواء رائعة وبعيدا عن صخب الشباب".

 

أغلقت مياه الأمطار والسيول الطريق الوحيد الواصل إلى مخيمات ’’الجبل – الأنصار – بداما‘‘، في ريف محافظة إدلب الغربي، ما أدى إلى محاصرة سكان تلك المخيمات في داخل خيامهم إلى حين تمكن فريق الدفاع المدني، ’’الخوذ البيضاء‘‘، من فتح الطريق من جديد.

وتعاني تلك المخيمات من ظروف معيشية صعبة نتيجة الأمطار والسيول، حيث يوجد في ريف محافظة إدلب الغربي ما يقارب 50 مخيماً، يسكنها نازحون من مناطق الساحل السوري وقرى سهل الغاب ومدينة جسر الشغور، فيما يقدر عدد سكان المخيمات بما يقارب 60 ألف نسمة.

وتتجدد معاناة نازحي ريف اللاذقية وريف إدلب الغربي في كل شتاء، لكن هذا العام حمل صعوبات جديدة زادت من سوء الظروف المعيشية في المخيمات، حسب ما ذكر السيد ’’أحمد صادق‘‘، الإداري في مخيم صلاح الدين، في حديثه لحرية برس.

وأشار الصادق إلى أن الوضع سيء بشكل عام في المخيمات كافة نتيجة العواصف والأمطار، لا سيما أن الضرر لحق بمعظم الخيام، حيث أنها قديمة ويتجاوز عمرها 5 سنوات، فضلاً عن أنها مهترئة بشكل كبير وغير قادرة على مقاومة الأمطار، إضافة إلى دخول المياه والطين والسيول إلى معظم الخيام.

وذكر الصادق أن نسبة العائلات المتضررة نتيجة الأمطار الأخيرة تقدر بـ270 عائلة في مخيم صلاح الدين، ناهيك عن باقي المخيمات، حيث سارعت إدارة المخيمات إلى تجهيز مراكز إيواء لاستقبال العائلات التي غمرت المياه خيامهم لتوفير مساكن لهم حين انتهاء العواصف.

وحول دور حكومتي ’’الإنقاذ والمؤقتة‘‘، قال الصادق: ’’لم يقدموا أي شيء لتخفيف معاناة النازحين، لكن بعض المنظمات استجابت وسارعت إلى تقديم سلل غذائية ومواد للتدفئة وأغطية وثياب شتوية‘‘.

بدوره، ذكر ’’محمد حاج أسعد‘‘، مدير مركز الساحل في الدفاع المدني السوري، أنه نتيجة هطول الأمطار الغزيرة خلال الأسبوع الماضي، ارتفع منسوب مياه النهر الذي تحيط به المخيمات وفصلها إلى قسمين، ما أدى إلى انقطاع الطريق الواصل إلى المخيمات وانسداد العبارات، مضاعفاً مشقة الأهالي للوصول الى خيامهم وتأمين حاجياتهم، حيث أن هذه العبارات هي الطريق الوحيد إلى المخيمات.

وأضاف المدير أن ’’المتضررين هم جميع سكان مخيمات الجبل والأنصار وبداما، ويقدر عددهم بـ8000 نسمة، حيث تقع المخيمات المذكورة على الضفة الثانية للنهر، وفي حال انقطاع الطريق لا يمكنهم الخروج من مخيماتهم‘‘.

وأشار الحاج أسعد إلى استنفار الدفاع المدني كافة طواقمه، موضحاً: ’’نعمل على مدار الساعة للتخفيف من معاناة أهلنا في المخيمات، حيث قمنا بتعزيل العبّارات ومجاري المياه المتضررة والأقنية وفتح الطرقات وإزالة الطين‘‘.

ولفت المدير في الدفاع المدني إلى أن ’’المشكلة الرئيسة تكمن في أن منسوب المياه أكبر بكثير من قدرة العبّارات على استيعابه، ولا بد من وضع عبّارات ذات قطر أكبر لتستوعب كمية المياه المتدفقة‘‘، مؤكداً أن المشكلة تتكرر في كل عام، من دون التمكن من حلها.

كما قام الدفاع المدني بترميم الطريق الواصل إلى قرية خربة الجوز، ضمن حملة خدمية أطلقتها مديرية اللاذقية لترميم الطرق الواصلة بين القرى والمخيمات التي تضررت بفعل الأمطار والفيضانات والسيول.

ويعيش سكان مخيمات ريف إدلب الغربي ظروفاً صعبة تعود إلى موقع تلك المخيمات المنتشرة في مناطق جبلية لا تصل إليها الطرق، إضافة إلى أن معظم طرقها فتحت حديثاً، وهي طرق ترابية، ومع هطول الأمطار تتحول إلى نقاط لتجمع المياه ويغمرها الطين والوحل، ما يجعل عمليات التنقل لتوفير الاحتياجات شاقة على النازحين