استشهدت الطفلة “فاطمة حسام نعنع”، يوم الإثنين، إثر إصابتها برصاصة في اشتباكات دارت بين عناصر من “هيئة تحرير الشام”، النصرة سابقاً، وخلية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، في مدينة “الدانا” شمالي إدلب.
وأفادت مصادر محلية أن “اشتباكات عنيفة دارت في أحد أحياء مدينة الدانا بين عناصر من “هيئة تحرير الشام” وآخرين يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم الدولة، في أثناء مداهمة “تحرير الشام”، مقر الخلية.
وأضافت المصادر أن “الاشتباكات أدت إلى إصابة الطفلة “فاطمة حسام نعنع”، برصاصة طائشة استقرت في جسدها وأدت إلى استشهادها على الفور”.
وأفاد الناشط “محمد الإدلبي” أن الطفلة استشهدت برصاصة في أثناء اشتباكات عنيفة اندلعت في “الدانا” بين “تحرير الشام” وخلية تتبع لتنظيم الدولة الإسلامية في المدينة، وتمكنت الهيئة من إلقاء القبض على الخلية البالغ عدد أفرادها سبعة أشخاص، بعد أن أردت أحدهم قتيلاً.
وهذه ليست المرة الأولى التي يسقط فيها شهداء وجرحى مدنيين في أثناء عمليات مداهمة مشابهة، أو في العمليات العسكرية في إدلب، حيث استشهد عدة مدنيين وأصيب آخرون بجروح مؤخراً.
وتعتبر مدينة “الدانا” إحدى أكبر مدن الشمال السوري من حيث الكثافة السكانية، إضافة إلى أن أكثر من نصف سكانها من النازحين والمهجرين قسرياً من مختلف المحافظات السورية، وقد شهدت عدة عمليات أمنية لهيئة “تحرير الشام”، استهدفت فيها خلايا لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
كشف رئيس الهلال الأحمر التركي، “كرم قنق”، اليوم الإثنين، أن الجمعية تسعى إلى احتواء موجات الهجرة المحتملة من سوريا، إضافة إلى تلبية احتياجات النازحين في داخل الأراضي السورية.
وقال “قنق” في تصريحات لوكالة “الأناضول” التركية إن “تنفيذ عملية عسكرية في مدينة منبج ومنطقة شرق الفرات، قد يؤدي إلى حدوث موجات من اللاجئين باتجاه الأراضي التركية”.
وأضاف أن “الهلال الأحمر التركي يسعى إلى تلبية احتياجات هذه الموجات في داخل الأراضي السورية، ومد يد العون إلى جميع المحتاجين، من دون التمييز بينهم حسب انتماءاتهم العرقية والمذهبية”.
وأشار “قنق” إلى أن “الأعمال التحضيرية لاحتواء موجات الهجرة في داخل الأراضي السورية، جارية على قدم وساق”، لافتاً إلى أن الهلال الأحمر يعمل أيضاً على دعم عودة السوريين من تركيا إلى المناطق الآمنة التي يجري تشكيلها في سوريا.
وتنتشر في الشمال السوري، بالقرب من الحدود التركية، مئات المخيمات العشوائية التي تؤوي نازحين ومهجّرين من جميع المحافظات السورية، وتفتقر إلى أهم مقومات الحياة والسكن، في ظل تردي وضع الخيام وشبكات الصرف الصحي وغياب التدفئة والرعاية المناسبة، خاصة وأن الأمطار خلال الأيام الماضية أدت إلى تضرر مئات الخيام ومحتوياتها.
ورغم إطلاق المنظمات الإنسانية والجمعيات المحلية، حملات عدّة للتقليل من أثر انخفاض درجات الحرارة، ومساعدة النازحين خلال فصل الشتاء، إلا أنّ وجود آلاف العائلات المتضررة في الشمال السوري يحدّ من إمكانية تغطية احتياجاتهم بمبادرات فردية وحملات ذات دعم محدود.
تداولت صفحات موالية للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس السبت، خبر تعرض سرقة مقام ديني للطائفة “العلوية” في مدينة بانياس بمحافظة طرطوس.
