ما هي السيرة الذاتية لحضرتك؟
انتصار علي الجبوري الخطابي، عضو مجلس الشعب العراقي.
من قبيلة الجبور وعشيرة الخطاب، العشيرة جزء من قبيلة الجبور. ولدت عام 1966، متزوجة ولدي 6 أولاد.
حاصلة على بكالوريوس قانون، كنت عملت في المحاماة وقبلها مساعد باحث في جامعة تكريت حيث كنت من العشرة الأوائل على دفعتي وتركت جامعة تركيت وعملت بالمحاماة حتى عام2010 ، تم انتخابي بعد ترشحي لنيابة مجلس النواب عن محافظة نينوى في 2010 ثم جدد في 2014.
أنا الأولى من النساء وخارج الكوتة حصلت على أصوات _حالي حال الرجل_ تؤهلني بمقعد مجلس النواب عن محافظة نينوى، عضو مؤسس في ائتلاف برلمانيات لملاحظة العنف ضد المرأة، عضو مؤسس في مجتمع المرأة للسياسة، وعضو شبكة رائدات برلمانيات عربيات، وأعمل الآن على تشريع الحماية من العنف الأسري.
ماذا عن طبيعة العلاقات العشائرية في العراق؟
الحمد لله العشائر اليوم نعتبرها صمام الأمان للعلاقات المجتمعية في العراق، فالعراق عبارة عن مجتمع عشائري حيث يوجد في كل محافظة عشائر ترتبط فيما بينها، والعشائر متجانسة فيما بينها متصاهرة ومتجالسة بينها علاقات كثيرة احترام ومودة.
هناك احترام للعشائر حيث هناك لجنة خاصة بمجلس النواب هي لجنة العشائر في المحافظات الهيئة التحديدة داخل المحافظات يوجد مستشاري للعشائر.
فالكل يحترم وجود العشائر في محافظات العراق ومدى ترابط محافظات العشائر في العراق من شمال العراق لأقصى الجنوب، حيث ساهمت هذه العشائر في حل كثير من المشكلات على الرغم من وجود بعض الخلافات التي قد تحدث في محافظة أو أخرى بين العشائر، ولكن ذلك لا يمنع من احترام كل العشائر فيما بينها وتمسكها بالعشيرة وبالعادات والتقاليد العربية وحل أكبر المشكلات بالمجتمع سواء داخل المحافظة أو على مستوى العراق ككل.
هل تعدد القبائل بأيدولجياتها المختلفة يشكل خطراً علي العراق من وجهة نظر حضرتك؟
إلى الآن العشائر هي صمام الأمان، فهي التي توجه أبنائها لعدم الخوض بالطائفية والتمسك بالقبيلة والعشيرة ودفع كثير من المخاطر والحروب الأهلية بين مكونات المجتمع.
ولكن في بعض الأحيان قد يظهر هناك صوت من الأصوات، فيقوم شيخ العشيرة بتبني هذا الصوت وإدانة ورفض هذا الصوت الذي نعتبره نشاذ، لكن هناك فئة كبيرة جداً لم تتأثر بما يجري في المحافظات، وبالتالي لن تتأثر العلاقات.
هناك جبوري شيعي وهناك جبوري سني وهناك علاقات اجتماعية تربطهم فيما بعضهم، فهناك علاقة نسب بينهم فالجبوري في نينوى يشارك الجبوري في البصرة وفي كل محافظات العراق لا يوجد أي إختلاف بين العشائر، قد تكون هناك بعض الخلافات بين العشائر لكنهم بعيدين عن أصول العشائر، فلا توجد اختلافات طائفية ولكن ربما بعض الأمور السياسية التي تبعد كثيرًا على أن تفسد العشائر.
فإذا كانت هناك مشكلة بين عشيرتين فتدخلت لجنة العشائر ولجنة المرأة لفض أكبر مشكلة وكان ضحيتها المشكلة وكان جزء من هذه المشكلة إعطاء الفتيات دية لأهل الضحية وبالتالي رفضنا هذا الموضوع وأن تكون المرأة جزء من دية أو مبالغ تقدم لأهل الضحية وتلك كانت خطوة جبارة وأدخلنا رئيس الجمهورية في هذا الموضوع.
إذن نقول أن العشائر هي صمام الأمان، لجنة العشائر ولجنة المرأة يتفقون على حلول مشتركة لحماية المجتمع.
ما هي أهم المشاكل التي تواجه العشائر في العراق ؟
أكثر المشاكل التي تواجه العراق هو الوضع الأمني حيث سيطرت داعش في الفترة الأخيرة لكن الحمد لله اليوم أتوا إلى مناطق الموصل وقتلوا داعش أهل الجنوب ذهبوا لكركوك، وأهل الوسط وبغداد وصلوا للأنبار.
المشكلة الأمنية هي أكبر مشكلة تواجه العشائر، فالعشائر أعطوا تضحيات وشهداء سواء أرامل أو أيتام.
وهناك مشاكل آخرى جزء من المجتمع العراقي تواجها مثل الفقر، الأمية، انعدام الكهرباء والخدمات بعض المشاكل التي تفكك المجتمع كالطلاق وتشريعات القوانين التي تقدم بها العشائر ورفضها نواب الشعب العراقي نعم لها دور في توجيه المجتمع العراقي، مشاكلها هي التي تواجه المجتمع العراقي بأكمله.
كيف يمكن التغلب على المشاكل الأمنية التي تواجه العراق؟
الحمد لله نحن على أبواب العراق خالية من داعش إعلان حالة أمنية جيدة جداً في العراق وإنهاء مرحلة داعش، وسنبدأ مرحلة الإعمار إن شاء الله القضاء على المشاكل الأمنية.
فقواتنا المسلحة اليوم اكتسبت خبرة بكل جوانبها المعلوماتية والاستخباراتية بالقتال، واليوم نعتمد على هذه القوات بالحفاظ على الانتصارات والأمن.
ونحتاج أيضاً تعاون المواطن أيضاُ الذين ضحوا من أجل تقدم العراق، نحتاج اليوم نصائح العشائر لأبنائنا لنتعاون لنقدم الخدمة والمعلومة قد نستهين بالمعلومة المقدمة ولكن قد تكون مهمة لقوات الأمنية
ما دور القبائل في الحفاظ علي وحدة العراق؟
كان للقبائل العربية خصوصا في المشكلة الأخير باستفتاء إقليم كردستنا حول الانفصال، كانت مجالس العشائر أعلنت تضامنها وتماسكها بوحدة العراق أعلنوا رفضهم باستفتاء بانفصال جزء من العراق عن الجزء الآخر، لذلك كانوا داعمين لوحدة العراق وداعمين للحكومة المركزية عن هذا الرفض وفعلاُ أعلنوا توحدهم وتواجدهم مع الحكومة، وأدى ذلك لعدم الاعتراف بالاستفتاء والتضامن الذي حدث في المجتمع العراقي وتوحدهم أدى بنتائج الاستفتاء كأنها لم تكن موجودة. حتى المحكمة الاتحادية لم تعترف به، وكان للعشائر دور التثقيف حول هذا الموضوع وكان لها دور مشرف في المحافظة على وحدة العراق.
هل هناك تفعيل لدور القبائل في سلطات الدولة الثلاث، التشريعية والتنفيذية والقضائية؟
بالنسبة للقضاء لا يوجد دور للعشائر كوننا دولة مؤسسات.
فيما يخص السطات فمجلس النواب موجود، وهناك لجنة كاملة بمجلس الشعب بها شيوخ العشائر ونواب ممثلين عن العشائر وهذه اللجنة لها دور كبير حيث تم تكريم هذه اللجنة وأنا إحدى من تكرموا من اللجنة لأني أقدم خدمات لأهل المحافظة ولهذا كرمت من هذه اللجنة مع هيئة الرئاسة وطبعاً ولدي نشاطات كثيرة.
وحتى في بعض القوانين كان لها دور مهم حيث كانت لجنة العشائر داعمة لهذا القانون وحتى الآن داعمة وقدمت مقترحات عديدة ونسمع لهذه الاقتراحات.
فيما يخص مجلس الوزراء هناك أيضاً لجنة مختصة بالعشائر وأيضاً هناك مستشارين لدى رئيس مجلس الورزاء، مستشارين خاصين بالعشائر ونستمع كونهم هو الصوت الذي يمثل الشعب العراقي، الشعب العراقي أغبلهم من خلفيات عشائرية حتى من يسكن المحافظات فجذوره عشائرية في القرى والأرياف
إذن العشائر يهتم بهم البرلمان والوزاراء كسلطة مستقلة ، وبالتالي لا يمكن أن نقول للعشائر دور في القضاء لكي نحترم القضاء ونضمن استقلالية القضاء.
