صدت "هيئة تحريرالشام" محاولة تسلل الميليشيات المحلية التابعة للقوات الروسية، مساء أمس الجمعة، على منطقة "تل مصطيف" بريف إدلب الشرقي.

وأكدت المصادر سقوط عدد من القتلى في صفوف الميليشيات المهاجمة وإحباط عملية التسلل.

ولم يتمكن مراسلنا من معرفة حجم خسائر النظام عقب تلك المحاولات، في وقت اقتصر خبر وكالة إباء المناصرة لتحرير-الشام بتأكيدها إيقاع العناصر المتسللة بين قتيل وجريح.

وكانت أعلنت غرفة عمليات "ولاتهنوا" مقتل أربعة من القوات الروسية بينهم ضابط، في معارك ريف إدلب الجنوبي الشرقي، عقب استهداف غرفة عملياتهم بصاروخ بركان في قرية قطرة شرق معرة النعمان.

يُشار إلى أن فصائل المعارضة استطاعت السيطرة على تلتي "مصيطف وخطرة" أمس الجمعة، واغتنام دبابتين وعربة بي أم بي، وقتلت العشرات من القوات الروسية والنظام بينهم ضباط.

قال الطبيب "رافائيل بيتي" الذي يعمل مع منظمة غير حكومية في سوريا والقادم من منطقة إدلب التي تتعرض للقصف الشديد من قبل النظامين الروسي والسوري، إن الحالة الإنسانية هناك مأساوية.

وفي مقابلة مع صحيفة لوباريزيان الفرنسية، قال "بيتي" المسؤول عن التدريب باتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية التي تدعو إلى التبرعات لتمويل إنشاء عيادات متنقلة بسوريا، إن منظمته مع جمعيات أخرى قد نبهوا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عندما قابلوه إلى الوضع الإنساني في محافظة إدلب.

 وأوضح "بيتي" لمحاوره هانري فيرني إن إدلب باعتبارها "منطقة آمنة" تدفق إليها اللاجئون من حلب وغيرها، مما رفع مجموع السكان إلى نحو أربعة ملايين، 40% منهم مهجرون من ديارهم.

وأضاف أن مساعدات الطوارئ الدولية بما فيها الغذاء كانت تأتيهم من تركيا عبر ممرات إنسانية تشرف عليها الأمم المتحدة، إلا أن نظام بشار الأسد المدعوم عسكريا من الروس قرر السيطرة هذه المنطقة التي لم يبق خارج سلطته غيرها من سوريا.

وربط الطبيب بين هذا القرار وكون رئيس النظام السوري والروسي يريدان الإعلان عن نصرهما في الحرب، مشيرا إلى أن قواتهما "تقصف المدارس والأسواق ومخيمات اللاجئين، وقد دمرت منذ نيسان 2019 ما مجموعه 67 من الهياكل الطبية التي بنيناها في هذه المنطقة".

 وعند سؤاله عن فرنسا وماذا يقول ماكرون، أوضح ضيف الصحيفة أن الرئيس الفرنسي يفضل التفاوض مع الروس بدلا من إصدار تصريحات قوية لا تؤدي إلى شيء. 

حذر القيادي في "جيش العزة" النقيب محمود المحمود من الانجرار وراء خديعة النظام وروسيا في الهدنة التي أعلنت خلال الأيام الماضية في إدلب.

وقال المحمود في حديث خاص لبلدي نيوز: "يجب أخذ الحيطة والحذر من الاتفاقيات التي وافق عليها الروس والنظام، هؤلاء لا يستطيعون العمل العسكري المتكامل في فصل الشتاء بسبب الظروف الجوية التي تعيق حركة الطيران الحربي وطائرات الاستطلاع، ومثل هذه الظروف تكون لصالح فصائل المعارضة".

واستشهد المحمود بما حدث في العام الماضي عندما بدأ النظام معاركه في فصل الربيع، وتقدم على بلدات حماة الشمالي والغربي. 

وكان المحمود قال في تغريدة نشرها على موقع تويتر: "إننا حذرنا سابقا من مخاطر الانجرار خلف اتفاقيات غير واضحة المعالم وبدون تحديد مدة زمنية كما حصل في أستانا وسوتشي، فإن الروس سيخرقون هذا الاتفاق كما خرقوا الاتفاقيات السابقة". 

وكانت قوات النظام قصفت اليوم بلدات "العنكاوي والحويجة وجب سليمان والحواش"، فيما استهدفت فصائل المعارضة تجمعات قوات النظام في قرى الرصيف والعزيزية والسقيلبية بمنطقة سهل الغاب.

أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين مباحثات، ظهر اليوم الأربعاء، بمدينة إسطنبول تناولت قضايا المنطقة وأهمها الوضع في سوريا وليبيا. 

ويأتي لقاء أردوغان وبوتين، قبيل مشاركتهما في افتتاح مشروع خط أنابيب السيل التركي، الناقل للغاز الروسي إلى أوروبا عبر الأراضي التركية.

وأعلن الكرملين في بيان سابق، أن الرئيس بوتين، سيبحث مع الرئيس أردوغان، الوضع في سوريا وليبيا، خلال لقائهما الأربعاء.

وأوضح البيان أن بوتين وأردوغان سيبحثان خلال لقائهما، الارتقاء أكثر بالتعاون بين البلدين، وقضايا دولية راهنة بما فيها الوضع في سوريا وليبيا.

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، أمس الثلاثاء، إن موقف بلاده من نظام بشار الأسد واضح، مشيرا إلى أنه "فقد صفة القائد الذي سينقل سوريا إلى مستقبل ديمقراطي وتعددي يسوده السلام".

وأشار كالن إلى أن ملف إدلب سيكون على أولويات الرئيس التركي في لقائه مع نظيره الروسي اليوم الأربعاء، لافتا إلى أنه من المقرر أن تجرى القمة الرباعية حول سوريا في شباط/ فبراير المقبل في إسطنبول تشمل ألمانيا وبريطانيا وروسيا.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صرح قبل يومين، إنه سيبحث مع نظيره الروسي فلاديمير، الوضع الإنساني في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، ويأمل النجاح في وقف إطلاق النار.

وتتعرض محافظة إدلب إلى حملة عسكرية من قبل قوات النظام وبدعم الطيران الروسي منذ أسابيع، ما أدى إلى مقتل مئات المدنيين ونزوح عشرات الآلاف إلى الحدود التركية.