السياسة

أعلنت الأمم المتحدة، أمس الاثنين، أن أكثر من 30 ألف مدني تم تشريدهم جراء الغارات الجوية والقصف المستمر في إدلب شمال غربي سوريا خلال الأسبوع الماضي فقط. 

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده ستيفان دوغريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك.

وقال دوغريك" منذ الأول من كانون أول الماضي، تم تهجير حوالي 389 ألف شخص، منهم 30 ألف شخص خلال الأسبوع الماضي فقط، لافتا إلى أن قرابة 80 بالمئة منهم نساء وأطفال.

وأضاف خلال المؤتمر "أبلغنا مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بمقتل أكثر من 1500 مدنيا، منهم 430 طفلا و290 امرأة، شمال غربي سوريا، منذ أبريل/ نيسان الماضي، عندما بدأ التصعيد العسكري الحالي".

وتابع المتحدث الأممي "ما زلنا ندعو إلى وقف الأعمال القتالية ونحث جميع الأطراف، ومن لهم نفوذ عليها، على ضمان حماية المدنيين، وحماية البنية التحتية المدنية، بموجب القانون الإنساني الدولي".

أعلنت الأمم المتحدة، أمس الأربعاء، مقتل أكثر من 1500 مدني بينهم 430 طفلا و290 امرأة، في إدلب والمناطق المحيطة بها في الشمال الغربي من سوريا منذ نيسان الماضي. 

وقالت نائبة المتحدث باسم الأمين العام "إيرين كانيكو" للصحفيين بمقر الأمم المتحدة بنيويورك إن "ما يقدر بنحو 358 ألف شخص في إدلب اضطروا للنزوح خلال الشهرين الماضيين وحدهما".

وأضافت "وسط أعمال القتال المتزايدة من جانب النظام السوري وحلفائه على مدار الأسبوع الماضي لا تزال الأمم المتحدة تشعر بقلق عميق بشأن سلامة أكثر من 3 ملايين مدني في إدلب والمناطق المحيطة بها".

وتابعت "هناك تقارير تفيد بأن الغارات الجوية والقصف ما زال يؤثر على المجتمعات غربي حلب ومناطق مختلفة جنوبي إدلب وشمال حماة، مع سقوط عشرات الضحايا المدنيين في الأيام الأخيرة".

وأوضحت المسؤولة الأممية أنه وفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان "قُتل أكثر من 1500 مدني في شمال غرب سوريا منذ نيسان الماضي بما في ذلك أكثر من 430 طفلاً و290 امرأة".

وجددت "كانيكو" دعوات الأمم المتحدة لجميع الأطراف، والأطراف ذات النفوذ، بضرورة ضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما يتماشى مع التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.

يذكر أن وزارة الدفاع التركية، أعلنت في 12 من شهر كانون الثاني الحالي، أن الجانبين التركي والروسي، اتفقا على وقف إطلاق نار بمنطقة خفض التصعيد في إدلب إلا أن الجانب الروسي والنظام لم يلتزم بالهدنة أبدا وواصلا قتل المدنيين وارتكاب المجازر في كل من ريفي إدلب وحلب.

 

تمكنت فصائل المعارضة خلال الساعات الماضية، من إلحاق خسائر كبيرة بالعتاد والأرواح بقوات النظام والميلشيات الإيرانية على جبهات محيط مدينة حلب. 

ووفق مراسلنا بريف حلب: فإن فصائل المعارضة تمكنت من تدمير 6 دبابات من بينها دبابة من نوع "T90" على محوري "الصحفيين وإكثار البذار" غرب حلب، جراء استهدافها بصواريخ مضادة للدروع "م.د" والألغام الأرضية وقذائف "RPG"، بالإضافة إلى تدمير ناقلة جند ومدفعين رشاش 14.5 و23 بصواريخ التاو.

وبحسب مراسلنا؛ فإن القوات الإيرانية وحزب الله اللبناني تقدمت بعد تمهيد جوي ومدفعي عنيف على قرية "القراصي ومستودعات خان طومان" بريف حلب الجنوبي، بيد أن فصائل المعارضة تمكنت من استعادة السيطرة على القرية وتكبيدهم خسائر بشرية، فضلا عن استيلائهم على تركس مجنزر وتدمير آخر.

إلى ذلك؛ سيرت هيئة تحرير الشام، أمس الأحد، عربة مفخخة استهدفت تجمع لقوات النظام والميليشيات الإيرانية في "بيوت مهنا" غربي مدينة حلب بعربة "BMB"، ما أدى إلى تدمير دبابة لقوات النظام بالإضافة إلى مقتل وجرح العشرات، وإفشال محاولة النظام التقدم على المنطقة للمرة الخامسة.