ربما يكون هناك دور للعشائر في حالات الصلح كحادث قتل أو اي حادث في المجتمع حيث يكون دور العشائر في الجمع والصلح. فقد يتم حل بعض المشاكل عشائرياً ويتم الصلح ويُعتَمد هذا الصلح في القضاء، يخفف من حكم القضاء في حالة وجود صلح يأتي المجني عليه ويقول قد تصالحنا مع الجاني وذلك بناء على اجتماع صلح في أحد الدواوين العشائرية.
هل ترى في القبائل العراقية قوة سياسية؟ ماهي السلبيات والإيجابيات لذلك؟
أبناء القبائل يمثلونها في الكيانات السياسية، فمن المؤكد أن المجتمع العراقي مجتمع عشائري وبالتالي هناك نواب وممثلين في القوى السياسية، أغلب النواب من أصول عشائرية فهي ممثلة سياسية وهي موجودة بالكيانات السياسية، وطبعاً لها دور في القرار السياسي أيضاً.
و ما رأيكم في تشكيل حزب سياسي مختص بالقبائل والعشائر؟ ذات الخصوصية لتفعيل الطاقات الكامنة فيها للتتمكن الدولة من الاستفادة منهم!
لا أتوقع أن تكون هذه الخطوة ناجحة، لأنه سيكون هناك نوع من التفكك.
لست مع تشكيل حزب من قبيلة معينة، حتى في قانون الأحزاب يمنع هذا الشيء، فالأحزاب يجب أن تكون متجانسة من كل فئات المجمتع موجودة في الأحزاب.
مثل هذا الحزب العشائري لن ينجح.
تستطيع العشيرة تكوين كتلة وقد يكون تواجد سياسي لكن لا يمكن تشكيل حزب بناء على قومية أو قبيلة أو طائفية أو تشكيلة قبلية. أتوقع ألا تنجح هذه التجربة.
كيف يمكن للقبائل و العشائر السورية الاستفادة من التجربة العراقية؟
العراق حقيقة بحكم الموقع الجغرافي هناك نوع من التشابك بين المجتمع السوري حتى هناك مصاهرة وعلاقات نسب بيننا وبين المجتمع السوري.
المجتمع السوري أيضاُ عبارة عن مجتمع قبائلي بغض النظر عن تواجده في القرى والأرياف، حالة كحالنا لا يختلف كثيراً عننا وهو قريب جداً.
أتمنى من العشائر السورية أن تستفيد من العشائر العراقية بوجودها في الصلح والدواوين وأيضاً تواجدها في العملية السياسية، وألا تبتعد القبائل عن تواجدها في الحل وفي المفاوضات وفيما يجري الآن في سوريا، فيجب أن تكون جزء من العملية السياسية الموجودة والقادمة، حيث يكون لها دور حالها كحال العراق، ففي عشائر بسوريا امتداد العشائر العراقية.
هل يوجد تصور بين شيوخ وعواقل القبائل وأبنائها لعمل كيان سياسى موحد، يضم قبائل العراق أو قبائل بلاد الشام أو ليشمل القبائل العربية؟
ممكن هذا الكيان، لكن قد يختلف الموضوع في الأيدولوجيات.
نعم نحن أبناء قبيلة ولكن تختلف بالأيدولوجيات، يختلف حزب عن حزب آخر، تختلف مجموعة عن مجموعة.
لكن لا يمكن تشكيل حزب موحد، فهناك اختلافات بالتوجه السياسي وبالارتباط بالمرجعيات. فمثلًا نحن الجبور يوجد هناك الشيعي والسني، والارتباطات فيما بينهم قد تختلف، حيث هناك جبور في حزب الدعوة وهناك جبور في جزب تحالف القوى.
لكن مستقبلاً قد تكون هناك كتلة كبيرة تمثل القبائل مثل قبيلة الجبور ممكن مستقبلاً، أما في الوقت الحاضر لا أتصور هذا الشيء.
ما هو موقف القبيلة وباقى القبائل من داعش؟
داعش انتهت في العراق إن شاء الله.
آخر أيام داعش في العراق ارتكبوت أكبر جرائم خصوصاً محافظة نينوى يندى لها جبين الإنسان قتل واغتصاب وهدم آثار وهدم البنى التحتية واستخدام الناس كدروع بشرية وأيضًا ارتكبوا أخطر جرائم ترتكب بحقوق المرأة والطفل.
تقرأوا ما يحدث في محافظة نينوى من خراب تحت أيدي داعش وأتكلم بكل حزن عن المرأة التي يُقتل أبنها أمامها ويقتل زوجها وتقتل هي أيضاُ، والمرشحة في الانتخابات تقتل موظفين وجنود وشرطة كل مواطني المجتمع العراقي قتلوا.
إن الذين سيطرت عليهم داعش وحاربوها سواء من كل الجهات الأمنية فمحافظة نينوى عانوا وضحوا وهدمت البيوت، وحتى الآن توجد جثث تحت الأنقاض.
فكل الجرائم التي ارتكبت في العالم ارتكبتها داعش في العراق.
ماهى تصورات المستقبل لأبناء القبائل العربية ؟
أتوقع أنه سيكون للقبائل العربية دور كبير في إعادة الإعمار وإعادة التعايش السلمي في محافظة نينوى والعراق ككل، وأؤكد على محافظة نينوى كون داعش سيطرت على محافظة نينوى مدة طويلة واستطاعوا أن يفككوا اللحمة الوطنية في المحافظة واستطاع أن يفككوا التعايش السلمي الموجود في محافظة نينوى.
واليوم العشائر هي التي تجمع وتعيد هذه اللحمة من الشمال العراقي للجنوب العراقي، حيث تقع مسئولية هذا على كل العشائر، فكل عشائر العراق لها دور ومسئولية في إعادة لحمة العراق وإعادة التعايش السلمي بين مكونات المجتمع العراقي ككل، وأيضاً استمرار المحافظة على وحدة العراق، والتوعية لأبنائها أن يقدموا المصلحة العامة على المصلحة الشخصية وأن يدافعوا وأن يتطوعوا وأن ينخرطوا في العمل العسكري للحفاظ على الأمن، فعليهم أن يثقفوا المواطنين وأفراد القبيلة وتشجيعهم على ضرورة تعاون القبيلة مع الأجهزة الأمنية وضرورة خدمة المصلحة العامة وخدمة العراق قبل الخدمة الشخصية.
دعم الحكومة ضروري جداً، فاليوم نحن مقبلون على مرحلة انتخابات في 15/5 وندعو العشائر أن تثقف نفسها، يجب أن يكون للعشائر دور مهم في الانتخابات للتثقيف وللمشاركة في الانتخابات، فإن لم تشارك دور في هذا الموضوع فإن لم يحاسب نفسه يحاسب العشيرة، فمن يحس إنه مرتبط وترشحة العشيرة سيفكر مأئة مرة وسيحارب الفساد وسيؤثر على سمعة أهله وعلى سمعة عشيرته، لذلك حفاظاً على العراق ندعو العشائر أن تتحمل مسئولية الدعوة بالمشاركة في الانتخابات، وهؤلاء المرشحون لابد أن يكونوا على درجة كبيرة من النزاهة والمسئولية، وسينعكس هذا الموضوع على سمعة العشيرة وعلى سمعة الأهل.
ما هي مقترحاتك لكي تعود القبائل لدورها المنشود في المنطقة ولإنقاذ الأوطان فى الوضع الراهن والمستقبل؟
يجب أن تكون هناك نوع من المرجعية وتكوين مجلس عشائر مكون من كل عشائر العراق لكي يستطيع أن يتواصل مع مجالس عشائر بقية الدول العربية.
يجب أن يكون مجلس عشائر في كل دولة، حيث يعمل بداخل الدولة وبتنسيق أيضاً مع المجالس العربية بالدول العربية.
وهذا الأمر ضروري جداً خصوصاً في الوقت الحاضر، الآن العراق بدأ يدخل نحو حاضنته العربية ومن الملاحظ وجود جولات في كثير من الدول العربية في سورية ومصر والكويت والإمارات وجولة كانت وستكون هناك جولات بعودة العراق إلى الوطن العربي.
ما رأيكم بمجلس قبيلة النعيم في سورية وبلاد الشام؟
أقول أننا لا يمكن أن نستغني عن الإعلام، فالإعلام يسلط الضوء على كل شيء.
فعند تشكيل هذه المجالس طبعاً أكيد تغطية إعلامية يعمل على توصيل الرسالة لإيصال الرسائل، وأتوقع عندما يشكل رئاسة المجالس أكيد سيكون هناك تسليط إعلامي على هذا وسيقدم المجلس نتائج له من العمل وستنشر ويكون قدوة لبقية المجالس العشائرية.