وبحسب المصادر، فإن شخصاً قام بخلع نافذة مقام “الشيخ هلال” في حي القصور بمدينة بانياس، وقام بسرقة اسطوانة الغاز الموجودة فيها، فيما قالت صفحة “بانياس الآن” إن ما تعرض للسرقة غرفة يتم فيها وضع الأشياء العامة لخدمة زوار المقام.
وانقسم جمهور الموالين بين مؤيد ومعارض لهذا الفعل، حيث اعتبر بعضهم أن هذا “تقليل لقدسية معتقداتهم الدينية”، فكتب أحدهم قائلاً: “حتى المقامات ما خلصت منن، يا عيب الشوم وين وصلنا”، في حين علق آخر: “عنجد عيب وقلت زوق ولو ولو لهون وصلت معكن لادين ولاديانه ولاشرف ولا أخلاق”.
بالمقابل، قال أحدهم: “يازلمي عم يسرقو أكلنا وشربنا وتيابنا ومخصصاتنا ما حدا فتح تمو وقفت عفقير أخد هالجرة حلال عليك ياكبير كل ما احتجت جرة شفلك شي مقام”، وكتب آخر: “أي شو هالشغله العظيمه.. الرجل محتاج وأخدها مو احسن مايسرق من الأحياء عالقليله أخد من الأموات وبعدين مين هاد الشيخ هلال شو شغلتو وشو كان قبل مايموت”.
وتشهد المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد أزمة خانقة في المحروقات منذ أسابيع، علاوة على الارتفاع الحاد في أسعارها، في وقت تزعم حكومة الأسد أن الأزمة سببها بعض التجار المحتكرين.
أعلن قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال جوزيف فوتيل، اليوم الاثنين، أنه من المحتمل أن تبدأ واشنطن خلال أسابيع سحب قواتها البرية من سوريا تنفيذا لأمر الرئيس دونالد ترامب.
موسكو — . وقال الجنرال: "احتمال بدء انسحاب القوات الأجنبية من سوريا خلال أسابيع وذلك اعتمادا على الأوضاع على الأرض".
وأشار فوتيل إلى أن اعداد القوات الأمريكية في العراق ستبقى ثابتة بشكل عام. مؤكدا أنه، "لا نريد بقاء أفراد على الأرض لا نحتاج لهم وليس لهم مهمة فعلية".
ويذكر أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كان قد أعلن في 19 كانون الأول/ديسمبر الماضي، بدء انسحاب القوات الأمريكية من سوريا وعودتها إلى الولايات المتحدة، دون تحديد موعد زمني، بحجة هزيمة تنظيم "داعش" في سوريا.
ومن ناحيته، قال مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي جون بولتون، في الـ 6 من شهر كانون الثاني/يناير الماضي، إن انسحاب قوات بلاده من سوريا سيتم بعد تلقي وعود من تركيا بعدم التعرض للقوات الكردية المتواجدة على الأراضي السورية.
وفي وقت سابق، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلا عن مصادر في الإدارة الأمريكية، إنه إذا لم يغيرالبيت الأبيض نهجه، فسوف يقوم الجيش بسحب جزء كبير من القوات من سوريا بحلول منتصف مارس، وسيتم الانتهاء من الانسحاب بنهاية أبريل المقبل.
استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم، مواقع عدة لنظام الأسد في قرية “جباتا الخشب”، و”المعلقة” ومدينة “القنيطرة المهدمة”، بسبب تواجد عناصر من حزب الله اللبناني فيها، فضلاً عن استخدام الحزب مواقع تابعة لنظام الأسد استهدفت في وقت سابق.
وأكد الإعلامي “جلال أبو عمر” ، أن قوات الاحتلال قصفت مساء اليوم مواقع عدة تتمركز فيها قوات تابعة لميليشيا حزب الله اللبناني، بقذائف المدفعية والصواريخ، في نقطة “الكسارات” في بلدة “جباتا الخشب”، وسرية “الدرعيات” في بلدة “المعلقة”، ومدينة “القنيطرة المهدمة” في ريف القنيطرة الجنوبي، وتتبع هذه النقاط جميعها للواء 90، وحققت الضربات إصابات مؤكدة لهذه الأهداف.