وتزامنت المعارك خلال الساعات الماضية، مع قصف جوي عنيف للطائرات الحربية الروسية والتابعة لقوات النظام على قرى ومناطق "المنصورة وكفرناها وخان العسل وجمعية الكهرباء وشاميكو وزهرة المدائن والصحفيين والراشدين وريف المهندسين الأول وزيتان والحميرة وخلصة ودارة عزة" بريف حلب، واقتصرت على الأضرار المادية.

تشهد قرى وبلدات ريف حلب الغربي تصعيدا جويا وبريا غير مسبوق من قبل طائرات روسيا والنظام، حيث شنت الأخيرة أكثر من 100 غارة جوية منذ بزوغ فجر اليوم الأربعاء. 

وقال مراسل بلدي نيوز بريف حلب؛ إن "الطائرات الحربية الروسية استهدفت بالصواريخ بما يقارب 50 غارة جوية منطقتي "المنصورة والراشدين ومحيط خان العسل" بريف حلب الغربي، ما أدى إلى وقوع أضرار في الممتلكات العامة والخاصة دون وقوع إصابات في صفوف المدنيين. 

وأضاف مراسلنا؛ أن الطائرات الحربية التابعة لسلاح جو النظام من طراز "SU 24" و"SU22" و"MIG 21"و"MIG23" استهدفت أيضا بما يقارب 50 غارة جوية قرى وبلدات "بشنطرة وبشقاتين وخان طومان ومحيط الفوج 46 ومحيط مدينتي الأتارب وحيان" بريف حلب.

وأضاف مراسلنا؛ أن الطائرات المروحية استهدفت أيضا بعشرات البراميل المتفجرة بلدة خلصة بريف حلب الجنوبي وبلدة خان العسل بريف حلب الغربي.

وأوضح أن طائرات الاستطلاع الروسية والتابعة لقوات النظام تحلق وبشكل مكثف في مناطق ريفي حلب الغربي والجنوبي. 

واستشهدت سيدتان صباح اليوم الأربعاء، جراء غارات جوية روسية استهدفت محيط مدينة الأتارب بريف حلب الغربي.

شهدت مناطق ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، خلال اليوم الماضي ، قصفا جويا وبريا هو الأعنف من نوعه منذ بداية الحملة العسكرية التي تقودها روسيا وقوات النظام تجاه المنطقة.

وأفاد مراسلنا في ريف إدلب، بأن الطائرات الحربية الروسية وأخرى تابعة للنظام والطائرات المروحية وطائرات الحربي الرشاش بالإضافة لقصف بري بقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ والصواريخ البالستية، طال كلا من مدينة معرة النعمان ومحيطها ومدينة سراقب، وبلدات "معصران وخان السبل وكفروما وحاس ومعرشورين وتلمنس والغدفة"، وقرى "دير سنبل وشنان ومرعيان وحنتوتين وبينين وسرجة وبابيلا وكفربطيخ وداديخ والدانا وتل كرسيان وأبو جريف ومعردبسة ومعرزيتا" في ريفي المحافظة الجنوبي والشرقي.

يستمر النظام وروسيا بارتكاب المجازر بحق المدنيين في ريف حلب، من خلال القصف الجوي والبري المكثف على الريفين الغربي والجنوبي، في حين ضرب انفجار مدينة الرقة تبين أنه عبوات ناسفة استهدفت عناصر قوات سوريا الديمقراطية، اليوم الاثنين.

ففي حلب شمالا، ارتفعت حصيلة شهداء القصف الجوي والبري على ريف حلب جراء العملية العسكرية لقوات النظام وروسيا، اليوم الاثنين، إلى ثمانية شهداء وأكثر من 13 جريحا. 

وقال مراسل بلدي نيوز بريف حلب، إن الطائرات الحربية الروسية استهدفت فجر اليوم الاثنين، بعدد من الغارات الجوية بلدة كفرجوم بريف حلب الغربي، ما أسفر عن استشهاد سيدتين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.

وأضاف مراسلنا أن قصفا جويا مماثلا للطائرات الحربية استهدف أيضا بلدة كفرتعال بريف حلب الغربي، ما أدى لاستشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة سبعة آخرين بجروح متفاوتة.