بدايةً ما هي السيرة الذاتية لحضرتك؟
الاسم فريد خالد الإبراهيمي، خريج كلية تربية قسم علوم فيزياء عام 1986م وحاصل على شهادة دولية من جامعة هارفرد الأمريكية بإدارة حل النزاعات من بغداد من الدورات التي أقامتها لمدة سنتين والورش التدربيبة فيها.
عضو مجلس النواب العراقي حالياً في الدورة الثالثة ومقرر لجنة العشائر ومواليد 1962م وأتقن اللغات العربية والإنجليزية.
وماذا عن طبيعة العلاقات العشائرية في العراق؟
العشائر مؤسسة اجتماعية قديمة وكبيرة في العراق في زمن الدولة الإسلامية وقد يكون قبلها، امتداها في المجتمع العراقي خاصة والعربي عامة وترتبط بعلاقات ودية ويهمها الكثير من مصلحة البلد واستقراره واستقرار الوطن.
العلاقات بين العشائر تكون على أساس الاحترام، وهي مجموعة من الأقارب والعوائل الذين تربطهم صلة نسب واحد يعيشون على بقعة جغرافية محددة قد تكون كبيرة أو صغيرة ولكن تمثل مجموع العشيرة ومكان استقرارها ويتواجد في أغلب العشائر أناس أخرين سكنوا مع هذه العشيرة نتيجة بطن معين حل بهم وأصبح جزء لا يتجزء من العشيرة في الحقوق والواجبات.
ويرتبط أبناء العشيرة الواحدة بقانون يسمى السنن وهي قوانين تنظم حياة العشيرة وتمنع الاعتداء فيما بينهم وتفصل السنن من خلال شيخ عشيرتها فيما بينهم لكل شخص حتى كل من يأخذ حقه بدون التجاوز على حقوق الآخرين.
وأنا شيخ عشائر آل إبراهيم من بغداد إلى الفرات في حدود الناصرية، توارثتها أباً عن جد يعني أكثر من 200 عام، والعشيرة مسئولية كبيرة فهي أرواح الناس ومن واجبات شيخ العشيرة الحفاظ عليهم وهذا لا يعني أنه في مقام الدولة ولكن من الناحية الاجتماعية يجب مساعدتهم في كثير من الأمور.
وما دور القبيلة في حل النزاعات التي تحدث بين أبناء العراق؟
العشائر تربطها علاقات نسبية في عموم المنطقة ومن خلال الصداقات والعلاقات الطيبة بين شيوخ العشائر يجعل العشائر دوراً في حل النزاعات مع العشائر الأخرى.
فإذا كان هناك مشكلة أقصد عشيرة س و ص لم يستطيعوا أن يحلوه بسبب التعنت وهنا يمكن اللجوء لمُحكِم ثالث يختارونه فيما بينهم وأن يكون هذا المحكم يراعي الوجدان الذي يمتلكه ويحل مشكلتهم ومشهود لهم.
فالقانون لا يحل كل المشاكل، لأنه لا توجد به مرونة حيث يتعامل بالوقائع والدلائل وقد تكون هذه الوقائع مفبركة ولكنه هو المتسيد على الساحة فيضطروا الحكم بالقانون وقد يكون جائرا، عندكم مثل مصري يقول "ياما في السجن مظاليم" لا تكون وسعة أو مسافة أو مساحة أو حرية والبحث عن صغائر الأمور مثل شيخ العشيرة والقناعات التي تكون من الناس الموجودين الذين يتكلموا بما يرضي الله وجدورها وامتداها وأسبابها ومسبباتها فتكتمل الصورة عند المحكم العشائري، وأغلب الحلول تكون مرضية لكل الأطراف حتى إذا كان هناك أكثر من عشيرتين لأن رسالة العشائر سلام ومودة ومحبة وهذا واجب شيوخ العشائر أن يحافظوا على أبنائهم.
وهل تعدد القبائل بأيدولجياتها يشكل خطراً على العراق؟
أبداً لم تشكل العشائر خطرًا على العراق، الخطر يأتي من بعض الأفراد الذين ينتسبون باسم العشائر، فالعشيرة لها ميزة خاصة لأنها مؤسسة اجتماعية تسكن على أرض والأرض جزء من الوطن، أي أن سلامة الوطن هي سلامتنا والعشائر تبحث عن السلام والاستقرار.
وبالتالي أبداً لا تشكل خطراً بل العكس، حيث كانت في الماضي تحاول رد الخطر وهذا ما لاحظناه منذ عام1920 في التاريخ الحديث ومنذ عام 1914 بدخول الإنجليز للعراق وهذا على الأقل للتاريخ الحديث وحتى الآن، وفي السنين الأخيرة عام 2007 م وعام 2008 م في مناطق العراق الغربية في محافظة الأنبار وصلاح الدين واستطاعت أن تطرد من أراضيها وعجزت الجيوش الأمريكية ومن معهم.
فالعشائر صمام أمان للوطن وليست خطرًا على الوطن، ولكن العشائر تبين قوتها عندما يمر الوطن بمحنة عندما يضعف القانون حتى يقوى الوطن والجيش والحكومة والقوات الأمنية لحمل النزاع من على أكتاف العشيرة حتى تستطيع الدولة في النهاية تتحمل مسئوليتها وتستقر العشيرة.
وأكلمك بصراحة، الحمل الموجود حيث أن ضعف القانون عبء كبير على شيوخ العشائر فالمسئولية كبيرة وليس هناك قانون ونحن لا نستغنى عن القانون، نحب أن ننظم المجتمع العشائري الموجود تحت سقف قانوني في العراق في رعاية الدولة وليست بديل عن الدولة.
وما هي المشاكل التي تواجه العشائر في العراق؟
المشاكل الرئيسية هو مَن يلبس زي العشائر ويتكلم باسم شيوخ العشائر ويخالف القانون هذه مشكلة رئيسية وكبيرة، ولطالما تكلمنا مع الدولة في سبيل أن ننظم القانون حتى نتجاوز هذه المرحلة ونضع حداً لكل متجاوز.
ولكن النتيجة تكون تهميشا من الدولة باعتبار سلطاتها الحسبية الموجودة لأنهم يخافون من قوة العشيرة باعتبارها تجمع بشري ونسبي موجود. وبالتالي إهمال العشيرة من قبل الدولة يبعد العشيرة عن المشاركة في إسناد الدولة وتعتبره تهميشًا معتمدًا.
ولذلك لابد للحكومة والأحزاب السياسية أن تحاول التقرب للعشيرة والعمل لمصالح الدولة قد يكون هذا ولكن بنسبة قليلة، فأهم ما يثبت الوضع ويعزز قوة العشيرة هو قانون العشائر العراقية الذي نعمل حالياً عليه حتى تصبح العشائر تحت سقف الدولة.
وماذا عن دور القبائل للحفاظ على وحدة العراق؟
القبائل العراقية عملت على وحدة العراق، لأن العراق بالأساس مجتمع به عشائر كثيرة في العراق الأوسط وامتدادات لها في المنطقة االشمالية والغربية .
ويوجد كذلك الشيعة والسنة لكن لا يفرقهم أحد كلهم في نسب واحد، وهذا عامل أساسي وناجح في الحفاظ على وحدة الشعب العراقي ورفض المسميات التي ينادي بها الأحزاب والتي يراها العشائر تقسيم لأرض العراق.
فمثلا عشيرة الجبور سنة وشيعة موجودين في البصرة في بابل والأنبار وفي بغداد وفي الموصل وعشيرة ال ابراهيم عشيرتي موجودين في البصرة وامتدادات العشائر العراقية وتوزيعها في المناطق الجغرافية لم يمانع من التواصل فيما بين أفراد العشائر وبعضها البعض، وحتى العلاقات النسبية موجودة بالتزاوج وهذه مسميات جاءت من بعض تغيير نظام الحكم عام 2003، عندما كنا ندرس في الإبتدائية وخصوصاً جيل الستينات و السبعينات فالاستعمار استخدم سياسة فرق تسد بين أبناء البلد الواحد حتى يستطيع أن يسيطر وحصدنا النتيجة عبر الدمار الذي حدث.
فقد وقفت العشائر وقفة أصيلة ضد هذه المسميات والتفريق فيما بينهم، ونحن الآن على علاقات طيبة جداً ليس الآن حتى 2004،2005،2006،2007، إلى هذا الوقت في علاقات طيبة جداً مع مشايخ وعشائر المناطق الغربية عندما نحل ضيوف عليهم أو عندما يحلون كانت ولا زالت العشائر العراقية رمزاُ لوحدة العراق.