وأشار جلال أبو عمر إلى أن هذا القصف بمثابة تحذير لنظام الأسد وميليشياته، بعدم الاقتراب أو التمركز قرب الحدود في الجولان المحتل.
وأوضح “أبو عمر” أن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدفت مشفى مدينة “القنيطرة المهدمة”، حيث يوجد هناك نقطة استطلاع تستخدمها ميليشيا حزب الله اللبناني.
ولوحظ اليوم انتشار واضح لميليشيا حزب الله في مدينة “البعث” باتجاه “القنيطرة المهدمة”، وأضاف “أبو عمر” أن النقاط جميعها التي قصفت الليلة هي نقاط استطلاع لميليشيا حزب الله اللبناني.
ولم يصدر عن الاحتلال الإسرائيلي أي بيان يؤكد الضربات الإسرائيلية على المناطق المذكورة حتى اللحظة، وما زال الطيران الإسرائيلي يحلق فوق منطقة جنوب لبنان الحدودية.
وذكرت وكالة أنباء نظام أسد (سانا)، أن “العدوان الإسرائيلي” على محافظة القنيطرة “استهدف مشفى القنيطرة المدمر بعدة قذائف دبابة، كما استهدف أحد المراصد في بلدة “جباتا الخشب”.
وأشارت الوكالة إلى أن قصفاً أخر استهدف منطقة “تل الدرعية” في القنيطرة بعدد من القذائف، مدعيةً أن القصف أسفر عن “أضرار مادية” فحسب.
تجدر الإشارة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن في بيان، في الشهر الماضي، أن مقاتلات حربية شنت غارات على أهداف عسكرية تابعة لـ”فيلق القدس” الإيراني، إضافة إلى بطاريات دفاع جوي تابعة لنظام الأسد في داخل الأراضي السورية.
أصيب عدد من الأشخاص، أمس السبت، جراء هجوم عشرات الشبان الأتراك على محلات تجارية يديرها سوريون؛ وذلك على خلفية شجار نشب بين سوريين ومواطنين أتراك في حي “أسنيورت” بمدينة اسطنبول.
وبحسب وسائل إعلام تركية، فإن “اشتباكات وقعت بين سوريين وأتراك في منطقة (باغلار تشيشمه) التابعة لمنطقة أسينيورت”، التي يسكنها عدد كبير من السوريين اللاجئين إلى تركيا؛ حيث استخدم الطرفان العصي والسكاكين، ما استدعى قدوم فرق طبية وسيارات الإسعاف لنقل الجرحى إلى المستشفى.
وتدخلت قوات الأمن التركية، لتطوق “ميدان أسنيورت”، في حين تظاهر مواطنون ضد “ارتفاع وتيرة الخلافات والمشاكل في الآونة الأخيرة بين السوريين والأتراك”.
وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق الاشتباك، وقال نشطاء إن المهاجمين الأتراك اعتدوا على محلات السوريين وقاموا بتكسيرها.
بدوره، أعلن قائم مقام “أسنيورت” في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع “تويتر” إنه “تمت السيطرة على أعمال الشغب التي أدت إلى سقوط 3 جرحى من المواطنين الأتراك واعتقال 3 سوريين، ولا خسائر في الأرواح”.
وعن الأسباب التي أدت للشجار قال موقع “تركيا بالعربي” نقلاً عن مصادر خاصة، إن “شاب تركي قام بالتحرش بفتاة سورية كانت ذاهبة إلى صالة الأفراح، الأمر الذي أدى إلى هجوم سوريين عليه، قام الشاب على إثرها بطلب مؤازرة تحولت فيما بعد إلى مظاهرة وقام المتظاهرين بالهجوم على محال السوريين وتكسيرها”.
أعلنت وسائل إعلام تركية أن وزير الدفاع الروسي، “سيرغي شويغو”، سيزور العاصمة أنقرة، اليوم الإثنين، تلبية لدعوة نظيره التركي “خلوصي أكار”.