في الأثناء، قصفت الطائرات الحربية الروسية بغارة جوية المدرسة الشرقية في بلدة الجينة بريف حلب الغربي، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مدنيين بينهم طفل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

وفي السياق، أصيب عدد من المدنيين بجروح خطيرة، جراء غارات جوية روسية بالصواريخ الفراغية على المنازل السكنية في قرى وبلدات ريفي حلب الجنوبي والغربي.

وأفاد مراسل بلدي نيوز في ريف حلب، إن ثلاثة مدنيين أصيبوا بجروح خطيرة جراء قصف الطائرات الحربية بالصواريخ الفراغية المنازل السكنية في قرية كفرنوران بريف حلب الغربي.

وأضاف مراسلنا أن القصف الجوي الروسيّ طال أيضاً قرية الكماري بريف حلب الجنوبي، مما أدى إلى إصابة مدني بجروح، كما أصيب آخر بجروح خطيرة إثر غارات جوية بالصواريخ الفراغية على منطقة ريف المهندسين الأول بريف حلب الجنوبي.

وفي سياق منفصل، استشهد مدنيان وأصيب آخرون بجروح، جراء قصف مدفعي لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" استهدف الأحياء السكنية لمدينة عفرين بريف حلب الشمالي. 

وقال مراسل بلدي نيوز بريف حلب، إن قوات سوريا الديمقراطية "قسد" قصفت بعدد من قذائف الهاون الأحياء السكنية وسط مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، ما أدى إلى استشهاد طفل رضيع وامرأة، وإصابة آخرين بجروح، بالإضافة لدمار في الممتلكات العامة والخاصة.

وأضاف مراسلنا أن فرق الدفاع المدني توجهت فور القصف إلى مكان سقوط القذائف وعملت على انتشال الشهداء والجرحى ونقلهم إلى أقرب نقطة طبية.

وبحسب مراسلنا فإن القذائف سقطت وسط شارع الفيلات وملعب المدينة.

وفي السياق، قصفت قوات "قسد" مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي بعدد من قذائف الهاون، ما أسفر عن وقوع أضرار مادية دون وقوع إصابات في صفوف المدنيين.

في الأثناء، أعلنت الجبهة الوطنية للتحرير استهداف معامل الدفاع التابعة النظام شرقي حلب بصواريخ الغراد.

في إدلب، قصفت الطائرات الروسية بالصواريخ الفراغية بلدات "تل مرديخ ومحيط خان السبل ومعصران والغدفة وقرية أبو جريف" بريف إدلب الجنوبي الشرقي.

وفي سياق منفصل، أعلنت "هيئة تحرير الشام" عن مداهمة احد المنازل تتخذه خلية من تنظيم "داعش" مقرا لها، حيث قتل أحد أفراد الخلية عندما فجر سترته الناسفة في قرية مجدليا شرق إدلب.

في المنطقة الشرقية، أصيب عدد من عناصر قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بجروح بانفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارتهم غربي مركز مدينة الرقة.

وقال مراسل بلدي نيوز في الرقة، إن عبوة ناسفة انفجرت بالقرب من حديقة "البجعة" في حي "التوسعية" شمال غرب مركز مدينة الرقة، أسفر عن إصابة ثلاثة عناصر من قوات سوريا الديمقراطية بجروح بليغة، جرى نقلهم إلى المركز الطبي بالقرب من السكن الشبابي شمال شرق مركز مدينة الرقة.

وفرضت قوات سوريا الديمقراطية طوقا حول مكان الانفجار ونصبت حاجزا بالقرب من مطعم "أبو حيون" بجانب حديقة "البجعة" لإجراء التفتيش للسيارات والمارة بالمنطقة، حيث اعتقلت عددا من المدنيين تزامن مرورهم مع الانفجار، ونقلتهم الى مركز الأمن العام داخل مدينة الرقة للتحقيق معهم.

التقى رئيس الاستخبارات التركي "حقان فيدان" مع وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة وقادة الفيالق وفصائل الجبهة الوطنية للتحرير التابعين للجيش الوطني السوري باجتماع طارئ في أنقرة، أول أمس الخميس، ووفق مصادر إعلامية، فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شارك في جانب من الاجتماع عبر اتصال مرئي وقال للفصائل "تجهزوا للمعركة الكبرى". 

على أرض الواقع، وتزامنا مع دعوة أنقرة لفصائل المعارضة، فقد دفعت تركيا، بتعزيزات عسكرية إلى وحداتها على الحدود مع سوريا، في وقت دعت فيه روسيا إلى الوفاء بتعهداتها إزاء وقف إطلاق النار في إدلب بصفتها الطرف الضامن لنظام الأسد. 