هل يوجد تنظيم للقبائل في البرلمان العراقي وما قوته؟
العشائر احتلوا أماكن في البرلمان العراقي لكن ليس كتنظيم، فلم يكونوا كتنظيم كتلوي على الساحة السياسية العراقية، لكن شيوخ العشائر وصلوا وأغلبهم مستقلين من خلال كتل سياسية وطالبت بدخولهم تعزيز الكتلة لأن شيوخ العشائر الكبيرة لهم في حدود 20 ألف مصوت فهذه بالنسبة للأحزاب السياسية هذا أقل مايكون وقد يصل ل 50 ألف.
والكتل السياسية طلبت من شيوخ العشائر أن تدخل معها لتعزيز قوائمها بالأصوات حتى إذا كانوا الواحد يحصل ثلث هذه الأرقام مقبول عندهم لأن العشيرة أكبر من تنظيم في الحزب تقريباً موجود، ولكن تعرف أن الأحزاب لها مصادرها المالية والتمويل والعشائر العراقية لا تمتلك هذا.
لكن للأسف لا توجد كتلة عشائرية على مستوى الساحة السياسية العراقية، وليس الأمر مقتصرًا فقط على شيوخ العشائر بل يبعثون من أولادهم المهندسين، الأطباء، المهنين، الأكاديميين، القانونيين المثقفين والجامعيين الذين يصلون للقرار التشريعي في المجلس النيابي وممكن السيطرة على هؤلاء من خلال الكتلة ، فابن العشيرة يعرف أن هنالك من يحاسبه على كل صغيرة وكبيرة وأن مرجعة سيكون لبيته وعشيرته وممكن أن يرفض من بيته وعشيرته إذا أخطأ في حق نفسه وحق العراق وحق وطنه وشعبه.
القبائل والعشائر جزء من الجسم العربي يضعف بضعفه ويقوى بقوته. فهل هناك مشاريع تنموية لرد الروح للطيف القبلي؟
بالمناسبة القبائل والعشائر العراقية لها امتدادات في الوطن العربي فنحن عندنا في المملكة ومصر والمغرب وسوريا، ولنا تواصل مع كل أبناء العشائر وفي البحرين ودول الخليج وفي إيران أيضاً وحتى في تركيا، وكل القبائل العربية لها امتدادات لأن الشعب العربي شعب واحد.
لكن لا توجد مشاريع التنموية ، فنحن لا نريد أن نعود لزمن قبل الإسلام وغزوات وغير ذلك الموضوع خطر جداً إذا كان في تقوية القبائل، نحن نقوي الدولة نحن نفرض سيطرة القانون ولا نسمح فممكن أن تكون النفوس سليمة وممكن أن يستغلوا هذه وتبنى عصابات ومافيات ونحن بعيدون عن هذا الوضع.
هذا الموضوع حساس جدًا، وما أدعو إليه هو أن تكون العشيرة تحت سقف الدولة حيث يكون التنظيم والتعامل مع الدولة، بالمناسبة كل الأنظمة التي جاءت للحكم لم تستطع أن تلغي العشيرة، فالعشيرة كيان ووجود مستمر والعشائر باقية والكيانات السياسية والأحزاب السياسية تأتي وتزول وهذه ثابتة وباقية.
لكن أن نقوي القبائل العراقية والعربية بمشاريع تنموية كبيرة لا، هذا الموضوع ليس موجود حالياً، دائماً أقول انظر للجانب الخير من الأمر هذا ما يقلق ولكن أنظر للجانب قد يكون هناك بعض الشر الذي يقلق فنحذر منه.
وهل هناك تأثير لدور القبائل في سلطات الدولة الثلاث التفيذية والتشريعية والقضائية؟
كان عندنا قانون من عام 1920إلى عام 1950 يسمى بـ "الأعراف العشائرية" وكان معترف به وتحال إلىه القضايا التي يعجز عنها القانون الذي ذكرناه في أول اللقاء سابقاً، وقد كان في العهد الملكي.
لكن بعد قيام الجمهورية عام 1958 توقف هذا القانون إلى الآن، فالسلطات وخصوصاً القضائية تستعين بالعشائر في حل المشاكل وخصوصاً العشائرية.
وكيف يمكن الاستفادة من التجربة العراقية بالنسبة للعشائر السورية ؟
هذا الأمر منوط برؤساء العشائر العربية الموجودة فإذا كانوا يمتلكون من البعد النظري وفهم ومدركات وجودهم وممتلكاتهم وشدة تمسكهم بأرضهم ووطنهم، فيكون ذلك بالتأكيد في شكل تحالف وتعاون مع العشائر الموجودة في سوريا بغرض أن ينجحوا التجربة التي قامت في العراق ويقوموا على مقومات التجربة.
وما موقف القبيلة وباقي القبائل من داعش؟
داعش أو القاعدة أو أي محتل سابق أو قادم لاسمح الله الموقف واحد وهو رفض أي محتل أو إرهابي على الأرض العراقية.
التجربة التي حدثت من القاعدة وداعش الآن أعطت حافز للعشائر العراقية أنا أتكلم عن الأشخاص العراقيين الموجودين وهم الأغلبية المطلقة حيث أصبحوا أكثر حذراً وسرعة ردود أفعالهم والدفاع عن وطنهم وقراءة النوايا ستكون أكثر حذراً لأي غريب يدخل إلى العراق.
وماذا عن تصورات المستقبل لأبناء القبائل العراقية ؟
الكل يحلم بأن يكون هنالك وطن عربي كبير يجمع على العوامل المشتركة التاريخية من الدم والنسب والتاريخ والدين وأن يعيشوا في سلام.
وأنا أتمنى أن نكون أكثر تكاملاً في الاقتصاد ومساعدة بعضنا البعض وبما نمتلك من مكونات رزقنا الله بها في الوطن العربي.
وماذا عن المقترحات لكي تعود القبائل لدورها المنشود في المنطقة؟
في كل بلد لابد أن يكون بها قانون ويفضل إن كان قانون عربي عام، وعند إذن ستعود القبائل والعشائر لدورها المنشود في المنطقة بقوة أكثر وبصدق أكثر.
وصدقني أن الأمن داخل المجتمع يقوي الدولة لا يضعفها وأن يكون هناك تناغم بين العشائر وعلى شكل قوانين تنظم وجود العشائر والقبائل في كل بلد من البلدان العربية وأقول الوطن العربي وأقصد به العشائر والقبائل في كل بلد.
وهل يوجد تصور بين شيوخ القبائل وعوائلها وأبنائها لعمل كيان موحد يشمل جميع أبناء القبائل العراقية والشام والعربية بشكل عام؟
هذا على المستوي البعيد وسيأخذ فترة كبيرة ويجب أن يكون هناك قوانين داخل البلاد حتى يكون هناك ائتلاف عشائري أو سياسي كبير، ولا نحتاج هذا الائتلاف بقدر مانحتاج إلى قوة ارتباط القبيلة مع حكام العواصم بصورة أقوى حتى يكون هناك تكامل.
والعلاقة بين القبيلة والحاكم وأن يكون علاقتهم طيبة وأن يكون دور القبائل تحت سقف أي دولة من الدول العربية.
وما هي مقترحاتك لحل أزمة في العراق في الوضع الراهن والمستقبل؟
أولا أن يكون الحكام صادقين مع أبناء وطنهم
ثانيًا تنمية روح المواطنة للمواطن العربي
نحن لا يمكن أن نعيش بسلام واستقرار ومازالت هناك قضايا موجودة مثل قضية اسرائيل في الوطن العربي ويجب أن نصل لحل في كل الأحوال لإعادة الاستقرار في هذه المنطقة ونشعر بفترة تعايش سلمي وقبول الأخر والأفكار الأخرى الموجودة وهذه نقطة مهمة جداً حيث أصبح موضوع احتلال فلسطين شعارا بالنسبة لحكام العرب.
ماذا عن رأيك بمجلس قبيلة النعيم في سوريا وبلاد الشام؟
أيضاً قبائل النعيم موجودون في العراق.
المجلس خطوة جيدة ومباركة يعمل على توحيد الكلمة لما يصب في مصلحة الوطن حيث التواصل الموجود بين أبناء القبيلة وهو مجلس جيد جداً.
ندعو أن يكون هناك مجلس للقبائل العربية المتواصلة فيما بينها ف المناطق العربية وتوحيد الكلمة خصوصاً أنهم يعيشون في مصير واحد مشترك وبالتالي ما يصيب أحدهم سوف يأثر على الأخر.
كل التوفيق لهذا المجلس في الرؤية الحكيمة لمن أسسه، وكل التوفيق لهم في مواقفهم القادمة ان شاء الله.
ما هي السيرة الذاتية لحضرتك؟
أنا حنين محمود أحمد القدو، خريج كلية الإدارة والاقتصاد حيث حصلت على المركز الأول على الدفعة، والتحقت بالخدمة العسكرية وتخرجت ضابط مجند في عام 1976.