وبحسب وكالة “الأناضول” التركية، فإن “أكار” و”شويغو”، سيتناولان آخر التطورات في سوريا، بما في ذلك الأوضاع في إدلب، قبيل القمة الثلاثة الروسية- التركية- الإيرانية المرتقبة في “سوتشي”.
ويأتي اللقاء في ظل تصعيد روسيا لهجتها بشأن الوضع في إدلب، إذ تحدث نائب وزير الخارجية الروسي، “سيرغي فيرشينين”، في وقت سابق، عن عملية عسكرية محتملة في المنطقة ستكون منظمة.
وأضاف “فيرشينين” أن جميع اتفاقات مناطق تخفيف التوتر التي اتُّفِقَ عليها في 2017 هي تدابير مؤقتة، معتبراً أن “إدلب جزء لا يتجزأ من الدولة السورية والأراضي السورية، ولن تسمح روسيا بوجود محميات للإرهاب، ويجب القضاء عليها”، بحسب قوله.
تجدر الإشارة إلى أن وزير الدفاع التركي توجه خلال الأيام الماضية، برفقة وزير الخارجية “مولود جاويش أوغلو”، ورئيس جهاز المخابرات “هاكان فيدان”، إلى العاصمة الروسية، للتنسيق بخصوص مرحلة بعد الانسحاب الأمريكي من الأراضي السورية.
أظهرت تسريبات حول قائمة المجتمع المدني السوري في اللجنة الدستورية، رجحان كفة الشخصيات المؤيدة لنظام الأسد أو المرتضية بقاءه، ضمن الشخصيات البالغ عددها 50 شخصية ترشحها الأمم المتحدة.
وبحسب ما كشفت لائحة سربها الصحفي “رائد فقيه” الأحد، وأكدتها مصادر لـ”حرية برس”، تضم قائمة المجتمع المدني السوري 26 شخصية محسوبة على نظام الأسد، على رأسها سامي الخيمي سفير النظام السابق لدى بريطانيا، ورجال أعمال داعمين للنظام من أمثال رياض الداودي ومحمد غسان القلاع.
إلى ذلك، ضمت القائمة المسربة عدداً من الشخصيات التي تنسب نفسها للمعارضة لكنها لا ترى مانعاً في بقاء بشار الأسد في الحكم، على رأسها المعارضة السابقة ميس كريدي العائدة إلى دمشق في العام 2014 لتنضم إلى “معارضة الداخل”.
في المقابل؛ ضمت اللائحة أسماء خبراء قانونيين سوريين، أبرزهم د. عبود السراج عميد كلية الحقوق في جامعة دمشق سابقاً والخبير الدولي في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، د. سام دلة الخبير في القانون الإداري وعميد المعهد الوطني للإدارة العامة السابق، د. إبراهيم الدراجي أستاذ القانون الدولي في كلية الحقوق بجامعة دمشق، سليمان القرفان رئيس نقابة المحامين الأحرار في درعا، ومازن درويش رئيس المركز السوري لحرية الإعلام والتعبير.
وفيما يلي الأسماء المسربة كاملة: إبراهيم دراجي، إنصاف أحمد، إنعام إبراهيم نيوف، إيمان شحود، أحمد شبيب، أحمد طالب الكردي، أنس جودة، بشير محمد القوادري، ترتيل تركي درويش، جافيا علي، جمانة قدور، حازم يونس قرفول، خالد عدوان الحلو، دلشا أيو، دورسين حسين الأوسكان، ديانا جبور، رغدان زيدان، رياض الداوودي، ريم تركماني، ريم منصور الأطرش، رئيفة سميع، سام دلة، سامي الخيمي، سليمان القرفان، سمر جورج الديوب، سوسن زكزك، صباح الحلاق، (صابر بلول/ عارف الشعال)، عبدالأحد سمعان خاجو، عبود السراج، عصام التكروري، عمار منلا، عمر عبدالعزيز حلاج، فاروق حجي مصطفى، فائق حويجة، مازن درويش، مازن غريبة، محاسن فاتح، محمد خير أيوب، محمد غسان القلاع، (ماهر ملاندي/ محمد ماهر قبليبي)، منى اسبيرو سلوم، منى فضل الله عبيد، موسى خليل متري، ميس كريدي، (رشا الحلاح/ ناريمان أحمد)، نهى الشق، هادية قاوقجي (العمري)، هدى المصري، هشام الخياط.