وأعلنت تركيا مؤخرا أنها لن تسمح بقبول نازحين جدد من سوريا مع تصاعد حدة هجمات قوات النظام وداعميه على جنوب وشرق إدلب. وفي السياق، دعا وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، روسيا إلى الالتزام بتعهداتها حيال وقف إطلاق النار في إدلب، بصفتها الطرف الضامن لنظام الأسد. 

فالجميع يعرف أن روسيا تعتبر ميليشيات الأسد ذراعها العسكري في سوريا، ولولا الدعم الجوي الروسي لما استطاع الأسد مواصلة جرائمه طوال الفترة الماضية، وبنفس الوقت فالجميع يعرف أيضا، أن تركيا لن تتخلى عن "الجيش الوطني"، ووفقا لذلك فمن البديهي، أن يطلب الرئيس التركي من قادة الفصائل الجاهزية للمعركة الكبرى، بينما تتحرك الدبلوماسية التركية لإيقاف العدوان الروسي المتواصل على منطقة خفض التصعيد الرابعة. 

وهذا ما تجسد ببيانات الشجب والاستنكار العدوان الروسي.

واعتبر الاتحاد الأوروبي أن استئناف روسيا وحلفائها الهجوم على منطقة إدلب في شمال غرب سوريا أمر "غير مقبول" وطالب بوقف الضربات الجوية.

وقال المتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "مرة جديدة تمّ انتهاك وقف آخر لإطلاق النار". وحذر بوريل من أن "الاتحاد الأوروبي سيُبقي على العقوبات ضد نظام الأسد طالما هذه الهجمات الوحشية مستمرة"، مضيفا أن "الضربات الجوية لنظام الأسد وحلفائه في شمال غرب سوريا قتلت ما لا يقل عن 35 شخصا بينهم الكثيرون من المدنيين والنساء والأطفال في الأيام الأخيرة وتسببت بنزوح أكثر من 350 ألف مدني خلال الشهر الأخير فقط".

من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة أنها تدرس فرض عقوبات جديدة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي على نظام الأسد، لمواصلة الضغط عليه في ظل استمراره بتنفيذ حملة عسكرية شرسة في الشمال السوري.

وقال المبعوث الأميركي الخاص لسوريا جيمس جيفري "أتوجه الأسبوع المقبل إلى بروكسل لمناقشة العقوبات والقضايا الاقتصادية الأخرى الخاصة بمواصلة الضغط على نظام الأسد. سنتحدث بالطبع مع الأوروبيين الذين يطبقون أيضا عقوبات ضد نظام الأسد ويدرسون فرض أخرى إضافية، وسنتبادل الآراء حول ذلك".

ومن المؤكد؛ أن دعوة الرئيس التركي أردوغان فصائل الثورة السورية التحضير للمعركة الكبرى، تتجلى بعمل عسكري يوجع الروس وأحلافهم في سوريا بعد الدعوة الصريحة لهذه المعركة، والمتابع لوجهة نظر الخارج تجاه ما يجري في سوريا، يدرك بأنه صراع دولي إقليمي، تجاوز الصراع بين فصائل المعارضة وبين قوات النظام, والذي رسّخ لهذا التحول هي محطة الضرورة "آستانا" التي أوشكت أن تصدع هذا الحلف، لكن هناك من يريد لهذه الحرب أن تنتهي على هيئة صراع تركي روسي، وهذه المعادلة تضمن مصالح موسكو لكنها لا تضمن مصلحة الشعب السوري؛ الطرف الرئيس في هذه الحرب، الذي تحمل كل تبعاتها اللاأخلاقية من جرائم الكيماوي إلى حرب الإبادة. 

ما من شك فإن تركيا لها حضور كبير في سوريا، وإلا لما فتحت قنوات تواصل مباشر مع نظام الأسد لإيقاف الحرب، والوصول إلى اتفاق ينهي الصراع، وهي كذلك –أي تركيا- من شاركت بصنع اتفاق أستانا وكذلك سوتشي، ولا زالت تقوم بمحاولة ردع العدوان الروسي، الذي تجاوز عمليا تنفيذ بنوده كتجاوزه النقاط التركية بعشرات الكيلو مترات. ومن الطبيعي، أن الجانب التركي أبلغ قيادات فصائل الجيش الوطني بالمباحثات مع روسيا والتي لم تحقق نتيجة، وأن الأخيرة ماضية في الحل العسكري، وبالتالي يجب على فصائل المعارضة السورية الدفاع عن نفسها في وجه الحملة التي تتعرض لها.