وبعد أداء الخدمة العسكرية حصلت على منحة من الحكومة العراقية والتحقت بالدراسة في بريطانية في جامعة كينت كانتربريو ثم بجامعة جبردين حصلت على الدكتوراة.
ولكن لم أرجع للعراق بسبب الحرب العراقية الإيرانية، وعملت مع المعارضة في عام 1989.
رجعت بعد ضغوطات من قبل النظام السابق، والتحقت بالتدريس في جامعة البصرة وجامعة الموصل.
وبعد سقوط النظام السابق أصبحت أول شخص عضو في مجلس محافظة نينوى، وكنت عضو في اللجنة التحضيرية في انتخاب أو اختيار المرشحين، ثم دخلت انتخابات 2005 في الجمعية الوطنية وكنت عضو في لجنة صياغة الدستور العراقي وبعد ذلك دخلت أيضاً في إنتخابات مجلس النواب العراقي الدورة الأولى وأيضاُ حصلت على الوظيفة في 2010
حدث بيني وبين الأكراد صراع كبير على موضوع كركوك بما يسمى بالمناطق المتنازعة، الأكراد عملوا بشكل قوي جداً حتى أفشل في الانتخابات ورشحوا أحد الأشخاص من الشبك الموالي للأكراد ووصل إلى مجلس النواب العراقي.
لكن في عام 2014 رجعت مرة أخرى لمجلس النواب العراقي لتمثيل الشبك بمجلس النواب العراقي.
هذه السيرة الذاتية بشكل مختصر ولدي كثير من المطبوعات خارج العراق وأيضاُ داخل العراق باعتباري أستاذ بالجامعة.
ماذا عن طبيعة العلاقات العشائرية في العراق؟
العلاقات العشائرية في العراق علاقات جيدة لحد كبير، وأتكلم في الحقيقة عن العشائر العراقية بالرغم من وجود قسم من عشائر مثلاُ الجبور ربما طي وربما عشائر أخرى قسم منهم يسكنون في المناطق الغربية والمناطق الشمالية فهؤلاء من السنة، أما القسم الآخر الذين يسكنون في المناطق الجنوبية فهؤلاء من الشيعة.
لكن بدون شك تربطهم روابط قبلية وعشائرية، فهناك تنسيق وتبادل في الآراء ومواقف موحدة كل هذه العشائر العربية يؤكدون على الحفاظ على وحدة العراق.
ولم أجد في الوقت الحاضر أي إشكال أو خلافات حقيقية أو صدامات مسلحة بين عشائر العراق سواء كان من عشيرة الجبور، عشيرة شمر، من عشيرة الحديدية، عشيرة البومتيويت من الجغايفة والعشائر الأخرى الموجودة في العراق، وذلك بالرغم أن لكل عشيرة أيضاُ هناك فخذ لكل فخذ تسميات معينة لكل عشيرة هناك ولكن هناك أيضاً أفخاذ معينة ولكل فخذ رئيس معين محدد.
وبالرغم من كل هذا التباين والاختلاف في التركيبة العشائرية في العراق، ففي الحقيقة هي تركيبة جيدة ودائماً داعمة وساندة للحكومات العراقية المختلفة لأنها حريصة على وحدة البلد وعلى تحقيق الأمن والاستقرار.
فلم نجد أي إشكال مابين العشائر العراقية، العشائر الكردية في الواقع هناك عشائر كردية هناك الهيركية هناك السورشية وهناك الزبرية وهناك البرازنيين وهناك عشائر عديدة ومتعددة ما بين الأكراد.
إبان النظام السابق والأنظمة السابقة كانت عشائر السورشية والهيركية وعشائر الزبرية دائماً مع الحكومة العراقية، الحكومة الحاكمة ودائماً كانوا واقفين ضد عشيرة البرزاني وعشائر أخرى التي كانت تحاول بقدر الإمكان خلق الفوضى بالمناطق الشمالية حتى2003
كان هناك تشكيلات ما يسمى بأفواج الخفيفة تدعمهم الحكومة العراقية للتمرد الكردي إبان الحرب العراقية الإيرانية، وأيضاُ التمرد خلال الأيام السابقة خلال حكم أحمد حسن بكر أو عبد االكريم قاسم أو عبدالسلام عارف أو الحكومة المليكة.
في الوقت الحاضر بقيت العشائر متواجدة حتى مع تغير الوضع، للأسف لا زال هناك من يعارض، فمثلًا العشيرة الزبرية وقيادتهم لازال يعارضون سياسات البرزاني مع العشائر الأخرى، وأيضاً لا تزال عشيرة الهيركية وأيضاً السورشية.
لكن الأغلبية منهم انغمسوا في موضوع البيشمركة وموضوع الحكومة، وبالتالي قل موضوع تأثير هذه العشائر والعشائر الأخرى التي كانت تطالب موضوع حكم ذاتي للأكراد وحتى استقلال الحكم للأكراد.
هل تعدد القبائل بأيدولجياتها المختلفة يشكل خطراً علي العراق من وجهة نظر حضرتك؟
لا، بدون شك.
فإذا كانت هذه الأيدولوجيات لا تنسجم مع تطلعات الحكومة العراقية ولا تؤيد سياسة الحفاظ على وحدة العراق ودعم وحدة العراق، فهذا بدون شك يشكل خطر كبير لأنها قد تكون مصدر للمشاكل.
والآن هناك بعض العشائر في المناطق الجنوبية حيث توجد اختلافات عشائرية والتي قد تكون خلافات شخصية في بعض الأحيان، هذه الخلافات أدت لصدامات مسلحة كبيرة ما بين العشائر وإزهاق أرواح العديد من الناس وهذا مما تطلب لتدخل الحكومة العراقية.
عندما تكون الحكومة العراقية ضعيفة جدا يبرز دور العشائر وتبرز الخلافات ويبرز عدم وجود الأمن والأمان، أما عندما تكون الحكومة العراقية قوية كما شهدنا في الخمسين عام السابقة فإن هذه الخلافات تضمحل بلا شك ويظهر الكثير من الانسجام والتوافق سواء فيما يتعلق بموضوع الأيدولوجيات التي تكون دائماً تجاه دعم الحكومة العراقية.
كما أنه لدينا لجنة العشائر الموجودة بمجلس النواب العراقي والتي تحاول بقدر الإمكان توجيه أيدولوجيات ومواقف العشائر العربية بشكل عام تجاه دعم سياسات الحكومة والحفاظ على الأمن والأمان واستقرار وسيادة الدولة.
ما هي أهم المشاكل التي تواجه العشائر في العراق؟
أعتقد أن المشاكل الأساسية التي تواجه العراق أو الحكومة العراقية بشكل عام هو ضعف الخدمات في بعض المناطق والعشائر التي تعتبر أساس التركيبة الاجتماعية في العراق.
فعندما تتواجد خدمات ضعيفة في عشيرة ما بدون شك ستكون التركيبة العشائرية لهذه العشيرة مصدر للإشكالات والخلافات وقوة تأثير العشيرة ورئيس العشيرة كبير على أفراد العشيرة لكن عندما يكون هناك تقديم خدمات تعليم، مدارس، محو أمية، مراكز خدمية، صحة، رعاية طبية على الأقل يكون الولاء العراقي سواء للعشيرة أو بين العائلة يكون الولاء للعراق الحكومة العراقية التي بسببها الخدمات.
ولكن عندما تكون الخدمات مفتقرة ومفتقدة بكل شك سيبرز دور العشيرة بشكل كبير جداً وهذا يؤثر على مستوى التعليم ما بين العشائر.
فمثلًا بسبب ضعف الحكومة وعدم تواجدها بالمناطق الغربية، سهل ذلك عملية دخول الدواعش التنظيم الإرهابي للعراق وذلك من خلال محاولات التأثير واستغلال الوضع الاقتصادي السيء لكثير من أبناء العشائر ووجود المصالح الفكر الإرهابي والفكر المتطرف، وهذا بالتأكيد يشكل خطر على الحكومة العراقية بالتالي أعتقد أنه للحكومة العراقية دور كبير.
هل هناك مشاريع تنموية لرد الروح للطيف القبلي؟
هناك توجهين الحقيقة.
التوجه الأول هو أن وجود العشائر قد يعيق العمل التنموي وأيضًأ قد يكون عائق في بسط الأمن والسيطرة ونزع السلاح من العشائر.
أي أنه هناك من يعتقد أن التمسك بالقيم العشائرية قد يكون عائق كبير أمام المشاريع التنموية وتطويرها.
وهناك رأي آخر بالعكس تمامًا من هذا الموضوع، يعتقد أن وجود العشائر باعتبار العراق لها تركيبة اجتماعية خاصة، فهذه التركيبة في الواقع يمكن أن تستخدمها الحكومة في بسط الأمن والسيطرة.