وشكل اختيار قائمة المجتمع المدني معضلة لدى الأمم المتحدة ومبعوثها السابق ستيفان ديمستورا بسبب تنطع النظام الدائم واعتراضه على الأسماء المرشحة، وقد يشير تأكيد الأسماء الواردة في التسريبات إلى رضوخ المبعوث الأممي الجديد غير بيدرسون إلى شروط النظام وداعميه لا سيما بعد زيارته الأخيرة إلى طهران.
وبحسب التسريبات فإن الأسماء الواردة تم التوافق عليها بين الأمم المتحدة وثلاثي أستانة (روسيا وتركيا وإيران)، وكان كل من نظام الأسد وهيئة التفاوض المعارضة أعلنا أسماء ممثليهما في اللجنة الدستورية.
ومن المتوقع أن يكون تشكيل اللجنة الدستورية على رأس مداولات القمة التي تجمع زعماء روسيا وتركيا وإيران في سوتشي يوم الخميس المقبل.
أعلن قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال جوزيف فوتيل، اليوم الاثنين، أنه من المحتمل أن تبدأ واشنطن خلال أسابيع سحب قواتها البرية من سوريا تنفيذا لأمر الرئيس دونالد ترامب.
ونقلت وكالة “رويترز” عن فوتيل قوله: إنه “”احتمال بدء انسحاب القوات الأمريكية من سوريا خلال أسابيع وذلك اعتماداً على الأوضاع على الأرض”.
وأشار فوتيل إلى أن اعداد القوات الأمريكية في العراق ستبقى ثابتة بشكل عام، مؤكداً أنه “لا نريد بقاء أفراد على الأرض لا نحتاج لهم وليس لهم مهمة فعلية”.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعلن في 19 كانون الأول/ديسمبر الماضي، بدء انسحاب القوات الأمريكية من سوريا وعودتها إلى الولايات المتحدة، دون تحديد موعد زمني، معللاً السبب بهزيمة تنظيم “داعش” في سوريا.
ومن جهته، صرح مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي جون بولتون، في 6 شهر كانون الثاني/يناير الماضي، أن انسحاب قوات بلاده من سوريا سيتم بعد تلقي وعود من تركيا بعدم التعرض للمليشيات الكردية المتواجدة على الأراضي السورية.
وأصدرت هيئة رقابية تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تقريراً الأسبوع الماضي قالت فيه إن تنظيم الدولة الإسلامية ما زال يمثل خطراً، محذراً من أن التنظيم سيعود للظهور في سوريا على الأرجح خلال ما يتراوح بين ستة أشهر و12 شهرا ما لم يتواصل الضغط عليه وسيستعيد السيطرة على بعض الأراضي.
كان ’’أحمد محمد المبارك الدرويش‘‘ عضو مجلس شعب في السابق، حاله حال أكثرية متزعمي المجموعات التشبيحية التابعة لنظام الأسد، الذين يحصلون على الشرعية والقوة منه، ليكون أداته التي تنفذ كافة الأعمال الإجرامية.
ومع بداية الثورة السورية، سلب من شقيقه ’’فواز‘‘ لقب شيخ عشيرة ’’بني عز‘‘ بصفته عضواً في مجلس الشعب التابع لحكومة النظام، ليعمل بعدها على تهميش أشقائه الأكبر سناً.
لم يراعِ الدرويش حرمة الدماء، ورغم أن شقيقه ’’شلاش‘‘ قتل في قصف لقوات نظام الأسد على قرية “أبو دالي” من حاجز قرية “الطليسية” الموالية للنظام، إلا أن الرجل الأهم من “أحمد الدرويش” كان شقيقه.