فأنقرة تدرك أن موسكو تقدم دائما خيار القوة على خيار التسوية السياسية، وقبولها بنظام الهدن يندرج تحت إطار الدبلوماسية المخاتلة كأسلوب ناعم لتصفية الثورة السورية وإعطاء المزيد من الوقت لحلفائها لتعزيز نفوذهم ورفد قدراتهم العسكرية بالمقاتلين والأسلحة والذخائر والإمدادات اللوجستية والتوسع في مناطق لم تكن خاضعة لسيطرتهم. 

وهذا العدوان الروسي المتواصل وما سبقه من هدن انتقائية ظرفية لا يعدو كونه تدشينا لصراع صفري، سيمثل مرحلة من الفوضى العارمة التي لن تستثني أحدا، وستدفع تركيا قبل أي دولة أخرى تبعات ذلك، كما يحدث لها اليوم وأكثر.

وبالنتيجة، فإن المؤشرات في الأيام الماضية تؤكد وصول المباحثات التركية – الروسية حول إدلب إلى طريق مسدود، مما يعزز احتمالية التصعيد الميداني من جديد. 

وبالأخص بعد تأكيد الرئيس "أردوغان" ورئيس مخابراته "فيدان" خلال الاجتماع بقادة الفصائل على استمرار الدعم التركي حيث اعتبروا أن "قضية الثوار قضية حق ولن تتخلى تركيا عن دعمهم". وتؤسس الدعوة للتحضير لمعركة كبرى إلى بناء حالة من التوازن الحقيقي بكل ما تملك أنقرة من قدرة ودور وموقع وأوراق ضاغطة على كل الأطراف.

شنّت فصائل المعارضة المنضوية في غرفة عمليات "ولا تهنوا"، اليوم الأحد، هجوما معاكسا باتجاه قوات النظام وروسيا في ريف إدلب الشرقي، مما تسبب بوقوع خسائر بالعشرات في صفوفهم، في حين يواصل آلاف المدنيين النزوح من قرى وبلدات ريف حلب الغربي والجنوبي إلى ريف المحافظة الشمالي والمناطق الحدودية نتيجة القصف الجوي والبري للنظام وروسيا.

ففي إدلب، هاجمت غرفة عمليات "ولا تهنوا مواقع النظام على محور قرية أبو دفنة بالقرب من بلدة جرجناز، نتج عنها تدمير دبابة وعربة بي أم بي ومقتل من فيهما، بالإضافة لاغتنام أسلحة متوسطة وخفيفة وذخائر.

وفي السياق، قتلت مجموعة كاملة لقوات النظام على محور مغارة ميرزا بالقرب من بلدة أبو الظهور، جراء استهدافهم بصاروخ موجه، وتزامن ذلك مع قصف من الطائرات الحربية على بلدات "معصران والغدفة" وقرية "تل الشيح"، كما طال القصف المدفعي والصاروخي مدينة "معرة النعمان" وبلدات "معصران والغدفة وخان السبل وتلمنس" وقرى "الدير الشرقي ومعرشمشة" في ريف إدلب الجنوبي.

وفي حلب، قال مراسل بلدي نيوز إن آلاف المدنيين نزحوا في الساعات الماضية من قرى وبلدات "كفرناها وعويجل وخان العسل والمنصورة وشاميكو والرحال وجميعة الكهرباء" بريف حلب الغربي إلى مناطق ريف حلب الشمالي في "عفرين وأعزاز والباب وجرابلس" والمناطق الحدودية مع تركيا، نتيجة القصف العنيف من قبل قوات النظام والمليشيات التابعة له والطائرات الروسية.

وأضاف مراسلنا أن حالة من الهدوء الحذر تسود منطقة ريفي حلب الجنوبي والغربي، مع غياب الطائرات الحربية عن المنطقة، فيما يتخلل هذا الهدوء ضربات مدفعية وصاروخية لقوات النظام تستهدف قرى وبلدات "خان طومان والراشدين والمنصورة وكفرناها" الواقعة غربي وجنوبي مدينة حلب.

وفي الرقة، قال مراسلنا إن مجهولين فجروا عبوة ناسفة بالقرب من حقل "صفيان" النفطي جنوبي مدينة "الطبقة" بريف الرقة الغربي الخاضع لسيطرة قوات النظام، ما أسفر عن مقتل عنصر وإصابة آخر بجروح متفاوتة.