لكن واقع الحال لا يسمح بوجود مشاريع تنموية كبيرة لأن الحكومة خلال عشرة سنوات الماضية كانت منشغلة بموضوع محاربة الإرهاب من عمليات إرهابية.
وكثير من العمليات الإرهاببة تم سيطرة الجيش عليها وإعادة تنظيم هيكلتها، بالإضافة إلى الحشد الشعبي وموضوع مقارعة الإرهاب كما نعرف.
في الواقع أصبح العراق هدفًا لكثير من بعض الدول الإقليمية لموضوع التأثير على السياسة العراقية ومحاولة إيجاد موضع قدم، وبالتالي الدول الإقليمية بدأت تشجع بعض المكونات العراقية مما أدى إلى تعطيل عملية التنمية ليس فقط بين العشائر والقبائل ولكن أيضاً داخل الحكومة العراقية أو الشعب العراقي بشكل عام.
هل هناك تفعيل لدور القبائل في سلطات الدولة الثلاث، التشريعية والتنفيذية والقضائية؟
الحقيقة لا يمكن تمثيل القبائل في السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية، ولكن بدون شك هناك الآن شخصيات موجودة في مجلس النواب العراقي في السلطة التنفيذية، فهم رجال ينتمون لعشائر معينة يعتزون بعشائرهم.
وإن كان وجود هؤلاء الأشخاص يمثلون القبائل والعشائر العراقية التي تمثل أساس التركيبة الجتماعية للعراق حيث أنها مبنية بشكل عام على موضوع العشائر والقبائل والأفخاذ وبالتالي لهم وجود كبير في السلطة التشريعية والتنفيذية.
يعني كل شخص الآن تسأله من أي عشيرة؟ يقول أنا من العشيرة الفلانية.
فإن كان هذا المقصود فبدون شك هم ممثلين من خلال بعض الشخصيات الموالين لهذه القبائل ولهذه العشائر.
لكن نحن نعتقد أن التأثير العشائري يصل إلى السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، وبالتالي يؤثر على أداء الحكومة العراقية ويؤثر على الفساد.
من المفترض أن ولاء الشخص لأي مؤسسة يكون أولًا ولاء للوطن وللبلد وللمؤسسة، فيجب أن يكون الولاء له أسبقية عن الولاء للعشيرة أو للمذهب أو لحزب معين، وهذه مشكلة كبيرة نعاني منها فالآن الكثير من الوزارات العراقية والمؤسسات الدولة العراقية مخصصة للون معين أو لطائفة معينة أو لحزب معين.
وهذا يؤدى لتوظيف الكثير من الشخصيات على أساس المعايير الذاتية الولاء للعشيرة والولاء للقبيلة والولاء للمذهب بدلًا من التركيز على الاعتبارات الموضوعاية والاستحقاقية والجدارة والأهلية، فلابد أن يكون هناك فصل في الحقيقة ولابد أن يكون هناك التركيز على مبدأ الكفاءة والجدارة في التوظيف.
أما عن تمثيل العشائر بشكل مباشر، هذه العشيرة الفلانية ترشح لك شخص على كل قد يكون لك شخص بمجلس النواب العراقي كرئيس عشيرة يمتلك عدد كبير من الأصوات وعشيرة كبيرة يصل لمجلس النواب العراقي بالرغم من إمكانيتها وقدراتها أعتقد هذا كلام به كثير من المشاكل.
وما رأيكم في تشكيل حزب سياسي مختص بالقبائل والعشائر؟ وهل تعتقد أن هذا الحزب سيكون إضافة للأحزاب في العراق؟
في الواقع كل الدول المتحضرة والمتقدمة يحكمها عدد قليل من الأحزاب، والآن في العراق هناك أكثر من مائتي حزب، وأعتقد أنه بوجود أكثر من مئاتي حزب يدخلون مجلس النواب العراقي ووجود قانون يسمح لهم بالدخول والترشيح، فإن ذلك سوف يضعف ويشل قدرة مجلس النواب العراقي على تشكل قوانين أساسية بسبب اختلافات وجهات النظر، هذه مشكلة أساسية يعني قد يكون هناك حزب يشكل من عشائر عربية لكن أعتقد الآن الموضوع تركيز.
ربما الأحزاب السياسية منقسمة لثلاث أحزاب أساسية ورئيسية في العراق:
أولًا التحالف الكردستاني بغض النظر عن وجود أعداد كبيرة من الأحزاب بهذا الحزب.
ثانيًا القوى السنية أيضاً وجود عدد كبير من الأحزاب داخله وتوجهات كثيرة.
ثالثًا الأحزاب الشيعية بالإضافة إلى بعض الأقليات الموجودة.
أعتقد أن هذا التصنيف موجود الآن، وحقيقة أتمنى أن يأتي يوم ونتجاوز التصنيفات العرقية والقومية والطائفية حتى نستطيع أن نشكل مجلس نواب عراقي غير متصارع غير متنافس منسجم لحد كبير في تشكيل القوانين الأساسية المهمة.
ما هو دوركم في العراق في مكافحة تنظيم داعش؟
كما تعرفون أن داعش وصل لتخوم بغداد واحتل حوالي 40% من مساحة العراق، وأسقط العديد من المحافظات واحتل نينوى والرمادي والأنباط وصلاح الدين وجزء كبير من ديالى.
والآن بسبب إعادة تشكيل القوات العراقية وبسبب موضوع الجهاد الكيفائي الذي أطلقة ياسين السيستاني هب العراقيون وخاصة الشباب وبدأوا بالعمليات وتحول الجيش العراقي والحشد الشعبي من موضوع الدفاع لعملية الهجوم. والآن تم تحرير كل الأراضي العراقية ماعدا جزء بسيط من الأنبار وجزء بسيط من كركوك "الحويجة"وإن شاء الله سوف يتم تحرير هذه المناطق.
ولكن لدينا مشكلة أخرى مع الأكراد كما تعلمون، وهو موضوع محاولتهم السيطرة على كركوك ومناطق أخرى وضمها لإقليم كوردستان وإعلان الدولة الكردية.
هذه مشكلة أخرى خلقتها السيد مسعود البرزاني من خلال دعم إسرائيلي ودعم أمريكي له.
كيف ترى مستقبل العراق؟
مستقبل العراق مضمون بقوة العراق بفرض الأمن وبسلطة القانون وهيبة الدولة على كل الأراضي العراقية، فإذا استطاعت أن تفرض هيبتها على الأراضي العراقية وتطبيق القانون وتطبيق الدستور العراقي بغض النظر عن التوجهات والسياسات المختلفة سوف يكون العراق بخير.
لكن هذه الحكومة ضعيفة، أعتقد أن العراق مستقبله مستقبل مشهود وربما يدخل في نفق مظلم للأسف.
ما هي مقترحاتك لحل الأزمات في العراق؟
والله اعتقد أن المشكلة الأساسية الأن هي أنه لا توجد قواسم وطنية مشتركة في كثير من الأحزاب وأتكلم حقيقة عن التحالف الكردستاني وأيضاُ القوى الأخرى.
التحالف الكردستاني هدفه الأساسي هو موضوع العراق وإمكانياته وإنشاء الدولة الكردية، وفي الحقيقة ذكرت مقترحًا وهو أن نمتلك قوة عسكرية كبيرة وقوة أمنية في موضوع منع الأكراد من الاستفتاء لأن هذا الاستفتاء غير شرعي وغير قانوني.
النقطة الثانية هو البدء بإعادة إعمار العراق وتعويض المتضررين، والبدء بحملة توعية كبيرة في المناطق التي كانت تحتلها داعش، وأيضاً تشغيل العاطلين وإيجاد فرص عمل لأن عندما تكون هناك أعداد كبيرة من الناس والشباب خاصة يعانون من الفقر ومن المشاكل المالية قد يُستَغلون من قبل تنظيمات أخرى.
ربما تظهر لنا مسميات جديدة وهذا يشكل خطرًا كبيرًا، ولكن إذا وضعنا استراتيجيات مختلفة يسموها أكثر من إستراتيجية معينة يعني مجموعة من الاستراتيجيات لحل المشاكل المعقدة يمكن أن نكون مجتمع أمن ومستقر، وبدون وجود هذا لا يمكن للعراق أن يتقدم.
هل التعدد في الأحزاب وفي الأيدولوجيات المختلفة لا يساعد بعملية التعجيل بعملية تقسيم العراق؟
لا، بدون شك.