عمل الدكتور ’’دهام الدرويش‘‘، المقيم في بريطانيا، على دعم شقيقه ليصل إلى مجلس الشعب، حيث تربطه علاقة قديمة بوالد “أسماء الأخرس”، زوجة رأس النظام بشار الأسد، ويعمل معه في المشفى ذاته في بريطانيا.
لا يخفى على أحد تاريخ “أحمد الدرويش” الأسود وخاصةً في مجال النصب والاحتيال، وفي مرة احتال على تجار عراقيين واشترى 400 رأس غنم بعد سقوط نظام صدام حسين لم يدفع ثمنها.
وبعد أن دخل إلى مجلس الشعب التابع لحكومة النظام في أواخر التسعينات بدعم من شقيقه دهام، بدأ باستغلال منصبه في الرشاوى والوساطات وتجاوز القوانين.
ومع انطلاق شرارة الثورة السورية، أعلن الدرويش مباشرةً تأييده لنظام الأسد والبدء بتشكيل مجموعات ’’تشبيحية‘‘ مسلحة موالية له، كان جُلها في حلب وإدلب وحماة، كما جعل “أبو دالي” معبراً تجارياً مستغلاً وضعها الجغرافي، حيث فرض عمولات على كل ما يدخل إلى المناطق المحررة من محروقات ومواد غذائية وتجارية، وخاصةً المحروقات، حيث أنه يسيطر عليها بشكل كامل ويعمل على بيعها بأسعار مضاعفة.
لم يقتصر عمل الدرويش مع جهة محددة، بل كان يعمل مع جميع الأطراف، ومن ضمن ذلك أيضاً صفقات السلاح والمحروقات الكبيرة مع تنظيم الدولة الإسلامية ’’داعش‘‘.
كما عمل أيضاً على تهميش دور العشائر بسبب عدم دعمهم له أو دعم نظام الأسد على وجه الخصوص، وعدم رفده بعناصر من أبناء العشائر وخاصةً ’’الموالي‘‘، ولذلك كان ضعيف الموقف ولا يحظى بقاعدة شعبية كبيرة، ففي كل مرة تعرضت قريته للهجوم كان ذلك بمساعدة العشائر، لذلك سقطت “أبو دالي” أكثر من مرة في أيدي الثوار، لا سيما أن داعميه هم أقاربه فحسب، ولا يتجاوز عددهم 50 عنصراً، وما تبقى منهم كانوا مطلوبين.
ويقول ’’وائل أبو أحمد‘‘ أحد المنشقين عن جيش نظام الأسد، إن الدرويش كان يمر على الأفرع الأمنية ويقدم ما لديه من معلومات، إذ كان عين تلك الأفرع في المنطقة.
ويبلغ عدد عناصره قرابة 500 عنصر، يمولهم الدرويش من الأتاوات المفروضة على الناس، حيث شكل فوج ’’المبارك‘‘ الذي يتبع مباشرةً لـ’’سهيل الحسن‘‘.
كان للدرويش دور كبير في احتلال ريف حماة الشرقي وريف إدلب الجنوبي، اللذين يعدان معقلاً لقبيلتي الموالي والحديدين، حيث يعتقد أنه بهذا قد أخذ ثأره من العشائر بعد اقتحام ’’هيئة تحرير الشام‘‘ الأخير قرية “أبو دالي” وعدم مناصرة أي عشيرة له، إنما على العكس كان أغلب المشاركين في تحريرها من أبناء العشائر.
وبعد سيطرة الاحتلال الروسي على غالبية الأراضي السورية، بدأ نظام الأسد بتهميش شخصيات عديدة، أمثال الدرويش وغيره، وتجريدهم من صلاحياتهم التي كانت غير محدودة.
ويقيم الدرويش حالياً في منزله في “كفر راع”، وبحسب الأقوال فإن معظم عناصره جُرّدوا من البطاقات الأمنية والسلاح الثقيل، ومنذ عدة أيام حضرت قوة روسية إلى منزله وصادرت جميع الأسلحة والذخائر الموجودة لديه، لينتهي بذلك دوره بصفته أداة قتل وقمع لدى النظام، وتسقط ورقته كباقي من سبقه من رؤوس الشبيحة.