وأضاف إن مجهولين استهدفوا أحد صهاريج شركة "القاطرجي" بالقرب من منطقة "المنخر" شمالي ناحية "الكرامة" بريف الرقة الشرقي، مما أدى إلى احتراق الصهريج بشكل كامل وإصابة سائقه الذي نقل إلى المركز الطبي في ناحية الكرامة.

وفي ديرالزور، أفادت شبكة "فرات بوست" المحلية إن أهالي بلدة "سفيرة تحتاني" بريف دير الزور الغربي خرجوا بمظاهرة تندد بالفساد المستشري بالمجالس المدنية التابعة لـ "قسد".

وأشارت الشبكة إلى أن المتظاهرين طالبوا بإقالة جميع أعضاء مجلس البلدة من ضمنهم "غسان اليوسف" بسبب فسادهم.

وفي سياق آخر، قالت مصادر محلية إن سيارة مفخخة انفجرت في بلدة "جديد بكارة" شمال شرق دير الزور بالتزامن مع مرور رتل عسكري للقوات الأمريكية، ما أسفر عن إصابة 12 مدني بجروح معظمهم أطفال ونساء.

وفي درعا جنوبا، قالت مصادر محلية إن مجهولين فجروا عبوة ناسفة قرب عيادة الطبيب "مأمون قاسم الحريري"الخاصة في بلدة بصرالحرير، أسفرت عن وفاته على الفور. 

في حين أقدم مجهولون على اغتيال عنصرين سابقين في صفوف قوات المعارضة انضموا لقوات النظام في ريف درعا، وقالت مصادر محلية إن عنصرين يعملان مع فرع المخابرات الجوية في المنطقة قتلا على يد مجهولين.

وفي سياق متصل، اغتال مجهولون المدعو "محمد قاسم الهيمد " الملقب بـ (ديدلي) في مدينة الصنمين بريف درعا إثر استهدفه قرب جامع حي الصوالحة بمدينة الصنمين بريف درعا، ليل السبت الأحد.

اجتمع رئيس الاستخبارات التركي "حقان فيدان" مع وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة وقادة الفيالق وفصائل الجبهة الوطنية للتحرير التابعين للجيش الوطني السوري باجتماع طارئ في انقرة، أمس الخميس.

ووفق موقع "تلفزيون سوريا" فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شارك في جانب من الاجتماع عبر اتصال مرئي وقال للفصائل "تجهزوا للمعركة الكبرى". 

وأبلغ الجانب التركي قيادات فصائل الجيش الوطني أن المباحثات مع روسيا لم تحقق نتيجة، وأن الأخيرة ماضية في الحل العسكري، وبالتالي يجب على فصائل المعارضة السورية أن تدافع عن نفسها في وجه الحملة التي تتعرض لها.

وكانت روسيا تمسكت في جولات المفاوضات بمطلب عودة مؤسسات النظام السوري للعمل ضمن إدلب، وإجراء تسوية شاملة على غرار محافظة درعا، كما أن موسكو لم تعد تبدي اهتماماً بمسألة فتح الطرقات الدولية حلب - دمشق، و حلب - اللاذقية، رغم إبداء تركيا استعدادها للتشاور مع فصائل المعارضة لإيجاد آلية خاصة بذلك.

ارتفعت حصيلة شهداء مجزرة جمعية "بالا" بريف حلب الغربي إلى 5 مدنيين، اليوم الأحد، بعد قصف جوي روسي استهدف مركز ايوائهم، خلال الساعات الماضية. 

وقال مراسل بلدي نيوز بريف حلب؛ إن حصيلة الشهداء ارتفعت إلى 5 بينهم طفلان، نتيجة قصف جوي روسي، يوم أمس السبت، على مركز إيوائهم الواقع في جمعية "بالا" بمحيط مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي.

وفي السياق؛ قصفت قوات النظام صباح اليوم الأحد، بالمدفعية الثقيلة منطقتي "الصحفيين وخان العسل" بريف حلب الغربي، دون ورود أنباء عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين.

يشار إلى أن الطائرات الحربية الروسية شنت أكثر من 40 غارة جوية روسية على قرى وبلدات ريف حلب الجنوبي والغربي والذي تسبب بنزوح كبير للمدنيين.

الجدير بالذكر أن قوات النظام والميليشيات الإيرانية استكملت تعزيزاتها وتجهيزاتها لبدء الهجوم للسيطرة على محيط مدينة حلب.