هذه المشاكل أساسية فمثلا تقسيم وإعلان الدولة الكردية ومطالبة السنة بشتكيل إقليم خاص وجيوش لكل إقليم معين وربما الشيعة أيضاً ينادون بدولة شيعية ، وبالتالي يضمحل دور الحكومة المركزية وهذا مما يؤثر بشكل سلبي على الوضع الأمنى والاستقرار ليس فقط على العراق ولكن بالدول المجاورة سوريا وتركيا ولبنان وحتى في مصر.
نحن مع الأسف وذكرت لك السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو حكومة عراقية كبيرة ووضع استراتيجيات مهمة جداً.
وأقصد بالاستراتيجيات هنا هي استراتيجية التعليم، الصحة، وأيضاً تبني مبدأ المسامحة مع الآخرين وتعويضات. هذه ربما تمهد الأرضية وتخلق البيئة المناسبة لموضوع المصالحة الوطنية ومن ثم البدء بمرحلة جديدة.
في البداية ممكن نعرف السيرة الذاتية لحضرتك؟
بسام حسين علي أحمد الأرحبي، من قبيلة أرحب بمحافظة صنعاء.
المؤهل هندسة عملت في المجال الحقوقي والسياسي منذ عام 2011 وحتى الآن، كنت أحد طلائع الثورة الشبابية الشعبية ومسئول سكرتارية في إحدى الحركات الشبابية ثم كنت رئيس إتحاد شباب الأمة بساحة التغيير بصنعاء من ثم كنت رئيس ملتقى المعتقلين الأحرار وهو ممثل معتقلي الثورة الشعبية الشبابية بكافة محافظات الجمهور ثم غادرت للنرويج وفي دولة النرويج أنا رئيس اللجنة التحضيرية للجالية اليمنية.
اعطِ لنا لمحة عن القبائل باليمن؟
القبائل هي الركيزة الأساسية في المجتمع اليمني ولها عاداتها وتقاليدها الخاصة بها.
وهناك ما يتراوح بين مائة وأربعمائة قبيلة في اليمن. والقبيلة هي أبناء وأحفاد أبناء الرجل الواحد أو النسل الواحد إلى جد واحد قد يكون أحفاد أحفاد قد يكون نسل وترتيب القبيلة لرجل واحد.
بينما العشائر تختلف عن ذلك، فالعشائر هم أبناء العمومة وأوسع من ذلك.
والمجتمع اليمني ككل مجتمع قبلي ليس عشائري وإنما عشائر فقط، وتشكل القبائل باليمن نسبة 85% من المجتمع اليمني.
وكبرى قبائل اليمن سنقسمها بحسب المؤثرات في المشهد السياسي بداية أول أكبر ثلاثة قبائل في اليمن:
أولًا قبيلة مدحج من حيث العدد والسكان والمساحة هي أكثر قبيلة ولكنها تتواجد في المناطق الوسطى وقليل من الجنوب.
وقبيلة بكيل وهي تتواجد في الشمال وهي تأتي ثاني قبيلة من حيث العدد والسكان والمساحة
ثم قبيلة حاشد ولكن قبيلة حاشد هي القبيلة ذات النفوذ السياسي في اليمن والمسيطرة على زمام الأمور طوال العقود التي مضت بسبب انهيار الإمامة وظهور الجمهورية اليمنية في عام 1962 وقد كانت مشاركة في ذلك الأمر ومنذ تلك الفترة وهي مسيطرة تماماً في المشهد السياسي.
حيث كانت توجد ثلاث قوى سياسية رئيسية في اليمن وهي: المعارضة والسلطة ومعارضة المعارضة.
أما القوة الحاكمة فكانت في "الحزب الحاكم" المتمثل في المؤتمر الشعبي الآن والذي كان يترأسة الرئيس السابق علي عبدالله صالح من قبيلة حاشد، من منطقة صنعاء.
الأخرى وهي الآن نائب رئيس الجمهورية اليمنية المتمثل في الشرعية المدعومة من التحالف العربي هو علي محسن الأحمر وهو من قبيلة سنحان وهو من نفس قبيلة علي عبدالله صالح وهو نائب رئيس الجمهورية.
وهناك أيضاً عبدالملك الحوثي والمسيطر سيطرة الأمر الواقع في صنعاء والذي قتل علي عبدالله صالح قبل أيام وهذا أيضاُ من قبيلة حاشد، وهناك أيضاً شيخ مشايخ اليمن صادق الأحمر وهو من قبيلة حاشد.
أي أن حاشد تشكل الدولة العميقة وهي المتحكمة في زمام الأمور.
ماذا عن مصير القبائل بعد اغتيال الرئيس اليمني علي عبدالله صالح؟
القبيلة في المقام الأول تراعي مصالحها ومصالح أبنائها ولذلك تتحاشى الاصطدام مع القوى خشية الانهيار وقد تختلف تلك المصالح من قبيلة لأخرى حسب المستوى التعليمي والثقافي.
كان علي عبدالله صالح خلال فترة حكمه يهتم اهتمامًا كبيرًا بولاء المشايخ والقبائل، ولكن إذا عارضه أحد من مشايخ هذه القبائل يحاول التخلص منه أو استبداله بآخر، واعتمد بشكل رأسي على ولاءات هذه القبائل بما يسمى بتوب صنعاء أو قبائل الحزام القبلي الذي يوجد حول محافظة صنعاء وقد تخلوا عنه الفترة الماضية وكان يعمل حساب أن هذه القبائل ستدافع عنه لكنها تخلت عنه وكان لها مطلب من قبل حليفة الحوثيون.
ومصير هذه القبائل يختلف، فلا توجد قبيلة معينة تتجه اتجاه معين ولكن يوجد أفراد بسبب التأثير الكبير تتجه للأحزاب، فهناك أحزاب مخترقة جميع القبائل، فمثلًا حزب المؤتمر لديه جميع أنحاء الجمهورية من يمثله وحزب الإصلاح ثاني حزب في البلد ويوجد من يمثله في جميع هذه الأحزاب، وهناك تمرد من أبناء القبائل على زعماء هذه الأحزاب وحسب مصالحهم الشخصية .
وعليه فإنه لا يوجد مصير قبيلة معينة يتجه لاتجاه معين وإنما هناك تختلف الأدوار وهناك رد فعل من الأحزاب الموالية لعلي عبدالله صالح الموالية له فقط تنظر لسخط وقد تذهب للجانب الأخر وبعضها تكسب ولائها القوات الحوثية ويحاولون شرائها وقام الحوثيون أيضاُ بإعدام منازل كبرى قبائل اليمن
حتى الآن مصير االقبيلة يلتهم بزعيم القبيلة أو الانتماءات الحزبية حسب المصالح.
ماذا عن دور القبائل المطلوب في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد؟
حقيقة دور القبائل في هذا الوضع هو أن تقف على مسافة من الحرب القائمة وعدم الزج بهم في المعارك وتعمل على توعيتهم لأنها لا تستطيع السيطرة على أبنائها بسبب انتمائهم لحركات أخرى وأحزاب أخرى لكن لها دور كبير في التوعية والتراجع والحفاظ على القبيلة وتقف عاجزة حقيقة.
والمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون تقف ذليلة تقوم على إنهائها ولم يكن لها أي دور، وتستبدل نظام القبيلة بنظام الحوثيين فوضعهم حرج جداً ولكنهم يساهمون بقدر الإمكان.
• ماذا عن طبيعة العلاقات العشائرية في اليمن؟
العلاقات بين القبائل هي احترام وتبادل وتعايش، حيث هناك تبادل زراعي وترابط كبير جداً بين هذه القبائل كأنها جسد واحد، فهي متأثرة ومؤثرة بين بعضها البعض وهناك انسجام بينهم وقد تكون العادات والتفاليد متشابهة.
دور القبيلة في حل النزاعات بين أبناء القبائل في اليمن؟
هناك دور محوري، حيث معظم النزاعات التي تحدث بين أبناء القبائل فهي تُحَل بالأعراف والتقاليد وتسمى بالأعراف اليمنية وهي بالقانون اليمني تعتبر حكم محكمة ابتدائي ومكتوب هذا في الكتاب اليمني.
أي أنه إذا اختصم أحد أبناء القبيلة فيحكم بينهم شيخ القبيلة أو وجهات بين أبناء القبيلة قد يختارونها هم أو يذهبون إليها أو يفرض عليهم وغذا حكمت عليهم، قد يكون ذلك حكمًا تنفيذيًا، ولكن يحق للمتخاصمين أن يستأنفوا للمحكمة، وفي حالة الاستئناف تُحال القضية للدولة.
وهناك عادات وتقاليد خارج نطاق الدولة، ولكن الدولة تحاول استيعابها والدولة لها خطوط حمراء فإذا حدث خلاف بينها وبين إحدى القبائل تلجأ للعرف القبلي.
فخلال فترة حكم علي عبدالله صالح، عندما يخطئ الأمن في قتل أو إصابة أحد أبناء القبائل تلجأ الدولة للحكم القبلي أو تتوسط قبيلة أخرى وتعمل هذه الشيء. حقيقة النظام القبلي هو النظام الأكثر والفاعل.
هل تعدد القبائل بأيدولوجياتها المختلفة تشكل خطراً على اليمن؟
لا توجد أيدولوجيات مختلفة مع الدولة، ولكنه ارتباط مصالح مشتركة أي مصالح متبادلة وتظهر القبيلة بقيادة الدولة.
فالأيدولوجيات لا تتواجد في القبائل ولكن تتواجد في الحركات والكيانات السياسية مثل حزب الإصلاح وحركة الحوثيين، ففي البيت الواحد تجد هذا مؤيد لهذا الحزب وذاك مؤيد لهذه الحركة، فكل الحركات موجودة في كل القبائل.
فلا توجد قبيلة واحدة توجد تحت أيدولوجية معينة ولكن تحت تنظيمات وأيدولوجيات.
ماذا ترى بالنسبة للوضع السياسي؟ وهل يؤثر ذلك على اليمن؟
هناك تغيرات جزرية على مستوى الوضع الراهن في اليمن، حيث هناك حالة سخط غير عادية.
هناك حالة سخط كبيرة لدى القبائل وأبناء القبائل مما حدث من قبل الحوثيين من قتل على عبدالله صالح والتمثيل به بهذا الشكل ومن العنف الحاصل منهم، وعقب ذلك من إعدامات وتفجير منازل لوجهاء القبائل مما أثر على القبائل مما يؤثر ذلك على المستقبل من وجود تارات ومن تفتيت النسيج الاجتماعي في اليمن فحقيقاً ما يحدث الآن بالنسبة لليمن كارثة كبيرة جداً.
حدثني عن أهم المشاكل التي تواجه العشائر في اليمن؟
أولًا غياب الدولة لأن علاقة القبائل بالدولة علاقة مصالح متبادلة، فعندما تغيب الدولة فهي مشكلة كبيرة وعدم الاستقرار السياسي والمستجدات التي تحدث والأيدولوجيات التي تستجد في النسيج القبائلي والنسيبج الاجتماعي فهناك اختلاف وتحديات كبيرة للقبائل وأبنائها.
والانفتاح بهذا العصر عصر انفتاح المعلومات وهو يحدث تمرد لدى أبناء القبائل بسبب تحرر أبناء القبائل وعدم تقبلهم النظام القبلي هذا.
ماذا عن دور القبائل في الحفاظ عن وحدة اليمن؟
القبيلة بطبيعتها داعمة للألفة والمحبة والتآلف ولديها عادات وتقاليد وأمن وخطوط حمراء تضعها القبيلة ليستتب الأمن بها، وأيضاً هناك قبائل لها تواجد في الشمال والجنوب فهي تساعد على الوحدة خصوصاً هذه القبائل التي تتواجد في الوسط وهناك دور كبير لهذه القبائل.
هل هناك تفعيل لدور القبائل في سلطات الدولة الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية؟
لا يوجد هناك تفعيل لدور القبائل كقبيلة، ولكن كما ذكرت سابقاً يوجد أبناء القبائل في كل سلطات الدولة وجميع مرافق الدولة ليست عن طريق القبيلة ولا عن طريق أبنائها، فينخرطوا عن طريق الأحزاب السياسية يتوظفوا من خلالها وتتم عن طريق النطاق الجغرافي في الانتخابات أو ماشابه ذلك.
فقبيلة حاشد تضم أكبر حزبين في اليمن حزب الإصلاح وحزب المؤتمر.
ماهي التحديات التي تواجه القبائل في اليمن؟
التوجهات السياسية بمختلف أنواعها وخصوصاً التي تعتبر على الطابع الديني فهي تواجه القبائل، وأيضاً الأحزاب العلمانية فهي تواجه القبائل.
فهذه التوجهات بمجملها تعمل على بديل للقبائل والحد من نفوذ القبائل وتواجه هذه القبائل بشكل عام.
ماذا ترى عن الحوثيين؟
الحوثيون مشروع دخيل على المجتمع اليمني ولدية أيدولوجيات وأسس يريد إرغام الشعب اليمني عليها وهو مشروع عنصري يحاول أن يقسم الشعب اليمني لطبقات، فهم يرون الأخرون بنظرة دونية بينما يرون أنفسهم بأنهم طبقة طاهرة وأن بقية أبناء القبائل سخروا لخدمتهم وهي مشكلة في حد ذاتها.
فهي تقسم المجتمعات في حد ذاتها تقسيمًا عرقيًا على هذا القبيل.
وأيضاً المشروع الحوثي يتبني مشروع دول كبرى ويقوم بالوكالة لدول كبرى ويمزق النسيج الاجتماعي مما يؤدي ذلك لحروب طويلة المدى، وعلى مستوى القريب أرى أن الحوثيين سيدمرون المجتمع المدني وهم حقيقةً يدمرون ولكن إذا استمروا في الحكم استمروا في الحروب لأن مشروعهم لا يتطابق مع المجتمع الدولي فيجب مواجهة هذا المشروع والحوثيون يتوجهون من نشأتهم فيستخدمون البنادق للوصول للسلطة وهناك مشكلة أخرى فهم يخلقون العداوة مع الأخرين.
ما هو موقف القبائل في اليمن من الحوثيين؟
تنقسم في الحقيقة موقف القبائل في اليمن ما بين معارض ومؤيد ومحايد، وتختلف حسب الانتماءات الحزبية والمصالح الشخصية والاجتماعية وعلى المستوى التعليمي وغيرها على شخصية القبيلة، حيث يتم بناء الموقف في اليمن من قبل هذه القبيلة، فلا توجد قبيلة لديها فكرة محدده أو توحد في الرؤية فتجد في القبيلة الواحدة من هو مؤيد ومن هو معارض في القبيلة الواحدة، وتلك الإنقسامات بسبب الحزبية والسياسية وهذه الأشياء.
حدثني عن قبائل حشد؟
قبائل حشد كما ذكرت لكم هي الدولة العميقة وهي دولة داخل الدولة وهي المعارضة وهي السلطة، ولكن هناك نقطة حيث كانت السلطة في اليمن في العقود الماضية تحت رعاية علي عبدالله صالح ولكن عندما أتت الثورة الشعبية أولدت الثورة إنتاج نظام جديد برعاية المبادرة الخليجية والأمم المتحدة وتم الإتفاق على نقل الصلاحيات من عبدالله صالح للنائب الرئيس عبدربه منصور وهو من إحدى القبائل الأخرى من خارج قبيلة حاشد وهو من الجنوب.
فعندما رأوا أن القبيلة ستفقد السلطة وستفقد السيطرة وأنها فقدت فعلاً زمام الأمور، تحالف الحوثيون مع عبدالله صالح وهو الرئيس الشرعي وهم مختلفي الأيدولوجية والتوجه ومتضادين ونشأ بينهم ستة حروب فيما مضى وكلاهما من حاشد، فعندما رأوا أنها ستخرج خارج حاشد أتفقوا جميعاً وقاموا بفرض الإقامة الجبرية على الرئيس الذي انتخب وهو عبدربه منصور.
وعندما استعادوا السلطة والنفوذ عن طريق الإنقلاب على الرئيس الشرعي عبدربه منصور الذي هرب لدول الجواروبعدها استعادوا السلطة في صنعاء وماحولها، وبعد أن استعادوها قاموا بقتل بعضهم البعض.
فقتل الحوثيين علي عبدالله صالح وكان علي عبدالله صالح هو الخصم لهم لأنهم تخلصوا من الخصم الذي من خارج القبيلة، فقامت داخل القبيلة حتى انقض الحوثيون على علي عبدالله صالح وفي كل الأحوال المتصارعون هم من داخل هذه القبيلة وهي السلطة وهي المعارضة حتي السلطة المتمثلة في عبدربه منصور.
والآن لا تزال الأطراف متصارعة، ولا تزال الأرض قائمة، والشرعية المتمثلة في عبدربه منصور والداعمة من قبل التحالف العربي لديها المساحة الكبرى 85% وهي تسيطر على مأرب وحضر موت وعدن وعديد من المحافظات.
أما الحوثيون لديها أربع أو خمس محافظات، فقد سيطروا على صنعاء وبعض الداخل.
وفي صنعاء التعداد السكاني الأكبر لكن المساحة الكبرى تمتلكها الشرعية، وبالتالي نتوقع رؤية معركة كبيرة أما للحوثيين الانتصار أو الشرعية مدعومة بالتحالف العربي.
وفي الأخر ضحايا هذه الحرب هم أبناء القبائل.,